هذه المرة ليست استراحة محارب، ليست هدنة لالتقاط الأنفاس أو استجماع القوة.. هذه المرة تركت كل شيء خلفي، دون نية للعودة، لم أعد أحمل في يدي سلاحًا، ولا في صدري قلبًا ينبض بالشغف أو الحنين.
هذه المرة، لم ألتفت، لم أحاول أن أُعيد جمع ما تبعثر، ولم أعد أهتم بما سقط مني في الطريق أردت فقط أن أمضي، أن أترك الماضي بأثقاله وذكرياته، بكل ما فيه من خسارات وانتصارات.. حتى قلبي ذلك الذي ظل يعاندني، قررت أخيرًا أن أتخلى عنه، أو ربما هو من قرر أن يتركني أولاً.
لم تكن المسألة شجاعة أو استسلامًا بل كانت يقينًا بأن بعض الرحيل هو النهاية، وأن هناك أشياء لا يمكن إصلاحها مهما حاولت.. الآن أمضي بخطوات ثابتة نحو المجهول، نحو شيء لا أعرفه، لكنني متأكد أنه خالٍ من كل ما أثقلني.