أنا أقاتل إذا أنا موجود
وصلت الكتلة الصليبية بمكوناتها الثلاثة (البروتستانت الانجلوساكسون الكاتوليك الروم في اوروبا و الارثوذوكس الروس ) إلى "نقطة اللاعودة" هكذا وصفها بوتين قبل يومين
إن هذا التوصيف هو توصيف دقيق للحظة التي وصل إليها الصراع ،
و له دلالتان ، دلالة واقع قائم و دلالة وضع قادم
فالوضع القائم أن الكتلة الصليبية تصدعت لدرجة لا تنجبر بعدها أبدا
و هذه الكتلة الآن بين امرين
١- تفكيك روسيا اذا انهزمت
٢- أو تفكيك أوروبا إذا انتصرت روسيا .
لابد أن يخرج أحدهما من التاريخ و الجغرافيا السياسية .
أما الوضع القادم فهو أسوأ لهم قطعا
وتعني نقطة اللاعودة
ويصلونها بالإنزلاق السريع نحو المواجهة المباشرة ، وستكون مواجهة على الوجود وليس تفاوضية على النفوذ.
إن نقطة اللاعودة تعني ما يلي :
١- أن الحرب أصبحت طرفا فاعلا في الصراع و ليس شيئا يخطط له.
٢- أن النزاع المحدود مسدود ، و لم يستطيعوا أن يخلقوا مسارات للدييلوماسية و الجلوس على طاولة المفاوضات، كما دأبوا عليه منذ اتفاق واستفاليا 1648.
٣- أن قرار الحرب قد اتخذ و بالتالي ارتفاع نسبة حدوثها أكبر بكثير من تلافيها .
٤- انفتاح جبهات عسكرية جديدة سيكون مضطردا .
٥- الدول الكبرى ستسحب الدول الاقليمية و الدول الاقلمية ستسحب القطرية و ستأكلهم بؤرة الحرب
٦- والكل يستوجه بقوة نحو مصادر التمويل ميفما كانت و تجنيد المليشيات لتفادي تورط الجيوش النظامية ولكن كل ذلك سيكون دون جدوى.
٧- ستتوقف سلاسل التوريد و تنهار الجبهات الاجتماعية .
كل هذا ربما يكون متزامنا وليس متتاليا كما كان في كورونا,
لكن الأهم في كل هذا ما سيحدث على مستوى حركية الأمة الإسلامية
- و هو تلكم المسارات التحررية الواسعة التي ستتوفر للشعوب المستضعفة ،
- فمن ثار منها أثبت وجوده في العالم القادم ،
- ومن رأى أن ما يحدث ،صراع بين الجبابرة ينتظر أي منتصر منها ليسبيه ، فأولئك خارج التاريخ .
- نحن الآن نعيش "عالم ما بعد القيم".
و إن المعادلة الوحيدة الحاكمة فيه هي غاية في البساطة و غاية في التوحش
"أنا أقاتل إذا أنا موجود "
- الكل سينجر و يقاتل الآن ، لأنه فهم المعادلة جيدا .
- غير ذلك مما بقي من الشعوب فهي مشروع للسبي و تسمين للذبح ليس إلا .
وكل أمة ستختار لنفسها .