عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاع.
أخرجه البخاري.
قال ابن حجر:
(كَأَنَّهُ شَيْءٌ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَتَحَدَّثُوا بِهِ وَمَا فَهِمُوا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَدَاعِ وَدَاعُ النَّبِيِّ ﷺ، حَتَّى وَقَعَتْ وَفَاتُهُ ﷺ بَعْدَهَا بِقَلِيلٍ فَعَرَفُوا الْمُرَادَ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ وَدَّعَ النَّاسَ بِالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَوْصَاهُمْ بِهَا أَنْ لَا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّارًا، وَأَكَّدَ التَّوْدِيعَ بِإِشْهَادِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ شَهِدُوا أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ بِهِ، فَعَرَفُوا حِينَئِذٍ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِمْ: حِجَّةُ الْوَدَاع)
وكيف عرف النبي ﷺ نفسه أنها حجة الوداع؟
الجواب: رُوي أنه عرف ذلك ﷺ من نزول سورة النصر عليه أثناء الحج، فقام فخطب الناس وأوصاهم.
وفي هذا الحديث ما كان يتعامل به النبي ﷺ أحياناً من الإشارة إلى المعنى لا التصريح به، وكانوا يتفاوتون في إدراك ذلك عنه، فكان أبوبكر أعلمهم بذلك، كما في الحديث الآخر:
في البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ جلس على المنبر ، فقال: "إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء, وبين ما عنده فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
فعجبنا له! وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ! يخبر رسولُ الله ﷺ عن عبدٍ خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
فكان رسول الله ﷺ هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به،
وقال رسول الله ﷺ : "إن من أمنِّ الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر"
الله صل على محمد وسلم عليه تسليما كثيرا..