10.05.202509:39
فقرعهم زَكَرِيّا فقبضها، ثُمّ قَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ «١» فِي مريم فذلك قوله وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً يَقُولُ رباها «٢» تربية حسنة فِي عبادة وطاعة لربها فبنى لها زَكَرِيّا محرابا فِي بيت المَقْدِس، وَجَعَل بابه وسطه، لا يصعد إِلَيْهِ أحد إِلَّا بسلم واستأجر لها ظئرا ترضعها حتى تحركت فكان يغلق عليها [٥٣ ب] الباب ومعه المفتاح لا يأمن عَلَيْهَا أحدا، يأتيها بطعامها ومصالحها وكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله فتكون مَعَ أختها أيليشفع بِنْت عِمْرَانَ- وهي مريم بِنْت عِمْرَانَ- أم يحيى «٣» فإذا طهرت ردها إلى محراب بيت المَقْدِس، وكان زَكَرِيّا يرى عندها العنب فِي الشِّتَاء الشديد البرد فيأتيها به جبريل- عَلَيْه السَّلام- من السماء وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ لها زَكَرِيّا: يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا يعني من أَيْنَ هَذَا فِي غَيْر حينه قالَتْ هَذَا الرزق هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ- ٣٧- فطمع عِنْد ذَلِكَ زَكَرِيّا فِي الولد فَقَالَ: إن الَّذِي يَأْتِي مريم بهذه الفاكهة فِي غَيْر حينها لقادر أن يصلح لي زوجتي ويهب لي منها ولدا.فذلك قوله: هُنالِكَ يعني عِنْد ذَلِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ «٤» لِي مِنْ لَدُنْكَ يعني من عندك ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً تقيا زكيا كقوله وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا «٥» إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ- ٣٨-
فاستجاب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكانا قَدْ دخلا فِي السن فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ فبينما هُوَ يصلي فِي المحراب حيث يذبح القربان إذا «١»برجل عَلَيْه بياض حياله وَهُوَ جبريل- عَلَيْه السلام-فقال: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى اشتق يحيى من أسماء اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ يعني من اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكان يحيى أول من صدق بعيسى- عليهما السَّلام- وَهُوَ ابْن ثلاث سنين، قوله الأول وَهُوَ ابْن ستة أشهر «٢» فَلَمَّا شهد يحيى أن عِيسَى من الله- عز وجل- عجبت بنو إِسْرَائِيل لصغره، فَلَمَّا سَمِع زَكَرِيّا شهادته قام إلى عِيسَى فضمه إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي خرقة وكان يحيى أكبر من عِيسَى بثلاث سنين، يحيى وعيسى ابنا خالة. ثُمّ قَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: وَسَيِّداً
يعني حليما وَحَصُوراً لا ماء له «٣» وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ- ٣٩- والحصور الذي
لا حاجة له فى النساء فَلَمَّا بشر زَكَرِيّا بالولد. قَالَ لجبريل- عَلَيْه السلام- فى المخاطبة قالَ رَبِّ أَنَّى يعني من أَيْنَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ «١» يَقُولُ ذَلِكَ تعجبا، لأنه كان قَدْ «٢» يبس جلده عَلَى عظمه من الكبر قالَ جبريل- عليه السلام- كَذلِكَ يعني هكذا قال ربك إنَّه يَكُون لك ولد اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشاءُ «٣» - ٤٠- أن يجعل ولدا من الكبير والعاقر لقوله قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ
فاستجاب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكانا قَدْ دخلا فِي السن فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ فبينما هُوَ يصلي فِي المحراب حيث يذبح القربان إذا «١»برجل عَلَيْه بياض حياله وَهُوَ جبريل- عَلَيْه السلام-فقال: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى اشتق يحيى من أسماء اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ يعني من اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكان يحيى أول من صدق بعيسى- عليهما السَّلام- وَهُوَ ابْن ثلاث سنين، قوله الأول وَهُوَ ابْن ستة أشهر «٢» فَلَمَّا شهد يحيى أن عِيسَى من الله- عز وجل- عجبت بنو إِسْرَائِيل لصغره، فَلَمَّا سَمِع زَكَرِيّا شهادته قام إلى عِيسَى فضمه إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي خرقة وكان يحيى أكبر من عِيسَى بثلاث سنين، يحيى وعيسى ابنا خالة. ثُمّ قَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: وَسَيِّداً
يعني حليما وَحَصُوراً لا ماء له «٣» وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ- ٣٩- والحصور الذي
لا حاجة له فى النساء فَلَمَّا بشر زَكَرِيّا بالولد. قَالَ لجبريل- عَلَيْه السلام- فى المخاطبة قالَ رَبِّ أَنَّى يعني من أَيْنَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ «١» يَقُولُ ذَلِكَ تعجبا، لأنه كان قَدْ «٢» يبس جلده عَلَى عظمه من الكبر قالَ جبريل- عليه السلام- كَذلِكَ يعني هكذا قال ربك إنَّه يَكُون لك ولد اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشاءُ «٣» - ٤٠- أن يجعل ولدا من الكبير والعاقر لقوله قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ
09.05.202511:47
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ يعني بالقرآن وهم ملوك بني إِسْرَائِيل من اليهود ممن «١» لا يقرأ الكتاب وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ يعني بالعدل بين الناس من مؤمني بني إِسْرَائِيل من بعد مُوسَى فَبَشِّرْهُمْ يا محمد بِعَذابٍ أَلِيمٍ- ٢١- يعني وجيع يعني اليهود لأن هؤلاء على دين أوائلهم [٥٢ أ] الذين قتلوا الأنبياء والآمرين بالقسط ثُمّ قَالَ- عَزَّ وَجَلّ-: أُولئِكَ الَّذِينَ فعلوا ذَلِكَ حَبِطَتْ يعني بطلت أَعْمالُهُمْ فلا ثواب لهم فِي الدُّنْيا وَلا فى الْآخِرَةِ لأن أعمالهم كَانَتْ فِي غَيْر طاعة اللَّه- عز وجل- وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ- ٢٢- يعني من مانعين يمنعونهم من النار أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يعني أعطوا حظا من التوراة يعني اليهود: كعب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك ابن الضيف، ويحيى بن عمرو، ونعمان بن أَوْفَى، وأبو ياسر بن أخطب، وأبو نَافِع بن قيس، وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ لهم: أسلموا تهتدوا وَلا تكفروا. فقال للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَحْنُ أهدى وأحق بالهدى منكم، ما أرسل اللَّه نبيا بعد مُوسَى. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
لَمْ تكذبون، وأنتم تعلمون أن الَّذِي أقول حق، فأخرجوا التوراة نتبع نحن،
وأنتم ما فيها، وهي بينكم فَإِنِّي مكتوب فيها أني نَبِيّ ورسول. فأبوا ذَلِكَ فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فيهم «١» أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ
يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ يعني التوراة لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ يعني ليقضي بينهم ثُمَّ يَتَوَلَّى يعنى بأبى فَرِيقٌ يعني طائفة مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ- ٢٣- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ بأن العذاب واجب عليهم فيها تقديم لقولهم إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ يعني الأربعين يومًا التي «٢» عَبْد آباؤهم فيها العجل لأنهم قَالُوا: إنهم أبناء اللَّه وأحباؤه. يقول: وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ عفو الله ما كانُوا يَفْتَرُونَ- ٢٤- يعني الَّذِين كذبوا لقولهم نَحْنُ أبناء اللَّه وأحباؤه. خوفهم اللَّه، فَقَالَ:
فَكَيْفَ بهم إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ يعني يوم الْقِيَامَة لا شك فِيهِ بأنه كائن «وَوُفِّيَتْ» كُلُّ نَفْسٍ بر وفاجر ما كَسَبَتْ من خير أَوْ شر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ- ٢٥- فِي أعمالهم قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ ربه- عَزَّ وَجَلّ- أن يجعل لَهُ ملك فارس والروم فِي أمته فنزلت قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ
مَنْ تَشاءُ يعني محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمته وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ يعنى الروم وفارس وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ محمدا وأمته وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ يعني الروم وفارس بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من الملك والعز والذل قَدِيرٌ- ٢٦- تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ يعني ما تنقص فِي الليل داخل فِي النهار حَتَّى يصير الليل تسع ساعات والنهار خمس عشرة ساعة. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ يعنى يسلط النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ «٣» وهما هكذا إلى أن تقوم الساعة. قوله- سبحانه-: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ فهو
الناس والدواب والطير خلقهم من نطفة وهي ميتة وخلق الطير من البيضة وهي ميتة [٥٢ ب] وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ يعني يَخْرُج اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- هَذِهِ النطفة من الحي وهم الناس والدواب والطير وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ- ٢٧- يَقُولُ- سُبْحَانَهُ- لَيْسَ فوقي ملك يحاسبني، أَنَا الملك أعطي من شئت بغير حساب، لا أخاف من أحد يحاسبني. قوله- سُبْحَانَهُ-: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ نزلت فِي حاطب بن أَبِي بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عن ذَلِكَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فيتخذونهم أولياء من غَيْر قهر فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ثُمّ استثنى- تَعَالَى- فَقَالَ: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً فيكون «١» بين أظهرهم فيرضيهم بلسانه من المخافة وَفِي قلبه غَيْر ذَلِكَ.
أن النبي- صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَالَ لهم: أسلموا تهتدوا وَلا تكفروا. فقال للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَحْنُ أهدى وأحق بالهدى منكم، ما أرسل اللَّه نبيا بعد مُوسَى. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
لَمْ تكذبون، وأنتم تعلمون أن الَّذِي أقول حق، فأخرجوا التوراة نتبع نحن،
وأنتم ما فيها، وهي بينكم فَإِنِّي مكتوب فيها أني نَبِيّ ورسول. فأبوا ذَلِكَ فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فيهم «١» أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ
يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ يعني التوراة لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ يعني ليقضي بينهم ثُمَّ يَتَوَلَّى يعنى بأبى فَرِيقٌ يعني طائفة مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ- ٢٣- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ بأن العذاب واجب عليهم فيها تقديم لقولهم إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ يعني الأربعين يومًا التي «٢» عَبْد آباؤهم فيها العجل لأنهم قَالُوا: إنهم أبناء اللَّه وأحباؤه. يقول: وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ عفو الله ما كانُوا يَفْتَرُونَ- ٢٤- يعني الَّذِين كذبوا لقولهم نَحْنُ أبناء اللَّه وأحباؤه. خوفهم اللَّه، فَقَالَ:
فَكَيْفَ بهم إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ يعني يوم الْقِيَامَة لا شك فِيهِ بأنه كائن «وَوُفِّيَتْ» كُلُّ نَفْسٍ بر وفاجر ما كَسَبَتْ من خير أَوْ شر وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ- ٢٥- فِي أعمالهم قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ ربه- عَزَّ وَجَلّ- أن يجعل لَهُ ملك فارس والروم فِي أمته فنزلت قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ
مَنْ تَشاءُ يعني محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمته وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ يعنى الروم وفارس وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ محمدا وأمته وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ يعني الروم وفارس بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من الملك والعز والذل قَدِيرٌ- ٢٦- تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ يعني ما تنقص فِي الليل داخل فِي النهار حَتَّى يصير الليل تسع ساعات والنهار خمس عشرة ساعة. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ- يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ يعنى يسلط النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ «٣» وهما هكذا إلى أن تقوم الساعة. قوله- سبحانه-: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ فهو
الناس والدواب والطير خلقهم من نطفة وهي ميتة وخلق الطير من البيضة وهي ميتة [٥٢ ب] وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ يعني يَخْرُج اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- هَذِهِ النطفة من الحي وهم الناس والدواب والطير وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ- ٢٧- يَقُولُ- سُبْحَانَهُ- لَيْسَ فوقي ملك يحاسبني، أَنَا الملك أعطي من شئت بغير حساب، لا أخاف من أحد يحاسبني. قوله- سُبْحَانَهُ-: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ نزلت فِي حاطب بن أَبِي بلتعة وغيره كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عن ذَلِكَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فيتخذونهم أولياء من غَيْر قهر فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ثُمّ استثنى- تَعَالَى- فَقَالَ: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً فيكون «١» بين أظهرهم فيرضيهم بلسانه من المخافة وَفِي قلبه غَيْر ذَلِكَ.
08.05.202511:49
الدرس ٣٢
06.05.202508:53
الدرس ٣٠
05.05.202516:14
الدرس ٢٩
04.05.202517:58
فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-:
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ «٢» بحذافة فيها حجر واحد وقُتِل معه ثلاثون ألفا، وطلب دَاوُد نصف مال طالوت، ونصف ملكه فحسده طالوت عَلَى صنيعه وأخرجه. فذهب دَاوُد حَتَّى نزل قرية من قرى بني إِسْرَائِيل، وندم طالوت عَلَى صنيعه، فَقَالَ فِي نفسه: عمدت إلى خير أَهْل الأرض بعثه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لقتل جالوت فطردته، وَلَم أفِ لَهُ وكان دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- أحبّ إلى بني إِسْرَائِيل من طالوت فانطلق فِي طلب دَاوُد فطرق امرأة ليلا من قدماء بني إِسْرَائِيل تعلم اسم اللَّه الأعظم وهي تبكي عَلَى دَاوُد فضرب بابها فقالت:
من هَذَا؟ قَالَ «٣» : أَنَا طالوت. فقالت: أَنْت أشقى الناس وأشرهم «٤» ، هَلْ تعلم ما صنعت؟ طردت دَاوُد النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان أمره من اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكانت لك آية فِيهِ من أمر الدرع وصفة أشماويل وظهوره عَلَى جالوت وقتل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-[به] أَهْل الأوثان فانهزموا. ثُمّ غدرت بداود وطردته هلكت يا شقي. فَقَالَ لها: إِنَّمَا أتيتك لأسالك ما توبتي. قَالَتْ توبتك أن تأتي مدينة بلقاء فتقاتل أهلها وحدك، فَإِن افتتحتها فهي توبتك فانطلق طالوت فقاتل أَهْل بلقاء وحده فقتل وعمدت بنو إِسْرَائِيل إلى دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- فردوه وملكوه، وَلَم يجتمع بنو إسرائيل لملك قط غير داود
عَلَيْه السَّلام فكانوا اثني عشر سبطا لكل سِبْط ملك بينهم «١» فذلك قوله- تبارك وتعالى-: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ يعني ملكه اثنا عشر سبطا وَالْحِكْمَةَ يعني الزبور وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ علمه صنعة الدروع، وكلام الدواب، والطير، وتسبيح الجبال، وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ يَقُولُ اللَّه- سُبْحَانَهُ- لولا دفع اللَّه المشركين بالمسلمين لغلب المشركون عَلَى الأرض، فقتلوا الْمُسْلِمِين وخربوا المساجد والبيع والكنائس والصوامع، فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ يَقُولُ لهلكت الأرض نظيرها إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها «٢» يعني أهلكوها وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ- ٢٥١- فِي الدفع عَنْهُمْ تِلْكَ آياتُ اللَّهِ يعني القرآن نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ- ٢٥٢- تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَهُوَ مُوسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم [٤٣ أ] من اتخذه خليلا وَهُوَ إِبْرَاهِيم- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم من أعطى الزبور وتسبيح الجبال والطير وَهُوَ دَاوُد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ومنهم من سخرت له الريح والشياطين وعلم منطق الطير وهو سليمان- صلى الله عليه وسلم-. ومنهم من يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين طيرا وَهُوَ عِيسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فهذه الدرجات يعني الفضائل. قَالَ تَعَالَى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ «٣»على بعض وَآتَيْنا يقول وأعطينا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ يعني ما كان يصنع من العجائب وما كان يحيي من الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين ثُمّ قَالَ: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يَقُولُ- سُبْحَانَهُ- وقويناه بجبريل- عَلَيْه السَّلام- ثُمّ قَالَ: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ يعني من بعد عِيسَى ومُوسَى وبينهما ألف نبى أولهم موسى وآخرهم عِيسَى مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ يعني العجائب التي كان يصنعها «١» الْأَنْبِيَاء وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فصاروا فريقين فِي الدّين فذلك قوله سُبْحَانَهُ-: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ يعني صدق بتوحيد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ بتوحيد اللَّه وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ- ٢٥٣- يعنى أراد ذلك يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ من الأموال فِي طاعة اللَّه مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ يَقُولُ لا فداء فِيهِ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ فِيهِ ليعطيه بخلة «٢»ما بَيْنَهُمَا وَلا شَفاعَةٌ فيه للكفار فِيهِ كفعل أَهْل الدُّنْيَا بعضهم فِي بعض فَلَيْس فِي الآخرة شيء من ذَلِكَ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ- ٢٥٤- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الَّذِي لا يموت الْقَيُّومُ القائم عَلَى كُلّ نفس لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ يعني ريح من قبل الرأس، فيغشى العينين، وَهُوَ وسنان بين النائم واليقظان.
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ «٢» بحذافة فيها حجر واحد وقُتِل معه ثلاثون ألفا، وطلب دَاوُد نصف مال طالوت، ونصف ملكه فحسده طالوت عَلَى صنيعه وأخرجه. فذهب دَاوُد حَتَّى نزل قرية من قرى بني إِسْرَائِيل، وندم طالوت عَلَى صنيعه، فَقَالَ فِي نفسه: عمدت إلى خير أَهْل الأرض بعثه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لقتل جالوت فطردته، وَلَم أفِ لَهُ وكان دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- أحبّ إلى بني إِسْرَائِيل من طالوت فانطلق فِي طلب دَاوُد فطرق امرأة ليلا من قدماء بني إِسْرَائِيل تعلم اسم اللَّه الأعظم وهي تبكي عَلَى دَاوُد فضرب بابها فقالت:
من هَذَا؟ قَالَ «٣» : أَنَا طالوت. فقالت: أَنْت أشقى الناس وأشرهم «٤» ، هَلْ تعلم ما صنعت؟ طردت دَاوُد النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان أمره من اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكانت لك آية فِيهِ من أمر الدرع وصفة أشماويل وظهوره عَلَى جالوت وقتل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-[به] أَهْل الأوثان فانهزموا. ثُمّ غدرت بداود وطردته هلكت يا شقي. فَقَالَ لها: إِنَّمَا أتيتك لأسالك ما توبتي. قَالَتْ توبتك أن تأتي مدينة بلقاء فتقاتل أهلها وحدك، فَإِن افتتحتها فهي توبتك فانطلق طالوت فقاتل أَهْل بلقاء وحده فقتل وعمدت بنو إِسْرَائِيل إلى دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- فردوه وملكوه، وَلَم يجتمع بنو إسرائيل لملك قط غير داود
عَلَيْه السَّلام فكانوا اثني عشر سبطا لكل سِبْط ملك بينهم «١» فذلك قوله- تبارك وتعالى-: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ يعني ملكه اثنا عشر سبطا وَالْحِكْمَةَ يعني الزبور وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ علمه صنعة الدروع، وكلام الدواب، والطير، وتسبيح الجبال، وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ يَقُولُ اللَّه- سُبْحَانَهُ- لولا دفع اللَّه المشركين بالمسلمين لغلب المشركون عَلَى الأرض، فقتلوا الْمُسْلِمِين وخربوا المساجد والبيع والكنائس والصوامع، فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ يَقُولُ لهلكت الأرض نظيرها إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها «٢» يعني أهلكوها وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ- ٢٥١- فِي الدفع عَنْهُمْ تِلْكَ آياتُ اللَّهِ يعني القرآن نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ- ٢٥٢- تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَهُوَ مُوسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم [٤٣ أ] من اتخذه خليلا وَهُوَ إِبْرَاهِيم- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومنهم من أعطى الزبور وتسبيح الجبال والطير وَهُوَ دَاوُد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، ومنهم من سخرت له الريح والشياطين وعلم منطق الطير وهو سليمان- صلى الله عليه وسلم-. ومنهم من يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين طيرا وَهُوَ عِيسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فهذه الدرجات يعني الفضائل. قَالَ تَعَالَى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ «٣»على بعض وَآتَيْنا يقول وأعطينا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ يعني ما كان يصنع من العجائب وما كان يحيي من الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين ثُمّ قَالَ: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يَقُولُ- سُبْحَانَهُ- وقويناه بجبريل- عَلَيْه السَّلام- ثُمّ قَالَ: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ يعني من بعد عِيسَى ومُوسَى وبينهما ألف نبى أولهم موسى وآخرهم عِيسَى مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ يعني العجائب التي كان يصنعها «١» الْأَنْبِيَاء وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فصاروا فريقين فِي الدّين فذلك قوله سُبْحَانَهُ-: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ يعني صدق بتوحيد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ بتوحيد اللَّه وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ- ٢٥٣- يعنى أراد ذلك يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ من الأموال فِي طاعة اللَّه مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ يَقُولُ لا فداء فِيهِ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ فِيهِ ليعطيه بخلة «٢»ما بَيْنَهُمَا وَلا شَفاعَةٌ فيه للكفار فِيهِ كفعل أَهْل الدُّنْيَا بعضهم فِي بعض فَلَيْس فِي الآخرة شيء من ذَلِكَ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ- ٢٥٤- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الَّذِي لا يموت الْقَيُّومُ القائم عَلَى كُلّ نفس لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ يعني ريح من قبل الرأس، فيغشى العينين، وَهُوَ وسنان بين النائم واليقظان.
10.05.202509:39
لما دعا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كعبا وأصحابه إلى الإسلام قالوا: نحن أبناء اللَّه وأحباؤه، ولنحن أشد حبا للَّه مما تدعونا إِلَيْهِ، فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لنبيه- صلى الله عليه وسلم- قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي عَلَى ديني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ما كان فِي الشرك وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ- ٣١- ذو تجاوز لما كان فِي الشرك رحيم بهم فى الإسلام قُلْ لليهود أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا يعني أعرضوا عن طاعتهما فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ- ٣٢- يعني اليهود إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً يعني اختار من الناس «١» لرسالته آدم ونوحا وَآلَ إِبْراهِيمَ يعني إِبْرَاهِيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب والأسباط، ثُمّ قَالَ: وَآلَ عِمْرانَ يعني مُوسَى، وهارون، ذرِّيَّة آل عِمْرَانَ اختارهم للنبوة والرسالة عَلَى الْعالَمِينَ- ٣٣- يعني عالمي ذَلِكَ الزمان وهي:
ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وكل هَؤُلاءِ من ذرِّيَّة آدم، ثُمّ من ذرية نوح، ثم من ذرِّيَّة إِبْرَاهِيم وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ- ٣٤- لقولهم نَحْنُ أبناء الله وأحباؤه ونحن [٥٣ أ] أشد حبا لله، عليم بما قالوا يعنى اليهود إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ بن ماثان اسمها «٢» حنة بِنْت فاقوز وهي أم مريم وهي حبلى، لئن نجاني اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- ووضعت ما فِي بطني، لأجعلنه محررا، وبنو ماثان من ملوك بني إِسْرَائِيل من نسل دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- والمحرر الَّذِي لا يعمل للدنيا وَلا يتزوج، ويعمل للآخرة، «٣» ويلزم المحراب فيعبد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِيهِ، وَلَم يَكُنْ يحرر «٤» فى ذلك
الزمان إِلَّا الغلمان فَقَالَ زوجها: أرأيت إن كان الَّذِي فِي بطنك أنثى؟ والأنثى عورة، كيف تصنعين؟ فاهتمت لذلك. فقالت حنة: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ- ٣٥- لدعائهما العليم ببذرهما يعني بالتقبل والاستجابة لدعائهما فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى والأنثى عورة «فيها تقديم» «١» يَقُولُ اللَّه- تَعَالَى- لنبيه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ «٢» ثم قالت حنة: وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وكذلك كان اسمها عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها يعني عِيسَى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ- ٣٦- يعني الملعون فاستجاب اللَّه لها فلم يقربها وَلا ذريتها شيطان وخشيت حنة ألا تقبل الأنثى محررة، فلفتها فِي خرق ووضعتها فِي بيت المَقْدِس عِنْد المحراب حيث يدرس «٣» القراء، فتساهم «٤» القوم عَلَيْهَا لأنها بِنْت إمامهم وسيدهم «٥» ، وهم الأحبار من ولد هَارُون أيهم يأخذها. قَالَ زَكَرِيّا وَهُوَ رئيس الأحبار أَنَا آخذها، أَنَا أحقكم بها، لأن أختها أمَّ يحيى عندي. فَقَالَ القراء: وإن كان فِي القوم من هُوَ أقرب إليها منك؟ فلو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها، ولكنها محررة وَلَكِن هلم نتساهم عَلَيْهَا من خرج سهمه فهو أحق بها. فاقترعوا فقال الله- عز وَجَلّ- لمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ» يعنى عندهم فتشهدهم «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ»حين اقترعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي أيهم يكفلها؟ أيهم يضمها.
ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وكل هَؤُلاءِ من ذرِّيَّة آدم، ثُمّ من ذرية نوح، ثم من ذرِّيَّة إِبْرَاهِيم وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ- ٣٤- لقولهم نَحْنُ أبناء الله وأحباؤه ونحن [٥٣ أ] أشد حبا لله، عليم بما قالوا يعنى اليهود إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ بن ماثان اسمها «٢» حنة بِنْت فاقوز وهي أم مريم وهي حبلى، لئن نجاني اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- ووضعت ما فِي بطني، لأجعلنه محررا، وبنو ماثان من ملوك بني إِسْرَائِيل من نسل دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- والمحرر الَّذِي لا يعمل للدنيا وَلا يتزوج، ويعمل للآخرة، «٣» ويلزم المحراب فيعبد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِيهِ، وَلَم يَكُنْ يحرر «٤» فى ذلك
الزمان إِلَّا الغلمان فَقَالَ زوجها: أرأيت إن كان الَّذِي فِي بطنك أنثى؟ والأنثى عورة، كيف تصنعين؟ فاهتمت لذلك. فقالت حنة: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ- ٣٥- لدعائهما العليم ببذرهما يعني بالتقبل والاستجابة لدعائهما فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى والأنثى عورة «فيها تقديم» «١» يَقُولُ اللَّه- تَعَالَى- لنبيه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ «٢» ثم قالت حنة: وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وكذلك كان اسمها عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها يعني عِيسَى مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ- ٣٦- يعني الملعون فاستجاب اللَّه لها فلم يقربها وَلا ذريتها شيطان وخشيت حنة ألا تقبل الأنثى محررة، فلفتها فِي خرق ووضعتها فِي بيت المَقْدِس عِنْد المحراب حيث يدرس «٣» القراء، فتساهم «٤» القوم عَلَيْهَا لأنها بِنْت إمامهم وسيدهم «٥» ، وهم الأحبار من ولد هَارُون أيهم يأخذها. قَالَ زَكَرِيّا وَهُوَ رئيس الأحبار أَنَا آخذها، أَنَا أحقكم بها، لأن أختها أمَّ يحيى عندي. فَقَالَ القراء: وإن كان فِي القوم من هُوَ أقرب إليها منك؟ فلو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها، ولكنها محررة وَلَكِن هلم نتساهم عَلَيْهَا من خرج سهمه فهو أحق بها. فاقترعوا فقال الله- عز وَجَلّ- لمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ» يعنى عندهم فتشهدهم «إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ»حين اقترعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي أيهم يكفلها؟ أيهم يضمها.
09.05.202511:47
الدرس ٣٣
07.05.202510:20
شَبَّه عَلَى اليهود كم تملك هَذِهِ الأمة من السنين والمتشابهات هَؤُلاءِ الكلمات الأربع فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ يعني ميل عن الهدى وَهُوَ الشك فهم اليهود فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ يعني ابتغاء الكفر وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ يعني منتهى ما يَكُون وكم يَكُون يريد بِذَلِك الملك. يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ كم يملكون من السنين يعني أمة محمد يملكون إلى يوم الْقِيَامَة إِلَّا أياما يبتليهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بالدجال. ثُمّ استأنف فَقَالَ:وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يعني المتدارسون علم التوراة فهم عَبْد الله بن سلام، وأصحابه [من] مؤمني أَهْل التوراة يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا يعني قليله وكثيره من عِنْد ربنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ- ٧-فما يسمع إلا أولو الألباب يعني من كان لَهُ لب وعقل يعني ابْن سلام وأصحابه: فيعلمون أن كُلّ شيء من هَذَا وغيره من عِنْد اللَّه، قَالَ ابْن سلام وأصحابه:رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا لا تمل قلوبنا يعني لا تحول قلوبنا عن الهدى بعد ما هديتنا كَمَا أزغت اليهود عن الهدى وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً يعني من عندك رحمة إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ- ٨- للرحمة.
ثُمّ قَالَ ابْن سلام وأصحابه، رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ يعني ليوم الْقِيَامَة إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ- ٩- فِي البعث بأنك تجمع «١» الناس فِي الآخرة
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني اليهود خاصة نزلت فِي كَعْب بن الأشرف لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ يعني لا «١» أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ- ١٠- يعنى اليهود
ثُمّ قَالَ ابْن سلام وأصحابه، رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ يعني ليوم الْقِيَامَة إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ- ٩- فِي البعث بأنك تجمع «١» الناس فِي الآخرة
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني اليهود خاصة نزلت فِي كَعْب بن الأشرف لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ يعني لا «١» أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ- ١٠- يعنى اليهود
05.05.202516:14
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في طاعة الله- عَزَّ وَجَلّ- كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ يَقُولُ أخرجت سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ لتلك الأضعاف عَلِيمٌ- ٢٦١- بما تنفقون الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ٢٦٢-[عند] الموت نزلت فى عثمان ابن عَفَّان- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- فِي نفقته فِي غزاة تبوك وَفِي شرائه «٦» رومة ركية بالمدينة وتصدقه «٧» بها عَلَى الْمُسْلِمِين، وَفِي عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- حين تصدق بأربعة آلاف دِرْهَم كُلّ دِرْهَم مثقال وكان نصف ماله.
04.05.202517:58
ثُمّ قَالَ- جلَّ ثناؤُهُ-: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ من الخلق عبيده وَفِي ملكه الملائكة وعزير وعيسى ابْن مريم وغيره مِمَّنْ يعبد مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ من الملائكة إِلَّا بِإِذْنِهِ يَقُولُ إِلَّا بأمره وذلك قوله- سُبْحَانَهُ- وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ يقول ما كان قبل خلق الملائكة، وما كان بعد خلقهم. ثُمّ قَالَ: وَلا يُحِيطُونَ يعني الملائكة بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ الرب فيعلمهم ثم أخبر عن عظمة الرب- جل جلاله- فقال- سبحانه-: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كلها. كل قائمة للكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع تحت الكرسي فى الصغر كحلقة بأرض فلاة. ثم أخبر عن قدرته فقال- عز وجل-: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما يَقُولُ وَلا يثقل عَلَيْه وَلا يجهده حملهما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ- ٢٥٥-[٤٣ ب] الرفيع فوق كُلّ خلقه العظيم فلا أعظم منه شيء، يحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه، أقدامهم تحت الصَّخرة التي تحت الأرض السفلى، مسيرة خمس مائة عام، وما بين كُلّ أرض مسيرة مائة عام، ملك وجهه عَلَى صورة الإِنْسَان وَهُوَ سيد الصور، وَهُوَ يسأل الرزق للآدميين، وملك وجهه عَلَى صورة سيد الأنعام يسأل الرزق للبهائم وَهُوَ الثور، لَمْ يزل الملك الَّذِي عَلَى صورة الثور على وجهه كالغضاضة منذ عُبِدَ العجل من دون الرَّحْمَن- عَزَّ وَجَلّ-، وملك وجهه عَلَى صورة سيد الطير وَهُوَ يسأل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- الرزق للطير وَهُوَ النسر. وملك عَلَى صورة سيد السباع وَهُوَ يسأل الرزق للسباع وَهُوَ الأسد. لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ لأحد بعد إسلام العرب إذا أقروا بالجزية، وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يقبل الجزية إِلَّا من أَهْل الكتاب فَلَمَّا أسلمت العرب طوعا وكرها قبل الخراج، من غَيْر أَهْل الكتاب، فكتب النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المنذر بن ساوى، وأهل هجر، يدعوهم إلى الْإِسْلام فكتب من محمد رسول الله إلى أَهْل هجر، سلام عَلَى من اتبع الهدى، أما بعد:إن من شهد شهادتنا، وأكل من ذبيحتنا، واستقبل قبلتنا،
ودان «١» بديننا. فذلك المسلم الَّذِي لَهُ ذمة اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وذمة رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِن أسلمتم فلكم ما أسلمتم عليه، ولكم عشر الثمر، ولكم نصف عشر الحب فَمنْ أبى الْإِسْلام فعليه الجزية. فكتب المنذر إلى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إني قرأت كتابك إلى أهل هجر فمنهم من أسلم، ومنهم من أبى، فأما اليهود والمجوس فأقروا بالجزية، وكرهوا الْإِسْلام فقبل النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهم بالجزية.
فقال منافقوا أَهْل المدينة:
زعم محمد أَنَّهُ لَمْ يؤمر أن يأخذ الجزية إِلَّا من أَهْل الكتاب فَمَا باله قبل من مجوس أَهْل هجر، وقد أبى ذَلِكَ عَلَى آبائنا وإخواننا حَتَّى قاتلهم عَلَيْه، فشق عَلَى الْمُسْلِمِين قولهم، فذكروه «٢» للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنزل اللَّه- عز وجل- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... آخر الآية «٣» .
وأنزل الله- عز وجل- لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ بعد إسلام العرب قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ يَقُولُ قَدْ تبين الضلالة من الهدى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ يعني الشَّيْطَان وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ بأنه واحد لا شريك لَهُ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى يَقُولُ أَخَذَ الثقة يعني الْإِسْلام التي لَا انْفِصامَ لَها يقول لا انقطاع له دون الجنة وَاللَّهُ سَمِيعٌ لقولهم عَلِيمٌ- ٢٥٦- به اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يعني ولي الْمُؤْمِنِين بِاللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يعني من الشرك إلى الإيمان [٤٤ أ] نظيرها فِي إِبْرَاهِيم أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ «٤»لأنه سبق لهم السعادة من اللَّه- تَعَالَى- فى علمه فلما بعث النبي-
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يقبل الجزية إِلَّا من أَهْل الكتاب فَلَمَّا أسلمت العرب طوعا وكرها قبل الخراج، من غَيْر أَهْل الكتاب، فكتب النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى المنذر بن ساوى، وأهل هجر، يدعوهم إلى الْإِسْلام فكتب من محمد رسول الله إلى أَهْل هجر، سلام عَلَى من اتبع الهدى، أما بعد:إن من شهد شهادتنا، وأكل من ذبيحتنا، واستقبل قبلتنا،
ودان «١» بديننا. فذلك المسلم الَّذِي لَهُ ذمة اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وذمة رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِن أسلمتم فلكم ما أسلمتم عليه، ولكم عشر الثمر، ولكم نصف عشر الحب فَمنْ أبى الْإِسْلام فعليه الجزية. فكتب المنذر إلى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إني قرأت كتابك إلى أهل هجر فمنهم من أسلم، ومنهم من أبى، فأما اليهود والمجوس فأقروا بالجزية، وكرهوا الْإِسْلام فقبل النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهم بالجزية.
فقال منافقوا أَهْل المدينة:
زعم محمد أَنَّهُ لَمْ يؤمر أن يأخذ الجزية إِلَّا من أَهْل الكتاب فَمَا باله قبل من مجوس أَهْل هجر، وقد أبى ذَلِكَ عَلَى آبائنا وإخواننا حَتَّى قاتلهم عَلَيْه، فشق عَلَى الْمُسْلِمِين قولهم، فذكروه «٢» للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنزل اللَّه- عز وجل- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... آخر الآية «٣» .
وأنزل الله- عز وجل- لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ بعد إسلام العرب قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ يَقُولُ قَدْ تبين الضلالة من الهدى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ يعني الشَّيْطَان وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ بأنه واحد لا شريك لَهُ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى يَقُولُ أَخَذَ الثقة يعني الْإِسْلام التي لَا انْفِصامَ لَها يقول لا انقطاع له دون الجنة وَاللَّهُ سَمِيعٌ لقولهم عَلِيمٌ- ٢٥٦- به اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يعني ولي الْمُؤْمِنِين بِاللَّه- عَزَّ وَجَلّ- يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يعني من الشرك إلى الإيمان [٤٤ أ] نظيرها فِي إِبْرَاهِيم أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ «٤»لأنه سبق لهم السعادة من اللَّه- تَعَالَى- فى علمه فلما بعث النبي-
04.05.202517:57
الدرس ٢٨
10.05.202509:38
الدرس ٣٤
08.05.202511:50
فَقَالَ اللَّه- تبارك وتعالى-: «شَهِدَ اللَّهُ»أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ يشهدون بها وَأُولُوا الْعِلْمِ بالتوراة ابْن سلام وأصحابه يشهدون أَنَّهُ لا إله إِلَّا هُوَ، ويشهدون أن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قائِماً بِالْقِسْطِ يعني: قائم عَلَى كُلّ شيء بالعدل لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ- ١٨- فى أمره شهدوا إِنَّ الدِّينَ يعني التوحيد عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ثُمّ قَالَ: وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعني اليهود والنصارى فِي هَذَا الدّين إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ يعني بيان أمر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنهم كانوا مؤمنين بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قبل أن يبعث رسولا فَلَمَّا بعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ولد إسماعيل تفرقوا بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ يعني القرآن يعني اليهود ثُمّ خوفهم فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ- ١٩- كأنه قد جاء فَإِنْ حَاجُّوكَ يعني اليهود خاصموك يا محمد فى الدين فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ يَقُولُ أخلصت ديني للَّه وَمَنِ اتَّبَعَنِ عَلَى ديني فقد أخلص وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ يعنى أهل التوراة والإنجيل اليهود والنصارى أَأَسْلَمْتُمْ والإسلام اسم مشتق من اسم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أمر اللَّه- تَعَالَى- النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يدعوهم إلى الْإِسْلام فَقَالَ: أسلمت يعني أخلصت يَقُولُ فَإِنْ أَسْلَمُوا يعني فَإِن أخلصوا لَهُ يعني للَّه- عَزَّ وَجَلّ- بالتوحيد فَقَدِ اهْتَدَوْا من الضلالة وَإِنْ تَوَلَّوْا يَقُولُ فَإِن أبوا أن يسلموا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ يعنى بلاغ الرسالة وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ- ٢٠- بأعمال العباد
06.05.202508:53
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا فيضمحل وينقص وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ يعني ويضاعف الصدقات «٢» وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ- ٢٧٦- بربه- عَزَّ وَجَلّ- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ المكتوبة فِي مواقيتها وَآتَوُا الزَّكاةَ يعني وأعطوا الزكاة من أموالهم لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ٢٧٧- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلا تعصوه وَذَرُوا يعني واتقوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ٢٧٨-
نزلت فِي أربعة إخوة من ثقيف «١» مَسْعُود، وحبيب، وربيعة، وعبد ياليل، وهم بنو عمرو بن عُمَيْر بن عَوْف الثَّقَفيّ كانوا يداينون بني المُغِيرَة بن عَبْد اللَّه بن عُمَر ابن مَخْزُوم. وكانوا يربون «٢» لثقيف فَلَمَّا أظهر اللَّه- عز وجل- النبي- صلى الله عليه وسلم- عَلَى الطائف اشترطت ثقيف أن كل ربا لهم عَلَى الناس فهو لهم وكل ربا للناس عليهم فهو مَوْضُوع عَنْهُمْ فطلبوا رباهم إلى بني المُغِيرَة فاختصموا إلى عتاب بن أسيد بن أَبِي العيص بن أمية-
كان النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استعمله عَلَى مكة.وقَالَ لَهُ: أستعملك عَلَى أَهْل اللَّه.
وقالت بنو المُغِيرَة: أجعلنا أشقى الناس بالربا، وَقَدْ وضعه عن الناس؟ فقالت ثقيف:
إنا صالحنا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لنا ربانا فكتب عتاب إلى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المدينة «٣» . بقصة الفريقين. فأنزل الله- تبارك وتعالى- بالمدينة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني ثقيفا «اتَّقُوا اللَّهَ» «٤» وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا الآية. لأنه لَمْ يبق غَيْر رباهم إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فأقروا بتحريمه فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وتقروا بتحريمه فَأْذَنُوا يعني فاستيقنوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يعني الكفر وَإِنْ تُبْتُمْ من استحلال الربا وأقررتم بتحريمه فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ التي أسلفتم لا تزدادوا لا تَظْلِمُونَ أحدا إذا لَمْ تزدادوا عَلَى أموالكم وَلا تُظْلَمُونَ- ٢٧٩- فتنقصون من رءوس أموالكم. فبعث النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذه الآية إلى عتاب بن أُسَيْد بمكة فأرسل عتاب إلى بني عمرو بن عُمَيْر فقرأ عليهم الآية. فقالوا: بل نتوب إلى الله- عز وجل
- ونذر ما بقي من الربا فَإنَّهُ لا يدان «١» لنا بحرب اللَّه ورسوله فطلبوا رءوس أموالهم إلى بني المُغِيرَة فاشتكوا العسرة. فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَإِنْ كانَ المطلوب ذُو عُسْرَةٍ من القوم يعني بني المُغِيرَة فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ يَقُولُ فأجله إلى غناه كقوله- سُبْحَانَهُ- أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ «٢» يقول أجلنى وَأَنْ تَصَدَّقُوا [٤٨ أ] به كله عَلَى بني المُغِيرَة وهم معسرون فلا تأخذونه فهو خَيْرٌ لَكُمْ من أخذه إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- ٢٨٠-
نزلت فِي أربعة إخوة من ثقيف «١» مَسْعُود، وحبيب، وربيعة، وعبد ياليل، وهم بنو عمرو بن عُمَيْر بن عَوْف الثَّقَفيّ كانوا يداينون بني المُغِيرَة بن عَبْد اللَّه بن عُمَر ابن مَخْزُوم. وكانوا يربون «٢» لثقيف فَلَمَّا أظهر اللَّه- عز وجل- النبي- صلى الله عليه وسلم- عَلَى الطائف اشترطت ثقيف أن كل ربا لهم عَلَى الناس فهو لهم وكل ربا للناس عليهم فهو مَوْضُوع عَنْهُمْ فطلبوا رباهم إلى بني المُغِيرَة فاختصموا إلى عتاب بن أسيد بن أَبِي العيص بن أمية-
كان النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استعمله عَلَى مكة.وقَالَ لَهُ: أستعملك عَلَى أَهْل اللَّه.
وقالت بنو المُغِيرَة: أجعلنا أشقى الناس بالربا، وَقَدْ وضعه عن الناس؟ فقالت ثقيف:
إنا صالحنا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لنا ربانا فكتب عتاب إلى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المدينة «٣» . بقصة الفريقين. فأنزل الله- تبارك وتعالى- بالمدينة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني ثقيفا «اتَّقُوا اللَّهَ» «٤» وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا الآية. لأنه لَمْ يبق غَيْر رباهم إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فأقروا بتحريمه فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وتقروا بتحريمه فَأْذَنُوا يعني فاستيقنوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يعني الكفر وَإِنْ تُبْتُمْ من استحلال الربا وأقررتم بتحريمه فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ التي أسلفتم لا تزدادوا لا تَظْلِمُونَ أحدا إذا لَمْ تزدادوا عَلَى أموالكم وَلا تُظْلَمُونَ- ٢٧٩- فتنقصون من رءوس أموالكم. فبعث النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذه الآية إلى عتاب بن أُسَيْد بمكة فأرسل عتاب إلى بني عمرو بن عُمَيْر فقرأ عليهم الآية. فقالوا: بل نتوب إلى الله- عز وجل
- ونذر ما بقي من الربا فَإنَّهُ لا يدان «١» لنا بحرب اللَّه ورسوله فطلبوا رءوس أموالهم إلى بني المُغِيرَة فاشتكوا العسرة. فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَإِنْ كانَ المطلوب ذُو عُسْرَةٍ من القوم يعني بني المُغِيرَة فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ يَقُولُ فأجله إلى غناه كقوله- سُبْحَانَهُ- أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ «٢» يقول أجلنى وَأَنْ تَصَدَّقُوا [٤٨ أ] به كله عَلَى بني المُغِيرَة وهم معسرون فلا تأخذونه فهو خَيْرٌ لَكُمْ من أخذه إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- ٢٨٠-
05.05.202516:14
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ يعني قول حسن يعني دعاء الرجل [٤٥ ب] لأخيه المسلم إذا جاء وهُوَ فقير يسأله فلا يعطيه شيئًا يدعو بالخير لَهُ وَمَغْفِرَةٌ يعني وتجاوز عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يعطيه إياها يَتْبَعُها أَذىً يعني المن وَاللَّهُ غَنِيٌّ عما عندكم من الصدقة حَلِيمٌ- ٢٦٣- حين لا يعجل بالعقوبة عَلَى من يمن بالصدقة ويؤذي فيها المعطى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى يَقُولُ يمن بها فَإِن ذَلِكَ أذى لصاحبها وكل صدقة يمن بها صاحبها عَلَى المعطى فَإِن المن يبطلها «١» فضرب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- مثل لذلك: كَالَّذِي «٢» يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ يَقُولُ وَلا يصدق بأنه واحد لا شريك لَهُ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يَقُولُ وَلا يصدق بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال أَنَّهُ كائن فمثله يعني مثل الَّذِي يمن «٣» بصدقته كمثل مشرك أنفق ماله فِي غَيْر إيمان فأبطل شركه الصدقة كَمَا أبطل المن والأذى صدقة الْمُؤْمِن ثُمّ أخبر عمن مَنَّ بها عَلَى صاحبه فلم يعط عَلَيْهَا أجرا وَلا ثوابا ثُمّ ضرب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- لهما مثلا فَقَالَ فِي مثله: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ يعني الصفا عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ يعني المطر الشديد فَتَرَكَهُ صَلْداً يَقُولُ ترك المطر الصفا صلدا نقيا أجرد لَيْسَ عَلَيْه تراب فكذلك المشرك الَّذِي ينفق فِي غَيْر إيمان وينفق رئاء الناس وكذلك صدقة الْمُؤْمِن إذا منَّ بها، وذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا يقول لا يقدرون على ثواب شيء مما أنفقوا يَوْم الْقِيَامَة وذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ- مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى ثواب شَيْءٍ «٤» يَوْم الْقِيَامَة كَمَا لَمْ يبق عَلَى الصفا شيء من التراب حين أصابه المطر الشديد وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ- ٢٦٤- ثُمّ ذكر نفقة الْمُؤْمِن الذي يريد بنفقته وجه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا يمن بها فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يعني وتصديقا من قلوبهم فهذا مثل نفقة الْمُؤْمِن التي «١»يريد بها وجه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا يمن بها كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ يعني بستان فِي مكان مرتفع مستو «٢» تجري من تحتها الأنهار أَصابَها «٣» يعني أصاب الجنة وابِلٌ يعني المطر الكثير الشديد فَآتَتْ أُكُلَها يَقُولُ أضعفت ثمرتها فِي الحمل ضِعْفَيْنِ فكذلك الذي ينفق ماله للَّه- عَزَّ وَجَلّ- من غير من يضاعف لَهُ نفقته إن كثرت أَوْ قَلّت كَمَا أن المطر إذا اشتد أَوْ قل أضعف ثمرة الجنة حين أصابها وابل فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ أَي أصابها عطش من المطر وَهُوَ الرذاذ مثل الندى [٤٦ أ] وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ يعني بما تنفقون بَصِيرٌ- ٢٦٥- أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ هَذَا مثل ضربه- عَزَّ وَجَلّ- لعمل الكافر: جنة مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ يعني عجزة لا حيلة لهم فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ يعني ريح فيها نار يعني فيها سموم حارة فَاحْتَرَقَتْ يَقُولُ مثل الكافر كمثل شيخ كبير لَهُ بستان فِيهِ من كُلّ الثمرات وَلَهُ ذرِّيَّة أولاد صغار يعني عجزة لا حيلة لهم فمعيشته ومعيشة ذريته من بستانه فأرسل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- عَلَى بستانه السموم الحارة فأحرقت بستانه فلم يَكُنْ لَهُ قوة من كبره أن يدفع عن جنته، وَلَم تستطع ذريته الصغار أن يدفعوا عن جنتهم التي كانت معيشتهم منها حين احترقت، وَلَم يكن للشيخ قوة أن يغرس مثل جنته وَلَم يَكُنْ عِنْد ذريته خير فيعودون به على أبيهم عند ما كان أحوج «١» إلى خير يصيبه، وَلا يجد خيرًا، وَلا يدفع عن نفسه عذابا كَمَا لَمْ يدفع الشَّيْخ الكبير وَلا ذريته عن جنتهم شيئًا حين احترقت وَلا يرد الكافر إلى الدُّنْيَا فيعتب كَمَا لا يرجع الشَّيْخ الكبير شابا فيغرس جنة مثل جنته وَلَم يقدم لنفسه خيرًا، فيعود عَلَيْه فِي الآخرة وَهُوَ أحوج ما يَكُون «٢»إِلَيْهِ كَمَا لَمْ يَكُنْ عِنْد ولده شيئًا فيعودون به عَلَى أبيهم، ويحرم الخير فِي الآخرة عِنْد شدة حاجته إليه كما حرم «٣» جنته عند ما كان أحوج ما يَكُون إليها عِنْد كبر سنه وضعف ذريته كَذلِكَ يعني هكذا يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ يعني يبين اللَّه أمره لَعَلَّكُمْ «٤» يَقُولُ لكي تَتَفَكَّرُونَ- ٢٦٦- فِي أمثال اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فتعتبروا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا كَسَبْتُمْ يَقُولُ أنفقوا من الحلال مما رزقناكم من الأموال الفضة والذهب وغيره وَمِمَّا أَخْرَ
04.05.202517:58
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخرجهم اللَّه- سُبْحَانَهُ- من الشرك إلى الْإِيمَان ثُمّ قَالَ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يعني اليهود أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يعني كَعْب ابن الأشرف يُخْرِجُونَهُمْ يعني يدعونهم مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ نظيرها فِي إِبْرَاهِيم قوله- سُبْحَانَهُ- أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ «١» ثُمّ قَالَ: يدعونهم من النور الَّذِي كانوا فِيهِ من إيمان بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن يبعث إلى كفر به بعد أن بعث وهي الظلمة أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- ٢٥٧- يعني لا يموتون أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ وَهُوَ نمروذ بن كنعان بن ريب بن نمروذ بن كوشى بن نوح وَهُوَ أول من ملك الأرض كلها وَهُوَ الَّذِي بنى الصرح ببابل أَنْ آتاهُ اللَّهُ يَقُولُ أن أَعْطَاه اللَّه الْمُلْكَ وذلك أن إِبْرَاهِيم- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين كسر الأصنام سجنه نمروذ ثُمّ أَخْرَجَهُ ليحرقه بالنار. فَقَالَ لإبراهيم- عَلَيْه السَّلام-:
من ربك إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وإياه أعبد ومنه أسأل الخير قالَ نمروذ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ «٢»قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: أرني بيان الَّذِي تَقُولُ، فجاء برجلين فقتل أَحَدهمَا، واستحيا الآخر. وقَالَ «٣» :
كان هَذَا حيا فأمته وأحييت هَذَا ولو شئت قتلته قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الجبار الَّذِي كَفَرَ بتوحيد الله- عَزَّ وَجَلّ- يَقُولُ بهت نمروذ الجبار فلم يدر ما يرد عَلَى إِبْرَاهِيم ثُمّ إن اللَّه- عَزَّ وجل- سلط على نمروذ بعوضة، بعد ما أنجا اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- إبراهيم من النار، فعضت شفته فأهوى إليها فطارت فِي منخره فذهب ليأخذها
فدخلت خياشيمه، فذهب يستخرجها فدخلت دماغه فعذبه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بها أربعين يومًا ثُمّ مات منها، وكان يضرب رأسه بالمطرقة، فإذا ضرب رأسه سكنت البعوضة وإذا «١» رفع عَنْهَا تحركت. فَقَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: وعزتي وجلالي لا تقوم الساعة حَتَّى آتي بها. يعني الشمس من قبل المغرب فيعلم من يرى ذَلِكَ أني أَنَا اللَّه قادر عَلَى أن أفعل ما شئت ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- ٢٥٨- إلى الحجَّة يعني نمروذ مثلها فِي براءة ... وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ «٢» إلى الحجَّة أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها يعنى ساقطة على سقوفها، وذلك ان بخت نصر سبا أَهْل بابل، وفيهم عزير بن شرحيا «٣» [٤٤ ب] وكان من علماء بني إِسْرَائِيل وأنه ارتحل «ذات يوم عَلَى حمار أقمر، فمر عَلَى قرية تدعى سابور عَلَى شاطئ دجلة «٤» » بين واسط والمدائن، وكان هذا بعد ما رفع عيسى بن مريم «٥» ، فربط حماره فِي ظل شجرة، ثُمّ طاف فِي القرية فلم ير فيها ساكنا، وعامة شجرها حامل، فأصاب من الفاكهة والعنب والتين، ثُمّ رجع إلى حماره فجلس يأكل من الفاكهة، وعصر من العنب فشرب منه فجعل فضل الفاكهة فِي سلة، وفضل العصير فى الزق، فلما رأى خراب القرية وهلاك أهلها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ يعني أَهْل هَذِهِ القرية بَعْدَ مَوْتِها بعد هلاكهم. لَمْ يشك فِي البعث ولكنه أحبّ أن يريه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- كيف يبعث الموتى كَمَا سأل إِبْرَاهِيم- عَلَيْه السَّلام- ربه- عَزَّ وجل- أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى «١» فَلَمَّا تكلم بِذَلِك عزير أراد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أن يعلمه كيف يحييها بعد موتها فَأَماتَهُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلّ- وأمات حماره مِائَةَ عامٍ فحيى والفاكهة والعصير مَوْضُوع عنده ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِي آخر النهار بعد مائة عام.
من ربك إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وإياه أعبد ومنه أسأل الخير قالَ نمروذ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ «٢»قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: أرني بيان الَّذِي تَقُولُ، فجاء برجلين فقتل أَحَدهمَا، واستحيا الآخر. وقَالَ «٣» :
كان هَذَا حيا فأمته وأحييت هَذَا ولو شئت قتلته قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الجبار الَّذِي كَفَرَ بتوحيد الله- عَزَّ وَجَلّ- يَقُولُ بهت نمروذ الجبار فلم يدر ما يرد عَلَى إِبْرَاهِيم ثُمّ إن اللَّه- عَزَّ وجل- سلط على نمروذ بعوضة، بعد ما أنجا اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- إبراهيم من النار، فعضت شفته فأهوى إليها فطارت فِي منخره فذهب ليأخذها
فدخلت خياشيمه، فذهب يستخرجها فدخلت دماغه فعذبه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بها أربعين يومًا ثُمّ مات منها، وكان يضرب رأسه بالمطرقة، فإذا ضرب رأسه سكنت البعوضة وإذا «١» رفع عَنْهَا تحركت. فَقَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ-: وعزتي وجلالي لا تقوم الساعة حَتَّى آتي بها. يعني الشمس من قبل المغرب فيعلم من يرى ذَلِكَ أني أَنَا اللَّه قادر عَلَى أن أفعل ما شئت ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ- ٢٥٨- إلى الحجَّة يعني نمروذ مثلها فِي براءة ... وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ «٢» إلى الحجَّة أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها يعنى ساقطة على سقوفها، وذلك ان بخت نصر سبا أَهْل بابل، وفيهم عزير بن شرحيا «٣» [٤٤ ب] وكان من علماء بني إِسْرَائِيل وأنه ارتحل «ذات يوم عَلَى حمار أقمر، فمر عَلَى قرية تدعى سابور عَلَى شاطئ دجلة «٤» » بين واسط والمدائن، وكان هذا بعد ما رفع عيسى بن مريم «٥» ، فربط حماره فِي ظل شجرة، ثُمّ طاف فِي القرية فلم ير فيها ساكنا، وعامة شجرها حامل، فأصاب من الفاكهة والعنب والتين، ثُمّ رجع إلى حماره فجلس يأكل من الفاكهة، وعصر من العنب فشرب منه فجعل فضل الفاكهة فِي سلة، وفضل العصير فى الزق، فلما رأى خراب القرية وهلاك أهلها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ يعني أَهْل هَذِهِ القرية بَعْدَ مَوْتِها بعد هلاكهم. لَمْ يشك فِي البعث ولكنه أحبّ أن يريه اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- كيف يبعث الموتى كَمَا سأل إِبْرَاهِيم- عَلَيْه السَّلام- ربه- عَزَّ وجل- أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى «١» فَلَمَّا تكلم بِذَلِك عزير أراد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أن يعلمه كيف يحييها بعد موتها فَأَماتَهُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلّ- وأمات حماره مِائَةَ عامٍ فحيى والفاكهة والعصير مَوْضُوع عنده ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِي آخر النهار بعد مائة عام.
01.05.202506:50
وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ نزلت فِي أَبِي مَرْثَد «١» الغَنَويّ «٢»واسمه أيمن، وَفِي عناق القرشية وذلك أن أبا مرثد كان رَجُلا صالحا وكان المشركون أسروا أناسا بمكة. وكان أَبُو مَرْثَد ينطلق إلى مكة مستخفيا فإذا كان الليل أَخَذَ الطريق، وإذا كان النهار تعسف الجبال لئلا «٣» يراه أحد، حَتَّى يقدم مكة فيرصد «٤»الْمُسْلِمِين ليلا، فإذا أخرجهم المشركون «٥» للبراز تركوهم «٦» عِنْد البراز والغائط. فينطلق أَبُو مَرْثَد فيجعل الرَّجُل منهم عَلَى عنقه حَتَّى إذا أَخْرَجَهُ من مكة كسر قيده بفهر ويلحقه بالمدينة. كان ذَلِكَ دأبه فانطلق يومًا حَتَّى انتهى إلى مكة، فلقيته عناق وكان يصيب منها فِي الْجَاهِلِيَّة. فقالت:
أبا مَرْثَد، مَالِك فِي حاجة. فَقَالَ: إن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قَدْ حرم الزنا. فَلَمَّا أيست منه أنذرت به كفار مكة فخرجوا يطلبونه. فاستتر منهم بالشجر فلم يقدروا «٧» عَلَيْه فَلَمَّا رجعوا احتمل بعض «٨» الْمُسْلِمِين حَتَّى أخرجه من مكة فكسر «٩» قيده.
ورجع إلى المدينة فأتى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَه بالخبر. فَقَالَ:
وَالَّذِي بعثك بالحق لو شئت أن آخذهم وأنا مستتر بالشجرة لفعلت، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اشكر ربك أبا مَرْثَد إن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- حجزهم عنك. فَقَالَ أَبُو مَرْثَد: يا رَسُول اللَّه، إن عناق أحبها وكان بيني وبينها فِي الْجَاهِلِيَّة، أفتأذن لي فِي تزويجها فَإِنَّهَا «١٠» لتعجبني. فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ يصدقن بتوحيد اللَّه وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ يعني مصدقة بتوحيد اللَّه خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ لقوله إنها لتعجبني وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «١» - ٢٢١-.
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً يعني قذر نزلت فِي عمرو بن الدحداح الْأَنْصَارِيّ «٢» من قضاعة فَلَمَّا نزلت هَذِهِ الآية «٣» لَمْ يؤاكلوهن فِي إناء واحد وأخرجوهن «٤» من البيوت والفرش كفعل العجم
فَقَالَ «٥» ناس من العرب للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شق علينا اعتزال الحائض، والبرد شديد فَإِن آثرناهم بالثياب هلك سائر البيت [٣٧ أ] وإن آثرنا أهل البيت، هلكت النّساء بردا. فقال النبي- صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: إنكم لَمْ تؤمروا أن تعزلوهن من البيوت، إِنَّمَا أمرتم باعتزال الفرج إذا حضن، ويؤتين إذا طهرن، وقرأ عليهم فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ
يعني يغتسلن. فَإِذا تَطَهَّرْنَ يعني اغتسلن من المحيض فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَي يؤتين غَيْر حيض فِي فروجهن التي نهى عَنْهَا فِي الحيض إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ من الذنوب وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ- ٢٢٢-من الأحداث والجنابة والحيض نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ وذلك أن حيي بن أخطب ونفرا من اليهود قَالُوا للمسلمين: إنَّه لا يحل لَكُمْ جماع النّساء إِلَّا مستلقيات وإنا نجد فِي كتاب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أن جماع المرأة غَيْر مستلقية ذنبا عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ المسلمون لرسول اللَّه (ص) : إنا كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي الْإِسْلام نأتي النّساء عَلَى كُلّ حال فزعمت اليهود أَنَّهُ ذنب عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- إِلَّا مستلقيات فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- نِساؤُكُمْ حَرْثٌ «١» لَكُمْ يعني مزرعة للولد فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ فِي الفروج وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ من الولد وَاتَّقُوا اللَّهَ يعظكم فلا «٢» تقربوهن حيضا ثُمّ حذرهم فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ فيجزيكم بأعمالكم وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ- ٢٢٣- يعني المصدقين بأمر اللَّه ونهيه بالجنة.
وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ نزلت فِي أَبِي بَكْر الصِّدِّيق- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- وَفِي ابنه عَبْد الرَّحْمَن. حلف أَبُو بَكْر- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- ألا يصله حَتَّى يسلم.
وذلك أن الرَّجُل كان إذا حلف قَالَ: لا يحل إِلَّا إبرار القسم. فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ يَقُولُ لا يحلف عَلَى ما هو فِي معصية: ألا يصل قرابته وذلك أن الرَّجُل يحلف أن لا يدخل عَلَى جاره، وَلا يكلمه، وَلا يصلح بين إخوانه، والرجل يريد الصلح بين الرجلين فيغضبه أَحَدهمَا أو يتهمه فيحلف المصلح أن لا يتكلم بَيْنَهُمَا.
أبا مَرْثَد، مَالِك فِي حاجة. فَقَالَ: إن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قَدْ حرم الزنا. فَلَمَّا أيست منه أنذرت به كفار مكة فخرجوا يطلبونه. فاستتر منهم بالشجر فلم يقدروا «٧» عَلَيْه فَلَمَّا رجعوا احتمل بعض «٨» الْمُسْلِمِين حَتَّى أخرجه من مكة فكسر «٩» قيده.
ورجع إلى المدينة فأتى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَه بالخبر. فَقَالَ:
وَالَّذِي بعثك بالحق لو شئت أن آخذهم وأنا مستتر بالشجرة لفعلت، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اشكر ربك أبا مَرْثَد إن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- حجزهم عنك. فَقَالَ أَبُو مَرْثَد: يا رَسُول اللَّه، إن عناق أحبها وكان بيني وبينها فِي الْجَاهِلِيَّة، أفتأذن لي فِي تزويجها فَإِنَّهَا «١٠» لتعجبني. فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ يصدقن بتوحيد اللَّه وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ يعني مصدقة بتوحيد اللَّه خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ لقوله إنها لتعجبني وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «١» - ٢٢١-.
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً يعني قذر نزلت فِي عمرو بن الدحداح الْأَنْصَارِيّ «٢» من قضاعة فَلَمَّا نزلت هَذِهِ الآية «٣» لَمْ يؤاكلوهن فِي إناء واحد وأخرجوهن «٤» من البيوت والفرش كفعل العجم
فَقَالَ «٥» ناس من العرب للنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شق علينا اعتزال الحائض، والبرد شديد فَإِن آثرناهم بالثياب هلك سائر البيت [٣٧ أ] وإن آثرنا أهل البيت، هلكت النّساء بردا. فقال النبي- صلى الله عليه وَسَلَّمَ-: إنكم لَمْ تؤمروا أن تعزلوهن من البيوت، إِنَّمَا أمرتم باعتزال الفرج إذا حضن، ويؤتين إذا طهرن، وقرأ عليهم فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ
يعني يغتسلن. فَإِذا تَطَهَّرْنَ يعني اغتسلن من المحيض فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَي يؤتين غَيْر حيض فِي فروجهن التي نهى عَنْهَا فِي الحيض إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ من الذنوب وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ- ٢٢٢-من الأحداث والجنابة والحيض نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ وذلك أن حيي بن أخطب ونفرا من اليهود قَالُوا للمسلمين: إنَّه لا يحل لَكُمْ جماع النّساء إِلَّا مستلقيات وإنا نجد فِي كتاب اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- أن جماع المرأة غَيْر مستلقية ذنبا عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ المسلمون لرسول اللَّه (ص) : إنا كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي الْإِسْلام نأتي النّساء عَلَى كُلّ حال فزعمت اليهود أَنَّهُ ذنب عِنْد اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- إِلَّا مستلقيات فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- نِساؤُكُمْ حَرْثٌ «١» لَكُمْ يعني مزرعة للولد فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ فِي الفروج وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ من الولد وَاتَّقُوا اللَّهَ يعظكم فلا «٢» تقربوهن حيضا ثُمّ حذرهم فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ فيجزيكم بأعمالكم وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ- ٢٢٣- يعني المصدقين بأمر اللَّه ونهيه بالجنة.
وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ نزلت فِي أَبِي بَكْر الصِّدِّيق- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- وَفِي ابنه عَبْد الرَّحْمَن. حلف أَبُو بَكْر- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- ألا يصله حَتَّى يسلم.
وذلك أن الرَّجُل كان إذا حلف قَالَ: لا يحل إِلَّا إبرار القسم. فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ يَقُولُ لا يحلف عَلَى ما هو فِي معصية: ألا يصل قرابته وذلك أن الرَّجُل يحلف أن لا يدخل عَلَى جاره، وَلا يكلمه، وَلا يصلح بين إخوانه، والرجل يريد الصلح بين الرجلين فيغضبه أَحَدهمَا أو يتهمه فيحلف المصلح أن لا يتكلم بَيْنَهُمَا.
09.05.202511:47
ثُمّ خوفهم،فَقَالَ: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ يعني عقوبته فِي ولاية الكفار وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ- ٢٨- فى الآخرة فيجزيكم بأعمالكم قُلْ لهم يا محمد إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ يعني إن تسروا ما فِي قلوبكم من الولاية للكفار أَوْ تُبْدُوهُ يعني أَوْ تظهروا وَلايتهم يعني حاطب وأصحابه يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من المغفرة والعذاب قَدِيرٌ- ٢٩- نظيرها فِي آخر البقرة. ثُمّ خوفهم ورغبهم، فَقَالَ: «٢» يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً يعجل لها كُلّ خير عملته، وَلا يغادر منه شيء وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً يعني أجلا بعيدا بين المشرق والمغرب وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ يعنى عقوبته فى عمل السوء وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ- ٣٠- يعني بربهم حين لا يعجل عليهم بالعقوبة
08.05.202511:50
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ يعني كأشباه آل فرعون فِي التكذيب وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الأمم الخالية قبل آل فرعون «٢» والأمم الخالية «٣» قبل آل فرعون قوم نوح، وعاد، وثمود وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وقوم شعيب، كَذَّبُوا بِآياتِنا يعني بأنهم كذبوا أيضا بالعذاب فِي الدُّنْيَا بأنه غَيْر نازل بهم فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ يعني فِي الدُّنْيَا فعاقبهم اللَّه وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ- ١١- يعنى إذا عاقب قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا [٥١ أ]من أَهْل مكة يوم بدر سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ فِي الآخرة وَبِئْسَ الْمِهادُ- ١٢- يَقُولُ بئسما مهدوا لأنفسهم.
فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للكفار. يوم بدر:إن اللَّه غالبكم وسوف يحشركم إلى جَهَنَّم
فَقَالَ أَبُو جهل: يا ابْن أَبِي كبشة هَلْ هَذَا إِلَّا مثل ما كُنْت تحدثنا به، وقوله- سُبْحَانَهُ-: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ وذلك أن بني قينقاع من اليهود أتوا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد قتال بدر يوعدونه القتال كَمَا قُتِل كفار مكة يوم بدر فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ مَعْشَر اليهود يعني عبرة «فِي فِئَتَيْنِ»الْتَقَتا فئة المشركين وفئة الْمُؤْمِنِين يوم بدر التقتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه يوم بدر وَأُخْرى كافِرَةٌ أَبُو جهل والمشركين يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رأت اليهود أن الكفار مثل الْمُؤْمِنِين فِي الكثرة رَأْيَ الْعَيْنِ وكان الكفار يومئذ سبعمائة رجل عليهم
أَبُو جهل وذلك أن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وأصحابه كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلا بين كُلّ أربعة بعير، ومعهم فرسان أَحَدهمَا مَعَ أبي مَرْثَد الغَنَويّ، «١» والآخر مَعَ المقداد بن الأسود الكِنْديّ، ومعهم ستة أدراع والمشركون ألف رجل سبعمائة دارع عليهم أَبُو جهل، وثلاثمائة حاسر ثُمّ حبس الأخنس بن شريق ثلاثمائة رَجُل من بني زهرة عن قتال النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبقي المشركون فِي سبعمائة رَجُل يَقُولُ اللَّه- تَعَالَى-: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ يعني بنصره مَنْ يَشاءُ فينصره اللَّه- عَزَّ وجل- القليل على الكثير إِنَّ فِي ذلِكَ يعني يقوى فِي نصرهم:
نصر الْمُؤْمِنِين وهم قليل وهزيمة الكفار وهم كثير لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ- ١٣- يعني الناظرين فِي أمر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وطاعته لعبرة وتفكرا لأولي الأبصار حين أظهر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- القليل على الكثير (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) يعني الكفار حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ يعنى المال الكثير مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فأما الذهب فهو ألف دينار ومائتا دينار والفضة ألف ومائتا مثقال وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ يعني السائمة وهي الراعية وَالْأَنْعامِ وهي الإبل والبقر والغنم وَالْحَرْثِ ذلِكَ الَّذِي ذكر فِي هَذِهِ الآية مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ- ١٤- يعنى حسن المرجع وهي الجنة قُلْ للكفار:
أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ يعني ما ذكره فِي هَذِهِ الآية «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ» «٢» جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وذلك أن العيون تجري من تحت البساتين خالِدِينَ فِيها لا يموتون وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ من الحيض والغائط والبول والبزاق والمخاط ومن [٥١ ب] القذر كله وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكبر يعني رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ- ١٥- يعنى بأعمالهم. ثم أخبر- سبحانه- عن فعلهم، فقال:
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ- ١٦- ثُمّ نعت أعمالهم فَقَالَ الجنة هِيَ ل الصَّابِرِينَ عَلَى أمر اللَّه وفرائضه وَالصَّادِقِينَ بكتاب اللَّه ورسله «١» وَالْقانِتِينَ يعني المطيعين للَّه وَالْمُنْفِقِينَ أموالهم فِي حق اللَّه وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ- ١٧- يَقُولُ المصلين للَّه بالأسحار يعني المصلين من آخر الليل قوله- سُبْحَانَهُ-: شَهِدَ اللَّهُ وذلك أن عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه مؤمني أَهْل التوراة قَالُوا لرءوس اليهود: إن محمدا رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودينه الحق، فاتبعوه. فقالت اليهود: ديننا أفضل من دينكم «٢» .
فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للكفار. يوم بدر:إن اللَّه غالبكم وسوف يحشركم إلى جَهَنَّم
فَقَالَ أَبُو جهل: يا ابْن أَبِي كبشة هَلْ هَذَا إِلَّا مثل ما كُنْت تحدثنا به، وقوله- سُبْحَانَهُ-: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ وذلك أن بني قينقاع من اليهود أتوا النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد قتال بدر يوعدونه القتال كَمَا قُتِل كفار مكة يوم بدر فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ مَعْشَر اليهود يعني عبرة «فِي فِئَتَيْنِ»الْتَقَتا فئة المشركين وفئة الْمُؤْمِنِين يوم بدر التقتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه يوم بدر وَأُخْرى كافِرَةٌ أَبُو جهل والمشركين يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رأت اليهود أن الكفار مثل الْمُؤْمِنِين فِي الكثرة رَأْيَ الْعَيْنِ وكان الكفار يومئذ سبعمائة رجل عليهم
أَبُو جهل وذلك أن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- وأصحابه كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلا بين كُلّ أربعة بعير، ومعهم فرسان أَحَدهمَا مَعَ أبي مَرْثَد الغَنَويّ، «١» والآخر مَعَ المقداد بن الأسود الكِنْديّ، ومعهم ستة أدراع والمشركون ألف رجل سبعمائة دارع عليهم أَبُو جهل، وثلاثمائة حاسر ثُمّ حبس الأخنس بن شريق ثلاثمائة رَجُل من بني زهرة عن قتال النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبقي المشركون فِي سبعمائة رَجُل يَقُولُ اللَّه- تَعَالَى-: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ يعني بنصره مَنْ يَشاءُ فينصره اللَّه- عَزَّ وجل- القليل على الكثير إِنَّ فِي ذلِكَ يعني يقوى فِي نصرهم:
نصر الْمُؤْمِنِين وهم قليل وهزيمة الكفار وهم كثير لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ- ١٣- يعني الناظرين فِي أمر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وطاعته لعبرة وتفكرا لأولي الأبصار حين أظهر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- القليل على الكثير (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) يعني الكفار حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ يعنى المال الكثير مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فأما الذهب فهو ألف دينار ومائتا دينار والفضة ألف ومائتا مثقال وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ يعني السائمة وهي الراعية وَالْأَنْعامِ وهي الإبل والبقر والغنم وَالْحَرْثِ ذلِكَ الَّذِي ذكر فِي هَذِهِ الآية مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ- ١٤- يعنى حسن المرجع وهي الجنة قُلْ للكفار:
أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ يعني ما ذكره فِي هَذِهِ الآية «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ» «٢» جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وذلك أن العيون تجري من تحت البساتين خالِدِينَ فِيها لا يموتون وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ من الحيض والغائط والبول والبزاق والمخاط ومن [٥١ ب] القذر كله وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكبر يعني رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ- ١٥- يعنى بأعمالهم. ثم أخبر- سبحانه- عن فعلهم، فقال:
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ- ١٦- ثُمّ نعت أعمالهم فَقَالَ الجنة هِيَ ل الصَّابِرِينَ عَلَى أمر اللَّه وفرائضه وَالصَّادِقِينَ بكتاب اللَّه ورسله «١» وَالْقانِتِينَ يعني المطيعين للَّه وَالْمُنْفِقِينَ أموالهم فِي حق اللَّه وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ- ١٧- يَقُولُ المصلين للَّه بالأسحار يعني المصلين من آخر الليل قوله- سُبْحَانَهُ-: شَهِدَ اللَّهُ وذلك أن عَبْد اللَّه بن سلام وأصحابه مؤمني أَهْل التوراة قَالُوا لرءوس اليهود: إن محمدا رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودينه الحق، فاتبعوه. فقالت اليهود: ديننا أفضل من دينكم «٢» .
06.05.202508:53
قوله- سبحانه-: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ يَقُولُ إن تعلنوها فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها يعني تسروها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ من العلانية وأعظم أجرا يضاعف سبعين ضعفا «١»وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ بصدقات السر والعلانية مِنْ سَيِّئاتِكُمْ من ذنوبكم يعنى ذنوبكم أجمع ومن هاهنا صلة: وكل مقبول: السر والعلانية وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ- ٢٧١- لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ نزلت فِي المشركين، لأنه يأمر بالصدقة عليهم من غَيْر زكاة، نزلت فِي أسماء بِنْت أَبِي بَكْر- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- سَأَلت النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن صلة جدها أَبِي قحافة وعن صلة امرأته وهما كافران فكأنه شق عَلَيْه «٢» صلتهما فنزلت «لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ» يعني أبا قحافة وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إلى دينه الْإِسْلام وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يعني المال فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يعني المال يُوَفَّ إِلَيْكُمْ يعني توفر لَكُمْ أعمالكم وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ- ٢٧٢- فيها ثُمّ بين عَلَى من ينفق فَقَالَ:
النفقة لِلْفُقَراءِ «٣» الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَقُولُ حبسوا نظيرها فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ «٤» يعني حبستم. وأيضا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً «٥» يعني محبسا. الَّذِينَ أُحْصِرُوا حبسوا أنفسهم بالمدينة [٤٧ أ] فِي طاعة اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فهم أصحاب الصفة. قَالَ حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ عن أبيه عن هذيل بن حبيب عن مقاتل ابن سُلَيْمَان: منهم ابْن مَسْعُود وأَبُو هُرَيْرَة والموالي أربعمائة رجل لا أموال لهم
بالمدينة، فإذا كان الليل آووا إلى صفة المسجد فأمر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بالنفقة عليهم لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يعني سيرا كقوله- سُبْحَانَهُ- وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ «١» يعني إذا سرتم فِي الأرض يعني التجارة يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ بأمرهم وشأنهم أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ يعني بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً فيلحفون فِي المسألة وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يعني من مال كقوله- عَزَّ وَجَلّ- إِنْ تَرَكَ خَيْراً «٢» يعني مالا للفقراء أصحاب الصفة فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ- ٢٧٣- يعني بما أنفقتم عليم. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فى الصدقة بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً
نزلت في علي بن أبي طالب- رضي اللَّه عَنْهُ- لَمْ يَمْلك غَيْر أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا وبدرهم سرا، وبدرهم علانية، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما حملك عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: حملني أن أستوجب من اللَّه الَّذِي وعدني. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
الآن لك ذَلِكَ قَالَ فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِيهِ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً «٣»
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ٢٧٤- عند الموت الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا استحلالا
لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ فِي الدُّنْيَا وذلك علامة أكل الربا ذلِكَ الَّذِي نزل بهم يوم الْقِيَامَة بِأَنَّهُمْ قالُوا «١» إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا فأكذبهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فكان الرَّجُل إذا حل ماله فطلبه فيقول المطلوب زدني فِي الأجل، وأزيدك عَلَى مَالِك، فيفعلان ذَلِكَ فإذا قِيلَ لهم إن هَذَا ربا، قالوا: سواء زدت فى أول البيع أَوْ فِي آخره عِنْد محل المال فهما سواء فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ يعني البيان فِي القراءة فَانْتَهى عن الربا فَلَهُ ما سَلَفَ يَقُولُ ما أكل من الربا قبل التحريم وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ بعد التحريم وبعد تركه. إن شاء عصمه من الربا وإن شاء لَمْ يعصمه قَالَ: وَمَنْ عادَ فأكله استحلالا، لقولهم إِنَّمَا الْبَيْعُ مثل الربا. يخوف أكلة الربا فِي الدُّنْيَا أن يستحلوا أكله فقال [٤٧ ب] : فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- ٢٧٥- لا يموتون. ثم قال- سبحانه-:
النفقة لِلْفُقَراءِ «٣» الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَقُولُ حبسوا نظيرها فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ «٤» يعني حبستم. وأيضا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً «٥» يعني محبسا. الَّذِينَ أُحْصِرُوا حبسوا أنفسهم بالمدينة [٤٧ أ] فِي طاعة اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فهم أصحاب الصفة. قَالَ حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ عن أبيه عن هذيل بن حبيب عن مقاتل ابن سُلَيْمَان: منهم ابْن مَسْعُود وأَبُو هُرَيْرَة والموالي أربعمائة رجل لا أموال لهم
بالمدينة، فإذا كان الليل آووا إلى صفة المسجد فأمر اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- بالنفقة عليهم لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يعني سيرا كقوله- سُبْحَانَهُ- وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ «١» يعني إذا سرتم فِي الأرض يعني التجارة يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ بأمرهم وشأنهم أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ يعني بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً فيلحفون فِي المسألة وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يعني من مال كقوله- عَزَّ وَجَلّ- إِنْ تَرَكَ خَيْراً «٢» يعني مالا للفقراء أصحاب الصفة فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ- ٢٧٣- يعني بما أنفقتم عليم. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فى الصدقة بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً
نزلت في علي بن أبي طالب- رضي اللَّه عَنْهُ- لَمْ يَمْلك غَيْر أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا وبدرهم سرا، وبدرهم علانية، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما حملك عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: حملني أن أستوجب من اللَّه الَّذِي وعدني. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
الآن لك ذَلِكَ قَالَ فأنزل اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فِيهِ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً «٣»
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ- ٢٧٤- عند الموت الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا استحلالا
لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ فِي الدُّنْيَا وذلك علامة أكل الربا ذلِكَ الَّذِي نزل بهم يوم الْقِيَامَة بِأَنَّهُمْ قالُوا «١» إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا فأكذبهم اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- فَقَالَ: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فكان الرَّجُل إذا حل ماله فطلبه فيقول المطلوب زدني فِي الأجل، وأزيدك عَلَى مَالِك، فيفعلان ذَلِكَ فإذا قِيلَ لهم إن هَذَا ربا، قالوا: سواء زدت فى أول البيع أَوْ فِي آخره عِنْد محل المال فهما سواء فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ يعني البيان فِي القراءة فَانْتَهى عن الربا فَلَهُ ما سَلَفَ يَقُولُ ما أكل من الربا قبل التحريم وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ بعد التحريم وبعد تركه. إن شاء عصمه من الربا وإن شاء لَمْ يعصمه قَالَ: وَمَنْ عادَ فأكله استحلالا، لقولهم إِنَّمَا الْبَيْعُ مثل الربا. يخوف أكلة الربا فِي الدُّنْيَا أن يستحلوا أكله فقال [٤٧ ب] : فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- ٢٧٥- لا يموتون. ثم قال- سبحانه-:
05.05.202516:14
جْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وأنفقوا من طيبات الثمار والنبات.
وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم-: أمر الناس بالصدقة قبل أن تنزل آية الصدقات فجاء رَجُل بعزق «٥» من تمر عامته حشف فوضعه فِي المسجد مَعَ التمر فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من جاء بِهَذَا فقالوا لا ندري «فأمر النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يعلق العزق» «٦»
فَمنْ نظر إِلَيْهِ قَالَ بئس ما صنع صاحب هَذَا «٧»فَقَالَ الله- عز وجل-: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ يَقُولُ وَلا تعمدوا إلى الحشف من التمر الرديء من طعامكم للصدقات مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ
يعني الرديء بسعر الطيب لأنفسكم يَقُولُ لو كان لبعضكم عَلَى بعض حق لَمْ يأخذ دون حقه، ثُمّ استثنى فَقَالَ. إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ يقول [٤٦ ب] إِلَّا أن يهضم بعضكم عَلَى بعض حقه فيأخذ دون حقه وَهُوَ يعلم أَنَّهُ رديء فيأخذه «١» عَلَى علم وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عما عندكم من الأموال حَمِيدٌ- ٢٦٧- عِنْد خلقه فى ملكه وسلطانه. ثم قال- سبحانه-: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ عِنْد الصدقة ويأمركم أن تمسكوا صدقتكم: فلا تنفقوا فلعلكم تفتقرون «٢»وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ يعني المعاصي يعني بالإمساك عن الصدقة وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ عِنْد الصدقة مَغْفِرَةً مِنْهُ لذنوبكم ويعدكم وَفَضْلًا يعني الخلف من صدقتكم فيجعل لَكُم الخلف بالصدقة فِي الدُّنْيَا ويغفر لَكُم الذنوب فِي الآخرة وَاللَّهُ واسِعٌ لذلك الْفَضْل عَلِيمٌ- ٢٦٨- بما تنفقون. وذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي التغابن إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً «٣»يعني به الصدقة محتسبا طيبة بها نفسه يضاعفه لَكُمْ فِي الدُّنْيَا، ويغفر لَكُمْ بالصدقة فِي الآخرة يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ يَقُولُ ومن يعط الحكمة وهي علم القرآن «٤» والفقه فيه فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً يَقُولُ فقد أعطى خيرًا كثيرًا وَما يَذَّكَّرُ فيما يسمع إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ- ٢٦٩- يعني أَهْل اللب والعقل. ثُمّ قَالَ: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ من خير من أموالكم فِي الصدقة أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فى حق فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ يَقُولُ فَإِن اللَّه يحصيه وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ- ٢٧٠- يعنى للمشركين من مانع من النار.
وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم-: أمر الناس بالصدقة قبل أن تنزل آية الصدقات فجاء رَجُل بعزق «٥» من تمر عامته حشف فوضعه فِي المسجد مَعَ التمر فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: من جاء بِهَذَا فقالوا لا ندري «فأمر النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يعلق العزق» «٦»
فَمنْ نظر إِلَيْهِ قَالَ بئس ما صنع صاحب هَذَا «٧»فَقَالَ الله- عز وجل-: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ يَقُولُ وَلا تعمدوا إلى الحشف من التمر الرديء من طعامكم للصدقات مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ
يعني الرديء بسعر الطيب لأنفسكم يَقُولُ لو كان لبعضكم عَلَى بعض حق لَمْ يأخذ دون حقه، ثُمّ استثنى فَقَالَ. إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ يقول [٤٦ ب] إِلَّا أن يهضم بعضكم عَلَى بعض حقه فيأخذ دون حقه وَهُوَ يعلم أَنَّهُ رديء فيأخذه «١» عَلَى علم وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عما عندكم من الأموال حَمِيدٌ- ٢٦٧- عِنْد خلقه فى ملكه وسلطانه. ثم قال- سبحانه-: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ عِنْد الصدقة ويأمركم أن تمسكوا صدقتكم: فلا تنفقوا فلعلكم تفتقرون «٢»وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ يعني المعاصي يعني بالإمساك عن الصدقة وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ عِنْد الصدقة مَغْفِرَةً مِنْهُ لذنوبكم ويعدكم وَفَضْلًا يعني الخلف من صدقتكم فيجعل لَكُم الخلف بالصدقة فِي الدُّنْيَا ويغفر لَكُم الذنوب فِي الآخرة وَاللَّهُ واسِعٌ لذلك الْفَضْل عَلِيمٌ- ٢٦٨- بما تنفقون. وذلك قوله- سُبْحَانَهُ- فِي التغابن إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً «٣»يعني به الصدقة محتسبا طيبة بها نفسه يضاعفه لَكُمْ فِي الدُّنْيَا، ويغفر لَكُمْ بالصدقة فِي الآخرة يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ يَقُولُ ومن يعط الحكمة وهي علم القرآن «٤» والفقه فيه فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً يَقُولُ فقد أعطى خيرًا كثيرًا وَما يَذَّكَّرُ فيما يسمع إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ- ٢٦٩- يعني أَهْل اللب والعقل. ثُمّ قَالَ: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ من خير من أموالكم فِي الصدقة أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فى حق فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ يَقُولُ فَإِن اللَّه يحصيه وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ- ٢٧٠- يعنى للمشركين من مانع من النار.
04.05.202517:58
لَمْ يتغير طعامه وشرابه فنودي في السماء قالَ كَمْ لَبِثْتَ يا عزير ميتا قالَ لَبِثْتُ يَوْماً فالتفت فرأى الشمس فقال: أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ له بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ ميتا، ثُمّ أخبره ليعتبر، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ يعني الفاكهة فِي السلة وَشَرابِكَ يعني العصير لَمْ يَتَسَنَّهْ «يَقُولُ لَمْ يتغير طعمه بعد مائة عام، نظيرها فى سورة محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ «٢» » فَقَالَ سبحان اللَّه، كيف لَمْ يتغير طعمه، ونظر إلى حماره، وَقَدْ «٣»ابيضت عظامه، وبليت وتفرقت أوصاله، فنودي من السماء، أيتها العظام البالية اجتمعي فَإِن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- منزل عليك روحا، فسعت «٤» العظام بعضها إلى بعض الذراع إلى العضد، والعضد إلى المنكبين والكتف، وسعت الساق إلى الركبتين والركبتان إلى الفخذين، والفخذان إلى الوركين والتصق «٥» الوركان بالظهر، ثُمّ وقع الرأس على الجسد وعزير ينظر ثُمّ ألقى عَلَى العظام العروق والعصب، ثُمّ رد عَلَيْه الشعر ثُمّ نفخ فِي منخره الروح. فقام الحمار ينهق عِنْد رأسه. فأعلم كيف يبعث أَهْل هَذِهِ القبور بعد هلاكهم وبعث حماره بعد مائة عام كَمَا لَمْ يتغير طعامه وشرابه، وبعث بعد طوال الدَّهْر ليعتبر بِذَلِك- فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ يعنى لم يتغير طعمه كقوله فى سورة محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ يعني عبرة لأنه بعثه شابا بعد مائة سنة وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ يعني عظام الحمار كَيْفَ نُنْشِزُها يعنى نحييها نظيرها [٤٥ أ] أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ «١» يعني يبعثون الموتى ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ يعني لعزير كيف يحيي اللَّه الموتى، خر للَّه ساجدا قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- ٢٥٩- يعني من البعث وغيره، فرجع عزير إِلَى أهله وَقَدْ هلكوا وبيعت داره وبنيت فردت عَلَيْه «٢» وانتسب عزير إلى أولاده فعرفوه وعرفهم وأعطي عزير العلم «من بعد ما بعث بعد مائة عام»«٣» وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى وذلك أَنَّهُ رَأَى جيفة حمار عَلَى شاطئ البحر تتوزعه دواب البر والبحر والطير فنظر إليها ساعة ثُمّ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ يا إِبْرَاهِيم، يعني قَالَ أَوَلَمْ تصدق بأني أحيي الموتى يا إِبْرَاهِيم قالَ بَلى صدقت وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ليسكن قلبي بأنك أريتني الَّذِي أردت قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ قَالَ خُذْ ديكا وبطة وغرابا وحمامة فاذبحهن يَقُولُ قطعهن ثُمّ خالف بين مفاصلهن وأجنحتهن فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ بلغة النبط صرهن «٤» قطعهن، واخلط ريشهن ودماءهن ثُمّ خالف «١» بين الأعضاء والأجنحة واجعل مقدم الطير مؤخر طير آخر ثُمّ فرقهن عَلَى أربعة أجبال ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً فيها تقديم فدعاهن فتواصلت الأعضاء والأجنحة فأجابته جميعًا لَيْسَ معهن رءوسهن ثم وضع رءوسهن عَلَى أجسادهن ففقت «٢» البطة، وصوت الديك، ونعق الغراب، وقرقر «٣» الحمام يَقُولُ خذهن فصرهن وادعهن يسعين عَلَى أرجلهن عِنْد غروب الشمس وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ «٤» - ٢٦٠- فَقَالَ عِنْد ذَلِكَ أعْلَم أن اللَّه عزيز فِي ملكه حكيم يعني حكم البعث يَقُولُ كَمَا بعث هَذِهِ الأطيار الأربعة من هَذِهِ الجبال «٥»الأربعة فكذلك يبعث اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- الناس من أرباع الأرض كلها ونواحيها وكان هَذَا بالشام وكان أمر الطير قبل أن يكون له ولد وقبل أن تنزل عليه الصحف وهو ابْن خمس وسبعين سنة
01.05.202506:50
ثُمّ قَالَ: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يعني أمر اللَّه فيهما فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ يَقُولُ ومن يخالف أمر اللَّه إلى غيره فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- ٢٢٩- لأنفسهم ثُمّ رجع إلى الآية الأولى فِي قوله: الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِنْ طَلَّقَها بعد التطليقتين تطليقة أخرى سواء أكان بها حبل أم لا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فيجامعها فنسخت هَذِهِ الآية، الآية «٦» التي قبلها، فى قوله- عز وجل- وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ ونزلت فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فِي تميمة بِنْت وَهْب بن عتيك النَّقْرِيّ وفى زوجها رفاعة بن عبد الرحمن ابن الزبير- وتزوجها عبد الرحمن بن الزُّبَيْر الْقُرَظِيّ،يَقُولُ: فَإِنْ طَلَّقَها الزوج الأخير عَبْد الرَّحْمَن فَلا جُناحَ عَلَيْهِما يعني الزوج الأول رِفَاعة وَلا عَلَى المرأة تميمة أَنْ يَتَراجَعا بمهر جديد ونكاح جديد إِنْ ظَنَّا يعني إن حسبا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ أمر اللَّه فيما أمرهما وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يعني أمر اللَّه فِي الطلاق يعني ما ذكر مِن أحكام الزوج والمرأة فِي الطلاق وَفِي «١» المراجعة. يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ- ٢٣٠-
Ko'rsatilgan 1 - 24 dan 82
Ko'proq funksiyalarni ochish uchun tizimga kiring.