
يوسف سمرين
قناة للمباحثة والفكر والنقد...
TGlist reytingi
0
0
TuriOmmaviy
Tekshirish
TekshirilmaganIshonchnoma
ShubhaliJoylashuv
TilBoshqa
Kanal yaratilgan sanaJul 12, 2018
TGlist-ga qo'shildi
Feb 26, 2025"يوسف سمرين" guruhidagi so'nggi postlar
20.04.202517:34
تعرض حازم صاغية في كتابه الموسوم (هجاء السِّلاح) لتشريح الواقع اللبناني وتوازناته الطائفية، الطبقية، مع اعتماد عناصر فيه على شعار (المقاومة) عبر التعرُّض لعدة تجارب منها الجزائرية، والفرنسية، الكوبية، ومما ذكره فيه سبب المعنى "المتعالي" الذي يمنح للشِّعار، فذكر لذلك سببين:
أولًا: رفض الاستعمار وحق تقرير المصير وهو ما يزدهر بين النخب.
الثاني: معاني الرُّجولة والشَّرَف والكرامة وهو ما ينتشر بين الزَّعامات التقليدية المدنية/والريفية.
ويحذُّر من تبسيط المسألة فهو ما يمسخ النظرة الأوسع من العلاقات، فبما يسميه "العنف يعاند السياسية"، يستشهد بأنَّ "القائد الكوبي [كاسترو] خلال سنتين من القتال لم يعقد أيَّ لقاء سياسي" ويرى أنه "كلَّما زاد الضُّمور الفكري والسِّياسي تنقلب ثقافة المقاومة إلى سلسلة أفعال انتهازية تجيز أحيانًا التعاون مع العدو الأصلي الغازي الذي يفترض أنه علَّة وجود المقاومة، لإنزال القهر بالطرف الدَّاخلي الآخر".
إذ ما ينشأ هو "تسييس مسلَّح" مبني على العاطفة لا الأفكار، "فالعنصر الأيدلوجي والفكري يكاد يكون معدومًا في العمل" إذ ليس "مؤسسيًا يمتصُّ النزاعات والأفكار" إنه يؤسس لشرعية جديدة، بما يسميه منطق التهليل، إذ "من قتل مغتصبه لا يصوِّر فعلته عملًا مجيدًا تعدُّ له الأجيال جيلًا بعد جيل، بل يصوَّر كاضطرار بشع أملاه سلوك بشع".
لكن في حالة (الشَّرعية الجديدة) فإنَّ "المقاوم لا يقتصد في طلب التمجيد إذ ليس جنديًا مجهولًا يكتفي بالتكريم الرَّمزي" بل يتحوَّل إلى رغبة "طامحة إلى حكم بلد بأسره" هذه الشرعية الجديدة تعتمد على عناصر : "أشدُّ تعطُّشًا للسُّلطة بسبب صدورهم عن بيئات مقصاة تاريخيًا عنها" ولذا يرى أنَّهم يضعون مجتمعاتهم بين خيارين حينها: الخضوع وبذلك ينشأ الاستبداد والحكم العسكري ويمثل على هذا بالحالة الجزائرية، أو الدخول في حرب أهلية كما حدث في تاريخ لبنان.
أولًا: رفض الاستعمار وحق تقرير المصير وهو ما يزدهر بين النخب.
الثاني: معاني الرُّجولة والشَّرَف والكرامة وهو ما ينتشر بين الزَّعامات التقليدية المدنية/والريفية.
ويحذُّر من تبسيط المسألة فهو ما يمسخ النظرة الأوسع من العلاقات، فبما يسميه "العنف يعاند السياسية"، يستشهد بأنَّ "القائد الكوبي [كاسترو] خلال سنتين من القتال لم يعقد أيَّ لقاء سياسي" ويرى أنه "كلَّما زاد الضُّمور الفكري والسِّياسي تنقلب ثقافة المقاومة إلى سلسلة أفعال انتهازية تجيز أحيانًا التعاون مع العدو الأصلي الغازي الذي يفترض أنه علَّة وجود المقاومة، لإنزال القهر بالطرف الدَّاخلي الآخر".
إذ ما ينشأ هو "تسييس مسلَّح" مبني على العاطفة لا الأفكار، "فالعنصر الأيدلوجي والفكري يكاد يكون معدومًا في العمل" إذ ليس "مؤسسيًا يمتصُّ النزاعات والأفكار" إنه يؤسس لشرعية جديدة، بما يسميه منطق التهليل، إذ "من قتل مغتصبه لا يصوِّر فعلته عملًا مجيدًا تعدُّ له الأجيال جيلًا بعد جيل، بل يصوَّر كاضطرار بشع أملاه سلوك بشع".
لكن في حالة (الشَّرعية الجديدة) فإنَّ "المقاوم لا يقتصد في طلب التمجيد إذ ليس جنديًا مجهولًا يكتفي بالتكريم الرَّمزي" بل يتحوَّل إلى رغبة "طامحة إلى حكم بلد بأسره" هذه الشرعية الجديدة تعتمد على عناصر : "أشدُّ تعطُّشًا للسُّلطة بسبب صدورهم عن بيئات مقصاة تاريخيًا عنها" ولذا يرى أنَّهم يضعون مجتمعاتهم بين خيارين حينها: الخضوع وبذلك ينشأ الاستبداد والحكم العسكري ويمثل على هذا بالحالة الجزائرية، أو الدخول في حرب أهلية كما حدث في تاريخ لبنان.
Repost qilingan:
يوسف سمرين

19.04.202519:11
"الجملة الثورية، إنما هي تكرار الشعارات الثورية، دون حسبان حساب الظروف الموضوعية الناشئة عند انعطاف معنيّ في الأحداث... الشعارات الممتازة، الجذابة، المسكِرة، التي لا ترى تربة تحتها، ذلك هو كنه الجملة الثورية"، "تنبغي محاربة الجملة الثورية، لكي لا يقولوا عنّا ذات يوم الحقيقة المرّة: إنّ الجملة الثورية بصدد الحرب الثورية، قد أهلكت الثورة"، "ليس من العقلاني على الدوام القيام بانتفاضة، فالانتفاضة بدون مقدّمات جماهيرية معينة إنما هي مغامرة، وأحيانًا كثيرة جدًا شجبنا أشكال المقاومة الفردية باعتبارها ضارة، وغير عقلانية، من وجهة نظر الثورة".
"نحن الفصيلة المتقدّمة بمعنى المبادرة الثورية، وهذا أمر لا جدال فيه، أما أن نكون الفصيلة المتقدمة بمعنى الاشتباك الحربي مع قوى الإمبريالية المتقدمة فإنّ هذا!"، "لا يجوز لنا من وجهة نظر الدفاع عن الوطن، الانسياق إلى اشتباك حربي، حين لا نملك جيشًا، ويكون العدو مسلحًا من الرأس إلى أخمص القدمين، ومستعدًا استعدادًا رائعًا"، "بدون جيش، وبدون استعداد اقتصادي في غاية الشدّة، يستحيل على فلاحي خرب خوض غمار حرب عصرية، ضد إمبريالية متقدّمة…من باب الكلام الفارغ المطالبة بمقاومة عن طريق الانتفاضة المسلحة… بينما من الواضح أنَّ هذه المقاومة بلا أمل بالنسبة إلينا".
"لأننا على وجه الضبط نؤيد الدفاع عن الوطن نطالب بموقف جدّي من قدرة البلاد الدفاعية، ومن استعدادها القتالي، وإننا لنعلنها حربًا لا هوادة فيها على الجملة الثورية الجوفاء"، "إنَّ إطلاق الجمل الطنّانة هو من خصائص المثقفين البرجاوزيين الصغار، المتفسخين طبقيًا، ويقينًا أنَّ البروليتاريين المنظمين سيعاقبون هذه الطريقة، بالسخرية منها، وطرد أنصارها من كل منصب مسؤول"، "بين جملة طنانة وطنانة أخرى، فيا لها من صلة عضوية حقيرة"، "وجهة النظر هذه، تميز المثقف النموذجي، البرجوازي الصغير، المتفسخ طبقيًا، وله مزاج الأفندي، أو النبيل، والتي تنعت نفسية السِّلم بالسَّلبية، وتعتبر التلويح بسيف من الكرتون نشاطًا"!
(بصدد الجملة الثورية، لينين).
"نحن الفصيلة المتقدّمة بمعنى المبادرة الثورية، وهذا أمر لا جدال فيه، أما أن نكون الفصيلة المتقدمة بمعنى الاشتباك الحربي مع قوى الإمبريالية المتقدمة فإنّ هذا!"، "لا يجوز لنا من وجهة نظر الدفاع عن الوطن، الانسياق إلى اشتباك حربي، حين لا نملك جيشًا، ويكون العدو مسلحًا من الرأس إلى أخمص القدمين، ومستعدًا استعدادًا رائعًا"، "بدون جيش، وبدون استعداد اقتصادي في غاية الشدّة، يستحيل على فلاحي خرب خوض غمار حرب عصرية، ضد إمبريالية متقدّمة…من باب الكلام الفارغ المطالبة بمقاومة عن طريق الانتفاضة المسلحة… بينما من الواضح أنَّ هذه المقاومة بلا أمل بالنسبة إلينا".
"لأننا على وجه الضبط نؤيد الدفاع عن الوطن نطالب بموقف جدّي من قدرة البلاد الدفاعية، ومن استعدادها القتالي، وإننا لنعلنها حربًا لا هوادة فيها على الجملة الثورية الجوفاء"، "إنَّ إطلاق الجمل الطنّانة هو من خصائص المثقفين البرجاوزيين الصغار، المتفسخين طبقيًا، ويقينًا أنَّ البروليتاريين المنظمين سيعاقبون هذه الطريقة، بالسخرية منها، وطرد أنصارها من كل منصب مسؤول"، "بين جملة طنانة وطنانة أخرى، فيا لها من صلة عضوية حقيرة"، "وجهة النظر هذه، تميز المثقف النموذجي، البرجوازي الصغير، المتفسخ طبقيًا، وله مزاج الأفندي، أو النبيل، والتي تنعت نفسية السِّلم بالسَّلبية، وتعتبر التلويح بسيف من الكرتون نشاطًا"!
(بصدد الجملة الثورية، لينين).
17.04.202515:58
حين زار زيلينسكي البيت الأبيض زاره ببذلة غير رسمية، وقال بأنَّه سيلبسها بعد انتهاء الحرب، كان متجهِّمَ الوجه كأنه في مجلس عزاء، وعاتب حليفه الأهم بل تحوَّل الأمر إلى شجار يذاع، مؤكدًا على أنَّه يريد (ضمانات) لا أن تفتح أمريكا خطًا تفاوضيًا مع روسيا وتترك أوكرانيا في العراء وحدَها دون أن تكون على جدول أعمال الإدارة الأمريكية التفاوضية، لم يأتِ بابتسامة بلهاء يلتقط بعض الصور ويقول لحليفه أنت أبونا الروحي جئتك أشاركك الإنجازات العظيمة وحليفه يقول له سأفاوض روسيا بشأني فقط لا علاقة لي بغيري!


17.04.202514:32
17.04.202514:32
أجهزة دعائية تتبع دولًا وتتناكف فيما بينها، مثل الذي تجده في وسائل التواصل:
-أنت عندك جيش.
-أنت نفط!
تحدث في أحسن العائلات، ولا تتجاوز المسألة مزايدة منشورات، لكنَّ متذاكيًا يحسبها شيئًا ذا بال.
-أنت عندك جيش.
-أنت نفط!
تحدث في أحسن العائلات، ولا تتجاوز المسألة مزايدة منشورات، لكنَّ متذاكيًا يحسبها شيئًا ذا بال.
17.04.202511:56
"يسعدني أن ألتقي بكم دائمًا لأشعر بالإيمان والقوة والأمل في المستقبل، وإني لأنظر إلى الماضي، فأرى كيف قامت دعوة الإخوان المسلمين، ثم أنظر إليكم الآن فأجد فيكم غايتنا".
(كلمة لجمال عبد الناصر ألقيت في جمعية الإخوان المسلمين في المنصورة: 1953/4/9 ، بواسطة: المجموعة الكاملة لخطب وأحاديث وتصريحات جمال عبد الناصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1995م، ج1، ص49.)
(كلمة لجمال عبد الناصر ألقيت في جمعية الإخوان المسلمين في المنصورة: 1953/4/9 ، بواسطة: المجموعة الكاملة لخطب وأحاديث وتصريحات جمال عبد الناصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1995م، ج1، ص49.)


14.04.202514:55
12.04.202522:20
القرن العشرين هو قرن الثورات والأيدلوجيا، روسيا، الصين، كوبا، فيتنام، الكونجو، بوليفيا وغيرها من المناطق التي دخلت في تجارب اندمجت في الثقافة المعاصرة، ولكن بعد سنوات لا يزال كثيرون ممن يتحدث في السياسة يخالفون أبسط المفاهيم التي كُتبت في تلك المرحلة، ويكون هناك استغلال للجهل في تصوير المعلومة، وأوضح مثال على ذلك ما تسمعه كلَّ حين عما يسمى بحروب الغوَّار/العصابات.
فهذا المفهوم حديث، وأكثر من صقله وكتب فيه هم الشيوعيون، ولا بد من تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي لا يمكن إلا أن توصف إلا بالهراء، مثل نظرية تكلم مرة عنها أحدُ المشاهير وهي مجرد أحلام طفولية، مثل اعتباره أنَّ هزيمة 67 بسبب مركزية الدولة، بخلاف الحروب العصابية فهي تختلف ويرى فيها بديلًا عن الجيوش النظامية.
فالحروب العصابية لا يمكن أن تسدَّ مسد الجيوش النظامية أبدًا، وتعترف بضعفها حتى إنَّ بعض منظريها يسميها حروب المستضعفين، فالجيوش النظامية احترافية لا تقارن بكفاءة المليشيات: وهي تجمعات شبه عسكرية فليس هذا الوصف ازدرائيًا بل هو وصف لذلك التجمع غير النظامي، فلا يمكن للمقاتل العصابي أن يفوق من حيث المهنية والكفاءة الجيش النظامي المدرب، ويتلقى تسليحه بشكل قانوني، فهو تابع لكيان سياسي معترف به وهو الدولة، بخلاف التجمعات التي تسلك سبيل الحروب العصابية.
فعندما تستمع إلى (سياسي) يقول بأنَّ مقاتليه العصابيين أفضل تجهيزًا من الجيش النظامي فهو كاذب، بل العصابي يعمل على نظرية: أقل احترافية/في مهمات مختلفة، ومعنى هذا أنَّ الجيش النظامي عنده محترفون لكنَّ الجندي فيه يعمل وظيفة واحدة درسها وتدرب عليها، فيعمل العصابي على النقيض منه بأقل احترافية لكن في عدة مهمات، وملخص الاستراتيجية العصابية: أنها طريق يُسلك عند فقدان الجيوش النظامية، أو انهيارها، أو عدم قدرتها على المواجهة المباشرة، فتعتمد على استراتيجية بعناصر أساسية، ومن أهمها ما يوصف بلعبة البرغوث والقط، ومعنى هذا أنَّ البرغوث يتغذى على دم القط، لكنه لا يدخل في أي مواجهة مباشرة وإلا سيموت.
أما الدم الذي يقتات عليه البرغوث في هذه الحالة فهو اعتماده على عتاد الجيش النظامي ولذا تحرص أن تكون مثل عتاده، مثلًا في الثمانينات اشترت الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة سوفيتية من مصر ووزعتها على المقاتلين في أفغانستان، لسببين: التذخير الموحد مع الجيش النظامي السوفيتي، وتأخير كشف الدعم الأمريكي لتلك الحركات، في حين كانت فيتنام مثلًا تعتمد على الدعم السوفيتي والصيني، وبهذا أمكن أن يكون عتادها تابعًا للداعم اللوجستي لها.
هذا المفهوم نصت عليه الكتب التي سلك أصحابها هذا المسلك: مثل كتاب جيفارا، وماو تسي تونغ، وفي سبيل الحفاظ على حياة البرغوث فإنَّ المقاتلين العصابيين لا يدخلون في مواجهة مباشرة، ولا يدافعون عن منطقة، ولذلك تتطلب المرحلة الأولى الأطول كما يقسمونها تنقلًا واسعًا وعدم انحصارهم في منطقة، فلعبت الطبيعة الجغرافية في فيتنام دورًا كبيرًا في هذا، فضلًا عن الكثافة السكانية، مثلًا أفغانستان: عدد سكانها 50 مليون في التقديرات التي ترجع إلى الثمانينات، وتحدها 7 دول منفرطة الحدود معها، وتتمتع بطبيعة جغرافية تسمح بالاختباء والاحتماء.
وحرب العصابات تعمل على نظرة طويلة جدًا مثلًا 90 سنة حتى تستطيع إنهاك خصومها، وقد تؤتي ثمارها قبل ذلك لكنها الاستراتيجية العامة التي تعمل عليها، وما دامت لا تستطيع المواصلة عبر مدة زمنية طويلة فإنها ببساطة ليست صالحة للاستعمال، لأن فكرة الإنهاك غير موجودة، ما دامت تعمل وفق دفقات متباعدة، أو أعمال منفصلة.
وهناك أسطورة تقول بأنه لم يستطع أي جيش نظامي التغلب على حرب عصابات، وهذه كاذبة فهي كأي عمل يمكن أن ينجح ويمكن ألا ينجح تبعًا للسلوك المتبع، وقدرتها على التعلم من الأخطاء، ومثال واضح على هذا حركة (إيتا) الانفصالية فشلت وحلَّت نفسها، وغيرها من الحركات التي قمعت وفي الوقت نفسه فإنَّ الجيوش النظامية تدرس مختلف الاستراتيجيات العصابية التي اتبعت في القرن العشرين.
فهذا المفهوم حديث، وأكثر من صقله وكتب فيه هم الشيوعيون، ولا بد من تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي لا يمكن إلا أن توصف إلا بالهراء، مثل نظرية تكلم مرة عنها أحدُ المشاهير وهي مجرد أحلام طفولية، مثل اعتباره أنَّ هزيمة 67 بسبب مركزية الدولة، بخلاف الحروب العصابية فهي تختلف ويرى فيها بديلًا عن الجيوش النظامية.
فالحروب العصابية لا يمكن أن تسدَّ مسد الجيوش النظامية أبدًا، وتعترف بضعفها حتى إنَّ بعض منظريها يسميها حروب المستضعفين، فالجيوش النظامية احترافية لا تقارن بكفاءة المليشيات: وهي تجمعات شبه عسكرية فليس هذا الوصف ازدرائيًا بل هو وصف لذلك التجمع غير النظامي، فلا يمكن للمقاتل العصابي أن يفوق من حيث المهنية والكفاءة الجيش النظامي المدرب، ويتلقى تسليحه بشكل قانوني، فهو تابع لكيان سياسي معترف به وهو الدولة، بخلاف التجمعات التي تسلك سبيل الحروب العصابية.
فعندما تستمع إلى (سياسي) يقول بأنَّ مقاتليه العصابيين أفضل تجهيزًا من الجيش النظامي فهو كاذب، بل العصابي يعمل على نظرية: أقل احترافية/في مهمات مختلفة، ومعنى هذا أنَّ الجيش النظامي عنده محترفون لكنَّ الجندي فيه يعمل وظيفة واحدة درسها وتدرب عليها، فيعمل العصابي على النقيض منه بأقل احترافية لكن في عدة مهمات، وملخص الاستراتيجية العصابية: أنها طريق يُسلك عند فقدان الجيوش النظامية، أو انهيارها، أو عدم قدرتها على المواجهة المباشرة، فتعتمد على استراتيجية بعناصر أساسية، ومن أهمها ما يوصف بلعبة البرغوث والقط، ومعنى هذا أنَّ البرغوث يتغذى على دم القط، لكنه لا يدخل في أي مواجهة مباشرة وإلا سيموت.
أما الدم الذي يقتات عليه البرغوث في هذه الحالة فهو اعتماده على عتاد الجيش النظامي ولذا تحرص أن تكون مثل عتاده، مثلًا في الثمانينات اشترت الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة سوفيتية من مصر ووزعتها على المقاتلين في أفغانستان، لسببين: التذخير الموحد مع الجيش النظامي السوفيتي، وتأخير كشف الدعم الأمريكي لتلك الحركات، في حين كانت فيتنام مثلًا تعتمد على الدعم السوفيتي والصيني، وبهذا أمكن أن يكون عتادها تابعًا للداعم اللوجستي لها.
هذا المفهوم نصت عليه الكتب التي سلك أصحابها هذا المسلك: مثل كتاب جيفارا، وماو تسي تونغ، وفي سبيل الحفاظ على حياة البرغوث فإنَّ المقاتلين العصابيين لا يدخلون في مواجهة مباشرة، ولا يدافعون عن منطقة، ولذلك تتطلب المرحلة الأولى الأطول كما يقسمونها تنقلًا واسعًا وعدم انحصارهم في منطقة، فلعبت الطبيعة الجغرافية في فيتنام دورًا كبيرًا في هذا، فضلًا عن الكثافة السكانية، مثلًا أفغانستان: عدد سكانها 50 مليون في التقديرات التي ترجع إلى الثمانينات، وتحدها 7 دول منفرطة الحدود معها، وتتمتع بطبيعة جغرافية تسمح بالاختباء والاحتماء.
وحرب العصابات تعمل على نظرة طويلة جدًا مثلًا 90 سنة حتى تستطيع إنهاك خصومها، وقد تؤتي ثمارها قبل ذلك لكنها الاستراتيجية العامة التي تعمل عليها، وما دامت لا تستطيع المواصلة عبر مدة زمنية طويلة فإنها ببساطة ليست صالحة للاستعمال، لأن فكرة الإنهاك غير موجودة، ما دامت تعمل وفق دفقات متباعدة، أو أعمال منفصلة.
وهناك أسطورة تقول بأنه لم يستطع أي جيش نظامي التغلب على حرب عصابات، وهذه كاذبة فهي كأي عمل يمكن أن ينجح ويمكن ألا ينجح تبعًا للسلوك المتبع، وقدرتها على التعلم من الأخطاء، ومثال واضح على هذا حركة (إيتا) الانفصالية فشلت وحلَّت نفسها، وغيرها من الحركات التي قمعت وفي الوقت نفسه فإنَّ الجيوش النظامية تدرس مختلف الاستراتيجيات العصابية التي اتبعت في القرن العشرين.
11.04.202516:25
"ما كان من غير سبب فهو خارج عن السِّياسة، لأنَّ للأفعال والأقوال أسبابًا، إذا تجرَّدت عنها كان الفعل عبثًا، والكلام لغوًا لا يقتضيه رأي الحصيف، ولا توجبه سياسة اللبيب".
(قوانين الوزارة وسياسة الملك، الماوردي، تحقيق: رضوان السَّيد، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى: 1979، ص195.)
(قوانين الوزارة وسياسة الملك، الماوردي، تحقيق: رضوان السَّيد، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى: 1979، ص195.)
07.04.202516:16
07.04.202516:16
الأسطورة الدِّعائية
هذا التمثال لثلاثة من الجنود يابانيين في طوكيو من الثلاثينات في القرن الماضي، يعتبر أسطورة دعائية ناجحة في وقتها، يكرم ثلاثة من نخبة الشجعان اليابانيين الذين أحدثوا فجوة في السياج السلكي للجيش الصيني، بساق خيزران مفخخ، وضحوا بحياتهم لاختراق خطوط الجيش الصيني في شنغهاي، واعتبروا مادة إعلانية للصحف والمجلات والكتب، ولاحقًا الأفلام بأنهم الثلاثة الذين ضحوا بأنفسهم ليهدوا اليابانيين بعدهم التقدم، كانت تتضمن دعاية لنفوذ الجيش في رسم السياسة اليابانية.
والأسطورة دومًا عاطفية، بخلاف الحقيقة، تلك التي تقول أنَّ القيادة العسكرية المسؤولة عن هؤلاء الجنود حينها أرسلتهم دون اتفاق معهم بأنهم سيموتون، بل أرسلوا بفتيل بطول ٥٠ سم، ولو جعل مترًا واحدًا لاستطاعوا وضعه والانسحاب بأمان لكن لقصره تسبب بموتهم وهم ينسحبون، كما لم يعتمد تقدم اليابانيين عليهم إذ حدث اختراق مماثل في الوقت نفسه لمجموعات أخرى من الجيش الياباني وكلهم رجع بأمان.
هذا التمثال لثلاثة من الجنود يابانيين في طوكيو من الثلاثينات في القرن الماضي، يعتبر أسطورة دعائية ناجحة في وقتها، يكرم ثلاثة من نخبة الشجعان اليابانيين الذين أحدثوا فجوة في السياج السلكي للجيش الصيني، بساق خيزران مفخخ، وضحوا بحياتهم لاختراق خطوط الجيش الصيني في شنغهاي، واعتبروا مادة إعلانية للصحف والمجلات والكتب، ولاحقًا الأفلام بأنهم الثلاثة الذين ضحوا بأنفسهم ليهدوا اليابانيين بعدهم التقدم، كانت تتضمن دعاية لنفوذ الجيش في رسم السياسة اليابانية.
والأسطورة دومًا عاطفية، بخلاف الحقيقة، تلك التي تقول أنَّ القيادة العسكرية المسؤولة عن هؤلاء الجنود حينها أرسلتهم دون اتفاق معهم بأنهم سيموتون، بل أرسلوا بفتيل بطول ٥٠ سم، ولو جعل مترًا واحدًا لاستطاعوا وضعه والانسحاب بأمان لكن لقصره تسبب بموتهم وهم ينسحبون، كما لم يعتمد تقدم اليابانيين عليهم إذ حدث اختراق مماثل في الوقت نفسه لمجموعات أخرى من الجيش الياباني وكلهم رجع بأمان.
07.04.202513:35
أسهل ما يكون تأسيس حزب انتهازي
كل ما يلزمك الجعجعة دون طِحن، تطلق الفتيا وأنت تعلم سلفًا أنها لا يتحقق منها شيء وتختار صداها الإعلامي لا تأثيرها الواقعي ومع ذلك تدَّعي أنَّ هذه سياسة، بل لا تفكر بشيء في تنفيذها بل همُّك الترصد للرد على من اعترض عليها، وتجميل مواقفك في ظل واقع يقول بأنه لا يختلف سلوكه العملي عمن اعترض عليه.
ومن أقدم الأحزاب على هذه الشاكلة حزب التحرير منذ تأسيسه ١٩٥٣ وهو يطلق فتاواه، ومناشداته للجيوش بالتحرك، بل يستصدر ترخيصًا في بريطانيا لمسيرة تخرج وتطالب بتوحيد العالَم الإسلامي من شرقه إلى غربه وإعادة (الخلافة) لأكثر من ٧٠ سنة على هذه الشاكلة ويعتبر نفسه أنه من [العاملين المخلصين]، رغم أنَّ كل ما يقوم به فرقعة إعلامية هرائية، ولا علاقة لما يقوم به بالسياسة، بل هو مجرد هيئة دينية، على شاكلة طائفة الأميش، وانتهت خطواته السياسية الفعالة بسياسة (خالف تعرف) بالانهماك في تحديد الأهلة بالإفطار والصيام بقرار (حزبي)!
وعلى هذه الشاكلة عشرات التكتلات في العالَم العربي، مقصدهم في صراخاتهم تسجيل النقاط على منافسيهم الإعلاميين دون أن يكون حزبًا سياسيًا حقيقيًا، يطالب العالَم، ويصدر الفتاوى، ويخاطب وزارات سيادية وهو لا يقوى على مخاطبة قانون الأحوال الشخصية في بلده، كان منها كتاب لأحد المتشرعة يبحث فيه حكم استعمال أسلحة الدمار الشامل! هكذا كما قرأت، رغم أنه واقعيًا لا يملك حتى القوس النشَّاب.
كل ما يلزمك الجعجعة دون طِحن، تطلق الفتيا وأنت تعلم سلفًا أنها لا يتحقق منها شيء وتختار صداها الإعلامي لا تأثيرها الواقعي ومع ذلك تدَّعي أنَّ هذه سياسة، بل لا تفكر بشيء في تنفيذها بل همُّك الترصد للرد على من اعترض عليها، وتجميل مواقفك في ظل واقع يقول بأنه لا يختلف سلوكه العملي عمن اعترض عليه.
ومن أقدم الأحزاب على هذه الشاكلة حزب التحرير منذ تأسيسه ١٩٥٣ وهو يطلق فتاواه، ومناشداته للجيوش بالتحرك، بل يستصدر ترخيصًا في بريطانيا لمسيرة تخرج وتطالب بتوحيد العالَم الإسلامي من شرقه إلى غربه وإعادة (الخلافة) لأكثر من ٧٠ سنة على هذه الشاكلة ويعتبر نفسه أنه من [العاملين المخلصين]، رغم أنَّ كل ما يقوم به فرقعة إعلامية هرائية، ولا علاقة لما يقوم به بالسياسة، بل هو مجرد هيئة دينية، على شاكلة طائفة الأميش، وانتهت خطواته السياسية الفعالة بسياسة (خالف تعرف) بالانهماك في تحديد الأهلة بالإفطار والصيام بقرار (حزبي)!
وعلى هذه الشاكلة عشرات التكتلات في العالَم العربي، مقصدهم في صراخاتهم تسجيل النقاط على منافسيهم الإعلاميين دون أن يكون حزبًا سياسيًا حقيقيًا، يطالب العالَم، ويصدر الفتاوى، ويخاطب وزارات سيادية وهو لا يقوى على مخاطبة قانون الأحوال الشخصية في بلده، كان منها كتاب لأحد المتشرعة يبحث فيه حكم استعمال أسلحة الدمار الشامل! هكذا كما قرأت، رغم أنه واقعيًا لا يملك حتى القوس النشَّاب.


07.04.202512:47
07.04.202512:47
في العقل السِّياسي
وظيفة السياسة تحقيق مصالح من تمثلهم وفق سقف محدد ومرحلي وفق الممكن، هكذا تعمل الدول، فعندها كلُّ اتفاق وضع في توقيت هو لاغٍ في آخر عند اختلاف الموازين، قد يكون لوقف انهيار أحيانًا فلا يلزم أن يكون دومًا لتحقيق تقدم، لذا فهي مليئة بالتورية وما الحرب والدبلوماسية سوى أدوات لها، وهذا نموذج معين حتى لا يدور الكلام في التجريد لا الوقائع.
في ١٩٤٨ وافقت القيادات الصهيونية رسميًا على ما سمي بخطة التقسيم التي طرحتها الأمم المتحدة، وهي تعطيهم ٥٥٪ من الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك لم يكونوا يريدون هذه الخطة بل أكثر، قال بن غوريون حينها: "يرفض العرب التقسيم، لذلك ستحدث الحرب، وفي الحرب سوف تغير الحدود".
لقد كانت الخطوة السياسية العربية حينها محترقة، تفكر بمنطق الحقوق كأنها في محكمة، لا وفق منطق الموازين في حلبة السياسة وكانت مواقفهم معروفة سلفًا للخصم، ويستطيع أن يبني عليها سياسة لصالحه، في موقف يختصره آلان غريتش: "كانت القيادة الإسرائيلية بارعة دومًا على الصعيد التكتيكي الدولي، يعرفون في العمق كيف يعمل نظام الشَّرعية الدولية، يعرفون دائمًا كيف يقولون: نعم! حين يقصدون لا، بينما يقول الفلسطينيون: لا وهم يفكرون في نعم"!
هو الفرق بين السياسة وبين الخطابات الداخلية (الشعبوية) التي هدفها تسجيل المواقف، ورفع الشعبية، فالسياسة مرتبطة دومًا بنتيجتها الموضوعية، لا وفق ما يكره الكاهن من ربط السبب والنتيجة، فلا يهم ما يقال بل ما الذي ينفذ في النهاية، لا يهم الصفعة الأولى بل ما النتيجة النهائية، في الحالة الجزائرية اتخذت فرنسا من حادثة صفعة قنصلها بالمروحة في قصر (الداي) سنة ١٨٢٧ ذريعة دعائية لاحتلالها، فمهما قيل من قصائد في شجاعة الداي وأنه أهان القنصل بالمروحة، يبقى المهم هو النتيجة.
لقد كانت المنظمات الصهيونية تتميز غيظًا على (فولك برنادوت) الذي قدم مقترحًا سياسيًا، فتم اغتياله سرًا فتبنت العملية إحدى المنظمات العربية! وهنا شعر بن غوريون بالغبطة لهذا الموقف وافتخر في مذكراته أنه يعرف المنفذ: إسحاق شامير، وهكذا فالسياسة دومًا مرتبطة بالنتائج، لا بمقدار التبجُّح، وإظهار التشنج ولو أدت إلى تضييع من تعول!
وظيفة السياسة تحقيق مصالح من تمثلهم وفق سقف محدد ومرحلي وفق الممكن، هكذا تعمل الدول، فعندها كلُّ اتفاق وضع في توقيت هو لاغٍ في آخر عند اختلاف الموازين، قد يكون لوقف انهيار أحيانًا فلا يلزم أن يكون دومًا لتحقيق تقدم، لذا فهي مليئة بالتورية وما الحرب والدبلوماسية سوى أدوات لها، وهذا نموذج معين حتى لا يدور الكلام في التجريد لا الوقائع.
في ١٩٤٨ وافقت القيادات الصهيونية رسميًا على ما سمي بخطة التقسيم التي طرحتها الأمم المتحدة، وهي تعطيهم ٥٥٪ من الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك لم يكونوا يريدون هذه الخطة بل أكثر، قال بن غوريون حينها: "يرفض العرب التقسيم، لذلك ستحدث الحرب، وفي الحرب سوف تغير الحدود".
لقد كانت الخطوة السياسية العربية حينها محترقة، تفكر بمنطق الحقوق كأنها في محكمة، لا وفق منطق الموازين في حلبة السياسة وكانت مواقفهم معروفة سلفًا للخصم، ويستطيع أن يبني عليها سياسة لصالحه، في موقف يختصره آلان غريتش: "كانت القيادة الإسرائيلية بارعة دومًا على الصعيد التكتيكي الدولي، يعرفون في العمق كيف يعمل نظام الشَّرعية الدولية، يعرفون دائمًا كيف يقولون: نعم! حين يقصدون لا، بينما يقول الفلسطينيون: لا وهم يفكرون في نعم"!
هو الفرق بين السياسة وبين الخطابات الداخلية (الشعبوية) التي هدفها تسجيل المواقف، ورفع الشعبية، فالسياسة مرتبطة دومًا بنتيجتها الموضوعية، لا وفق ما يكره الكاهن من ربط السبب والنتيجة، فلا يهم ما يقال بل ما الذي ينفذ في النهاية، لا يهم الصفعة الأولى بل ما النتيجة النهائية، في الحالة الجزائرية اتخذت فرنسا من حادثة صفعة قنصلها بالمروحة في قصر (الداي) سنة ١٨٢٧ ذريعة دعائية لاحتلالها، فمهما قيل من قصائد في شجاعة الداي وأنه أهان القنصل بالمروحة، يبقى المهم هو النتيجة.
لقد كانت المنظمات الصهيونية تتميز غيظًا على (فولك برنادوت) الذي قدم مقترحًا سياسيًا، فتم اغتياله سرًا فتبنت العملية إحدى المنظمات العربية! وهنا شعر بن غوريون بالغبطة لهذا الموقف وافتخر في مذكراته أنه يعرف المنفذ: إسحاق شامير، وهكذا فالسياسة دومًا مرتبطة بالنتائج، لا بمقدار التبجُّح، وإظهار التشنج ولو أدت إلى تضييع من تعول!
Rekordlar
19.04.202516:05
9.6KObunachilar11.04.202523:59
300Iqtiboslar indeksi19.04.202514:55
1.6KBitta post qamrovi22.04.202513:18
0Reklama posti qamrovi01.04.202523:59
2.09%ER17.04.202512:23
14.46%ERRKo'proq funksiyalarni ochish uchun tizimga kiring.