-
بينما تمضي الحياة في طرقٍ وعرة، تتبدل فيها الأيام بين قسوةٍ ورحمة، أقف في المنتصف، محمّلًا بعبء لا يراه أحد، أرقب الفرج كما يرقب الغريق طوق النجاة، أعلم، كما علّمتني حكمتك، أنك لا تكلّف نفسًا إلا وسعها، لكنني أتساءل أيّ مدى بلغته قدرتي حتى أُحمَّل بكل هذا؟!
أقسم بك، فلا أقسم بسواك، وأشهد بِك، فلا شهادة أصدق منها، أؤمن أن أقدارك هي الخير وإن بدت قاسية، وأعلم أن التسليم لك هو ذروة الإيمان، لكنني يا الله، أقاوم ما يفوق احتمالي، أرى وجوهًا تأكل من سكينتي، وأصمت، أحيط نفسي بمن يطفئون نوري، وأتظاهر أنني لم ألحظ، أضغط على هذا القلب حتى لا يبوح، وأقبض على الجمر حتى لا يحترق مني ما تبقى.
أتقاذف بين مدّ الحياة وجزر المحن، لا أستقر، ولا أجد لي مرسى، أستيقظ كل صباح، أفتح عيني على ضوء شمسٍ جديدة، فأحمدك على الشروق، ثم أهمس ومتى تشرق شمس قلبي؟ متى أنجو من هذا التيه؟ متى ينطفئ في صدري هذا اللهب الذي لا يحرق سواي؟
لم أكلّ الصبر، لكنني أشتاق أشتاق ليومٍ ينسدل فيه الستار على هذا الألم، يهدأ فيه صخب قلبي، وأعود، ولو مرةً واحدة، خفيفًا كما كنتُ يوم خُلقت.
- تَأسٍّ!
- ٣/٢٩ مِ.