س: الكثير من الشباب تاه في الخلافات؟ ما الحل؟ من معه الحق؟
ج: من أراد الحق فليسلك الطريق الموصل إليه .. الإشكال هو أن عامة هؤلاء الشباب يقصرون في طلب الحق، ثم يشتكون من التباسه !
من أراد التعرف على تفصيل دين الله سبحانه وشرعه، لا يأخذه من المقاطع المبتورة القصيرة المشوهة، بل من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ..
ختمة واحدة للقرآن بتأمل وتدبر كفيلة بإبانة الطريق وبيان أهله وكشف خطأ المتشبع بما لم يعط ..
ادخل إلى القرآن متجردا من كل شيء إلا من قصد الحق ..
في كل زمان فتنة، وعند تأخر الزمان تزداد الفتن وتعظم حتى لا يرى من النور إلا الشيء اليسير كما جاء عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، ولا يكاد يسلم أحد من الإصابة بالفتن كما تواترت الأحاديث في ذلك ..
ومن فتن هذا العصر وأعظمها فتنة وسائل التواصل .. وهي مراتب أعظمها فتنة الشبهات ثم فتنة الشهوات ثم ضياع الأوقات ..
عامة الشبهات المعاصرة هزيلة ساذجة لا قيمة لها يتعجب المرء من تأثر الشباب بها، ومن وثوقية المتكلم الناشر لها وهو يعرض عقله أمام الناس بهذه الصورة المخجلة !
وكأن هذا الزمن هو المقصود بحديث أبي موسى الأشعري:
فقال بعضُ القومِ :يا رسولَ اللهِ ومعَنا عُقولُنا ذلك اليومِ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:لا ,تُنزَعُ عُقولُ أكثرِ ذلك الزمانِ ويَخلُفُ له هباءٌ من الناسِ لا عُقولَ لهم. وفي رواية: يحسبُ أكثرُهُمْ أنَّهُمْ على شيءٍ ولَيْسُوا على شيءٍ.
القصد:
الواجب على الشاب الحرص على طلب الحق والاجتهاد في سلوك الطريق الموصل إليه ..
وواجب القادر على التوجيه الاجتهاد في البيان، وحماية الشباب وحفظهم غاية الوسع والإمكان حتى يُنجي نفسه من السؤال غدا عن أمانة البلاغ .. والله هو الذي يختار من يهدي .. ولن يُفتن بالمفتونين إلا مفتون ..
(إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)
(يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
(مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ)