بعضُ العباراتِ التي رُوِّجتْ لها الحركاتُ النِّسويَّة – كقولهم: "يُرعِبُهم كونُكِ قويَّةً ومُثقَّفَة" – لم تكن كلماتٍ بريئة، بل كانت بوابةً لزرع أفكارٍ مسمومةٍ في عقولِ الفتياتِ، حتى غيَّرت نظرتهنَّ لأنفسِهنَّ، وشوَّهت فطرتهنَّ، ودفعتْهُنَّ لرفضِ طبيعتِهنَّ والتَّمرُّدِ على الأدوارِ التي خُلِقْنَ لأجلها.
لقد صُوِّرتِ الأنوثةُ على أنَّها ضعف، والطاعةُ خنوع، والاستقرارُ تخلُّف، حتى أصبحت المرأةُ تسعى جاهدةً لتكون نُسخةً مشوَّهة عن الرجل، لا تُشبهه حقًّا، ولا تُعبِّر عن ذاتها صدقًا.
لكن الحقيقةَ الثابتةَ أنَّ أوَّلَ وأكبرَ مَن يدفعُ ثمنَ هذا الفكرِ هي المرأةُ نَفسُها:
تفقدُ سكينتَها، وتعيشُ في صراعٍ داخليٍّ دائم.
تتعاملُ مع الرجُلِ بعقليَّةِ التحدِّي لا التفاهم.
ويغيبُ عنها المعنى العميقُ للتكاملِ، فتنشغلُ بالتنافُسِ والتشبُّه.
القوَّةُ الحقيقيَّةُ للمرأةِ لا تكونُ في رفعِ الصوتِ، ولا في تقليدِ الرجُلِ، بل في ثباتِها على فطرتِها، واعتزازِها بأنوثتِها، وفهمِها لدورها العظيم الذي جعله اللهُ تكريمًا لها لا حَبسًا، ورفعةً لا نُقصانًا.