مكة قبلة القلوب.. ووحدة الصفوف
في كل عام، ومع إشراقة هلال شهر رمضان المبارك، أو هلال شوال إيذانًا بالعيد، تتجدد في قلوب المسلمين مشاعر الوحدة والأخوة. تتجه الأنظار نحو السماء، ترقبًا لإعلان رؤية الهلال، تلك اللحظة التي توحد ملايين القلوب في مشارق الأرض ومغاربها.
ولكن، في السنوات الأخيرة، ومع تطور وسائل الاتصال وتعدد الآراء الفقهية، برزت قضية تستدعي التأمل والبحث: هل يجب على المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يعتمدوا رؤية الهلال في بلد واحد، أم أن لكل بلد رؤيته الخاصة؟
إن هذا السؤال، على ظاهره الفقهي، يحمل في طياته أبعادًا أعمق تتعلق بوحدة الأمة وتماسكها. ففي زمن التحديات الجسام التي تواجه عالمنا الإسلامي، أحوج ما نكون إليه هو التوحد والاجتماع على كلمة سواء.
مكة.. قبلة القلوب والوحدة:
إن مكة المكرمة، مهوى الأفئدة وقبلة المسلمين، هي رمز وحدتنا وعزتنا. ومن هذا المنطلق، فإن الدعوة إلى توحيد رؤية الهلال، بحيث تكون مكة هي المرجع الأساسي، ليست مجرد مسألة فقهية، بل هي دعوة إلى تعزيز وحدتنا الإسلامية.
إن اعتماد رؤية مكة، أو أقرب بلد إسلامي إليها، يجسد معاني التوحيد والاجتماع، ويقلل من التشتت والاختلاف الذي قد يؤدي إلى الفرقة والنزاع.
دعوة إلى البحث والاجتهاد:
إن هذه القضية تحتاج إلى بحث معمق من قبل العلماء والمختصين في الفقه والفلك، للوصول إلى حل يجمع بين الأدلة الشرعية والمستجدات العلمية. يجب أن يكون الهدف هو تحقيق المصلحة العليا للأمة، وتجنب كل ما يؤدي إلى الفرقة والاختلاف.
وحدة الكلمة.. قوة الأمة:
إن توحيد رؤية الهلال ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق غاية أسمى، وهي وحدة الأمة الإسلامية. فوحدة الكلمة والصف هي أساس قوتنا وعزتنا، وهي السبيل لمواجهة التحديات التي تواجهنا.
فلنجعل من مكة قبلة لقلوبنا، ومن الوحدة شعارًا لنا، ونسعى جاهدين لتوحيد كلمتنا واجتماع صفوفنا، لكي نكون أمة واحدة قوية متماسكة، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق آمالها وطموحاتها.
ختامًا:
نسأل الله تعالى أن يوحد كلمتنا ويجمع شملنا، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.