”ولهذا كان [[أهل المعرفة بالدين والمكاشفة]] لم يقاتلوا في تلك المرة [[لعدم القتال الشرعي]]؛ الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة في القتال، [[فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة]]؛ لمن عرف هذا وهذا“
تأمل كلام ابن تيمية هذا في تسميته بعض تاركي الجهاد بـ ”أهل المعرفة بالدين والمكاشفة“ ويحتج لهم على ”عدم القتال“
وهو يتحدث عن دخول التتار إلى دمشق [=جهاد دفع]، حتى أن بعض من ينسب نفسه للإسلام من الخوف:
”خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر
لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عمر
ينجيكم من الضرر“
(وهذا الصنيع هو سبب ترك ”أهل المعرفة بالدين والمكاشفة“ للقتال)
بل ابن تيمية نفسه -بسياقات يومنا هذا- اشتغل عن النصرة بما يُسمي ”التشفي“: ”فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا، كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد، فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة كانت لله -عز وجل- في ذلك“
مع أن هناك حيثية ذكرها الشيخ: ”وإن كان كثير من المقاتلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أُجروا على نياتهم“
تأمل هذا المجموع ككل! تأمله جيدا!
هذا لتعلم أن كثيرا مما يحدث في الساحة اليوم من تراشق عبارة عن لعب كامل خارج دائرة الإسلام.
يعني -مثلا- كثير مما تراه من تراشق بالتكفير اليوم، لا يكاد يَكْفُر منهم -عند التحقيق في هذه السياقات- إلا أقل القليل في دين الإسلام.
بل هو كقول القائل: أنت خُنت مبادئ الحزب -الذي قد لا تكون منتميا له من الأساس- ولكن لأنه أُضيف عليه بعض ”الإسلاميات“ استُبدِل التخوين الحزبي، بالتكفير الإسلامي، حتى يفهم المستمعون والمشاهدون المعركة على أنها داخل الإسلام فيكون للحكم وزن، وهي عبارة عن محاكمة حزبية محضة.
ملاحظة:
أنا أعلم أن ابن تيمية قاتل التتار، ولا يوجد من يخالف في وجوب جـ.هاد التتار وجـ.هاد من يُقاس عليهم ولكن أين ستُصرِّف كلام ابن تيمية -الذي في الأعلى- وفيه رد على جميع المتطاحنين في الساحة؟
وهو مقصد المنشور!