
Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

Мир сегодня с "Юрий Подоляка"

Труха⚡️Україна

Николаевский Ванёк

Лачен пише

Реальний Київ | Украина

Реальна Війна

Україна Online: Новини | Політика

Телеграмна служба новин - Україна

Резидент

الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
دروس وكتابات الشيخ د. رامي بن محمد الدالي "وفقه الله" –غزة
https://t.me/ramydaly
إدارة القناة بشكل كامل من الطلاب
الفيس https://www.facebook.com/Dr.RamiDaly
التويتر https://bit.ly/40kuUrh
في هذا البوت سلاسل الدروس والمقالات https://t.me/soly0000016BOT
https://t.me/ramydaly
إدارة القناة بشكل كامل من الطلاب
الفيس https://www.facebook.com/Dr.RamiDaly
التويتر https://bit.ly/40kuUrh
في هذا البوت سلاسل الدروس والمقالات https://t.me/soly0000016BOT
Рейтинг TGlist
0
0
ТипПублічний
Верифікація
Не верифікованийДовіреність
Не надійнийРозташування
МоваІнша
Дата створення каналуЛют 07, 2019
Додано до TGlist
Лют 17, 2025Рекорди
23.04.202523:59
4KПідписників18.03.202523:59
200Індекс цитування07.04.202509:21
989Охоплення 1 допису06.04.202509:21
989Охоп рекл. допису07.04.202523:59
2.14%ER07.04.202516:37
22.89%ERRРозвиток
Підписників
Індекс цитування
Охоплення 1 допису
Охоп рекл. допису
ER
ERR
06.04.202512:41
ولذلك أتوقع أن تختلف طرق النهضة لكن لا بد أن تكون على أنقاض الأنظمة الجبرية القائمة؛ لأن نجاح الثورة الحقيقي وقيام بذور الخلافة لا يكون إلا على أنقاضها ولا يتم إلا بالجهاد الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم مخرجا ووصف هذه الأنظمة بالحُمُر التي تعض على الحكم عضا، والحمار معروف بقوة عضته وأنه لا بد من ضربه ضربا موجعا لإجباره على ترك ما يعض عليه.
وبالتالي لا بد أن تَجمع هذه الطرقَ وسيلةُ القوة والثورة، أما التغيير السلمي البحت كاللجوء إلى صندوق الانتخابات دون أي قوة وضغط -كما يتبناه أغلب الإخوان- فلا يمكن أن يفلح مطلقا فيجب أن يُستثنى ابتداء.
ثم إنّ هناك بعض الدول قد يكفي وينجح فيها ربيع وتغيير بقوة ضغط سلمية بالاعتصامات والتحشدات ونحوها.
وقد يتطور بعضها إلى انشقاقات وانقلاب عسكري.
وبعضها يحتاج إلى قتال واستئصال للأنظمة والرايات الخبيثة ولعلها الدول التي قام فيها الجهاد واشتعل ودول الشام التي هي محل الأحداث الكبرى.
ولعل الجامع لهذه الصور هو أن الجهاد الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم كمخرج من هذه الحقبة العصيبة في تاريخ الأمة يشمل القتال والرباط، فأشار الرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم إلى أن الرباط أفضل إن أمكن لقلة إراقة الدماء فيه ولعل من صوره الاعتصامات والرباط في الميادين العامة ونحوه، وقد تكون هناك صور أخرى لا نعلمها على كل بلد أن يفكروا فيها ويبتكروها على ضوء الهَدي النبوي، فإن لم يمكن ذلك فلا بد من القتال.
وغالب ظني أنه يمكن التغيير ولو جزئيا بالرباط والصبر عليه في البلاد البعيدة عن التأثير وعن الشام التي هي محور الأحداث كالمغرب وتونس مثلا، بخلاف الدول التي تعد أرض الصراع وميدان الأحداث وهي بلاد الشام في الأصل فإن التغيير فيها سيكون بالقتال غالبا والله أعلم سواء من البداية أو في نهاية المطاف؛ لأنه يصعب إزالة الأنظمة الفاسدة فيها بالطرق السلمية الضاغطة؛ لأنها بالإضافة إلى أنها متجذرة ويعض عليها أصحابها، فهي محل نظر ودعم الدول الكبرى الحامية للكيان الصهيوني، ولأن التغيير فيها ينبغي أن يكون جذريا ينفرد الإسلاميون السُّنّة فيها بالثورة والحكم ويتم لهم الأمر فيها كما حصل في سوريا لأن الشام مستقر الإيمان والخلافة.
والدولة المحتملة بعد سوريا هي الأردن.
وأما مصر فيحتمل أن يحصل فيها مثل ذلك أيضا لأنها من دول الطوق ولأهميتها التاريخية ودورها في مساندة الشام، ويحتمل أن يسقط فيها النظام بالرباط كما سقط أول مرة -وهو ما نرجوه- لكن مع عدم تكرار الأخطاء السابقة.
وأتوقع أن يحصل التغيير الجذري بالقتال أيضا في العراق لدوره المتوقع في تحرير الأقصى كما مر.
وكذلك في اليمن لما لها من فضل خاص معروف في ميزان الشرع بعد الشام مباشرة وقد مرّ بعضه وأهلها في التاريخ مدد أهل الإسلام، وقد توقعت أن يطمس الله على بصيرة المجرم نتنياهو فيُضعف الحوثيين كما أضعف حزب الله فيسيطر المجاهدون من أهل السنة على اليمن كما سيطروا على سوريا ويُضعف إيران وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء النظام الشيعي الرافضي بانتفاضات عارمة مهد الله تعالى لها عندما أذن بإشعال شرارتها قبل عامين، وكل ذلك سيؤدي إلى نهضة إسلامية سنية ويمهد للخلافة الراشدة في نهاية المطاف بإذن الله تعالى".
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
بعد عام من الطوفان
ج ١ و٢ و٣/ https://t.me/ramydaly/5851
ج٤/ https://t.me/ramydaly/5872
وبالتالي لا بد أن تَجمع هذه الطرقَ وسيلةُ القوة والثورة، أما التغيير السلمي البحت كاللجوء إلى صندوق الانتخابات دون أي قوة وضغط -كما يتبناه أغلب الإخوان- فلا يمكن أن يفلح مطلقا فيجب أن يُستثنى ابتداء.
ثم إنّ هناك بعض الدول قد يكفي وينجح فيها ربيع وتغيير بقوة ضغط سلمية بالاعتصامات والتحشدات ونحوها.
وقد يتطور بعضها إلى انشقاقات وانقلاب عسكري.
وبعضها يحتاج إلى قتال واستئصال للأنظمة والرايات الخبيثة ولعلها الدول التي قام فيها الجهاد واشتعل ودول الشام التي هي محل الأحداث الكبرى.
ولعل الجامع لهذه الصور هو أن الجهاد الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم كمخرج من هذه الحقبة العصيبة في تاريخ الأمة يشمل القتال والرباط، فأشار الرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم إلى أن الرباط أفضل إن أمكن لقلة إراقة الدماء فيه ولعل من صوره الاعتصامات والرباط في الميادين العامة ونحوه، وقد تكون هناك صور أخرى لا نعلمها على كل بلد أن يفكروا فيها ويبتكروها على ضوء الهَدي النبوي، فإن لم يمكن ذلك فلا بد من القتال.
وغالب ظني أنه يمكن التغيير ولو جزئيا بالرباط والصبر عليه في البلاد البعيدة عن التأثير وعن الشام التي هي محور الأحداث كالمغرب وتونس مثلا، بخلاف الدول التي تعد أرض الصراع وميدان الأحداث وهي بلاد الشام في الأصل فإن التغيير فيها سيكون بالقتال غالبا والله أعلم سواء من البداية أو في نهاية المطاف؛ لأنه يصعب إزالة الأنظمة الفاسدة فيها بالطرق السلمية الضاغطة؛ لأنها بالإضافة إلى أنها متجذرة ويعض عليها أصحابها، فهي محل نظر ودعم الدول الكبرى الحامية للكيان الصهيوني، ولأن التغيير فيها ينبغي أن يكون جذريا ينفرد الإسلاميون السُّنّة فيها بالثورة والحكم ويتم لهم الأمر فيها كما حصل في سوريا لأن الشام مستقر الإيمان والخلافة.
والدولة المحتملة بعد سوريا هي الأردن.
وأما مصر فيحتمل أن يحصل فيها مثل ذلك أيضا لأنها من دول الطوق ولأهميتها التاريخية ودورها في مساندة الشام، ويحتمل أن يسقط فيها النظام بالرباط كما سقط أول مرة -وهو ما نرجوه- لكن مع عدم تكرار الأخطاء السابقة.
وأتوقع أن يحصل التغيير الجذري بالقتال أيضا في العراق لدوره المتوقع في تحرير الأقصى كما مر.
وكذلك في اليمن لما لها من فضل خاص معروف في ميزان الشرع بعد الشام مباشرة وقد مرّ بعضه وأهلها في التاريخ مدد أهل الإسلام، وقد توقعت أن يطمس الله على بصيرة المجرم نتنياهو فيُضعف الحوثيين كما أضعف حزب الله فيسيطر المجاهدون من أهل السنة على اليمن كما سيطروا على سوريا ويُضعف إيران وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء النظام الشيعي الرافضي بانتفاضات عارمة مهد الله تعالى لها عندما أذن بإشعال شرارتها قبل عامين، وكل ذلك سيؤدي إلى نهضة إسلامية سنية ويمهد للخلافة الراشدة في نهاية المطاف بإذن الله تعالى".
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
بعد عام من الطوفان
ج ١ و٢ و٣/ https://t.me/ramydaly/5851
ج٤/ https://t.me/ramydaly/5872
06.04.202512:41
"..إساءة وجه اليهود بعد انطفاء الحرب في غزة بالنهضة الإسلامية في الأمة من خلال عودة الربيع العربي في موجة ثانية.
ولكن الأهم هو منطقة الشام والعراق؛ لأنها مهد أولي البأس الشديد الذين سيحررون الأقصى، وباقي الأمة سند لهم بإذن الله تعالى، وقد مر ذلك كله في النظرة السادسة (تأملات في سورة الإسراء).
وهذه المنطقة لا أعتقد أن يكون فيها التغير إلا جذريا بالجهاد والتخلص التام من الأنظمة المهترئة العميلة فيها كما حصل في سوريا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن المخرج في هذا الزمان قال: "الجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط" -كما سبق-.
وهذه المنطقة هي المؤهلة لفتح الأقصى، والشام هي مقر الخلافة الراشدة الثانية وهي عصب الأمة وقلبها ومعيار صلاحها وعُقر دار المؤمنين ومستقر الإيمان إذا وقعت الفتن وخِيرة الله من أرضه يجتبي إليها صفوته من عباده كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي سيكون المخرج فيها من الظلم والجبرية على أتم وجه لا بأنصاف الحلول.
وكانت سوريا هي محط نظري من بداية ثورتها، وكنت على يقين أن هذه الثورة المباركة التابعة لمعجزة الربيع العربي هي باكورة النهضة الإسلامية في الشام ومن ثم في الأمة كلها وأنها الشرارة التي انطلقت لتحرق الظالمين وتضيء الطريق للخلافة الراشدة الموعودة بإذن الله تعالى، وكنت متيقنا أن الله تعالى برحمته وكرمه وعزته إذ أشعل هذه الشرارة بنفسه سبحانه فلن يكسر قلوب أوليائه بإطفائها دون أن يتحقق موعوده لهم لا سيما أنها جاءت في الوقت الذي حدده لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم عندما أخبر أن الخلافة الراشدة الثانية ستكون بعد سيطرة الحكم الجبري على الأمة.
وقد زاد يقيني لما اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية وقلت وقتها إن ذلك سيكون سببا في إضعاف الروس ورفع قبضتهم عن سوريا ليكون ذلك إيذانا بنصر المجاهدين وقد حصل ذلك بفضل الله تعالى ليزداد المؤمنون إيمانا إلى إيمانهم.
وسوريا مع ذلك لها موقع مهم يؤهلها للقيادة، وأهلها فيهم من الطيبة والإيمان ما يؤهلهم لحمل لواء الله تعالى، لا سيما أن الثورة غلبت عليها راية الجهاد والدين وتحولت بالتدريج إلى المنهج الإسلامي المعتدل بفضل الله تعالى.
ومن المفارقات أني أذكر أني تدارست مرة الحال في سوريا مع بعض إخواني في دمشق قبل الثورة بسنتين تقريبا -ولم يكن لها أي بوادر- فقلت إن الشعب السوري لا سيما المتدينين منه معدنهم طيب مثل سبيكة الذهب تحتاج فقط إلى نفض الغبار عنها ولا أفضل من الجهاد لنفض هذا الغبار وقد كان، وكان الإخوة يقولون بعد ذلك لو جاء إلى سوريا ألف داعية وعالم ومكثوا ثلاثين سنة فيها لنشر الدين لما أثّروا في دين الناس وأرواحهم كما أثّر الجهاد في سنة واحدة فقط.
والنصر في سوريا معجز وملهم كما أن الربيع العربي كان معجزا وملهما.
ولا ننسى غزة العزة الملهمة كذلك ولعلها الملهمة الأولى بثباتها وصمودها ثم بحسمها ثم ببطولاتها وانتصاراتها على أعتى القوى ثم بطوفانها ثم بصمودها المذهل.
وقد علمتنا كل من غزة وسوريا أن النصر ممكن بل هو أقرب وأسرع مما يمكن أن نتخيل لو أحْسنّا الإعداد الديني والمادي واقتناص الفرص معتمدين على نور العلم والوحي وعلى فهم الواقع من خلاله؛ لأن النصر من عند من يقول للشيء كن فيكون.
وما حصل من خلل في غزة بعدم اكتمال الطوفان جبرته سوريا التي اكتمل طوفانها لئلا ييأس الناس والمجاهدون بسبب عدم اكتمال طوفان غزة وتداعياته الصعبة، وليعلمنا الله تعالى أين مكمن الخلل عندنا في غزة بالمقارنة الواقعية وأن الخلل بسبب تقصيرنا في موجبات النصر والإمامة أما الله تعالى فهو على كل شيء قدير {أَوَلمّا أصابتكم مصيبة قد أَصبتم مِثْلَيْهَا قلتم أنّى هذا قل هو مِنْ عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير} [آل عمران: 165].
وكذلك جبرته غزة -إلى حد كبير- بصمودها الأسطوري الذي سينكسر عليه صلف الكيان الصهيوني بإذن الله تعالى، وأرجو أن يكتمل الجبر ويلتئم الجرح تماما بإصلاح الخلل وتصحيح المسار.
وكل هذه الأحداث إنما يثبّتنا الله تعالى بها ويرينا بها شيئا من تأييده وإعجازه لتطمئن القلوب وسط المحن العظيمة أثناء المخاض العسير للأمة وليرسم لنا بها معالم الطريق، فإن الأحداث ستتكرر لكن ستكون الأمة قد تعلمت من الأخطاء، فإن الطريق إلى الخلافة يحتاج إلى انتفاضة الشعوب كما حصل في الربيع العربي الأول ليكون لسان حالها مع المجاهدين: "اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا معكم مقاتلون".
والشعوب بحاجة فقط إلى مثال قريب صادق وناجح ليشعل فتيل حماسها للحرية وعاطفتها الدينية الدفينة، ويحتاج الطريق أيضا إلى جرأة وانقضاض وتوكل الطوفان الغزي والسوري وإلى الدمج بين القوة الدينية والذكاء الواقعي المستبصر بنور الوحي وعلم الشريعة (فهذه هي السياسة الشرعية الصحيحة) في المناطق التي تصير في أيدي المجاهدين كما كان في إدلب (ونرجو أن يستمر في سوريا كلها بإذن الله) وإلى ثبات غزة وصمودها في بعض المحطات الصعبة التي سيمر بها المخاض.
يتبع 👇
ولكن الأهم هو منطقة الشام والعراق؛ لأنها مهد أولي البأس الشديد الذين سيحررون الأقصى، وباقي الأمة سند لهم بإذن الله تعالى، وقد مر ذلك كله في النظرة السادسة (تأملات في سورة الإسراء).
وهذه المنطقة لا أعتقد أن يكون فيها التغير إلا جذريا بالجهاد والتخلص التام من الأنظمة المهترئة العميلة فيها كما حصل في سوريا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن المخرج في هذا الزمان قال: "الجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط" -كما سبق-.
وهذه المنطقة هي المؤهلة لفتح الأقصى، والشام هي مقر الخلافة الراشدة الثانية وهي عصب الأمة وقلبها ومعيار صلاحها وعُقر دار المؤمنين ومستقر الإيمان إذا وقعت الفتن وخِيرة الله من أرضه يجتبي إليها صفوته من عباده كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي سيكون المخرج فيها من الظلم والجبرية على أتم وجه لا بأنصاف الحلول.
وكانت سوريا هي محط نظري من بداية ثورتها، وكنت على يقين أن هذه الثورة المباركة التابعة لمعجزة الربيع العربي هي باكورة النهضة الإسلامية في الشام ومن ثم في الأمة كلها وأنها الشرارة التي انطلقت لتحرق الظالمين وتضيء الطريق للخلافة الراشدة الموعودة بإذن الله تعالى، وكنت متيقنا أن الله تعالى برحمته وكرمه وعزته إذ أشعل هذه الشرارة بنفسه سبحانه فلن يكسر قلوب أوليائه بإطفائها دون أن يتحقق موعوده لهم لا سيما أنها جاءت في الوقت الذي حدده لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم عندما أخبر أن الخلافة الراشدة الثانية ستكون بعد سيطرة الحكم الجبري على الأمة.
وقد زاد يقيني لما اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية وقلت وقتها إن ذلك سيكون سببا في إضعاف الروس ورفع قبضتهم عن سوريا ليكون ذلك إيذانا بنصر المجاهدين وقد حصل ذلك بفضل الله تعالى ليزداد المؤمنون إيمانا إلى إيمانهم.
وسوريا مع ذلك لها موقع مهم يؤهلها للقيادة، وأهلها فيهم من الطيبة والإيمان ما يؤهلهم لحمل لواء الله تعالى، لا سيما أن الثورة غلبت عليها راية الجهاد والدين وتحولت بالتدريج إلى المنهج الإسلامي المعتدل بفضل الله تعالى.
ومن المفارقات أني أذكر أني تدارست مرة الحال في سوريا مع بعض إخواني في دمشق قبل الثورة بسنتين تقريبا -ولم يكن لها أي بوادر- فقلت إن الشعب السوري لا سيما المتدينين منه معدنهم طيب مثل سبيكة الذهب تحتاج فقط إلى نفض الغبار عنها ولا أفضل من الجهاد لنفض هذا الغبار وقد كان، وكان الإخوة يقولون بعد ذلك لو جاء إلى سوريا ألف داعية وعالم ومكثوا ثلاثين سنة فيها لنشر الدين لما أثّروا في دين الناس وأرواحهم كما أثّر الجهاد في سنة واحدة فقط.
والنصر في سوريا معجز وملهم كما أن الربيع العربي كان معجزا وملهما.
ولا ننسى غزة العزة الملهمة كذلك ولعلها الملهمة الأولى بثباتها وصمودها ثم بحسمها ثم ببطولاتها وانتصاراتها على أعتى القوى ثم بطوفانها ثم بصمودها المذهل.
وقد علمتنا كل من غزة وسوريا أن النصر ممكن بل هو أقرب وأسرع مما يمكن أن نتخيل لو أحْسنّا الإعداد الديني والمادي واقتناص الفرص معتمدين على نور العلم والوحي وعلى فهم الواقع من خلاله؛ لأن النصر من عند من يقول للشيء كن فيكون.
وما حصل من خلل في غزة بعدم اكتمال الطوفان جبرته سوريا التي اكتمل طوفانها لئلا ييأس الناس والمجاهدون بسبب عدم اكتمال طوفان غزة وتداعياته الصعبة، وليعلمنا الله تعالى أين مكمن الخلل عندنا في غزة بالمقارنة الواقعية وأن الخلل بسبب تقصيرنا في موجبات النصر والإمامة أما الله تعالى فهو على كل شيء قدير {أَوَلمّا أصابتكم مصيبة قد أَصبتم مِثْلَيْهَا قلتم أنّى هذا قل هو مِنْ عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير} [آل عمران: 165].
وكذلك جبرته غزة -إلى حد كبير- بصمودها الأسطوري الذي سينكسر عليه صلف الكيان الصهيوني بإذن الله تعالى، وأرجو أن يكتمل الجبر ويلتئم الجرح تماما بإصلاح الخلل وتصحيح المسار.
وكل هذه الأحداث إنما يثبّتنا الله تعالى بها ويرينا بها شيئا من تأييده وإعجازه لتطمئن القلوب وسط المحن العظيمة أثناء المخاض العسير للأمة وليرسم لنا بها معالم الطريق، فإن الأحداث ستتكرر لكن ستكون الأمة قد تعلمت من الأخطاء، فإن الطريق إلى الخلافة يحتاج إلى انتفاضة الشعوب كما حصل في الربيع العربي الأول ليكون لسان حالها مع المجاهدين: "اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا معكم مقاتلون".
والشعوب بحاجة فقط إلى مثال قريب صادق وناجح ليشعل فتيل حماسها للحرية وعاطفتها الدينية الدفينة، ويحتاج الطريق أيضا إلى جرأة وانقضاض وتوكل الطوفان الغزي والسوري وإلى الدمج بين القوة الدينية والذكاء الواقعي المستبصر بنور الوحي وعلم الشريعة (فهذه هي السياسة الشرعية الصحيحة) في المناطق التي تصير في أيدي المجاهدين كما كان في إدلب (ونرجو أن يستمر في سوريا كلها بإذن الله) وإلى ثبات غزة وصمودها في بعض المحطات الصعبة التي سيمر بها المخاض.
يتبع 👇
10.04.202511:27
أما السياسة: فإن القيادة السياسية وضعت ثلاثة خطوط حمر للمفاوضات، وهي:
الوقف التام للحرب.
والانسحاب الكامل من كل القطاع مع رجوع النازحين.
وصفقة تبادل للأسرى.
فأما الشرطان الأولان فلا جدال فيهما ولا يجوز للساسة شرعا أن يتنازلوا أو يفرطوا في واحد منهما؛ لأن عدم إنهاء الحرب يعني عودتها بضراوة أكبر مع إسقاط ورقة القوة التي بأيدينا وهي الأسرى دون جدوى، وهذا لا يقول به عاقل، ويترتب عليه فساد أعظم مما نحن فيه، وأما الأرض فلا يجوز التنازل عن شبر منها والسماح لراية الكفر أن تُرفع فيه ما دام في صمودنا ومقاومتنا عرق ينبض بالقوة والحياة.
وأما الشرط الثالث فهو محل نظر، وأرى عدم التشدد فيه حتى ولو أدى الأمر إلى التخلي عنه في نهاية المطاف؛ لأن إبقاء النفوس والحفاظ على الأرواح التي تُزهق كل يوم أَولى من إخراج الأسرى، فحفظ أصل النفس أولى من حفظ فرعها وكمالِها -أي الحرية هنا-، والضرورات مقدَّمة على الحاجيات، كما أن أعداد الأسرى تزداد كل يوم بسبب الحرب فلا يُعقل أن نحرر الأسرى بمزيد من الأسرى، كما أن الأسرى يمكن رجوعهم بأي سبب يقدِّره الله ويمكن العمل على هذه الأسباب، بخلاف الشهداء والمعاقين إعاقات دائمة (مع كل احترامنا وتقديرنا للأسرى الأبطال وقولنا بوجوب تحريرهم على الأمة كلها ولو أَنفقت كل ما بيدها من بيت المال كما قال الفقهاء، وذلك واجب في أعناقنا جميعا، ولكنَّ الخطب عظيمٌ جللٌ أكبرُ من الخيال ولا بد فيه من الحكمة والتضحيات).
وعليه فإني أناشد القيادة السياسية أن تعتبر هذا الأمر الشرعي، وأن تعمل كل جهدها لإنهاء الحرب ومعاناة الناس مع عدم التفريط والتمسك بخطوط الشرع الحمراء التي لا يجوز تجاوزها دون غيرها من الشروط، وأن يقدموا المصلحة العامة على الخاصة.
وفَّقهم الله تعالى لما يحب ويرضى وأَجرى على أيديهم النصر وكشف البلاء.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
[بعد عام من الطوفان/ القسم الأول: التأملات/ النظرة الخامسة: حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان
الرابط/ https://t.me/ramydaly/5851]
(٣/ ٣) تم
الوقف التام للحرب.
والانسحاب الكامل من كل القطاع مع رجوع النازحين.
وصفقة تبادل للأسرى.
فأما الشرطان الأولان فلا جدال فيهما ولا يجوز للساسة شرعا أن يتنازلوا أو يفرطوا في واحد منهما؛ لأن عدم إنهاء الحرب يعني عودتها بضراوة أكبر مع إسقاط ورقة القوة التي بأيدينا وهي الأسرى دون جدوى، وهذا لا يقول به عاقل، ويترتب عليه فساد أعظم مما نحن فيه، وأما الأرض فلا يجوز التنازل عن شبر منها والسماح لراية الكفر أن تُرفع فيه ما دام في صمودنا ومقاومتنا عرق ينبض بالقوة والحياة.
وأما الشرط الثالث فهو محل نظر، وأرى عدم التشدد فيه حتى ولو أدى الأمر إلى التخلي عنه في نهاية المطاف؛ لأن إبقاء النفوس والحفاظ على الأرواح التي تُزهق كل يوم أَولى من إخراج الأسرى، فحفظ أصل النفس أولى من حفظ فرعها وكمالِها -أي الحرية هنا-، والضرورات مقدَّمة على الحاجيات، كما أن أعداد الأسرى تزداد كل يوم بسبب الحرب فلا يُعقل أن نحرر الأسرى بمزيد من الأسرى، كما أن الأسرى يمكن رجوعهم بأي سبب يقدِّره الله ويمكن العمل على هذه الأسباب، بخلاف الشهداء والمعاقين إعاقات دائمة (مع كل احترامنا وتقديرنا للأسرى الأبطال وقولنا بوجوب تحريرهم على الأمة كلها ولو أَنفقت كل ما بيدها من بيت المال كما قال الفقهاء، وذلك واجب في أعناقنا جميعا، ولكنَّ الخطب عظيمٌ جللٌ أكبرُ من الخيال ولا بد فيه من الحكمة والتضحيات).
وعليه فإني أناشد القيادة السياسية أن تعتبر هذا الأمر الشرعي، وأن تعمل كل جهدها لإنهاء الحرب ومعاناة الناس مع عدم التفريط والتمسك بخطوط الشرع الحمراء التي لا يجوز تجاوزها دون غيرها من الشروط، وأن يقدموا المصلحة العامة على الخاصة.
وفَّقهم الله تعالى لما يحب ويرضى وأَجرى على أيديهم النصر وكشف البلاء.
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
[بعد عام من الطوفان/ القسم الأول: التأملات/ النظرة الخامسة: حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان
الرابط/ https://t.me/ramydaly/5851]
(٣/ ٣) تم
06.04.202512:18
أكبر خدمة تقدمها الأمة الإسلامية لفلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي اقتلاع وكلاء الاستعمار في العواصم العربية بموجة ثانية وعاتية من الربيع العربي
في رسالة الطوفان (ص ٨٥ وما بعدها) تحدث شيخنا الدكتور رامي الدالي -وفّقه الله ونفعنا بعلمه- عن المواجهة مع وكلاء الاستعمار في الدول العربية وتفكيك المشروعَين الرافضي والصهيوني الذي تحرسه هذه العواصم (لا سيما في مصر والأردن والعراق والضفة)
إدارة القناة
في رسالة الطوفان (ص ٨٥ وما بعدها) تحدث شيخنا الدكتور رامي الدالي -وفّقه الله ونفعنا بعلمه- عن المواجهة مع وكلاء الاستعمار في الدول العربية وتفكيك المشروعَين الرافضي والصهيوني الذي تحرسه هذه العواصم (لا سيما في مصر والأردن والعراق والضفة)
إدارة القناة
Переслав з:
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي

18.04.202508:03
ومِن أعظم شعب الإيمان: نصرةُ المجاهدين في سبيل الله، الملتزمين بالضوابط الشرعية للجهاد، المجافين للغلو، والمتسامين بأخلاقيات المجاهد في سبيل الله، أولئك الذين ألقَوا أرواحهم تحت أزيز الغطرسة الاستعمارية وذيولها، نُصْرتهم بالكلمة والريال وقنوت النازلة وأكُف الضراعة إذا هبطت الأسحار، وتدبَّرْ قول ربنا: {وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ فَعَلَیۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ}.
ثم إنك تجد بعض مَن حاول نصرة هؤلاء المظلومين شعر بإحراجات داخلية؛ فتداهمه الخيالات المرتعشة حتى يقوده الذعر ليس إلى الاعتراف بعجزه أو على الأقل يقول لنفسه أن لديه مصالح دعوية راجحة تمنعه من نصرة المظلوم ونحو هذا.. بل تراه يستسمن عمامة الحكمة بأكوارها وذؤابتها ويتزيا بها، وتندُّ من لسانه العبارات الموحشة يطعن بها في ظهور أقوام اشترى الله سبحانه نفوسهم.
أيقوى هذا على أن يأتي يوم القيامة وخصومه تثعب جراحهم اللون لون الدم والريح ريح المسك؟
وقد كان يسع هذا وأمثاله أن يجتهد فيما يمكنه، ويشارك إخوانه الباذلين أرواحهم بالنية الصالحة والدعاء والحب، فالمرء مع من أحب، وقد كان في غنى عن أن يغطي عجزه بأسمال الحكمة المثلجة.
[إبراهيم السكران، مسلكيات ص ٥٠]
ثم إنك تجد بعض مَن حاول نصرة هؤلاء المظلومين شعر بإحراجات داخلية؛ فتداهمه الخيالات المرتعشة حتى يقوده الذعر ليس إلى الاعتراف بعجزه أو على الأقل يقول لنفسه أن لديه مصالح دعوية راجحة تمنعه من نصرة المظلوم ونحو هذا.. بل تراه يستسمن عمامة الحكمة بأكوارها وذؤابتها ويتزيا بها، وتندُّ من لسانه العبارات الموحشة يطعن بها في ظهور أقوام اشترى الله سبحانه نفوسهم.
أيقوى هذا على أن يأتي يوم القيامة وخصومه تثعب جراحهم اللون لون الدم والريح ريح المسك؟
وقد كان يسع هذا وأمثاله أن يجتهد فيما يمكنه، ويشارك إخوانه الباذلين أرواحهم بالنية الصالحة والدعاء والحب، فالمرء مع من أحب، وقد كان في غنى عن أن يغطي عجزه بأسمال الحكمة المثلجة.
[إبراهيم السكران، مسلكيات ص ٥٠]
10.04.202511:27
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31].
وغيرها من الآيات.
وإنما كان موقف المؤمنين إذا رأوا ما أَخبر به الله من البلاء والامتحان هو ما قال فيهم ربهم عز وجل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
والله تعالى لم يعذر المتخلفين والقاعدين والفارين في أُحد والخندق مع كون الكفار أكثر من ضِعفهم؛ لأن القتال فيها كان قتال دفع عن الدين والنفس، وحتى في جهاد الطلب كان المسلمون أقل من نصف الكفار في كثير من الأحيان وفي معارك كبرى حاسمة، وكان النصر حليفهم لأنهم لم يُسقطوا من حساباتهم عامل اليقين والتوكل على القوي العزيز سبحانه، وهو أهم عامل على الإطلاق.
وكثير من المثبطين عن الجهاد يُسقطه ولا يلتفت إليه بادعاء الواقعية، ولكن السبب الحقيقي هو ضعف اليقين، ولو كان السلف على واقعية المعاصرين المزعومة لما خرج الإسلام من جزيرة العرب، ولكن الواقعية الحقيقية هي التي لا تُسقط أعظم حقيقةٍ واقعيةٍ: وهي أن القوة والعزة لله جميعا، وأنه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، مع الإعداد والأخذ بالأسباب بقدر المستطاع.
وقد قرر أبو بكر رضي الله عنه أن يقاتل المرتدين ولو بقي وحده لأنه لا يقبل أبدا أن ينقص الدين وهو حي، وأبَى أيضا إلا أن يُنفذَ جيش أسامة رغم معارضة الصحابة أجمعين تقريبا؛ يقينا منه بأن الخير والفلاح بالاتباع، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإنفاذه، فكان الله له عند حسن ظنه وكفاه؛ ليضرب للأمة إلى يوم القيامة هذا المَثَل العظيم في اليقين والتوكل والاتباع، وأن ذلك أهم عوامل النصر التي يجب أن تكون على رأس الحسابات.
وأترك التفصيل في حكم جهاد الدفع وأقوال العلماء والرد على الشبهات للمقال الذي ذكرته، ولكن أنقل طرفا يسيرا مما جاء في أجر المجاهدين والمرابطين وهو كثير جدا.
وأستغرب واللهِ أشدّ الاستغراب ممن يثبطون الناس ويفتنون المجاهدين ويحبطونهم في هذه الظروف الصعبة -مع كونهم أشد ما يكونون حاجة إلى ضرباتهم وصمودهم لحمايتهم من أذى اليهود واستعبادهم- ويجتهدون في إيراد الشبهات لتشويه الجهاد، ثم لا يذكرون في المقابل الأحاديث التي تبين فضل من يجاهد العدو برغم القلة ولو كان وحده ومن يرابط في الخوف والأجر العظيم الذي وُعدوا به ليربطوا على قلوب مجاهدينا أُوْلِي البأس الشديد الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والتي كانت كفيلة بإسلام كثير من كفار الغرب.
وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أحاديث فقط تكفي لمن كان له قلب:
الأول: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ" (مسند أحمد (٢٢٤٧٦)، وقوّاه الأرنؤوط).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ ربُّنا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهريق دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دمه" (صحيح ابن حبان (٢٥٥٧)، وقواه الأرنؤوط).
الثالث: عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ" (صحيح ابن حبان (٤٦٠٣)، وصححه الألباني والأرنؤوط).
فكيف بمن وقف أكثر من سنة كاملة بنية الرباط في سبيل الله في خير الرباط؟ وهذا ينطبق على كل من نوى الرباط بصدق من أهل غزة جميعا.
هذا بالنسبة للجهاد.
(٢/ ٣) يتبع
وغيرها من الآيات.
وإنما كان موقف المؤمنين إذا رأوا ما أَخبر به الله من البلاء والامتحان هو ما قال فيهم ربهم عز وجل: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
والله تعالى لم يعذر المتخلفين والقاعدين والفارين في أُحد والخندق مع كون الكفار أكثر من ضِعفهم؛ لأن القتال فيها كان قتال دفع عن الدين والنفس، وحتى في جهاد الطلب كان المسلمون أقل من نصف الكفار في كثير من الأحيان وفي معارك كبرى حاسمة، وكان النصر حليفهم لأنهم لم يُسقطوا من حساباتهم عامل اليقين والتوكل على القوي العزيز سبحانه، وهو أهم عامل على الإطلاق.
وكثير من المثبطين عن الجهاد يُسقطه ولا يلتفت إليه بادعاء الواقعية، ولكن السبب الحقيقي هو ضعف اليقين، ولو كان السلف على واقعية المعاصرين المزعومة لما خرج الإسلام من جزيرة العرب، ولكن الواقعية الحقيقية هي التي لا تُسقط أعظم حقيقةٍ واقعيةٍ: وهي أن القوة والعزة لله جميعا، وأنه {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، مع الإعداد والأخذ بالأسباب بقدر المستطاع.
وقد قرر أبو بكر رضي الله عنه أن يقاتل المرتدين ولو بقي وحده لأنه لا يقبل أبدا أن ينقص الدين وهو حي، وأبَى أيضا إلا أن يُنفذَ جيش أسامة رغم معارضة الصحابة أجمعين تقريبا؛ يقينا منه بأن الخير والفلاح بالاتباع، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بإنفاذه، فكان الله له عند حسن ظنه وكفاه؛ ليضرب للأمة إلى يوم القيامة هذا المَثَل العظيم في اليقين والتوكل والاتباع، وأن ذلك أهم عوامل النصر التي يجب أن تكون على رأس الحسابات.
وأترك التفصيل في حكم جهاد الدفع وأقوال العلماء والرد على الشبهات للمقال الذي ذكرته، ولكن أنقل طرفا يسيرا مما جاء في أجر المجاهدين والمرابطين وهو كثير جدا.
وأستغرب واللهِ أشدّ الاستغراب ممن يثبطون الناس ويفتنون المجاهدين ويحبطونهم في هذه الظروف الصعبة -مع كونهم أشد ما يكونون حاجة إلى ضرباتهم وصمودهم لحمايتهم من أذى اليهود واستعبادهم- ويجتهدون في إيراد الشبهات لتشويه الجهاد، ثم لا يذكرون في المقابل الأحاديث التي تبين فضل من يجاهد العدو برغم القلة ولو كان وحده ومن يرابط في الخوف والأجر العظيم الذي وُعدوا به ليربطوا على قلوب مجاهدينا أُوْلِي البأس الشديد الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والتي كانت كفيلة بإسلام كثير من كفار الغرب.
وأكتفي هنا بذكر ثلاثة أحاديث فقط تكفي لمن كان له قلب:
الأول: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ" (مسند أحمد (٢٢٤٧٦)، وقوّاه الأرنؤوط).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ ربُّنا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ مِنْ بَيْنَ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ النَّاسُ وعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الِانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهريق دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَجَاءً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهْرِيقَ دمه" (صحيح ابن حبان (٢٥٥٧)، وقواه الأرنؤوط).
الثالث: عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ" (صحيح ابن حبان (٤٦٠٣)، وصححه الألباني والأرنؤوط).
فكيف بمن وقف أكثر من سنة كاملة بنية الرباط في سبيل الله في خير الرباط؟ وهذا ينطبق على كل من نوى الرباط بصدق من أهل غزة جميعا.
هذا بالنسبة للجهاد.
(٢/ ٣) يتبع
17.04.202508:03
{فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} من الوهن: وهو اضطراب نفسي وانزعاج قلبي يبتدئ من داخل الإنسان، فإذا وصل إلى الخارج كان ضعفا وتخاذلا. أي: فما عجزوا أو جبنوا بسبب ما أصابهم من جراح أو ما أصاب أنبياءهم وإخوانهم من قتل واستشهاد؛ لأن الذي أصابهم إنما هو في سبيل الله وطاعته وإقامة دينه ونصرة رسله.
{وَما ضَعُفُوا} أي: عن قتال أعدائهم وعن الدفاع عن الذي آمنوا به.
{وَمَا اسْتَكانُوا} أي: ما خضعوا وذلوا لأعدائهم.
فأنت ترى أن الله تعالى قد نفى عن هؤلاء المؤمنين الصادقين ثلاثة أوصاف لا تتفق مع الإيمان:
نفى عنهم -أولا- الوهن/ وهو اضطراب نفسي وهلع قلبي يستولي على الإنسان فيفقده ثباته وعزيمته.
ونفى عنهم- ثانيا- الضعف/ الذي هو ضد القوة، وهو ينتج عن الوهن.
ونفى عنهم -ثالثا- الاستكانة/ وهي الرضا بالذل وبالخضوع للأعداء ليفعلوا بهم ما يريدون.
وقد نفى سبحانه هذه الأوصاف الثلاثة عن هؤلاء المؤمنين الصادقين –مع أن واحدا منها يكفى نفيه لنفيها لأنها متلازمة–؛ وذلك لبيان قبح ما يقعون فيه من أضرار فيما لو تمكن واحد من هذه الأوصاف من نفوسهم.
وجاء ترتيب هذه الأوصاف في نهاية الدقة بحسب حصولها في الخارج:
فإن الوهن الذي هو خور في العزيمة إذا تمكن من النفس أنتج الضعف الذي هو لون من الاستسلام والفشل.
ثم تكون بعدهما الاستكانة التي يكون معها الخضوع لكل مطالب الأعداء.
وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة في حياته كان الموت أكرم له من هذه الحياة.
[التفسير الوسيط، لمحمد طنطاوي وأحمد الكومي]
{وَما ضَعُفُوا} أي: عن قتال أعدائهم وعن الدفاع عن الذي آمنوا به.
{وَمَا اسْتَكانُوا} أي: ما خضعوا وذلوا لأعدائهم.
فأنت ترى أن الله تعالى قد نفى عن هؤلاء المؤمنين الصادقين ثلاثة أوصاف لا تتفق مع الإيمان:
نفى عنهم -أولا- الوهن/ وهو اضطراب نفسي وهلع قلبي يستولي على الإنسان فيفقده ثباته وعزيمته.
ونفى عنهم- ثانيا- الضعف/ الذي هو ضد القوة، وهو ينتج عن الوهن.
ونفى عنهم -ثالثا- الاستكانة/ وهي الرضا بالذل وبالخضوع للأعداء ليفعلوا بهم ما يريدون.
وقد نفى سبحانه هذه الأوصاف الثلاثة عن هؤلاء المؤمنين الصادقين –مع أن واحدا منها يكفى نفيه لنفيها لأنها متلازمة–؛ وذلك لبيان قبح ما يقعون فيه من أضرار فيما لو تمكن واحد من هذه الأوصاف من نفوسهم.
وجاء ترتيب هذه الأوصاف في نهاية الدقة بحسب حصولها في الخارج:
فإن الوهن الذي هو خور في العزيمة إذا تمكن من النفس أنتج الضعف الذي هو لون من الاستسلام والفشل.
ثم تكون بعدهما الاستكانة التي يكون معها الخضوع لكل مطالب الأعداء.
وإذا وصل الإنسان إلى هذه المرحلة في حياته كان الموت أكرم له من هذه الحياة.
[التفسير الوسيط، لمحمد طنطاوي وأحمد الكومي]
10.04.202511:27
حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان:
وخلاصة ذلك أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو ينقسم إلى جهاد طلب وجهاد دفع، وكثير من الناس يخلط بين أحكام الجهادَين ولا يميز بينهما، والسبب في ذلك أن أغلب كلام الفقهاء في أحكام الجهاد وشروطه العامة هو في جهاد الطلب؛ لعزة الإسلام في تلك الأوقات، فيظن غير الخبير أن هذه أحكام وشروط عامة تشمل النوعين.
والجهاد في غزة اليوم جهاد دفع يجب على كل قادر بقدر الإمكان، ولا يشترط فيه أي شرط آخر سوى الإمكان
ويجب ذلك أيضا وجوبا عينيا على كل من يجاور غزة من المسلمين لا سيما الحكومات والدول لأنها تملك القوة والقدرة حتى يندفع العدوان، وكل لحظة يتأخرون فيها عن نصرة إخوانهم فإنها تكون عليهم إثما ووبالا عند الله تعالى؛ لأن المقاومة في غزة غير قادرة لوحدها على دفع العدوان مباشرة، وكل لحظة تمر يسقط فيها من الأرواح ويحل من الدمار والخراب والآلام والمعاناة على المسلمين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولكن المقاومة وكل من يمكنه الجهاد ويُحتاج إليه لا يعذرون برغم ذلك أمام الله إن تركوا الجهاد ولو كانوا لوحدهم، ولا يجوز لهم الاستسلام مطلقا طالما أن فيهم قدرة على الصمود حتى لو ترتب على ذلك أي قدْر من الخسائر الروحية والمادية، والواقع يشهد أن المقاومة لديها القدرة على الصمود بفضل الله تعالى، وقد أثبتت ذلك على مدار أكثر من سنة كاملة لم يستطع العدو تحقيق أي هدف له فيها، والأهم من ذلك ما وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به أهل الشام عموما والمرابطين في غزة خصوصا من النصر والتمكين والفضل العظيم، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تكفل لي بالشام وأهله"، أي إن صبروا وصدَقوا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن أفضل رباطم عسقلان"، وغزة من قضائها وحدودِها.
أما الخسائر فهي ضريبة لا بد من دفعها حتى في عرف الكافرين، فأي بلد تحرَّرَ من أيدي الغاصبين دون دفع هذه الضريبة؟ ومن يطالع أخبار الكفار في فيتنام ولينين غراد في الاتحاد السوفيتي والمقاومة الفرنسية والبريطانية في الحرب العالمية الثانية وغير ذلك من قصص الصمود الأسطوري في بعض الأحيان يعلم ذلك ويجعل المسلم يخجل من نفسه إذا فكَّر بالاستسلام مجردَ تفكيرٍ طالما معه رصاصة يمكن أن يدفع بها عن نفسه وعن الإسلام وهو يطالع أخبار هؤلاء الكفار وهم على الباطل وهو على الحق ويرجو من الله تعالى ما لا يرجون.
وأصل ذلك أن المسلم يقاتل في الأساس لتكون كلمة الله هي العليا، فهو يقاتل لأجل الدين أساسا، ودِينه أغلى عليه من روحه، وهو ما خُلق إلا لأجل هذا الدين ليَتَعبَّد الله تعالى بإقامته ورفع رايته والجهاد في سبيله في نفسه وفي الأرض، وهي المهمة التي خُلق لها واشترى خالقُه منه روحَه لأجلها بجنة الخلد.
فلا شيء يُقَدَّم على الدين، وهو أجَلُّ المقاصد الخمسة التي يُقصد صلاحها والحفاظ عليها، وهي بالترتيب: الدين والنفس والعقل والنسل أو العِرض والمال، فالنفوس تُزهق من أجل الدين، ولا يمكن لمسلم أن يقبل أن ترفع راية فوق راية الإسلام ويجب عليه أن يبذل روحه دون ذلك لو كان في ذلك مصلحة للدين ولذلك شرع الله الجهاد كما قال العلماء، وكل مؤمن لا يشك في ذلك ولا يتردد فيه مطلقا ولا يخضع لوساوس الشيطان وتخويفه، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
فعلى المجاهدين الإقدام بكل طمأنينة وثقة ورجاء في أعظم الدرجات عند الله عز وجل دون التفات أبدا إلى هذه الوساوس والشبهات.
وقد قال تعالى مبينا سنة البلاء والامتحان:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142].
{أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ولقد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3].
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جا نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذين آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10، 11].
(١/ ٣) يتبع
وخلاصة ذلك أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو ينقسم إلى جهاد طلب وجهاد دفع، وكثير من الناس يخلط بين أحكام الجهادَين ولا يميز بينهما، والسبب في ذلك أن أغلب كلام الفقهاء في أحكام الجهاد وشروطه العامة هو في جهاد الطلب؛ لعزة الإسلام في تلك الأوقات، فيظن غير الخبير أن هذه أحكام وشروط عامة تشمل النوعين.
والجهاد في غزة اليوم جهاد دفع يجب على كل قادر بقدر الإمكان، ولا يشترط فيه أي شرط آخر سوى الإمكان
ويجب ذلك أيضا وجوبا عينيا على كل من يجاور غزة من المسلمين لا سيما الحكومات والدول لأنها تملك القوة والقدرة حتى يندفع العدوان، وكل لحظة يتأخرون فيها عن نصرة إخوانهم فإنها تكون عليهم إثما ووبالا عند الله تعالى؛ لأن المقاومة في غزة غير قادرة لوحدها على دفع العدوان مباشرة، وكل لحظة تمر يسقط فيها من الأرواح ويحل من الدمار والخراب والآلام والمعاناة على المسلمين ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولكن المقاومة وكل من يمكنه الجهاد ويُحتاج إليه لا يعذرون برغم ذلك أمام الله إن تركوا الجهاد ولو كانوا لوحدهم، ولا يجوز لهم الاستسلام مطلقا طالما أن فيهم قدرة على الصمود حتى لو ترتب على ذلك أي قدْر من الخسائر الروحية والمادية، والواقع يشهد أن المقاومة لديها القدرة على الصمود بفضل الله تعالى، وقد أثبتت ذلك على مدار أكثر من سنة كاملة لم يستطع العدو تحقيق أي هدف له فيها، والأهم من ذلك ما وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم به أهل الشام عموما والمرابطين في غزة خصوصا من النصر والتمكين والفضل العظيم، ويكفينا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تكفل لي بالشام وأهله"، أي إن صبروا وصدَقوا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وإن أفضل رباطم عسقلان"، وغزة من قضائها وحدودِها.
أما الخسائر فهي ضريبة لا بد من دفعها حتى في عرف الكافرين، فأي بلد تحرَّرَ من أيدي الغاصبين دون دفع هذه الضريبة؟ ومن يطالع أخبار الكفار في فيتنام ولينين غراد في الاتحاد السوفيتي والمقاومة الفرنسية والبريطانية في الحرب العالمية الثانية وغير ذلك من قصص الصمود الأسطوري في بعض الأحيان يعلم ذلك ويجعل المسلم يخجل من نفسه إذا فكَّر بالاستسلام مجردَ تفكيرٍ طالما معه رصاصة يمكن أن يدفع بها عن نفسه وعن الإسلام وهو يطالع أخبار هؤلاء الكفار وهم على الباطل وهو على الحق ويرجو من الله تعالى ما لا يرجون.
وأصل ذلك أن المسلم يقاتل في الأساس لتكون كلمة الله هي العليا، فهو يقاتل لأجل الدين أساسا، ودِينه أغلى عليه من روحه، وهو ما خُلق إلا لأجل هذا الدين ليَتَعبَّد الله تعالى بإقامته ورفع رايته والجهاد في سبيله في نفسه وفي الأرض، وهي المهمة التي خُلق لها واشترى خالقُه منه روحَه لأجلها بجنة الخلد.
فلا شيء يُقَدَّم على الدين، وهو أجَلُّ المقاصد الخمسة التي يُقصد صلاحها والحفاظ عليها، وهي بالترتيب: الدين والنفس والعقل والنسل أو العِرض والمال، فالنفوس تُزهق من أجل الدين، ولا يمكن لمسلم أن يقبل أن ترفع راية فوق راية الإسلام ويجب عليه أن يبذل روحه دون ذلك لو كان في ذلك مصلحة للدين ولذلك شرع الله الجهاد كما قال العلماء، وكل مؤمن لا يشك في ذلك ولا يتردد فيه مطلقا ولا يخضع لوساوس الشيطان وتخويفه، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
فعلى المجاهدين الإقدام بكل طمأنينة وثقة ورجاء في أعظم الدرجات عند الله عز وجل دون التفات أبدا إلى هذه الوساوس والشبهات.
وقد قال تعالى مبينا سنة البلاء والامتحان:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142].
{أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ولقد فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3].
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جا نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الذين آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 10، 11].
(١/ ٣) يتبع
16.04.202504:35
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ الْأُمَمُ) أي: يقرب فرق الكفر وأمم الضلالة (أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ) أي: تتداعى بأن يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال.
(كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا) والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا إلى قصعتها التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا صفوا، كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم. قاله القاري.
قال في المجمع: أي: يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي: يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفوا من غير تعب. انتهى.
(فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟) أي: ذلك التداعي لأجل قلة نحن عليها يومئذ؟
(قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ) أي: كثيرٌ عدداً، وقليلٌ مدداً.
(وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ) ما يحمله السيل من زبد ووسخ، شبّههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم.
(وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ) أي: ليخرجن (مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ) الخوف والرعب.
(وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ) أي: وليرمين الله (فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ) أي: الضعف، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت.
(فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟) أي: ما موجبه وما سببه.
قال الطيبي رحمه الله: سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن.
(قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) وهما متلازمان، فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين.
ونسأل الله العافية.
[عون المعبود شرح سنن أبي داود]
(كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا) والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضا إلى قصعتها التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع فيأكلونها عفوا صفوا، كذلك يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم أو ضرر يلحقهم أو بأس يمنعهم. قاله القاري.
قال في المجمع: أي: يقرب أن فرق الكفر وأمم الضلالة أن تداعى عليكم أي: يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الديار، كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع فيأكلونها صفوا من غير تعب. انتهى.
(فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟) أي: ذلك التداعي لأجل قلة نحن عليها يومئذ؟
(قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ) أي: كثيرٌ عدداً، وقليلٌ مدداً.
(وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ) ما يحمله السيل من زبد ووسخ، شبّههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم.
(وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ) أي: ليخرجن (مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ) الخوف والرعب.
(وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ) أي: وليرمين الله (فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ) أي: الضعف، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت.
(فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟) أي: ما موجبه وما سببه.
قال الطيبي رحمه الله: سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن.
(قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) وهما متلازمان، فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين.
ونسأل الله العافية.
[عون المعبود شرح سنن أبي داود]
10.04.202511:27
من رسالة الطوفان لشيخنا الدكتور رامي بن محمد الدالي –حفظه الله–
القسم الأول/ التأملات
النظرة الخامسة/ حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان 👇
القسم الأول/ التأملات
النظرة الخامسة/ حكم الجهاد في غزة في معركة الطوفان 👇
05.04.202520:14
"وبنظرة واقعية متحررة نجد أن ويلات هذه الحرب أضعفت كثيرا من الناس حتى من الصف المؤمن وما زادتهم إيمانا ويقينا، كما أنها أصابتهم بشيئ من الهزيمة والضعف أمام عدوهم"
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
بعد عام من الطوفان/ https://t.me/ramydaly/5851
الشيخ د. رامي بن محمد الدالي
بعد عام من الطوفان/ https://t.me/ramydaly/5851
15.04.202511:03
قيمة الحسابات المادية في معركة العقيدة
للشيخ –حفظه الله– "بعد الحرب"
للشيخ –حفظه الله– "بعد الحرب"
15.04.202511:02
قيمة الحسابات المادية في معركة العقيدة
للشيخ –حفظه الله– "قبل الحرب"
للشيخ –حفظه الله– "قبل الحرب"
05.04.202508:29
》ما المخرج من هذا البلاء وهذه المصائب؟
》هل يشترط أن يتوب جميع في الناس في غزة حتى نخرج من هذا البلاء؟
》هل يجب أن يكون عامة الشعب على أفضل ما يكون من الإيمان والتقوى؟
》هل يجب أن يرضى كل الناس في غزة عن الله تعالى؟
》هل لا بد أن يثبت أهل غزة جميعا على طريق الجهاد؟
》أم يكفي أن تكون الفئة المجاهِدة والقاعدة الصلبة والعاملون للدين على ذلك المستوى الإيماني؟
》أم أن هناك طرقا أخرى للخروج من هذا البلاء؟
》وما هو أفضل وأسرع هذه الحلول؟ وهل يوجد غير هذا الحل السريع؟
في هذا الدرس من دروس الحرب يتحدث شيخنا حفظه الله عن هذا الموضوع
》هل يشترط أن يتوب جميع في الناس في غزة حتى نخرج من هذا البلاء؟
》هل يجب أن يكون عامة الشعب على أفضل ما يكون من الإيمان والتقوى؟
》هل يجب أن يرضى كل الناس في غزة عن الله تعالى؟
》هل لا بد أن يثبت أهل غزة جميعا على طريق الجهاد؟
》أم يكفي أن تكون الفئة المجاهِدة والقاعدة الصلبة والعاملون للدين على ذلك المستوى الإيماني؟
》أم أن هناك طرقا أخرى للخروج من هذا البلاء؟
》وما هو أفضل وأسرع هذه الحلول؟ وهل يوجد غير هذا الحل السريع؟
في هذا الدرس من دروس الحرب يتحدث شيخنا حفظه الله عن هذا الموضوع
17.04.202508:03
》》》إدارة القناة منذ بداية الحرب من عدد من إخوان وتلاميذ شيخنا أبي محمد –حفظه الله ونفع بعلمه–
Увійдіть, щоб розблокувати більше функціональності.