في مسيرة بنائك لنفسك علميًا، وإيمانيًا، ومهاريًا؛ قد تمر عليك لحظات تضعف نفسك فيها، وتملّ، في تلك اللحظة تذكر أنك بعد سنوات - إن أحيانا الله - ستقف موقفًا من أحد موقِفين:
الأول: موقف من اجتهد في بناء نفسه، وجاهدها على المعالي، وطرد عنها الكسل، حينها سيزول كثير من التعب وتبقى الثمرة، ثمرة العلم والإيمان التي ستجني حلاوتها في نفسك، وسيجنيها مَن حولك - بإذن الله - من أهل بيتك، وجيرانك، وأصدقائك، بل قد تكون الأمة كلّها.
الثاني: موقف من استسلم للكسل، وأضاع أوقاته في سفاسف الأمور، حينها ستزول لذة الراحة، ويبقى ألم الجهل، والضعف، والحسرة على ضياع الأعمار.
اختر لنفسك ما تريد، واعلم أن ما أنت عليه الآن ستجني ثماره في الغد، إن كان جدًا واجتهادًا وعبادة؛ ستجني - بإذن الله - ما تقر به عينك، وستفرح بكلّ لحظة نصبت فيها.
وإن كان حالك الآن حال مضيّعي الأوقات، وصارفيها في السفاسف والتفاهات؛ فصدقني أنك ستجني ثمار ذلك.
سترى قرينك ذاك الذي كنتَ معه في برنامج واحد، ودفعة واحدة، ومجموعة واحدة؛ قد التف حوله شباب الإسلام ينهلون علمه، ويفيء الناس إليه في حل المعضلات، وكشف المشكلات، وأنت ما برحت مكانك في منزلة المبتدئين.
الكلام في النفس كثير، لكنها نصيحة من القلب: اتعبوا على أنفسكم، واستغلوا أعماركم، فالثغور التي تحتاجها الأمة كثيرة كثيرة، وإن أعرضنا وهوّنا؛ فستجري علينا سنة الاستبدال، ولن يخسر إلا نحن.
نعوذ بالله من الخذلان.