#السبت_81
لمن يتهمون المقااومة بأنها تضيع الوقت، وتتلهى بمناوشات لا فائدة منها، وأنها ليست جادة في الفعل، إليكم ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الدعاء للمستضعفين، وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قال: سمع الله لمن حمده، في الركعة الآخرة من صلاة العشاء؛ قنت: (اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف)، وكان هؤلاء مسجونين بمكة، وبقي يدعو لهم حتى نجوا وجاؤوا المدينة، وفي رواية مسلم ,ابي داوود واللفظ لأبي داوود: (قال أبو هريرة: وأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فلم يدع لهم، فذكرت ذلك له، فقال: وما تراهم قد قدموا؟!).
هذا كان بعد السنة السابعة من الهجرة حتما، لأن أبا هريرة أسلم بعدها، وكان في ايام صلح الحديبية، وكان هؤلاء مستضعفين من قبل، ولكن قيود المعاهدة جعلت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكتفي بالدعاء لهم، وفي هذا دليل على أن الجهااد يكون بقدر المستطاع، وأن الدعاء قوة لا يستهان بها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعطل الجهااد، وإنما فرضت عليه الظروف وقبل ذلك فرض عليه الوحي الهدنة المؤقتة، وكانت له قوة تتجاوز بعد الحديبية 1500 مقاتل، ومع ذلك بقي مراابطا مراغما للمشركين، حتى جاءت الفرصة فنهض إلى فتح مكة، ولو كانت القضية قضية مبادرة دون حساب ميزان القوى لما انتظر بعد غزوة بدر ست سنوات ليفتح مكة، ولما اكتفى بالدعاء وهو يعلم بوجود مستضعفين لسنوات في مكة..!