رد العدو الصائل:
قد يكون مقبولاً- سياسةً- ترك مساندة أهل غـزة في قتالهم اليـهـود.
أما أن يُترَك العدو الكافر الصائل على هذه البلاد، والذي تجب مواجهته ودفعه إجماعاً بدءاً من دائرة مسافة القصر... فلا يُمكن قبوله...
و"إِنَّ مَـنــعَ المَـبَـادِي... أهــوَنُ مِن قَـطـعِ الـتَّـمَــادي" كما يقول إمام الحرمين.
فتبعات منع توغل العدو اليـهـودي الصائل أهون وأيسر وأقل كلفة من تبعات إخراجه بعد تموضعه وتجذّره.
لكن تبقى إشكالية كيفية المواجهة وشكلها وآلية المدافعة (تنزيل الحكم)، في خضم ترتيب الأولويات ودفع المفاسد الكبرى بالسكوت على ما دونها ....
فإن كان رد العدو "رسمياً".. يشكل غرماً، قد يكلف خسرانَ كثيرٍ من مكاسب الثورة، فلا أقل أن يُقابَل هذا الغرم بغُنم، وهو غض الطرف عن الهبّة الشعبية، والمجموعات الصغيرة المقاتلة اللامركزية وغير الرسمية، والتي لا تُحسب على أحد.. تواجه الاحتلال الصائل، أشبه ما تكون بمجموعة "أبي بصير"، وأبي جندل ... وهذا ما يخشاه العدو- المواجهة اللامركزية من الأفراد، وحرب العصابات، ومواجهة الشعوب- فيكون ذلك غنماً لا غرم فيه ولا تبعات على الدولة الوليدة.
فوقوف عامة الشعب الجنوبي في وجه الاحتلال بالسلاح والمظاهرات وما يستطيعه... سيجنب السلطات تبعات أمرين:
- تبعات المواجهة الرسمية في ظرف يريده العدو، ولا مصلحة لنا فيه.
- تبعة مشاركة الفصائل الجنوبية المعروفة- وإن كانت لا تتبع لوزارة الدفاع- فقد يتخذه العدو ذريعة للتوغل في الجنوب وتقسيمه بحجة عدم قدرة السلطات على ضبط تلك الفصائل.
فالحل في تحريض شعب الجنوب وإمداده الخفي، بما يحتاجه في مواجهة الاحتلال، بالموازاة مع الجهود السياسية الإقليمية والدولية، والمظاهرات الشعبية في كافة المحافظات، والتي لا تنجح غالباً ولا يُسمَع لها إلا بورقة ضغط على الأرض، والله أعلم.
اللهم منزل الكتاب مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزم اليـهـود ومن والاهم، زلزلهم وأخرجهم من بلادنا ومن غزة أذلة صاغرين.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.