Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
يوسف سمرين avatar

يوسف سمرين

قناة للمباحثة والفكر والنقد...
TGlist reytingi
0
0
TuriOmmaviy
Tekshirish
Tekshirilmagan
Ishonchnoma
Shubhali
Joylashuv
TilBoshqa
Kanal yaratilgan sanaJul 12, 2018
TGlist-ga qo'shildi
Feb 26, 2025

"يوسف سمرين" guruhidagi so'nggi postlar

تعرض حازم صاغية في كتابه الموسوم (هجاء السِّلاح) لتشريح الواقع اللبناني وتوازناته الطائفية، الطبقية، مع اعتماد عناصر فيه على شعار (المقاومة) عبر التعرُّض لعدة تجارب منها الجزائرية، والفرنسية، الكوبية، ومما ذكره فيه سبب المعنى "المتعالي" الذي يمنح للشِّعار، فذكر لذلك سببين:

أولًا: رفض الاستعمار وحق تقرير المصير وهو ما يزدهر بين النخب.

الثاني: معاني الرُّجولة والشَّرَف والكرامة وهو ما ينتشر بين الزَّعامات التقليدية المدنية/والريفية.

ويحذُّر من تبسيط المسألة فهو ما يمسخ النظرة الأوسع من العلاقات، فبما يسميه "العنف يعاند السياسية"، يستشهد بأنَّ "القائد الكوبي [كاسترو] خلال سنتين من القتال لم يعقد أيَّ لقاء سياسي" ويرى أنه "كلَّما زاد الضُّمور الفكري والسِّياسي تنقلب ثقافة المقاومة إلى سلسلة أفعال انتهازية تجيز أحيانًا التعاون مع العدو الأصلي الغازي الذي يفترض أنه علَّة وجود المقاومة، لإنزال القهر بالطرف الدَّاخلي الآخر".

إذ ما ينشأ هو "تسييس مسلَّح" مبني على العاطفة لا الأفكار، "فالعنصر الأيدلوجي والفكري يكاد يكون معدومًا في العمل" إذ ليس "مؤسسيًا يمتصُّ النزاعات والأفكار" إنه يؤسس لشرعية جديدة، بما يسميه منطق التهليل، إذ "من قتل مغتصبه لا يصوِّر فعلته عملًا مجيدًا تعدُّ له الأجيال جيلًا بعد جيل، بل يصوَّر كاضطرار بشع أملاه سلوك بشع".

لكن في حالة (الشَّرعية الجديدة) فإنَّ "المقاوم لا يقتصد في طلب التمجيد إذ ليس جنديًا مجهولًا يكتفي بالتكريم الرَّمزي" بل يتحوَّل إلى رغبة "طامحة إلى حكم بلد بأسره" هذه الشرعية الجديدة تعتمد على عناصر : "أشدُّ تعطُّشًا للسُّلطة بسبب صدورهم عن بيئات مقصاة تاريخيًا عنها" ولذا يرى أنَّهم يضعون مجتمعاتهم بين خيارين حينها: الخضوع وبذلك ينشأ الاستبداد والحكم العسكري ويمثل على هذا بالحالة الجزائرية، أو الدخول في حرب أهلية كما حدث في تاريخ لبنان.
Repost qilingan:
يوسف سمرين avatar
يوسف سمرين
Repost qilingan:
يوسف سمرين avatar
يوسف سمرين
"الجملة الثورية، إنما هي تكرار الشعارات الثورية، دون حسبان حساب الظروف الموضوعية الناشئة عند انعطاف معنيّ في الأحداث... الشعارات الممتازة، الجذابة، المسكِرة، التي لا ترى تربة تحتها، ذلك هو كنه الجملة الثورية"، "تنبغي محاربة الجملة الثورية، لكي لا يقولوا عنّا ذات يوم الحقيقة المرّة: إنّ الجملة الثورية بصدد الحرب الثورية، قد أهلكت الثورة"، "ليس من العقلاني على الدوام القيام بانتفاضة، فالانتفاضة بدون مقدّمات جماهيرية معينة إنما هي مغامرة، وأحيانًا كثيرة جدًا شجبنا أشكال المقاومة الفردية باعتبارها ضارة، وغير عقلانية، من وجهة نظر الثورة".

"نحن الفصيلة المتقدّمة بمعنى المبادرة الثورية، وهذا أمر لا جدال فيه، أما أن نكون الفصيلة المتقدمة بمعنى الاشتباك الحربي مع قوى الإمبريالية المتقدمة فإنّ هذا!"، "لا يجوز لنا من وجهة نظر الدفاع عن الوطن، الانسياق إلى اشتباك حربي، حين لا نملك جيشًا، ويكون العدو مسلحًا من الرأس إلى أخمص القدمين، ومستعدًا استعدادًا رائعًا"، "بدون جيش، وبدون استعداد اقتصادي في غاية الشدّة، يستحيل على فلاحي خرب خوض غمار حرب عصرية، ضد إمبريالية متقدّمة…من باب الكلام الفارغ المطالبة بمقاومة عن طريق الانتفاضة المسلحة… بينما من الواضح أنَّ هذه المقاومة بلا أمل بالنسبة إلينا".

"لأننا على وجه الضبط نؤيد الدفاع عن الوطن نطالب بموقف جدّي من قدرة البلاد الدفاعية، ومن استعدادها القتالي، وإننا لنعلنها حربًا لا هوادة فيها على الجملة الثورية الجوفاء"، "إنَّ إطلاق الجمل الطنّانة هو من خصائص المثقفين البرجاوزيين الصغار، المتفسخين طبقيًا، ويقينًا أنَّ البروليتاريين المنظمين سيعاقبون هذه الطريقة، بالسخرية منها، وطرد أنصارها من كل منصب مسؤول"، "بين جملة طنانة وطنانة أخرى، فيا لها من صلة عضوية حقيرة"، "وجهة النظر هذه، تميز المثقف النموذجي، البرجوازي الصغير، المتفسخ طبقيًا، وله مزاج الأفندي، أو النبيل، والتي تنعت نفسية السِّلم بالسَّلبية، وتعتبر التلويح بسيف من الكرتون نشاطًا"!

(بصدد الجملة الثورية، لينين).
حين زار زيلينسكي البيت الأبيض زاره ببذلة غير رسمية، وقال بأنَّه سيلبسها بعد انتهاء الحرب، كان متجهِّمَ الوجه كأنه في مجلس عزاء، وعاتب حليفه الأهم بل تحوَّل الأمر إلى شجار يذاع، مؤكدًا على أنَّه يريد (ضمانات) لا أن تفتح أمريكا خطًا تفاوضيًا مع روسيا وتترك أوكرانيا في العراء وحدَها دون أن تكون على جدول أعمال الإدارة الأمريكية التفاوضية، لم يأتِ بابتسامة بلهاء يلتقط بعض الصور ويقول لحليفه أنت أبونا الروحي جئتك أشاركك الإنجازات العظيمة وحليفه يقول له سأفاوض روسيا بشأني فقط لا علاقة لي بغيري!
أجهزة دعائية تتبع دولًا وتتناكف فيما بينها، مثل الذي تجده في وسائل التواصل:
-أنت عندك جيش.
-أنت نفط!
تحدث في أحسن العائلات، ولا تتجاوز المسألة مزايدة منشورات، لكنَّ متذاكيًا يحسبها شيئًا ذا بال.
"يسعدني أن ألتقي بكم دائمًا لأشعر بالإيمان والقوة والأمل في المستقبل، وإني لأنظر إلى الماضي، فأرى كيف قامت دعوة الإخوان المسلمين، ثم أنظر إليكم الآن فأجد فيكم غايتنا".

(كلمة لجمال عبد الناصر ألقيت في جمعية الإخوان المسلمين في المنصورة: 1953/4/9 ، بواسطة: المجموعة الكاملة لخطب وأحاديث وتصريحات جمال عبد الناصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1995م، ج1، ص49.)
القرن العشرين هو قرن الثورات والأيدلوجيا، روسيا، الصين، كوبا، فيتنام، الكونجو، بوليفيا وغيرها من المناطق التي دخلت في تجارب اندمجت في الثقافة المعاصرة، ولكن بعد سنوات لا يزال كثيرون ممن يتحدث في السياسة يخالفون أبسط المفاهيم التي كُتبت في تلك المرحلة، ويكون هناك استغلال للجهل في تصوير المعلومة، وأوضح مثال على ذلك ما تسمعه كلَّ حين عما يسمى بحروب الغوَّار/العصابات.

فهذا المفهوم حديث، وأكثر من صقله وكتب فيه هم الشيوعيون، ولا بد من تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي لا يمكن إلا أن توصف إلا بالهراء، مثل نظرية تكلم مرة عنها أحدُ المشاهير وهي مجرد أحلام طفولية، مثل اعتباره أنَّ هزيمة 67 بسبب مركزية الدولة، بخلاف الحروب العصابية فهي تختلف ويرى فيها بديلًا عن الجيوش النظامية.

فالحروب العصابية لا يمكن أن تسدَّ مسد الجيوش النظامية أبدًا، وتعترف بضعفها حتى إنَّ بعض منظريها يسميها حروب المستضعفين، فالجيوش النظامية احترافية لا تقارن بكفاءة المليشيات: وهي تجمعات شبه عسكرية فليس هذا الوصف ازدرائيًا بل هو وصف لذلك التجمع غير النظامي، فلا يمكن للمقاتل العصابي أن يفوق من حيث المهنية والكفاءة الجيش النظامي المدرب، ويتلقى تسليحه بشكل قانوني، فهو تابع لكيان سياسي معترف به وهو الدولة، بخلاف التجمعات التي تسلك سبيل الحروب العصابية.

فعندما تستمع إلى (سياسي) يقول بأنَّ مقاتليه العصابيين أفضل تجهيزًا من الجيش النظامي فهو كاذب، بل العصابي يعمل على نظرية: أقل احترافية/في مهمات مختلفة، ومعنى هذا أنَّ الجيش النظامي عنده محترفون لكنَّ الجندي فيه يعمل وظيفة واحدة درسها وتدرب عليها، فيعمل العصابي على النقيض منه بأقل احترافية لكن في عدة مهمات، وملخص الاستراتيجية العصابية: أنها طريق يُسلك عند فقدان الجيوش النظامية، أو انهيارها، أو عدم قدرتها على المواجهة المباشرة، فتعتمد على استراتيجية بعناصر أساسية، ومن أهمها ما يوصف بلعبة البرغوث والقط، ومعنى هذا أنَّ البرغوث يتغذى على دم القط، لكنه لا يدخل في أي مواجهة مباشرة وإلا سيموت.

أما الدم الذي يقتات عليه البرغوث في هذه الحالة فهو اعتماده على عتاد الجيش النظامي ولذا تحرص أن تكون مثل عتاده، مثلًا في الثمانينات اشترت الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة سوفيتية من مصر ووزعتها على المقاتلين في أفغانستان، لسببين: التذخير الموحد مع الجيش النظامي السوفيتي، وتأخير كشف الدعم الأمريكي لتلك الحركات، في حين كانت فيتنام مثلًا تعتمد على الدعم السوفيتي والصيني، وبهذا أمكن أن يكون عتادها تابعًا للداعم اللوجستي لها.

هذا المفهوم نصت عليه الكتب التي سلك أصحابها هذا المسلك: مثل كتاب جيفارا، وماو تسي تونغ، وفي سبيل الحفاظ على حياة البرغوث فإنَّ المقاتلين العصابيين لا يدخلون في مواجهة مباشرة، ولا يدافعون عن منطقة، ولذلك تتطلب المرحلة الأولى الأطول كما يقسمونها تنقلًا واسعًا وعدم انحصارهم في منطقة، فلعبت الطبيعة الجغرافية في فيتنام دورًا كبيرًا في هذا، فضلًا عن الكثافة السكانية، مثلًا أفغانستان: عدد سكانها 50 مليون في التقديرات التي ترجع إلى الثمانينات، وتحدها 7 دول منفرطة الحدود معها، وتتمتع بطبيعة جغرافية تسمح بالاختباء والاحتماء.

وحرب العصابات تعمل على نظرة طويلة جدًا مثلًا 90 سنة حتى تستطيع إنهاك خصومها، وقد تؤتي ثمارها قبل ذلك لكنها الاستراتيجية العامة التي تعمل عليها، وما دامت لا تستطيع المواصلة عبر مدة زمنية طويلة فإنها ببساطة ليست صالحة للاستعمال، لأن فكرة الإنهاك غير موجودة، ما دامت تعمل وفق دفقات متباعدة، أو أعمال منفصلة.

وهناك أسطورة تقول بأنه لم يستطع أي جيش نظامي التغلب على حرب عصابات، وهذه كاذبة فهي كأي عمل يمكن أن ينجح ويمكن ألا ينجح تبعًا للسلوك المتبع، وقدرتها على التعلم من الأخطاء، ومثال واضح على هذا حركة (إيتا) الانفصالية فشلت وحلَّت نفسها، وغيرها من الحركات التي قمعت وفي الوقت نفسه فإنَّ الجيوش النظامية تدرس مختلف الاستراتيجيات العصابية التي اتبعت في القرن العشرين.
"ما كان من غير سبب فهو خارج عن السِّياسة، لأنَّ للأفعال والأقوال أسبابًا، إذا تجرَّدت عنها كان الفعل عبثًا، والكلام لغوًا لا يقتضيه رأي الحصيف، ولا توجبه سياسة اللبيب".

(قوانين الوزارة وسياسة الملك، الماوردي، تحقيق: رضوان السَّيد، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى: 1979، ص195.)
الأسطورة الدِّعائية

هذا التمثال لثلاثة من الجنود يابانيين في طوكيو من الثلاثينات في القرن الماضي، يعتبر أسطورة دعائية ناجحة في وقتها، يكرم ثلاثة من نخبة الشجعان اليابانيين الذين أحدثوا فجوة في السياج السلكي للجيش الصيني، بساق خيزران مفخخ، وضحوا بحياتهم لاختراق خطوط الجيش الصيني في شنغهاي، واعتبروا مادة إعلانية للصحف والمجلات والكتب، ولاحقًا الأفلام بأنهم الثلاثة الذين ضحوا بأنفسهم ليهدوا اليابانيين بعدهم التقدم، كانت تتضمن دعاية لنفوذ الجيش في رسم السياسة اليابانية.

والأسطورة دومًا عاطفية، بخلاف الحقيقة، تلك التي تقول أنَّ القيادة العسكرية المسؤولة عن هؤلاء الجنود حينها أرسلتهم دون اتفاق معهم بأنهم سيموتون، بل أرسلوا بفتيل بطول ٥٠ سم، ولو جعل مترًا واحدًا لاستطاعوا وضعه والانسحاب بأمان لكن لقصره تسبب بموتهم وهم ينسحبون، كما لم يعتمد تقدم اليابانيين عليهم إذ حدث اختراق مماثل في الوقت نفسه لمجموعات أخرى من الجيش الياباني وكلهم رجع بأمان.
أسهل ما يكون تأسيس حزب انتهازي

كل ما يلزمك الجعجعة دون طِحن، تطلق الفتيا وأنت تعلم سلفًا أنها لا يتحقق منها شيء وتختار صداها الإعلامي لا تأثيرها الواقعي ومع ذلك تدَّعي أنَّ هذه سياسة، بل لا تفكر بشيء في تنفيذها بل همُّك الترصد للرد على من اعترض عليها، وتجميل مواقفك في ظل واقع يقول بأنه لا يختلف سلوكه العملي عمن اعترض عليه.

ومن أقدم الأحزاب على هذه الشاكلة حزب التحرير منذ تأسيسه ١٩٥٣ وهو يطلق فتاواه، ومناشداته للجيوش بالتحرك، بل يستصدر ترخيصًا في بريطانيا لمسيرة تخرج وتطالب بتوحيد العالَم الإسلامي من شرقه إلى غربه وإعادة (الخلافة) لأكثر من ٧٠ سنة على هذه الشاكلة ويعتبر نفسه أنه من [العاملين المخلصين]، رغم أنَّ كل ما يقوم به فرقعة إعلامية هرائية، ولا علاقة لما يقوم به بالسياسة، بل هو مجرد هيئة دينية، على شاكلة طائفة الأميش، وانتهت خطواته السياسية الفعالة بسياسة (خالف تعرف) بالانهماك في تحديد الأهلة بالإفطار والصيام بقرار (حزبي)!

وعلى هذه الشاكلة عشرات التكتلات في العالَم العربي، مقصدهم في صراخاتهم تسجيل النقاط على منافسيهم الإعلاميين دون أن يكون حزبًا سياسيًا حقيقيًا، يطالب العالَم، ويصدر الفتاوى، ويخاطب وزارات سيادية وهو لا يقوى على مخاطبة قانون الأحوال الشخصية في بلده، كان منها كتاب لأحد المتشرعة يبحث فيه حكم استعمال أسلحة الدمار الشامل! هكذا كما قرأت، رغم أنه واقعيًا لا يملك حتى القوس النشَّاب.
في العقل السِّياسي

وظيفة السياسة تحقيق مصالح من تمثلهم وفق سقف محدد ومرحلي وفق الممكن، هكذا تعمل الدول، فعندها كلُّ اتفاق وضع في توقيت هو لاغٍ في آخر عند اختلاف الموازين، قد يكون لوقف انهيار أحيانًا فلا يلزم أن يكون دومًا لتحقيق تقدم، لذا فهي مليئة بالتورية وما الحرب والدبلوماسية سوى أدوات لها، وهذا نموذج معين حتى لا يدور الكلام في التجريد لا الوقائع.

في ١٩٤٨ وافقت القيادات الصهيونية رسميًا على ما سمي بخطة التقسيم التي طرحتها الأمم المتحدة، وهي تعطيهم ٥٥٪؜ من الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك لم يكونوا يريدون هذه الخطة بل أكثر، قال بن غوريون حينها: "يرفض العرب التقسيم، لذلك ستحدث الحرب، وفي الحرب سوف تغير الحدود".

لقد كانت الخطوة السياسية العربية حينها محترقة، تفكر بمنطق الحقوق كأنها في محكمة، لا وفق منطق الموازين في حلبة السياسة وكانت مواقفهم معروفة سلفًا للخصم، ويستطيع أن يبني عليها سياسة لصالحه، في موقف يختصره آلان غريتش: "كانت القيادة الإسرائيلية بارعة دومًا على الصعيد التكتيكي الدولي، يعرفون في العمق كيف يعمل نظام الشَّرعية الدولية، يعرفون دائمًا كيف يقولون: نعم! حين يقصدون لا، بينما يقول الفلسطينيون: لا وهم يفكرون في نعم"!

هو الفرق بين السياسة وبين الخطابات الداخلية (الشعبوية) التي هدفها تسجيل المواقف، ورفع الشعبية، فالسياسة مرتبطة دومًا بنتيجتها الموضوعية، لا وفق ما يكره الكاهن من ربط السبب والنتيجة، فلا يهم ما يقال بل ما الذي ينفذ في النهاية، لا يهم الصفعة الأولى بل ما النتيجة النهائية، في الحالة الجزائرية اتخذت فرنسا من حادثة صفعة قنصلها بالمروحة في قصر (الداي) سنة ١٨٢٧ ذريعة دعائية لاحتلالها، فمهما قيل من قصائد في شجاعة الداي وأنه أهان القنصل بالمروحة، يبقى المهم هو النتيجة.

لقد كانت المنظمات الصهيونية تتميز غيظًا على (فولك برنادوت) الذي قدم مقترحًا سياسيًا، فتم اغتياله سرًا فتبنت العملية إحدى المنظمات العربية! وهنا شعر بن غوريون بالغبطة لهذا الموقف وافتخر في مذكراته أنه يعرف المنفذ: إسحاق شامير، وهكذا فالسياسة دومًا مرتبطة بالنتائج، لا بمقدار التبجُّح، وإظهار التشنج ولو أدت إلى تضييع من تعول!

Rekordlar

19.04.202516:05
9.6KObunachilar
11.04.202523:59
300Iqtiboslar indeksi
19.04.202514:55
1.6KBitta post qamrovi
22.04.202513:18
0Reklama posti qamrovi
01.04.202523:59
2.09%ER
17.04.202512:23
14.46%ERR

Rivojlanish

Obunachilar
Iqtibos indeksi
1 ta post qamrovi
Reklama posti qamrovi
ER
ERR
JAN '25FEB '25MAR '25APR '25

يوسف سمرين mashhur postlari

05.04.202514:46
بعد ١٦ يومًا من هجمات ١١-٩-٢٠٠١ أصدر يوسف القرضاوي، طه جابر العلواني، محمد سليم العوا، فهمي هويدي، طارق البشري، هيثم الخياط، فتوى تنصُّ على التالي:

"لا بأس-إن شاء الله-على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضدَّ من تقرر دولتهم أنهم يمارسون الإرهاب ضدَّها".

وهكذا لم يبق على جورج دبليو بوش سوى أن يقرر الدولة التي يود قصفها، وصرَّح فهمي هويدي حينها للـ(الشرق الأوسط) عن هذه الفتوى: "تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية في أميركا وأرسلت إلى قيادة المرشدين الدينيين في الجيش الاميركي".

وبعد أن قررت الولايات المتحدة شنَّ الحرب على أفغانستان اندفع الموقعون عن البيان من الشَّكوى للظلم الذي وقع عليهم، وسوء فهم من اعترضَ على (العلماء) فكتب فهمي هويدي:

"هذه الفتوى كانت قد صدرت قبل الحرب في ٢٧-٩ لكنها حين ترجمت ووصلت إلى أيدي كثيرين، كانت الحرب قد أعلنت، الأمر الذي فهم منه أنَّ الفتوى جاءت مؤيدة للحرب ولقتل الأفغان المسلمين، وهو أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة"!

بعد احتلال العراق في ٢٠٠٣ أسس القرضاوي سنة ٢٠٠٤ (الاتحاد العالَمي لعلماء المسلمين)، وانصبت أعماله في الفكر السِّياسي على تجويز المشاركة البرلمانية، تأسيس مفهوم المواطنة بتخريجات فقهية، طرق التعامل مع الآخر، وأشاع عنوان (الوسطية والاعتدال) استعدادًا للقادم، في وقت اتخذت إدارة بوش قرارًا باحتواء الجماعة لفصلها عن الجماعات التي تقاتل ضدها.

في ١٥-٦-٢٠٠٦ صدر تقرير عن خدمة أبحاث الكونجرس، وأظهر أنَّ الولايات المتحدة ضغطت على الدول العربية لإشراك جماعة الإخوان في: الأردن، مصر، السلطة الفلسطينية، المغرب، كانت خطة احتواء للجماعة سبقها تمهيد وفتاوى، واحتاج القرضاوي بعد فتياه السابقة إلى (٩) سنوات، حتى يضع تعليقًا عليها في منتصف كتابه (الفتاوى الشاذة) وقال إنه حين وقَّعها لم يكن لديه "معرفة كاملة وواضحة بالواقع الأمريكي، وأنَّ من حق الجندي في الجيش أن يعتذر عن عدم مشاركته في الحرب ولا حرج عليه"!
31.03.202516:41
السِّياسة ليست حضرة صوفية!

جزء مفصلي من التصوف الانفصال عن الواقع، وترديد قصص من عينة أنَّ الفضيل بن عياض ضحك في جنازة ابنه، فسئل عن ذلك فقال هو الرضا عن الله! هذه القصص وأمثالها عززت التلذذ بالألم، والضحك في الفجيعة، والغناء على الأنقاض! وليس هذا ما كان من الأنبياء ولا أصحابهم، بل المصيبة اسمها مصيبة، والعين تدمع والقلب يحزن، أما تلك البلاهة التي تقلب الأمر الإنساني تمامًا، وتجعل الزغاريد عند المصائب، وتقدِّم خبر التعزية بالقول (نَزُفُّ) فتلك تصلح للحضرات والفناء عن الواقع، ومطالبة الإنسان ألا يكون إنسانًا.

لا حضارة في التاريخ قامت دون واقعية، حتى الأنبياء وسيرتهم معلومة، لم يخض موسى بأخيه إلى الموت ثم طالب بالوقوف معه، بل قال: (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) ولم يخض لوط نزالًا يقضي عليه ومن آمن معه بل كان بين الضررين يفضِّل الأقل ضررًا منهما، لا ينتظر الكارثة التامة وهو يخاطب الناس بأن الواجب الإيمان به، بل قال لقومه: (قال يا قومِ هؤلاء بناتي هنَّ أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي)، والقرآن مليء بتسمية الأشياء باسمها: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) فانظر إلى هذا الوصف الذي يرصد الواقع في ذلك الزمن، ولا تجد معترضًا حينها بصرخات (صوت العرب)، لتصيح بالعزة وتأنف من تسمية الضعف باسمه.
31.03.202514:41
من عمر إلى ابن أبي وقَّاص:
"لا تبعثنَّ طليعةً ولا سريةً في وجهٍ تتخوَّف فيه غَلَبة أو ضَيعة ونِكاية"

(العقد الفريد، ابن عبد ربه، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى: 1404هـ-1983م، ج1، ص118.)
11.04.202516:25
"ما كان من غير سبب فهو خارج عن السِّياسة، لأنَّ للأفعال والأقوال أسبابًا، إذا تجرَّدت عنها كان الفعل عبثًا، والكلام لغوًا لا يقتضيه رأي الحصيف، ولا توجبه سياسة اللبيب".

(قوانين الوزارة وسياسة الملك، الماوردي، تحقيق: رضوان السَّيد، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى: 1979، ص195.)
05.04.202516:02
كثيرًا ما يُستحضر ذِكرُ أفغانستان والقتال فيها ضد السوفييت دون فهم لكثير من تفاصيل ما حدث في الثمانينات، لكن-كالعادة-فإنَّ العديد من السِّياسيين العرب يصبحون مفوَّهين في لقاءاتهم مع الغربيين، ويفصحون عن وقائع لا يذكرونها في خطاباتهم الموجهة إلى المنطقة العربية، حينَ يصبح كلامهم مليئًا بالخوارق لا الوقائع والأحداث.

يوسف ندا المفوض السَّابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان كان قد أجرى لقاءً مع دوجلاس تومسون وتعرَّض فيه لتلك المرحلة، وذكرَ بعض ما قام به من وساطة دبلوماسية سِّرية للجماعة، ومنها ما يتعلق بالحرب في أفغانستان، فقد بدأ السوفييت بالتفكير جديًا بالانسحاب من أفغانستان سنة ١٩٨٦، وهو تاريخ مهم فهو الوقت الذي وصلت فيه صواريخ (ستنغر) الأمريكية المضادة للطيران إلى أفغانستان، وهي السنة التي وقع فيها انفجار تشرنوبل في أوكرانيا وكان أخطر كارثة إشعاعية في التاريخ، هددت أوروبا واستهلكت موارد الاتحاد السوفييتي.

حينها اتصل السوفييت بيوسف ندا للانسحاب من أفغانستان، وترتيب لقاء لهم مع حكمتيار لوقف الحرب، كانوا يريدون مخرجًا آمنًا لجنودهم، والتفاوض حول نزع الألغام وإعادة الإعمار، وتقرر مكان الاجتماع في إيران، وتم ترتيب ما يلزم ذلك لكن يقول ندا: "قبل الرحلة بثلاث ساعات تدخل الأمريكيون" فرفضوا العرض، واستمر القتال، وعلَّق ندا: "أراد الأمريكيون للحرب أن تستمر، كانوا يريدون أن يزداد نزيف السوفييت إلى أقصى ما يمكن، لم يرضوا لهم انسحابًا آمنًا، وقد حصلوا على ما أرادوا، واصل قلب الدين حكمتيار هجومه، قصف كابول، فمات عشرات الألوف"، استمرت الحرب حتى ١٩٨٩ دون أي اتفاق على إعادة إعمار أو تفكيك ألغام، ونسيت الولايات المتحدة أفغانستان حتى رجعت إليها بالقصف في ٢٠٠١.
31.03.202518:32
ما يزرع في السِّلم يُقطف في الحروب

المجتمعات التي تمتلك نظامًا سياسيًا فعَّالًا يحقق النمو في مختلف المجالات هي التي لها وزن على صعيد السِّياسة، تلك المجتمعات التي تعمل على امتلاكها نظامًا تعليميًا متطورًا هي التي تنتج مواطنين يستطيعون أن يدلو بآرائهم، أما (الأخ الصغير) الذي يظن نفسه معفى خلال 70 سنة وأنَّه لا يريد (تنظيرًا) كأنه منهمك في ورش المفاعلات في بلاده، ويحسب أنَّه يمكن أن يقدم شيئًا ذا بال ساعة اختبار كل ما راكمته الدولة وقت الامتحان، إنه يتجاهل حقيقة قاطعة بأنه لا يمكنك التعالي عن الواقع نفسه بمجرد أنك قررت فجأة ألا تعترف به.

حين يتم تضييع 40 أو 50 سنة في كلام المقاهي على أساس أنه (العلم)، بالحديث عن الأولياء الطائرين وحلقات مطربة للجماهير هذا يعني أنَّ المخزون الفعلي لمجتمعات كاملة ودول هو تضييع جيلين في (الهراء)، وهؤلاء لا يمكنهم أن يصنعوا أي شيء ذا بال ساعة الجد، سوى أضحكني وأغضبني، ساعة تنافس اقتصاد يستطيع التحمل، وتقنية تستطيع التحرك، وتحالفات حقيقية تثبت جدارتها، ساعة اختبار نظام سياسي في بلد يمكنه أن يحتوي الأطياف السِّياسية المختلفة، وآخر يخشى من أي هزة تحوله إلى حرب أهلية طاحنة، بما يشبه تمامًا حالة ذلك الذي ما أن يسمع رأيًا سياسيًا مخالفًا حتى يرتعد وكأنَّ الكفر قد نزل بساحته، وطيلة 20 سنة لا يفكر ذلك (الأخ) بالشأن العام ولا أعدَّ نفسه، ولا تعب في قراءة، ثم يظنُّ أنَّه يصنع شيئًا حين يخرج غريزة التوحش الكامنة في خيالاته على صيغة تحليلات وتهديدات كأنه على رأس حاملة طائرات لا في وسيلة تواصل فقط، تكتب كلمات فقط لا تخرج غير ذلك، إنَّ حصيلة خبرته تحتاج إلى حذف، ثم إعادة بناء لكنه يحسبها صالحة للاستنجاد بها في صياغة رأي!

قديمًا كان هناك فيلسوف ألماني يُدعى فويرباخ أعلن إلحاده وهاجم الكنيسة، فقام عليه الرأي العام، فرد عليهم بحجة معقولة وقال بأنَّ أوروبا ملحدة عمليًا، لا تحترم الكنائس طيلة السنة، ولا تمثُّل المسيحية لها سوى شيئ من الماضي لكنَّ الرأي العام في زمنه كان يتحرَّج من الاعتراف بهذا فقط! وهو شبيه بحالة (الأخ) الذي يعلم بضعفه وأنه لا وزن له في صنع سياسة شارعه، وبلده فضلًا عن شيء متعلق بما وراء ذلك، لكنَّه النفاق الاجتماعي الذي يفرض التمثيل في وسائل التواصل، فلان شجاع يرسل رسالته عبر فيسبوك وهذه المرة إلى ترامب رأسًا ألم تروا ماذا قال له: اخسأ لن تعلو قدرك! كأنَّ أحدًا يلقي له بالًا، وكلما زاد في حدته بما لا يقوله رئيس الصين أو روسيا كان بذلك (ينتصر) لموقف! مع أنها حالة من الجنون والتصنع ليس غير ذلك.

وطريقة عرض القضايا أضحت بالمقلوب، شخص يقول لمَ لا تتكلم عن سياسة الولايات المتحدة، لم لا تتكلم عن ربيبتها؟ كأنَّه مواطن محسوبٌ عليها، يؤمل فيها خيرًا أن تصغي لصوته، وهي طريقة التعليم القديمة، التي لا تزال حية في القلوب، لا تتكلم في ناصر بل اشتم الإمبريالية، حتى لو أدت سياساته إلى كارثة كبرى، إياك والحديث في سياسة صدام بل الولايات المتحدة هي السبب في كل شيء ألم يفبركوا قصة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، كأنه في محكمة يبيع فيها مرافعات قضائية، وفيها طرفان وهو في المنتصف! يا عزيزي إن كان همُّك الإدانة الأخلاقية وفضح الانحياز العالمي وكلَّما وسعت الدائرة برأت الأقرب يمكنك حينها شتم الحداثة وعندها يصبح العالم من القرن السادس عشر هو سبب المشكلات، ويتفرق الدم بين القبائل، فلتكتب رسائلك بلغات غير العربية، وقتها وظيفتك استقطاب من ليسوا جزءًا من الأمر، أما عربيًا فأنت لا تناقش سؤال الحق كما يفترض، بل أسئلة السياسة، وإلا درت في البديهيات لا تزيد شيئًا في ذكرها.

وفي عالم السياسة لا يهم من هو المحق، فعمليًا كانت الدول القوية قد توسعت طيلة التاريخ حتى لو لم تكن صاحبة حق، والدول الضعيفة تآكلت حتى لو كانت بيدها كل بينات الدنيا، ولا تقوى الدول بتقوية حججها وقناعاتها فقط فهذا جزء صغير يتعلق بسؤال الهوية، وبعدها تأتي السياسة بما هو على أرض الواقع، ولما نتحدث عن الواقع نتحدث عن الدول في المقام الأول فهي الكيانات السياسية، هي المؤسسات، لا أفراد لا ينتظمون في شيء، يجمعهم منشورات فقط، ولو قدِّر وجودهم في منطقة منكوبة فهو لا يعني سوى أنهم سينافسون على حصص الخبز التي توزع على الفقراء، لا أنَّهم سيحدثون أدنى تأثير.
12.04.202522:20
القرن العشرين هو قرن الثورات والأيدلوجيا، روسيا، الصين، كوبا، فيتنام، الكونجو، بوليفيا وغيرها من المناطق التي دخلت في تجارب اندمجت في الثقافة المعاصرة، ولكن بعد سنوات لا يزال كثيرون ممن يتحدث في السياسة يخالفون أبسط المفاهيم التي كُتبت في تلك المرحلة، ويكون هناك استغلال للجهل في تصوير المعلومة، وأوضح مثال على ذلك ما تسمعه كلَّ حين عما يسمى بحروب الغوَّار/العصابات.

فهذا المفهوم حديث، وأكثر من صقله وكتب فيه هم الشيوعيون، ولا بد من تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي لا يمكن إلا أن توصف إلا بالهراء، مثل نظرية تكلم مرة عنها أحدُ المشاهير وهي مجرد أحلام طفولية، مثل اعتباره أنَّ هزيمة 67 بسبب مركزية الدولة، بخلاف الحروب العصابية فهي تختلف ويرى فيها بديلًا عن الجيوش النظامية.

فالحروب العصابية لا يمكن أن تسدَّ مسد الجيوش النظامية أبدًا، وتعترف بضعفها حتى إنَّ بعض منظريها يسميها حروب المستضعفين، فالجيوش النظامية احترافية لا تقارن بكفاءة المليشيات: وهي تجمعات شبه عسكرية فليس هذا الوصف ازدرائيًا بل هو وصف لذلك التجمع غير النظامي، فلا يمكن للمقاتل العصابي أن يفوق من حيث المهنية والكفاءة الجيش النظامي المدرب، ويتلقى تسليحه بشكل قانوني، فهو تابع لكيان سياسي معترف به وهو الدولة، بخلاف التجمعات التي تسلك سبيل الحروب العصابية.

فعندما تستمع إلى (سياسي) يقول بأنَّ مقاتليه العصابيين أفضل تجهيزًا من الجيش النظامي فهو كاذب، بل العصابي يعمل على نظرية: أقل احترافية/في مهمات مختلفة، ومعنى هذا أنَّ الجيش النظامي عنده محترفون لكنَّ الجندي فيه يعمل وظيفة واحدة درسها وتدرب عليها، فيعمل العصابي على النقيض منه بأقل احترافية لكن في عدة مهمات، وملخص الاستراتيجية العصابية: أنها طريق يُسلك عند فقدان الجيوش النظامية، أو انهيارها، أو عدم قدرتها على المواجهة المباشرة، فتعتمد على استراتيجية بعناصر أساسية، ومن أهمها ما يوصف بلعبة البرغوث والقط، ومعنى هذا أنَّ البرغوث يتغذى على دم القط، لكنه لا يدخل في أي مواجهة مباشرة وإلا سيموت.

أما الدم الذي يقتات عليه البرغوث في هذه الحالة فهو اعتماده على عتاد الجيش النظامي ولذا تحرص أن تكون مثل عتاده، مثلًا في الثمانينات اشترت الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة سوفيتية من مصر ووزعتها على المقاتلين في أفغانستان، لسببين: التذخير الموحد مع الجيش النظامي السوفيتي، وتأخير كشف الدعم الأمريكي لتلك الحركات، في حين كانت فيتنام مثلًا تعتمد على الدعم السوفيتي والصيني، وبهذا أمكن أن يكون عتادها تابعًا للداعم اللوجستي لها.

هذا المفهوم نصت عليه الكتب التي سلك أصحابها هذا المسلك: مثل كتاب جيفارا، وماو تسي تونغ، وفي سبيل الحفاظ على حياة البرغوث فإنَّ المقاتلين العصابيين لا يدخلون في مواجهة مباشرة، ولا يدافعون عن منطقة، ولذلك تتطلب المرحلة الأولى الأطول كما يقسمونها تنقلًا واسعًا وعدم انحصارهم في منطقة، فلعبت الطبيعة الجغرافية في فيتنام دورًا كبيرًا في هذا، فضلًا عن الكثافة السكانية، مثلًا أفغانستان: عدد سكانها 50 مليون في التقديرات التي ترجع إلى الثمانينات، وتحدها 7 دول منفرطة الحدود معها، وتتمتع بطبيعة جغرافية تسمح بالاختباء والاحتماء.

وحرب العصابات تعمل على نظرة طويلة جدًا مثلًا 90 سنة حتى تستطيع إنهاك خصومها، وقد تؤتي ثمارها قبل ذلك لكنها الاستراتيجية العامة التي تعمل عليها، وما دامت لا تستطيع المواصلة عبر مدة زمنية طويلة فإنها ببساطة ليست صالحة للاستعمال، لأن فكرة الإنهاك غير موجودة، ما دامت تعمل وفق دفقات متباعدة، أو أعمال منفصلة.

وهناك أسطورة تقول بأنه لم يستطع أي جيش نظامي التغلب على حرب عصابات، وهذه كاذبة فهي كأي عمل يمكن أن ينجح ويمكن ألا ينجح تبعًا للسلوك المتبع، وقدرتها على التعلم من الأخطاء، ومثال واضح على هذا حركة (إيتا) الانفصالية فشلت وحلَّت نفسها، وغيرها من الحركات التي قمعت وفي الوقت نفسه فإنَّ الجيوش النظامية تدرس مختلف الاستراتيجيات العصابية التي اتبعت في القرن العشرين.
31.03.202519:15
شرعيون يحتاجون إلى إعادة تأهيل

لا يفطن كثير من النَّاس إلى التغيرات التي حدثت وتراكمت حتى في نظرتهم إلى التراث الإسلامي، وكثير منهم يحملون شهادات تخصصية، لكن معنى التخصص في الكليات الشرعية ليس قريبًا من كليات الطب مثلًا بخلاف دعاية المؤسسات الرسمية، فقد نشأت ألقابها محاكاة للكليات التي أشرف عليها (الاحتلال) في المناطق العربية في القرن التاسع عشر، لعلوم أوروبية النشأة مثل الجغرافيا الحديثة، والتاريخ الحديث، والفيزياء والكيمياء إلخ، فتحولت الكتاتيب وحلقات (طلب العلم الشرعي) إلى محاكاة لتلك القطاعات التعليمية الأوروبية، فتم تحديد مدة زمنية للدراسة وكتب تنتهي بتوزيع الألقاب وفي البداية كان المدرسون أنفسهم ممن تلقى تعليمًا تقليديًا سابقًا على النظامي، دون أي تطوير كبير في المناهج عن العصر العباسي، سوى بطرق العرض فقط، على أي حال هذا موضوع آخر.

في القرن العشرين وبعد سقوط الناصرية كان هناك دمج لخطاباتها في النظر إلى الفقه الشرعي، فشحنت دلالاته بمضامين لا علاقة لها بالفقه كما هو، ومن ذلك النظر إلى التقسيم المعلوم عن القتال إلى (الدفع/الطلب) وتفسير الدفع على أنه داخل الحدود السياسية لدولة، والطلب شرعًا يكون بالقتال خارج الدولة، وهذا هراء لا علاقة له بالفقه، فقد شحنوا مفهوم الدفع بالقول بأنه لا يشترط له العدة ولا الإذن فتخرج المرأة دون إذن زوجها ونحو ذلك، ولا يفطنون إلى أنَّ الدفع والطلب متعلق بفعل المكلف، لا بالحدود السياسية، فما دام المسلم هو المقصود من العدو فحينها قالوا: ذلك دفع وإن قصدَ العدو صار طلبًا، ويمثل الفقهاء على ذلك بالحِصن إن قصده، فهو طلب، حتى لو كان داخل الحدود السياسية، بخلاف جمع قصد المسلمين فذلك دفع، وهذه دلالته الأصلية، أما ما شحن به من مضامين حداثية تتعلق بأنَّه إذا وجد شبر كان إسلاميًا ثم سقط فهذا يعني أنه (دفع)، وعلى هذا تصبح أرمينيا، وإسبانيا والبرتغال، ينطبق عليها كلام الفقهاء في الدفع، فهذا لا علاقة له بالفقه، لكنَّ بعض المتحدثين باسم الفقه اليوم لا يختلفون كثيرًا عن المضامين الناصرية سوى بالشَّكل وطرق العرض على هيئة إعلان التخصصات!
07.04.202512:47
في العقل السِّياسي

وظيفة السياسة تحقيق مصالح من تمثلهم وفق سقف محدد ومرحلي وفق الممكن، هكذا تعمل الدول، فعندها كلُّ اتفاق وضع في توقيت هو لاغٍ في آخر عند اختلاف الموازين، قد يكون لوقف انهيار أحيانًا فلا يلزم أن يكون دومًا لتحقيق تقدم، لذا فهي مليئة بالتورية وما الحرب والدبلوماسية سوى أدوات لها، وهذا نموذج معين حتى لا يدور الكلام في التجريد لا الوقائع.

في ١٩٤٨ وافقت القيادات الصهيونية رسميًا على ما سمي بخطة التقسيم التي طرحتها الأمم المتحدة، وهي تعطيهم ٥٥٪؜ من الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك لم يكونوا يريدون هذه الخطة بل أكثر، قال بن غوريون حينها: "يرفض العرب التقسيم، لذلك ستحدث الحرب، وفي الحرب سوف تغير الحدود".

لقد كانت الخطوة السياسية العربية حينها محترقة، تفكر بمنطق الحقوق كأنها في محكمة، لا وفق منطق الموازين في حلبة السياسة وكانت مواقفهم معروفة سلفًا للخصم، ويستطيع أن يبني عليها سياسة لصالحه، في موقف يختصره آلان غريتش: "كانت القيادة الإسرائيلية بارعة دومًا على الصعيد التكتيكي الدولي، يعرفون في العمق كيف يعمل نظام الشَّرعية الدولية، يعرفون دائمًا كيف يقولون: نعم! حين يقصدون لا، بينما يقول الفلسطينيون: لا وهم يفكرون في نعم"!

هو الفرق بين السياسة وبين الخطابات الداخلية (الشعبوية) التي هدفها تسجيل المواقف، ورفع الشعبية، فالسياسة مرتبطة دومًا بنتيجتها الموضوعية، لا وفق ما يكره الكاهن من ربط السبب والنتيجة، فلا يهم ما يقال بل ما الذي ينفذ في النهاية، لا يهم الصفعة الأولى بل ما النتيجة النهائية، في الحالة الجزائرية اتخذت فرنسا من حادثة صفعة قنصلها بالمروحة في قصر (الداي) سنة ١٨٢٧ ذريعة دعائية لاحتلالها، فمهما قيل من قصائد في شجاعة الداي وأنه أهان القنصل بالمروحة، يبقى المهم هو النتيجة.

لقد كانت المنظمات الصهيونية تتميز غيظًا على (فولك برنادوت) الذي قدم مقترحًا سياسيًا، فتم اغتياله سرًا فتبنت العملية إحدى المنظمات العربية! وهنا شعر بن غوريون بالغبطة لهذا الموقف وافتخر في مذكراته أنه يعرف المنفذ: إسحاق شامير، وهكذا فالسياسة دومًا مرتبطة بالنتائج، لا بمقدار التبجُّح، وإظهار التشنج ولو أدت إلى تضييع من تعول!
31.03.202515:47
جزء من مهازل التحليل السِّياسي الذي يقدَّم بين الحين والآخر التعليم الذي تلقاه النَّاس، بما ساهم في تحويل الحديث في السِّياسة إلى ما يشبه الشِّعر، فيندفع الواحد منهم إلى استحضار ذكر الجزائر مع الاحتلال الفرنسي عند كل صغيرة وكبيرة، دون فهم لحقبات ذلك الاحتلال، وظروف الجزائريين التاريخية، ومن أهم ما يُحذف في التجربة الجزائرية: الحرب العالمية الثانية 1939-1945، فقبل اندلاع الحرب الثانية كان الجيش الفرنسي قد ركن إلى استراتيجياته القديمة التي مكنته من النَّصر في الحرب العالمية الأولى، فركَّز على عدد أفراده الذين كانوا ضِعف الجيش الألماني المقيَّد بمعاهدة فرساي، وكانت آلياته كبيرة الحجم بطيئة المناورة.

أما الألمان فركَّزوا على جودة التعليم واعتمدوا استراتيجيات جديدة، منها سرعة الآليات لتنفذ هجمات خاطفة، حتى جاءت سنة 1940 فتعرضت فرنسا لهجوم ألماني كاسح وخسرت ما يقرب من 100 ألف قتيل حتى دخلت القوات الألمانيا إلى عاصمتها باريس، ولمع اسم روميل في معارك الدَّبابات التي سحقت الآليات الفرنسية، ومع ذلك بقيت فرنسا تحتل الجزائر التي لم تحصل على استقلالها إلا بعد 17 سنة من الحرب العالمية الثانية! وخلال ذلك حدثت محاولة انقلاب في فرنسا سنة 1958، بما أدى إلى عودة ديغول إلى السُّلطة، ثم محاولة أخرى في الجزائر لأربعة جنرالات فرنسيين في الجزائر سنة 1961 بما هدد وحدة الأراضي الفرنسية، فلو انقسمت فرنسا لتوَّل الأمر إلى حرب أهلية، إنَّ الظروف السِّياسية التي ترتبط بتجربة حين تحذفها تحوِّلها إلى شعارات مجردة، لا تجربة واقعية.
04.04.202517:07
كان هناك سخرية سوداء عتيقة محوَّرة عن مثيل لها قالها ريغان تقول: بأنَّه اجتمع إسرائيلي وسوري أيام حافظ الأسد، فقال له الإسرائيلي: نحن دولة ديموقراطية يمكننا شتم رئيس الوزراء في البرلمان ولا أحد يستطيع اعتقالنا، فقال له السوري: ونحن كذلك دولة ديموقراطية، يمكننا أن نشتم رئيس الوزراء الإسرائيلي في البرلمان السوري ولن يسجننا أحد! وهناك من لا يزال يتعامل بهذا المنطق، فلنتكلم عن العالم الغربي المنافق واختلال المعايير والجرائم التي كل مرة يتعامل معها كأنها تفاجئه! وهكذا تصبح المسألة متعلقة بالعالَم! عليكم تغيير العالَم الذي تسكنونه قبل أي شيء، قبل أن تلوم أحدًا على شيء، عزيزي فلنغيِّر العالَم المنافق الذي نعيش فيه!

على أنَّ التيارات اليسارية تحدثت عن خديعة شعارات الحرية والمساواة قبل أن تتأسس أقدم التيارات الإسلامية السِّياسية، هناك ثلاثية ضخمة بإشراف بيير بورديو بعنوان (بؤس العالم)، ملأه بتفاصيل مملة حتى إنه كان غنيًا عن ذكر كثير منها ليبرهن على عنوان الكتاب، ولم يكن الأمر يحتاج إلى أي حدث إضافي لإثباتها، سوى أنَّ الأخ (كسول) اكتشف هذا مؤخرًا ويعتقد أنَّه دماغه السميكة غالية، تتطلب ثمنًا بحجم محيط من الدماء حتى يصل إلى هذا الاستنتاج المحترق!

ومنذ القرن التاسع عشر والماركسيون يقسمون العالم إلى (بناء تحتي) مرتبط بالمصالح الأكثر تأثيرًا الاقتصاد، وبناء فوفي يشمل (القانون، المواثيق، الفلسفة) ويقولون الذي يحرك العالَم هو البناء التحتي المرتبط بالمصالح لا الفوقي المتعلق بالأخلاق والشعارات، فمن يخرج اليوم ويظن أنه اكتشف شيئًا جديدًا، أو أنَّه كان ينتظر حدثًا يؤكد له ما عرفه العالَم ليعيد المعاد، لا يبرهن إلا على أيِّ عيِّنة ينتمي، بالمناسبة العالَم دفع 70 مليون قتيل في منتصف القرن الماضي، فالعالَم يعرف كل ما تقوله، ولكنَّه لا يسير بالطريقة التي تنشدها، والسياسي الحقيقي هو الذي يعلم كيف يتحرك العالَم لا أنَّه ينتظر العالَم ليتحرك وفق ما يعتقد ويريد!
07.04.202513:35
أسهل ما يكون تأسيس حزب انتهازي

كل ما يلزمك الجعجعة دون طِحن، تطلق الفتيا وأنت تعلم سلفًا أنها لا يتحقق منها شيء وتختار صداها الإعلامي لا تأثيرها الواقعي ومع ذلك تدَّعي أنَّ هذه سياسة، بل لا تفكر بشيء في تنفيذها بل همُّك الترصد للرد على من اعترض عليها، وتجميل مواقفك في ظل واقع يقول بأنه لا يختلف سلوكه العملي عمن اعترض عليه.

ومن أقدم الأحزاب على هذه الشاكلة حزب التحرير منذ تأسيسه ١٩٥٣ وهو يطلق فتاواه، ومناشداته للجيوش بالتحرك، بل يستصدر ترخيصًا في بريطانيا لمسيرة تخرج وتطالب بتوحيد العالَم الإسلامي من شرقه إلى غربه وإعادة (الخلافة) لأكثر من ٧٠ سنة على هذه الشاكلة ويعتبر نفسه أنه من [العاملين المخلصين]، رغم أنَّ كل ما يقوم به فرقعة إعلامية هرائية، ولا علاقة لما يقوم به بالسياسة، بل هو مجرد هيئة دينية، على شاكلة طائفة الأميش، وانتهت خطواته السياسية الفعالة بسياسة (خالف تعرف) بالانهماك في تحديد الأهلة بالإفطار والصيام بقرار (حزبي)!

وعلى هذه الشاكلة عشرات التكتلات في العالَم العربي، مقصدهم في صراخاتهم تسجيل النقاط على منافسيهم الإعلاميين دون أن يكون حزبًا سياسيًا حقيقيًا، يطالب العالَم، ويصدر الفتاوى، ويخاطب وزارات سيادية وهو لا يقوى على مخاطبة قانون الأحوال الشخصية في بلده، كان منها كتاب لأحد المتشرعة يبحث فيه حكم استعمال أسلحة الدمار الشامل! هكذا كما قرأت، رغم أنه واقعيًا لا يملك حتى القوس النشَّاب.
04.04.202520:05
يجب شرعًا على ترامب أن يستقيل! ستقابل فتيا مثل هذه إن صادفتها بسخرية، لكنَّ كثيرًا من المتمشيخة يتعاملون بمنطقها في مختلف القضايا السِّياسية، هناك من يزعم أنَّ ما يحدث (نازلة) فهي شيء جديد، لا أنها فصلٌ من فصول تمتد إلى قرن من الزَّمن، والمهم وسط تزاحم الأحداث أن يجد له فُرجة يعلِّق منها على (النازلة) بأيِّ فتيا، فهو لا يحسن غيرها بأنَّه يجب شرعًا أن يتحسن العالم، وأن يتحرك المسلمون وأن يصبحوا قوة عظمى ويفرغ فيها كلَّ ما يحلم به وتنتهي الفتيا بالصَّلاة والسَّلام على خير الأنام، رغم أنَّ أيَّ مُطَّلعٍ يعلم أنَّ الأصوليين قديمًا بحثوا الفرق بين القضاء والفتيا، وقالوا بأنَّ القضاء ملزم، بخلاف الفتيا، فمهما كبر المفتي فإنَّه متى أفتى الناس بأيِّ شيء فإنَّه يفقد الجانب الإلزامي لكلامه، فيستطيع المستفتي أن يذهب إلى غيره ويأخذ بكلامه، أو حتى لا يبالي! وهذا في الكلام بين المفتي والقاضي، فما بالك بالسِّياسة؟ تلك الفتاوى أقرب إلى الشِّق الدعائي لأصحابها منها إلى أيِّ أثر في الواقع.
Ko'proq funksiyalarni ochish uchun tizimga kiring.