عِلم الذّكر
16.04.202520:58
باب الثناء على الله باب عظيم، به يفتح على نبينا محمد ▫️ يوم القيامة فيبدأ الله الحساب، فقد جاء في صحيح البخاري: "…ثُمَّ يُقالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ وقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأحْمَدُ رَبِّي بمَحامِدَ عَلَّمَنِيها، ثُمَّ أشْفَعُ…"، فيشفع رسول الله للعالمين فيبدأ الله الحساب بعد حمده.
وبه استفتح القرآن، وبه بدأ الخلق وبه ينتهي، وقد كان قتادة رحمه الله يقول: "افتتح أول الخلق بالحمد، وختم بالحمد"، وكما جاء في الحديث: "أي أمر لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر"..
باب عظيم لا تنقضي عجائبه ولا يدرك كل خيره، فما يزال يدر الخير على الخلق منه حتى في الجنة لأهل الجنة، فقد جاء في التفاسير عن الربيع بن أنس رحمه الله: "أنّ أهلُ الجنةِ إذا اشتهَوا شيئًا قالوا: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك. فإذا هو عندَهم".
وإن تحدثنا عما ورد فيه من فضل لما كفته المجلدات وحواشيها، ولكن أقول اللهم بلغنا أحب محامدك إليك التي تقربنا عندك وتغفر لنا بها ذنوبنا، والحمد لله رب العالمين.
وبه استفتح القرآن، وبه بدأ الخلق وبه ينتهي، وقد كان قتادة رحمه الله يقول: "افتتح أول الخلق بالحمد، وختم بالحمد"، وكما جاء في الحديث: "أي أمر لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر"..
باب عظيم لا تنقضي عجائبه ولا يدرك كل خيره، فما يزال يدر الخير على الخلق منه حتى في الجنة لأهل الجنة، فقد جاء في التفاسير عن الربيع بن أنس رحمه الله: "أنّ أهلُ الجنةِ إذا اشتهَوا شيئًا قالوا: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك. فإذا هو عندَهم".
وإن تحدثنا عما ورد فيه من فضل لما كفته المجلدات وحواشيها، ولكن أقول اللهم بلغنا أحب محامدك إليك التي تقربنا عندك وتغفر لنا بها ذنوبنا، والحمد لله رب العالمين.
09.03.202518:26
20.12.202405:19
《الرّب》
اسم (الرب) لله تعالى الاسم الذي دعا به أفضل الخلق وهم الأنبياء في مواضع كثيرة من القرآن، كقوله تعالى على ألسنة الأنبياء:
⬅آدم وحواء:
﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾
⬅ونوح:
﴿وَقالَ نوحٌ رَبِّ لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّارًا﴾
⬅وإبراهيم:
﴿رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ﴾
⬅وموسى:
﴿قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدريوَيَسِّر لي أَمريوَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني﴾
⬅وشعيب:
﴿رَبَّنَا افتَح بَينَنا وَبَينَ قَومِنا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيرُ الفاتِحينَ﴾
⬅ومحمد:
﴿رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾
⬅وداوود:
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾
⬅وزكريا:
﴿ رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ﴾
⬅وسليمان:
﴿ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾
وغيرهم...
عليهم الصلاة والسلام جميعا، فاستجيب لهم.
⬅وهو الاسم الذي دعا به أفجر الخلق إبليس فاستجيب له، فقال:
﴿قالَ رَبِّ فَأَنظِرني إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾. فاستجيب له.
والرب هو السيد، والمالك، والمتصرف، والمنعم، والمربي، والمصلح، والضار والنافع، والمعطي والممنع والله -تعالى- هو الرب بهذه الاعتبارات كلها وزيادة (١)
واسم الرب أحد الأسماء التي اختلف في كونها اسم الله الأعظم، وذهب إلى ذلك بعض أهل العلم لكونه يجري على ألسنة كل المخلوقين الكافر منهم والمؤمن، واستدلوا أيضا بما رواه الحاكم والطبراني أن أبا الدرداء وابن عباس -رضي الله عنهم- كانا يقولان: "اسم الله الأكبر رب رب" وقد حسنه الألباني.
والاختلاف في كونه الاسم الأعظم يدل في أقل الأحوال أنه اسم عظيم، ولولا ذلك لما اختلف في كونه الاسم الأعظم، ولا يغرنّك كثرة لهج الناس به على أطراف ألسنتهم واعتيادك سماعه، فليس الذي يعرف الاسم كالذي أخذه وآتاه الله إياه،
فالمعرفة بالله نوعان:
- معرفة إقرارية وهي التي يشترك فيها الناس، الْبر والفاجر والمطيع والعاصي.
- معرفَة حقيقية توجب الْحيَاء مِنْهُ والمحبة لَهُ وَتعلق الْقلب بِهِ والشوق إِلَى لِقَائِه وخشيته والإنابة إِلَيْهِ والأنس بِهِ والفرار من الْخلق إِلَيْهِ. (٢)
فتأمل أيها المؤمن العظمة في هذا الاسم وتأمل أن أصلح الخلق دعوا به فاستجيب لهم وأفجرهم كذلك، وأنت بينهما، فماذا يعيق الأكرم أكرم الأكرمين القريب المجيب عن إجابة دعوتك سوى حضور قلبك بيقينك وصدقك في مسألتك؟
تأمل ذلك جيدا ولا تكن أبخل الناس على نفسك.
---------
اسم (الرب) لله تعالى الاسم الذي دعا به أفضل الخلق وهم الأنبياء في مواضع كثيرة من القرآن، كقوله تعالى على ألسنة الأنبياء:
⬅آدم وحواء:
﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَإِن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ﴾
⬅ونوح:
﴿وَقالَ نوحٌ رَبِّ لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّارًا﴾
⬅وإبراهيم:
﴿رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ﴾
⬅وموسى:
﴿قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدريوَيَسِّر لي أَمريوَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني﴾
⬅وشعيب:
﴿رَبَّنَا افتَح بَينَنا وَبَينَ قَومِنا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيرُ الفاتِحينَ﴾
⬅ومحمد:
﴿رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾
⬅وداوود:
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾
⬅وزكريا:
﴿ رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوارِثينَ﴾
⬅وسليمان:
﴿ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾
وغيرهم...
عليهم الصلاة والسلام جميعا، فاستجيب لهم.
⬅وهو الاسم الذي دعا به أفجر الخلق إبليس فاستجيب له، فقال:
﴿قالَ رَبِّ فَأَنظِرني إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾. فاستجيب له.
والرب هو السيد، والمالك، والمتصرف، والمنعم، والمربي، والمصلح، والضار والنافع، والمعطي والممنع والله -تعالى- هو الرب بهذه الاعتبارات كلها وزيادة (١)
واسم الرب أحد الأسماء التي اختلف في كونها اسم الله الأعظم، وذهب إلى ذلك بعض أهل العلم لكونه يجري على ألسنة كل المخلوقين الكافر منهم والمؤمن، واستدلوا أيضا بما رواه الحاكم والطبراني أن أبا الدرداء وابن عباس -رضي الله عنهم- كانا يقولان: "اسم الله الأكبر رب رب" وقد حسنه الألباني.
والاختلاف في كونه الاسم الأعظم يدل في أقل الأحوال أنه اسم عظيم، ولولا ذلك لما اختلف في كونه الاسم الأعظم، ولا يغرنّك كثرة لهج الناس به على أطراف ألسنتهم واعتيادك سماعه، فليس الذي يعرف الاسم كالذي أخذه وآتاه الله إياه،
فالمعرفة بالله نوعان:
- معرفة إقرارية وهي التي يشترك فيها الناس، الْبر والفاجر والمطيع والعاصي.
- معرفَة حقيقية توجب الْحيَاء مِنْهُ والمحبة لَهُ وَتعلق الْقلب بِهِ والشوق إِلَى لِقَائِه وخشيته والإنابة إِلَيْهِ والأنس بِهِ والفرار من الْخلق إِلَيْهِ. (٢)
فتأمل أيها المؤمن العظمة في هذا الاسم وتأمل أن أصلح الخلق دعوا به فاستجيب لهم وأفجرهم كذلك، وأنت بينهما، فماذا يعيق الأكرم أكرم الأكرمين القريب المجيب عن إجابة دعوتك سوى حضور قلبك بيقينك وصدقك في مسألتك؟
تأمل ذلك جيدا ولا تكن أبخل الناس على نفسك.
---------
(١) ابن القيم - المدارج (١/٣٤)
(٢) كتاب الفوائد لابن القيم (١٧٠)
09.10.202405:34
انتبه إلى أن الّذي يتكلم هنا هو الله عز وجل، ويتكلم عن ماذا؟ عن نفسه، فهو موضوع الكلام سبحانه وتعالى، وليس الأمر كذلك فقط، بل يعظّم نفسه ويمتدحها..
قال مقاتل بن سليمان (تفسير مقاتل ٣/٢٣٨): "..ثم عظّم نفسه في هذه الآية"
وقوله تعالى {فَسۡـَٔلۡ بِهِۦ خَبِیرࣰا} معناه: "أنا الخبير بنفسي"
فجمعت هذه الآية بين عظمة المتكلم وموضوع الكلام فهو الله عز وجل، وعظمة الكلام ذاته فهو القرآن، وأثبت بعد ذلك أنه ليس لأحد أن يعرفه سبحانه كمعرفته بذاته، فهو الخبير، فامتاز تعالى بذلك دون أي أحد.
وأقول: هل من شيء يقصد تعلّمه أعظم من هذا؟
قال مقاتل بن سليمان (تفسير مقاتل ٣/٢٣٨): "..ثم عظّم نفسه في هذه الآية"
وقوله تعالى {فَسۡـَٔلۡ بِهِۦ خَبِیرࣰا} معناه: "أنا الخبير بنفسي"
فجمعت هذه الآية بين عظمة المتكلم وموضوع الكلام فهو الله عز وجل، وعظمة الكلام ذاته فهو القرآن، وأثبت بعد ذلك أنه ليس لأحد أن يعرفه سبحانه كمعرفته بذاته، فهو الخبير، فامتاز تعالى بذلك دون أي أحد.
وأقول: هل من شيء يقصد تعلّمه أعظم من هذا؟
16.04.202520:33
لن تجد في حياتك ولا حياة غيرك من حياة رجل صالح أو مَلَك مقرّب أعظم من أن يتحدث الملك عن نفسه، فكان موضوع الحديث هو تبارك وتعالى، والمتحدّث هو تبارك وتعالى..
وهذه الآية من أعظم آيات القرآن، فموضوعها هو الله جل جلاله، وهي حديث من الله على نفسه بالثناء..
وقد حوت على ثناءات هي من أعظم الثناءات عليه تبارك وتعالى في الفاتحة، وفيها ثناء على الله بالخلق والقدرة والملك والعلم والحكمة والخبرة..
فسبحان الله والحمد لله، اللهم افتح علينا فتوح العارفين المقرّبين في حمدك والثناء عليك.
وهذه الآية من أعظم آيات القرآن، فموضوعها هو الله جل جلاله، وهي حديث من الله على نفسه بالثناء..
وقد حوت على ثناءات هي من أعظم الثناءات عليه تبارك وتعالى في الفاتحة، وفيها ثناء على الله بالخلق والقدرة والملك والعلم والحكمة والخبرة..
فسبحان الله والحمد لله، اللهم افتح علينا فتوح العارفين المقرّبين في حمدك والثناء عليك.
09.03.202518:25
لماذا صيغ النبي محمد ﷺ أفضل صيغ الذكر؟
15.11.202410:34
من أوجه فضل الحمد عن باقي الذكر أن فيه معنى زائدا عن مجرد ذكر الله عز وجل، فعن سفيان الثوري أنه قال: "حمدُ الله ذكر وشكر، وليس شيء ذكراً وشكراً غيره"
أي ليس شيء من ذكر الله يجمع بين الشكر والذكر إلا الحمد، فالحمد لله على نعمة حمده.
أي ليس شيء من ذكر الله يجمع بين الشكر والذكر إلا الحمد، فالحمد لله على نعمة حمده.
03.10.202413:15
قال رسول الله 🤍:
(من قال إذا أوى إلى فراشِه: "الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني، الحمدُ لله الذي أطعمَني وسقاني الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ، اللهمَّ إني أسألُك بعزَّتِك أن تُنَجِّيَني من النارِ"
فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم)
(من قال إذا أوى إلى فراشِه: "الحمدُ لله الذي كفَاني وآواني، الحمدُ لله الذي أطعمَني وسقاني الحمدُ لله الذي منَّ عليَّ وأفضلَ، اللهمَّ إني أسألُك بعزَّتِك أن تُنَجِّيَني من النارِ"
فقد حمِدَ اللهَ بجميعِ محامدِ الخَلْقِ كلِّهم)
06.04.202507:51
عظمة وبركة قول: [إن شاء الله]
من المشهور بين الناس أنهم إذا أقدموا على أمور مهمة في حياتهم قاموا بدعاء الاستخارة لتتم لهم أمورهم إن كانت خيرا أو يصرفون عنها إن كانت شرّا..
ولكنهم يغفلون عن ذكر "إن شاء الله" واستشعاره، وقد جاء أن أعمال الأنبياء وهم خير البشر لا تتم إلا به أو تذهب بركتها إلا به..
فقد قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَلا تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ وَقُل عَسى أَن يَهدِيَنِ رَبّي لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَدًا﴾
ونسين هذا الذكر قطع الوحي عن رسول الله ▫️ أياما فأنزل الله الآية..
وقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله ▫️ قال: "قالَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ، فَقالَ له صَاحِبُهُ: إنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، ولَمْ تَحْمِلْ شيئًا إلَّا واحِدًا، سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قالَهَا لَجَاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ"
فنسيانه لهذا الذكر العظيم محق بركة أبنائه وجاء له بابن واحد معاق لا يجاهد بدلا من سبعين مجاهدين.
فلا تنس أن تعلق فعلك بمشيئة الله عز وجل، فإنك إن نسيته سيكون لك:
١- ألا يتم لك أمرك أصلا.
٢- أن يتم لك ناقصا كما حصل لسليمان، وإن ظننت أنه كاملا، فالغيب مخبأ.
وإن قلته تم لك أمرك وزيادة، وليس هذا بشرط الإيمان، فقد جاء في الحديث أن يأجوج يحفرون سد ذي القرنين كل يوم فيعود كما كان، حتى يولد لهم ابن مؤمن فيقول لهم قولوا: "إن شاء الله" فيفتح لهم ذلك اليوم ويخرجون، فانظر إلى آثارها وقوتها في تمام الأمور.
فعود لسانك عليها، وقلها مستشعرا لحقيقتها فما من شيء إلا هو بمشيئة الله، تبارك لك حياتك وتتم لم أمورك، والله الموفق.
من المشهور بين الناس أنهم إذا أقدموا على أمور مهمة في حياتهم قاموا بدعاء الاستخارة لتتم لهم أمورهم إن كانت خيرا أو يصرفون عنها إن كانت شرّا..
ولكنهم يغفلون عن ذكر "إن شاء الله" واستشعاره، وقد جاء أن أعمال الأنبياء وهم خير البشر لا تتم إلا به أو تذهب بركتها إلا به..
فقد قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿وَلا تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ وَقُل عَسى أَن يَهدِيَنِ رَبّي لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَدًا﴾
ونسين هذا الذكر قطع الوحي عن رسول الله ▫️ أياما فأنزل الله الآية..
وقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله ▫️ قال: "قالَ سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ علَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ، فَقالَ له صَاحِبُهُ: إنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، ولَمْ تَحْمِلْ شيئًا إلَّا واحِدًا، سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قالَهَا لَجَاهَدُوا في سَبيلِ اللَّهِ"
فنسيانه لهذا الذكر العظيم محق بركة أبنائه وجاء له بابن واحد معاق لا يجاهد بدلا من سبعين مجاهدين.
فلا تنس أن تعلق فعلك بمشيئة الله عز وجل، فإنك إن نسيته سيكون لك:
١- ألا يتم لك أمرك أصلا.
٢- أن يتم لك ناقصا كما حصل لسليمان، وإن ظننت أنه كاملا، فالغيب مخبأ.
وإن قلته تم لك أمرك وزيادة، وليس هذا بشرط الإيمان، فقد جاء في الحديث أن يأجوج يحفرون سد ذي القرنين كل يوم فيعود كما كان، حتى يولد لهم ابن مؤمن فيقول لهم قولوا: "إن شاء الله" فيفتح لهم ذلك اليوم ويخرجون، فانظر إلى آثارها وقوتها في تمام الأمور.
فعود لسانك عليها، وقلها مستشعرا لحقيقتها فما من شيء إلا هو بمشيئة الله، تبارك لك حياتك وتتم لم أمورك، والله الموفق.
02.02.202504:24
كان من هدي رسول الله 🤍 في غالب أحواله إذا تعجّب من أمر قال: 《سبحان الله!》
فعن عائشة 🩵: أنَّ امرأةً سألت النبيَّ 🤍 عن غسلها من المحيض، فأمرها أن تغتسل، قال: خذي فُرصةً من مسكٍ فتطهري بها، قالت: كيف أتطهر؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف؟ قال: سبحان الله! تطهري، تقول عائشة 🩵: فاجتذبتُها إليَّ، فقلتُ: تتبعي بها أثر الدَّم" (١)
وعن أبي هريرة 💚: "أنَّ النبي 🤍 لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنس منه، يعني: توارى من النبي 🤍، فذهب، فاغتسل، ثم جاء، فقال له النبيُّ 🤍: أين كنتَ يا أباهريرة؟، قال: كنتُ جنبًا؛ فكرهتُ أن أُجالسك وأنا على غير طهارةٍ، فقال: سبحان الله! إنَّ المسلم لا ينجس"(٢)
فعن عائشة 🩵: أنَّ امرأةً سألت النبيَّ 🤍 عن غسلها من المحيض، فأمرها أن تغتسل، قال: خذي فُرصةً من مسكٍ فتطهري بها، قالت: كيف أتطهر؟ قال: تطهري بها، قالت: كيف؟ قال: سبحان الله! تطهري، تقول عائشة 🩵: فاجتذبتُها إليَّ، فقلتُ: تتبعي بها أثر الدَّم" (١)
وعن أبي هريرة 💚: "أنَّ النبي 🤍 لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنس منه، يعني: توارى من النبي 🤍، فذهب، فاغتسل، ثم جاء، فقال له النبيُّ 🤍: أين كنتَ يا أباهريرة؟، قال: كنتُ جنبًا؛ فكرهتُ أن أُجالسك وأنا على غير طهارةٍ، فقال: سبحان الله! إنَّ المسلم لا ينجس"(٢)
١- صحيح البخاري (١١٥) ومسلم
٢- صحيح البخاري (٢٨٣) ومسلم (٣٧٢)
17.10.202413:43
(بالثناء على الله -عزّ وجلّ- يُرزَق الخلق]
فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله 🤍 قال لأصحابه في حديث طويل:
"إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: ... وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ." (١)
والتسبيح ثناء عليه تبارك وتعالى، وبه يُرزق الخلق كلهم، ومن المعلوم أن جميع المخلوقات تسبح لله لقوله:
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.
فكل المخلوقات تُرزق بالتسبيح، وقد جاء في أثر ضعيف عن أبي بكر الصدّيق 💚 أنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ 🤍:
"مَا صِيدِ صَيْدٌ، وَلَا عُضِّدَتْ عِضَاةٌ، وَلَا قُطِعَتْ وَشِيجَةٌ إِلَّا بِقِلَّةِ التَّسْبِيحِ" (٢)، فرزقوا بتسبيحهم وحرموا بنقصه.
فإن قيل: وكيف يُرزق الكافر وغير المسبّح من بني آدم؟
قلنا الجواب عن ذلك من وجوه:
- أن حملة العرش والملائكة يستغفرون للمؤمنين ذنوبهم من نقص تسبيحهم وغيره، قال تعالى: {وَٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِۗ}، وقال: {ٱلَّذِینَ یَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۖ..} فيرزق بنو آدم بتسبيح الملائكة لهم، وهذا من تسخير الله لبني آدم، فقد قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَآیَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ}.
- أن الكافر يُرزق بالمؤمن، فعن الإمام يحيى بن سلام أنه قال: ﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض﴾ يدفع عن المؤمنين بدينهم، ويدفع عن الكافرين بالمؤمنين، وقال قتادة بن دعامة: يبتلى المؤمن بالكافر، ويعافى الكافر بالمؤمن(٣).
- حِلم الرحمن تبارك وتعالى المخصوص ببني آدم، فقد قال تعالى: {وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُوا۟ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَاۤبَّةࣲ}، فيحلم على بني آدم نقص تسبيحهم وغيره، فلا يُحاسبون على ذلك في الدنيا كغيرهم من المخلوقات.
فسُبحان من لم يزده ثناء مخلوقاته له شيئا، وبه ازدادوا، وينبغي عليك يا طالب الرزق أن تكثر من ثنائك على من ينتهي إليه كل ثناء، فهذا مفتاح رزقك في الدنيا والآخرة.
فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله 🤍 قال لأصحابه في حديث طويل:
"إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: ... وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ." (١)
والتسبيح ثناء عليه تبارك وتعالى، وبه يُرزق الخلق كلهم، ومن المعلوم أن جميع المخلوقات تسبح لله لقوله:
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.
فكل المخلوقات تُرزق بالتسبيح، وقد جاء في أثر ضعيف عن أبي بكر الصدّيق 💚 أنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ 🤍:
"مَا صِيدِ صَيْدٌ، وَلَا عُضِّدَتْ عِضَاةٌ، وَلَا قُطِعَتْ وَشِيجَةٌ إِلَّا بِقِلَّةِ التَّسْبِيحِ" (٢)، فرزقوا بتسبيحهم وحرموا بنقصه.
فإن قيل: وكيف يُرزق الكافر وغير المسبّح من بني آدم؟
قلنا الجواب عن ذلك من وجوه:
- أن حملة العرش والملائكة يستغفرون للمؤمنين ذنوبهم من نقص تسبيحهم وغيره، قال تعالى: {وَٱلۡمَلَـٰۤئكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِۗ}، وقال: {ٱلَّذِینَ یَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ۖ..} فيرزق بنو آدم بتسبيح الملائكة لهم، وهذا من تسخير الله لبني آدم، فقد قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَآیَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ}.
- أن الكافر يُرزق بالمؤمن، فعن الإمام يحيى بن سلام أنه قال: ﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض﴾ يدفع عن المؤمنين بدينهم، ويدفع عن الكافرين بالمؤمنين، وقال قتادة بن دعامة: يبتلى المؤمن بالكافر، ويعافى الكافر بالمؤمن(٣).
- حِلم الرحمن تبارك وتعالى المخصوص ببني آدم، فقد قال تعالى: {وَلَوۡ یُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُوا۟ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَاۤبَّةࣲ}، فيحلم على بني آدم نقص تسبيحهم وغيره، فلا يُحاسبون على ذلك في الدنيا كغيرهم من المخلوقات.
فسُبحان من لم يزده ثناء مخلوقاته له شيئا، وبه ازدادوا، وينبغي عليك يا طالب الرزق أن تكثر من ثنائك على من ينتهي إليه كل ثناء، فهذا مفتاح رزقك في الدنيا والآخرة.
(١)- مسند الإمام أحمد (٦٥٨٣)
(٢)- أورده ابن حجر في المطالب العالية (١٤/ ١١٦)
(٣)- موسوعة التفسير بالمأثور، [سورة الحج - آية ٤٠]
27.03.202502:02
من أحد أسباب كون دعوة ظهر الغيب مجابة: أنها مجردة عن حظوظ النفس فيما لو دعوت في وجه أخيك وأردت بذلك ودّه ومحبته.
والله أعلم
والله أعلم
21.12.202414:22
عن المغيرة بن عتيبة، قال:
قال داود: يا رب، كيف أطيق شكرك، وأنت الذي تُنعِمُ عَلَيَّ ثم ترزقني على النعمة الشكر؟ فالنعمة منك، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك؟ قال: يا داود، الآن عرفتني حق معرفتي.
قال داود: يا رب، كيف أطيق شكرك، وأنت الذي تُنعِمُ عَلَيَّ ثم ترزقني على النعمة الشكر؟ فالنعمة منك، والشكر منك، فكيف أطيق شكرك؟ قال: يا داود، الآن عرفتني حق معرفتي.
الزهد للإمام أحمد (٦٩).
16.10.202402:59
[من فقه ذِكر الله]
قال تعالى: ﴿هُوَ الحَيُّ لا إلَهَ إلّا هُوَ فادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾
قال عبد الله بن عباس:
"من قال: لا إله إلا الله، فليقل على أثرها: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾" (١)
وعن سعيد بن جبير أنه كان يستحِبّ إذا قال: لا إله إلا الله، يتبعها: الحمد لله رب العالمين. (٢)
قال تعالى: ﴿هُوَ الحَيُّ لا إلَهَ إلّا هُوَ فادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾
قال عبد الله بن عباس:
"من قال: لا إله إلا الله، فليقل على أثرها: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾" (١)
وعن سعيد بن جبير أنه كان يستحِبّ إذا قال: لا إله إلا الله، يتبعها: الحمد لله رب العالمين. (٢)
(١)- أخرجه الطبري (٢٠/٢٥٧) والحاكم (٢/٤٣٨) والبيهقي في الأسماء والصفات (١٩٤)
(٢)- أخرجه الطبري (٢٠/٢٥٨)
显示 1 - 14 共 14
登录以解锁更多功能。