ما الذي كنت أملكُه سابقًا ولا أملكُه الأن؟
منذ بداية هذا العام وأنا أحاول مستميتًا أن اعرف أجابة هذا السؤال.. وكلما فكرت أجد أنني الأن أفضل، أفضل ألف مرة من نسختي القديمة، ولكني رغم ذلك أجد صعوبة بالغة في مصادقة الناس .. او بشكلٍ أدق لم يعُد الناس متلهفون لمصادقتي او نيل أعجابي كما كان يحدث مع نسختي القديمة، بكلمة واحدة منه فقط كان يجتمع قطيع من الناس حوله. ولكني اعتقد انه ربما كان أشجع..
حين أعود لرسائل نفسي السابقة للأخرين أجد كلماتٍ لا أكاد اصدق أنني ناطقها، لقد كنت شجاعًا ومتحدثًا بارعًا، رغم قله وعيه ونضجه إلا انه يهزمني الأن وانا أملك كل ما حلمنا بِه يومًا، وليس أن وحدتي تؤلمني، لا بل المشكلة أنها لا تؤلمني، ولكن ذاكرتي الضعيفة لا تُسعفني في تذكر تلك السنوات.. من كنت وكيف كنت، هل كنت فعلًا أجتماعيًا احب الناس ويحبونني ؟
مذكراتي التي دونتها في تلك السنوات تلفت مع هاتفي القديم، ولولا ذلك لكنت عرفت السر.. سر ( انا ) القديم..
ما الذي كان يملكه ولا أملكُه انا ؟
ما الذي كان يجعلهُ بتلك الشعبية بين الناس؟
كيف كان يتعامل مع الناس دون توتر؟ كيف يطيقهم ويطيقونه؟ هل كان تعيس الوجة مثلي؟ هل كان يشُعر بشيء ؟ اي شيء في حضرة الأخرين، ام انه مثلي يستمّد أنّسُه من وحدته!
كيف كان يقول شيء، أي شيء غير تعيس، هل كان يرتدي وجهًا غير وجهه الحقيقي ليتعايش معهم ؟ أم أنه أظهر تعاستنا وأحبّةُ الناس رغم ذلك ؟
كل حبيباتي الألف عرفتهم في تلك السنوات.. تلك السنوات الضائعة، كل لحظة حب، وكل نبضة قلب، لمسه يد، كلها أحسها انا القديم، استنفذ مخزوني من الحب كُله وتركني وحيدًا دون أحد، دون ذاكره لأحن بها حتى لتلك السنوات ..
ماذا كان يملك أنا القديم ولا أملكة أنا ؟
قلبًا.. كان يمتلك قلبًا ❤️🩹