يَمضِي كَالسَّهْمِ فِي صَدرِ المَصِيرِ لَا يَنْظرُ خَلْفهُ إِلَّا لِيَشْهدَ كَيْفَ تَسَاقطَتْ أَشْبَاحُ التَّردُّدِ تَحتَ حَوافِرهِ يَعرِفُ الطَّرِيقَ وَلَو تَلَاثَمتِ السَّمَاءُ وَالأَرضُ بِالرَّمَادِ فَإِنَّ العَزمَ نُورٌ لَا تُطفِئهُ أَريَاحُ الشَّكِّ يَحمِلُ جَسدًا يُثْقِلهُ السَّيرُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ فِي جَناحِهَا زُرقَةُ السَّمَاءِ تَطلبُ الفَضاءَ وَلَا تَركَعُ إِلَّا لِحَقٍّ تَعرِفُهُ فَإِذَا مَا اسْتبَدَّ الظُّلْمُ وَضاعَ الصَّوْتُ فِي جَلَبةِ الضَّلَالِ، كَانَ صَهِيلهُ سَيْفًا يَشقُّ السَّكونَ، وَيُشهِدُ الأَرضَ أَنَّ الوَعدَ حَقٌّ وَأَنَّ الحَقَّ أَبَدًا لَا يُدَاسُ.