نزَلت بِنا البلوى، وأصابتنا المصائب، وقُتِل مِنّا ما قُتِل على مدار عام ونصف في هذِه الحرب
فرأينا أنفُسنا على العالم كأننا أولياء اللهِ في الأرض، ولسان حال الناس:
"اعملوا أهل غزَّة ما شِئتُم فإنَّهُ مغفور لكُم"
ننظُر إلى أنفُسنا نظرة استعلاء، ونرى العالم بنظرة دونية حقيرة مُتجاهلين تضحيات المُسلمين على مرِّ العُصور
بل إن أحدهم يتجرأ على مقام الصحابة رضوان الله عليهم قائلاً:
[ والله الصحابة ما شافوا اللي شفناه ]
ويقول آخر:
[ لو شافوا اللي شفناه كان ألحدوا زمان ]
يُخبرني أحد الإخوة أنّ بعض الناس كانوا يأكلون في نهار رمضان بحجّة الحرب، وأنهم يزعمون أنّ الله سيغفر لهم بسبب صبرهم -كما قالوا-
يسُب أحدهم الذات الإلهية بصوتٍ مُرتفع، فيقول الآخر
استغفر الله
[ الله يعينه، فقد كل أهله في الحرب ]
-نوع من التبرير واستحلال سب الله إذا نزلت المصيبة-
...
أعودُ بذاكرتي إلى الوراء لزمن النبيِّ صلى الله عليهِ وسلَّم
فتقرأ في سيرتهِ أنّ عائشة رضي الله عنها سألته:
[ حدثني بأشدِّ يومٍ مرّ عليك ]
فقال يا عائشة
"حينَ كُنتُ في الطائف، ضربوني وأدموني حتى هِمتُ على وجهي "
ولا أرجو مِنكَ سوى أن تتأمّل كيف خَشيَ على نفسهِ أن يكونَ هذا غضب مِن الله عليه إذ قال حينها:
[ إن لم يكُن بكَ عليّ غضبٌ فلا أُبالي ]
#اللهُمَّ_اهدِ_قومي_فإنَّهُم_لا_يعلمون