يَارُبَىٰ الْوَادِي ||
سَاعَةٌ فِي الرِّيفِ ظِلِّ الرُّبَى
بَلْسَمُ الْهَمِّ وَتَرْيَاقُ الْعَلِيلِ
وَانْطِلاَقٌ شَاعِرِىٌ خَالِصٌ
لِلنُّهَى وَالْفِكْرِ مِنْ قَالٍ وَقِيلِ
حَيْثُ نُورُ الشَّمْسِ فِي آصَالِهَا
كَسَنَا الْقُبْلَةِ فِي الْخَدِّ الأَسِيلِ
وَالْسَنَا الشَّفَّافُ فِي أجْوَائِهَا
لَوْحَةٌ كُبْرَى مِنَ الْفَنِّ الأَصِيلِ
وَالْثَّرَى النَّائِمٌ فِي أحْضَانِها
يُوقِظُ الْقَلْبَ وَيُوحِي لِلْمُقُولِ
وَالصِّبَا النَّشْوَانُ فِي أَفْيَائِهَا
لآهِيـًا يَمْرَحُ كَالطِّفْلِ الْجَمِيلِ
تِلْكَ دُنْيـَا أنـَا مِنْهَا نَـفْـحَـةٌ
وَشُعـَاعٌ هَائِمٌ بـَيْنَ الْحُقُولِ
يَارُبَىٰ الْوَادِي وَياَ كُتْبـَانَـهُ
رَدِّدِي صَـوْتِي، وَغَنّّي بِهـَدِيلي
وَامْنَحِينِي سَـاعـَةً هـَادِئَـةً
مِنْ حَيـَاةِ الُّروحِ وَالصَّمْتِ الجَليلِ
وَأغْسِـلي قَلْبِي بِفَيْضٍ غَامِر
هَامِرٍ مِنْ كُلِّ يَنْبُوعٍ وَنِيـلِ
إنَّ فِي صَمْتِك مَعْنَىً رَائِعَاً
مِنْ نَهَاوِيمي وَبَحْرَانِ ذُهُولِي
أيُّ سِحْرٍ فِيك جَذَّابِ الرُّؤَى
عَبْقَرِيٌّ الْفَنٌّ رُوحِـيِّ ألْأُصُولِ
شَاعَ فِي أسْرَارِ قَلْبِي وَجَرَى
يـَغْمُرُ النَّفْسَ بِفَيْضٍ سَلْسَـبِيلِ.