Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
قناة أبي حمزة avatar
قناة أبي حمزة
قناة أبي حمزة avatar
قناة أبي حمزة
17.04.202507:41
قال الإمام مالك رحمه الله:
"العالم يُخبر بالسنة ولا يخاصم، فإن قُبلت منه وإلا سكت."
[جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر]

وقال الحسن البصري رحمه الله:
"المؤمن ينشر حكمة الله، فإن قبلت منه حمد الله، وإن ردت عليه حمد الله."
وموضع الحمد في الرد: أنه قد وُفّق لأداء ما عليه.

وقال الهيثم بن جميل:
قلت لمالك بن أنس: "يا أبا عبد الله، الرجل يكون عالماً بالسنة، يُجادل عليها؟"
فقال: "لا، يُخبر بالسنة، فإن قُبلت منه وإلا أمسك."

وقال العباس بن غالب الهمداني الوراق:
قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله:
"يا أبا عبد الله، أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري، فيتكلم مبتدع فيه، أرد عليه؟"
فقال: "لا تنصب نفسك لهذا."
قال: "أُخبر بالسنة ولا تُخاصم."
فأعدت عليه القول، فقال: "ما أراك إلا مخاصماً."
[رسالة السجزي]
12.04.202517:25
وقال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري:
وإذا سألك أحد عن مسألة في هذا الكتاب، وهو مسترشد فكلمه، وأرشده، وإذا جاءك يناظرك، فاحذره، فإن فيالمناظرة: المراء، والجدال، والمغالبة، والخصومة، والغضب، وقد نهيت عن هذا جداً، بخرجان جميعا من طريق الحق، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا، وعلمائنا أنه ناظر أو جادل أو خاصم، …، وكان ابن عمر يكره المناظرة، ومالك بن أنس، ومن فوقه، ومن دونه، إلى يومنا هذا.اهـ
[ شرح السنة ]

المصدر
11.04.202504:17
[ الكلام على خبر أبي رافع، قال: من قرأ {الدخان} ‌في ‌ليلة ‌الجمعة، ‌أصبح ‌مغفورا ‌له، وزوج من الحور العين ]

قال الدارمي في «مسنده»:
حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا صدقة بن خالد، عن يحيى بن الحارث، عن أبي رافع، قال: من قرأ {الدخان} ‌في ‌ليلة ‌الجمعة، ‌أصبح ‌مغفورا ‌له، وزوج من الحور العين.

قال محقق كتاب الدارمي حسين أسد: إسناده صحيح إلى أبي رافع نفيع بن رافع.اهـ

كذا قال! ولم أقف على بينة أو قرينة تؤيد ما ذهب إليه من تعيين أبي رافع المذكور في منتهى الإسناد. ولا على ما يثبت اتصال الإسناد، فلو كان أبو رافع هو كما قال، فلم أقف على رواية ليحيى بن الحارث الذماري عنه ولا من نص على سماعه منه.

وممن يشتهر بهذه الكنية أيضًا: أبو رافع القبطي، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن افترض أنه هو فيكون الخبر بذلك منقطع أيضًا.

قال الشيخ المعلمي في حاشيته على «الفوائد المجموعة» (ص: 302):
هذا منسوب إلى أبي رافع من قوله، فإن كان الصحابي فهذا منقطع، لأنه توفي قبل ولادة يحيى بن الحارث بمدة طويلة، وإن كان غيره فمن هو؟.اهـ

وممن يعرف بهذه الكنية أيضًا: إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري، المدني، وهو من أقران يحيى الذماري ويغلب على ظني أنه هو المذكور في الإسناد.

فهو وإن لم أقف له على رواية ليحيى الذماري عنه، إلا أنه قد روي هذا الخبر عنه من عدة طرق:

قال ابن الضريس في «فضائل القرآن»:
223 - أخبرنا يزيد بن عبد العزيز، أخبرنا إسماعيل بن عياش، أخبرنا ‌إسماعيل ‌بن ‌رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات حم هن روضات مخصبات معشبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ حم ‌الدخان في ليلة الجمعة غفر له».
ورواه كذلك (296) بهذا الإسناد بأطول من هذا.

وقال المستغفري في «فضائل القرآن»:
894- أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر، حَدَّثَنا محمد بن صالح، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا المحاربي، عَن أبي رافع عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم هن خيرات القرآن».
قال أبو رافع: وحدثني نفر من أهل الإسكندرية أنه قدم عليهم رجل من أهل البصرة يكنى أبا الحارث حدثهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورًا له».اهـ

وأبو رافع هنا هو إسماعيل بن رافع، فعبد الرحمن بن محمد المحاربي ممن يروي عنه. وإسماعيل بن رافع متروك منكر الحديث. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (3/ 85) وميزان الاعتدال (1/ 227).

وقد جزم ابن حجر أنه هو المذكور عند الدارمي، فقد روى في «نتائج الأفكار» (3/ 261) من طريق آدم بن أبي إياس العسقلاني (والظاهر أنه من كتابه «الثواب»)، ثنا بكر بن خنيس العابد، ثنا إسماعيل بن رافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ (آل حم)».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ (حم) الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له».
هذا حديث غريب، وإسماعيل بن رافع هو أبو رافع المتقدم في رواية الدارمي، وقد صرح عنه بكر برفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسنده معضل، فإن إسماعيل من أتباع التابعين، وهو مع ذلك ضعيف الحفظ، وكذا الراوي عنه بكر بن خنيس.اهـ

وهذا النقل استفدته من بعض الإخوة وكذلك النقل عن المعلمي فجزاهما الله خيرًا.

وكذلك روى الدارمي في «مسنده» عن عبد الله بن عيسى قال: أخبرت أنه من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة إيمانًا وتصديقًا بها، أصبح مغفورًا له.اهـ

عبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبى ليلى الأنصاري وهو من أتباع التابعين وهو ممن يروي عن يحيى الذماري فلا يبعد أنه أخذ عنه.

وفي الباب مرفوعات واهيات لا يصح منها شيء.

فخلاصة القول: أن أبا رافع هو إسماعيل بن رافع المدني على الأرجح، ومن عينه بغير هذا لم يقدم على دعواه دليلاً. ولم يُروَ هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين بسند مرضي، وعلى ذلك فليس هذا الخبر مما يعول على تصحيحه ونشره وعده من السنن المهجورة.
08.04.202518:11
روى الخطابي في «غريب الحديث» (1/ 163) عن محمد بن عيسى بن سميع قال: سمعت الوضين بن عطاء يقول: مر رجل برجل وهو يخنق أباه في أصل شجرة، فأراد أن يخلصه، فقال له آخر: لا تفعل، فوالله لقد رأيت هذا يذغت أباه في أصل هذه الشجرة. قال الخطابي: يذغت غلط والصواب يذعت.اهـ والذّعتُ: الخَنْقُ.

وعن عبد الله بن عمران، شيخ كان في الثغر، عن زيد بن أسلم، أنه كان خارجًا من المسجد، فإذا شاب يخنق شيخًا وقد اجتمع الناس عليه، وذلك الشيخ أبو الشاب قال: فقال زيد بن أسلم: دعوه، فإني رأيت هذا الشيخ يخنق أباه في هذا الموضع. «أخبار الصبيان للدوري» (51).

وذكر نحو هذه القصة ابن رزام الكوفي، قال: كان عندنا بالكوفة، رجل له ابن عاق به، فلاحاه يومًا في شيء، فجرَّ برجله حتى أخرجه من بيته، ‌وسحبه ‌في ‌الطريق ‌شيئًا كثيرًا. فلما بلغ إلى موضع منه، قال له: يا بنيَّ حسبك، فإلى هاهنا جررت برجل أبي من الدار، حتى جررتني منها. «نشوار المحاضرة» (2/ 201).
06.04.202503:43
قال الإمام مالك بن أنس:

قال عمرو بن العاص رضي الله عنهما وكان من دهاة الناس:

إني ‌لأصبر ‌على ‌الكلمة لهي أشد علي من القبض على الجمر، وما يحملني على الصبر عليها إلا أن أتخوف من أخرى شر منها.

[ الجامع لابن وهب ]
29.03.202505:42
عن ‌عبد ‌الرحمن ‌بن ‌أبي ‌عوف الجرشي، قال:

لا تعادين رجلاً حتى تعرف الذي بينه وبين الله عز وجل، فإن كان ‌محسنا فيما بينه وبين الله لم يسلمه الله [لعداوتك] وإن كان مسيئا فيما بينه وبين الله عز وجل كفاك عمله.

[ أمالي ابن سمعون الواعظ ]
16.04.202519:35
السكينة من مخلوقات الله عز وجل

عامة الناس يعرفون أن الله عز وجل خلق الجن والإنس والملائكة والحيوانات والجمادات والبر والبحر.
غير أن هناك مخلوقات أخرى خلقها الله لا يعرفها عامة الناس، والعجيب أنها مذكورة في القرآن!

قال الله تعالى:
﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
[البقرة: 248]

قال علي بن أبي طالب:
السكينة لها وجه كوجه الإنسان، وهي ريح هفافة.
تفسير ابن أبي حاتم (2513)

وقال أيضاً:
السكينة ريح خجوج، ولها رأسان.
تفسير الطبري (5669)

وقال ابن عباس:
السكينة دابة قدر الهر، لها عينان لهما شعاع، وكان إذا التقى الجمعان أخرجت يديها ونظرت إليهم، فيهزم الجيش من ذلك من الرعب.
تفسير ابن أبي حاتم (2514)

وقال مجاهد:
السكينة لها وجه كوجه الهر وجناحان.
تفسير ابن أبي حاتم (2515)

وقد رُوي عن أبي مالك نحو هذا أيضاً.

وقد قال سفيان الثوري:
إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فهو حسبك.

وقد جاء في تفسير السكينة غير ما تقدم، غير أن هذا القول المتقدم أبعدها عن الرأي وأعلاها سنداً فشبهة التوقيف فيه أقوى.

وانظر هنا لمزيد بيان وكذلك للوقوف على الكلام على أسانيد هذه الأخبار.
11.04.202505:11
اللهم إني أعوذ بك من زمان الكاذبين!

قال عبد الله بن وهب في "الجامع":
536 - وأخبرني سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن أم ولد ‌محرز ‌بن ‌زهير، رجل من أسلم من أصحاب النبي عليه السلام، أنها كانت تسمع محرزًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من زمان الكاذبين،
قالت: فقلت له: وما زمان الكاذبين؟
قال: زمان يظهر فيه الكذب فيذهب الذي لا يريد أن يكذب، فيتحدث بحديثهم، فإذا هو قد دخل معهم في كذبهم.

ورواه أبو الحسن الدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (4/ 2055) وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (5/ 2592).
06.04.202519:49
[في كراهية التطوع بالصوم ممن عليه صوم فرض]

عن عثمان بن موهب قال:
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وسأله رجل قال: إن عليّ أيامًا من رمضان، أفأصوم العشر تطوعًا؟
قال: لا، بل ابدأ بحق الله فاقضه ثم تطوع بعد ما شئت.
[رواه عبدالرزاق والبيهقي]

وروي نحوه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لا، بل حتى تؤدي الحق.
[رواه عبدالرزاق]

وقال إبراهيم النخعي: لا يتطوع الرجل بصوم، وعليه شيء من قضاء رمضان.

وروي نحوه عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وعروة بن الزبير والحسن البصري
[مصنف ابن أبي شيبة]

وهو قول الإمام أحمد، فقد سئل عن الرجل هل يصوم تطوعاً وعليه صوم فريضة ؟ فقال : لا يصوم.

ونقل حنبل عن الإمام أحمد أنه قال: لا يجوز له أن يتطوع بالصوم، وعليه صوم من الفرض حتى يقضيه، يبدأ بالفرض، وإن كان عليه نذر صامه يعني بعد الفرض.

[مسائل ابن هانئ والمغني]

وعن عطاء بن أبي رباح، أنه كره أن يتطوع الرجل بصيام في العشر، وعليه صيام واجب قال: لا، ولكن صم العشر، واجعلها قضاء.
[رواه عبدالرزاق]

وهذا مروي عن الفاروق عمر رضي الله عنه:
فروى أبو عبيد عن عمرَ رضي الله عنه: أنَّه كان يَستحب قضاءَ رمضانَ في عشر ذي الحجَّة.
أو قال: ما من أيام أقضي فيهن رمضانَ أحبُّ إليَّ منها.

قال أبو عبيد: نرى أنه كان يستحبه لأنه كان لا يحب أن يفوت الرجل صيام العشر ويستحبه نافلة، فإذا كان عليه شيء من رمضان كره أن يتنفل وعليه من الفريضة شيء فيقول: فيقضيها في العشر فلا يكون أفطرها ولا يكون بدأ بغير الفريضة فيجتمع له الأمران.
وليس وجهه عندي أنه كان يستحب تأخيرها عمدًا إلى العشر ولكن هذا لمن فرط حتى يدخل العشر.
[غريب الحديث وانظر لطائف المعارف]
01.04.202503:21
عن أبي يحيى عطية الكلاعي، قال:

قال المسيح ابن مريم عليه السلام: إن الله جل ثناؤه ليحب العبد ‌يتعلم ‌المهنة يحترف بها، ويأجره عليها ،

ويبغض العبد يتعلم القرآن فيجده مهنة ، يأكل به ويعيش به ، أولئك شر الخلق.

[ الكنى للدولابي ]
29.03.202504:04
فقد قالوا في حاشية "تاريخ بغداد" [13/55] بعد ذكر حديث يروى من طريق حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: رأيت ربي في صورة شاب أمرد، قالوا نصاً: موضوع، قبح الله واضعه. ثم ذكروا نقولات عن ابن الجوزي أن ابن أبي العوجاء كان يدس في حديث حماد! ثم قالوا مجتهدين منتصرين لكلام الجهمية: وما ذكره المصنف عن حماد أنه أكد سماعه له من قتادة، إن ثبتت نسبته إليه، لا يدفع احتمال أنه دس عليه، فإنه قد ساء حفظه واختلط، وترك البخاري حديثه، وذكروا أن مسلماً خرج حديثه عن ثابت، وخرج له عن غير ثابت بضعة عشر حديثاً فقط.

أقول: وعلى الطريقة الإسنادية هذه الهرطقة والخرافة لا حاجة لها أصلاً! ففي إسناد الخطيب قبل حماد عمر بن موسى بن فيروز مجهول يروي عن عفان، لم أجد له في الكتب إلا خبرين أو ثلاثة!

فهل يحتمل من مثل هذا المجهول هذا الانفراد؟! ويرويه عن عفان عن عبد الصمد بن كيسان به.

وقد خالفه الإمام أحمد، فرواه عن عفان عن عبد الصمد فقال: رأيت ربي في أحسن صورة فقط ولم يجاوز به.

وهنا تنبيه مهم: هذا الخبر لم يطعن به حتى الجهمية الأشعرية، فالسيوطي وغيره لم يردوه، بل أثبتوه، وقالوا: هذه رؤيا منام، ويجوز رؤية الله في المنام على غير صورته عز وجل، ونقل بعضهم الإجماع على جواز ذلك، والأكثر على هذا.

على أن الخبر عن حماد بتمامه لا يقطع بثبوته، والله أعلم.

وهذا الخبر احتج به الإمام أحمد رحمه الله، أقصد الرواية التي في المسند، وهذا يكفي في قبولها وبعد النكارة عنها.

وحكاية ابن أبي العوجاء هذه خرافة لا أصل لها تفرد بها الجهمي الخبيث الزنديق محمد بن شجاع الثلجي، ولا يحل لمسلم يتقي الله ويعرف الله ورسوله أن يذكرها.

وإنما اشتهر بذكرها أصحاب الغفلة والجهمية الزنادقة أعداء الله.

فحكاية فيها طعنٌ بإمام من أئمة أهل السنة وفيها طعنٌ بأهل الحديث وبمن تخصص في الرد على أهل الكلام، ويتفرد بها جهمي خبيث يصنف في الكلام والتجهم ومتهم بالكذب! أيحل لمسلم أن يذكر مثل هذا؟!

وقال ابن حجر: قرأت بخط الذهبي: ابن البلخي ليس بمصدق على حماد وأمثاله، وقد اتهم.

قلت: وعباد أيضاً ليس بشيء، وقد قال أبو داود: لم يكن لحماد بن سلمة كتاب غير كتاب قيس بن سعد، يعني كان يحفظ علمه. انتهى.

عباد هو ابن صهيب، ذكر ابن الثلجي عنه حكاية مشابهة.

وهذا الحديث لم يتفرد به حماد بل له طرق، وهذه الرواية بالذات احتج بها الإمام أحمد، وهو من أعلم الناس بالحديث والعلل.

وقد أثنى الإمام أحمد عليه في حديث سفينة في الخلافة. قال الخلال كما في المنتخب [128]: وأخبرني محمد بن علي، قال: سمعت محمد بن مطهر المصيصي [...] ذكر أبو عبد الله: حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة -في الخلافة. وقال: علي -عندنا- من الخلفاء الراشدين المهديين، وحماد بن سلمة -عندنا- ثقة، وما نزداد كل يوم فيه إلا بصيرة. انتهى.

وكذلك عامة أحاديث الصفات لم يتفرد أحد بشيء منها، ولكن أهل الكلام والجهمية لا يعرفون الآثار ولا يجمعونها، فيظنون تفرد فلان وفلان لجهلهم وقلة بضاعتهم.

وأما حكاية تغيره واختلاطه الشديد، فهذه خرافة لم يذكرها إلا بعض أهل الكلام ومن تأثر بهم، كالبيهقي وابن فورك ومن حذا حذوهما، وجعلوها كأنه الأصل في حديثه!

وإنما ذكروا عنه سوء الحفظ لما كبر، وهذا تغير يسير، ولا زال الناس يحتجون بحديثه في كتبهم كلها.

وأما أن البخاري لم يحتج به، فليس فعل البخاري حجة على غيره، وقد أثنى على روايته شيوخ البخاري وشيوخ شيوخه، وقد خرج حديثه في غير الجامع، واحتج به مسلم والعامة، ولا زال حديثه عن ثابت متداولاً محتجاً به عند العامة.

وقال الإمام أحمد: "حماد بن سلمة لا أعلم أحداً أروى في الرد على أهل البدع منه."

وقال ابن معين: "إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام."

قال ابن المديني: "من تكلم في حماد بن سلمة، فاتهموه في الدين."

وقال حجاج بن منهال: "حدثنا حماد بن سلمة، وكان من أئمة الدين."

وقال الإمام ابن المبارك: "دخلت البصرة فما رأيت أحداً أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة."

وقال ابن حبان: "ولم يكن يثلبه في أيامه إلا معتزلي قدري، أو مبتدع جهمي، لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة."

وقال أبو الفضل بن طاهر: "وكذلك حماد بن سلمة إمام كبير، مدحه الأئمة، وأطنبوا لما تكلم بعض منتحلي المعرفة أن بعض الكذبة أدخل في حديثه ما ليس منه! لم يخرج عنه البخاري معتمداً عليه، بل استشهد به في مواضع ليبين أنه ثقة، وأخرج أحاديثه التي يرويها من حديث أقرانه، كشعبة، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وغيرهم، ومسلم اعتمد عليه، لأنه رأى جماعة من أصحابه القدماء والمتأخرين لم يختلفوا، وشاهد مسلم منهم جماعة، وأخذ عنهم، ثم عدالة الرجل في نفسه، وإجماع أئمة أهل النقل على ثقته وأمانته."

وكذلك ينقلون كلمة عن الإمام النسائي في ثلب حماد، ولا يصح ذلك.

والحمد لله رب العالمين.

المصدر
مُت إذا شئت!

روى الذهبي في سيره عن يحيى بن عون قال: ”دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض، فقال: ما هذا القلق؟ قال له:

الموت والقدوم على الله.

قال له سحنون: ألست مصدقًا بالرسل والبعث والحساب، والجنة والنار، وأنَّ أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأنَّ الله يُرى يوم القيامة، وأنَّه على العرش استوى، ولا تخرج على الأئمة بالسيف، وإن جاروا.

قال: إي والله.

فقال: مت إذا شئت، مت إذا شئت.“

هذا الأخ رأيت الإخوة ينشرون نعيه -رحمه الله وغفر له- وليس من معارفي ولكن أحسب أنه على خير.. وسرَّني أن انتشر عنه هذه التغريدة الطيبة..

وتذكرت كلام سحنون فشاركته..

وأحب دائما أن أنشر نعي إخواننا، إخوان العقيدة، يجدون من يترحم عليهم، عسى الله ييسر من يصنع بي صنيعي بإخواننا هؤلاء!

فـ ”القرابة الدينية أعظم من القرابة الطينية“ كما يقول شيخ الإسلام.
11.04.202504:53
قال أبو الحسن علي بن موسى الهاشمي الملقب بالرضا:

من هوان الدنيا على الله تعالى أن أخرج نفائسها من خسائسها، وأطايبها من خبائثها:

فأخرج الذهب والفضة من حجارة،
والمسك من فارة،
والعنبر من روث دابة،
والعسل من ذبابة،
والخز من كلبة،
والديباج من دودة،
والقصب من حشيشة
والإنسان من نطفة،
﴿فتبارك الله أحسن الخالقين﴾.

[ اللطف ولللطائف لأبي منصور الثعالبي ]
06.04.202519:47
[من فرّط في قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني]
31.03.202512:01
عن عون بن عبد الله بن عتبة أنه كان يقول:

اتقوا ‌الصعاب ‌من ‌الكلام، (وعليكم) بالذليل اللين، يقول (الصعاب من) الكلام الذي لا (يعرف).

[ الجامع لابن وهب وعنه ابن معبد ومابين أقواس منه ]
29.03.202504:04
نقض طعونات محققي "تاريخ بغداد" في الإمام حماد بن سلمة رحمه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

فلا يزال أهل الحديث يعانون من تشغيبات أهل الزيغ والزندقة منذ العصور الأولى إلى يومنا هذا، ولا يضرهم هذا أبداً بإذن الله تعالى، بل هو من إظهار الحق وتكثير أدلته، ولله الفضل والمنة.

ومن تلك التشغيبات الباردة التي رُدَّ عليها مراراً طعنهم في الإمام حماد بن سلمة بن دينار.

وسبب هذه الطعونات في هذا الإمام الجليل أنه كان شديداً على الجهمية وأهل الكلام، فالمتستر والمعلن منهم يبغضه، ويخرج هذا على فلتات لسانه وبين سطوره، وبعضهم يصرح به جهاراً.

وقد تفطن أئمة الإسلام لهذا قبل ألف عام، وجعلوا هذا الإمام علامة فارقة. من طعن فيه متهم في دينه وعقيدته. كما قالوا - قاعدةً عامة -: من علامات أهل البدع والزيغ الطعن في أهل الأثر، وقد كان هذا الإمام من رؤوس أهل الأثر في زمانه.

ومن هؤلاء الفجار الزائغين بشار بن عواد بن معروف ومن عمل معه في تحقيق كتاب تاريخ بغداد للخطيب.

فهؤلاء التجار الفجار الذين اتخذوا كتب أئمة الإسلام مهنة وتجارة يتأكلون بها حتى لا يكاد أحد منهم ينتفع منها بشيء، فتمر به الآثار الزواجر والأحاديث والمواعظ، ولا يكاد يتغير حاله قيد أنملة.

فتجده يملأ الكتاب بالتعليقات الباردة والوقحة أحياناً وبالحماقات الغريبة، كتعليقه الدائم على آثار السلف في التكلم بأهل البدع بالكلام الغليظ الشديد بأن الجرح في العقائد لا يضر الراوي!

وما عرف الأحمق أن الناس أعلم منه بهذا، وهذا أمر قد فرغ منه قبل أن يخلقه الله عز وجل ويخلق أمثاله ممن هم من باب الابتلاء والامتحان.

وكل ما مرت ترجمة فيها جرح في أهل البدع والتنبيه على بدعة المترجم له، كرر نفس التعليق! أفلا يسعك ما وسع هؤلاء كلهم حتى المصنف؟!

والطعن في العقائد المبتدعة الباطلة وأهلها جرح أصيل وعزيز، وما تخلف عنه كتاب من كتب الجرح والتعديل أبداً.

وكون الراوي ثقة لا يخفى على النقاد، بل يقولون ثقة قدري مثلاً، هو كذا وحديثه صحيح، وهذا موجود معروف.

وإنما هذا بابه التحذير من معتقده، ولو صح حديثه وكان صادقاً.

وهذا الفعل له أسباب مهمة منها:
- قد يجد الإنسان اسمه في كتب أهل الحديث، فيظنه سنيًا، فيأخذ كلامه كله.
- ومنه موعظته آنذاك.
- ومنه موعظة غيره وزجره عن طريقه.
- ومنه باب للاحتراز من تعليقاته على الآثار.
- ومنه بيان حرص أهل السنة على السنة وأهلها.
- ومنه التفريق بين السني والمبتدع، فلا يكون قدر هذا مثل قدر هذا.
- ومنه إذا وجد الحديث عند غيره، رمي بحديثه تنكيلاً به.

وكذلك كان أهل الحديث لا يرون عن أهل البدع الغليظة المكفرة، ولا عن دعاة أهل البدع. ولا يخفى على باحث ترك أهل الحديث كلهم عن الرواية عن أهل الرأي أصحاب أبي حنيفة، فلا تجد لهم في الكتب الستة ولا المسند ولا دواوين الإسلام المشهورة حديثاً واحداً حتى الصدوق منهم.

وغير هذا المثال أمثلة كثيرة ودقائق يتفطن لها من عرف الإسلام والسنة وحرص عليهما، وفرق بين أهل السنة وأهل البدعة، لا من يتأكل بكتب الحديث ويخرج الكتاب طبعة بلا فهارس، ثم أخرى بفهارس، ثم أخرى أصغر حجماً، ثم صفراء، ثم صفراء بحاشية!!

وقد أغلظت العبارة فيهم لما أفسدوا من التعليق على الكتاب في مواطن عديدة بعد قراءتي لمعظم الكتاب مما يحتاج لنقد مستقل.

ومن ذلك تعليقهم على بعض الأسانيد والمتون والكلام المنقول عن السلف بالرد والنكران المستمر!

وكذلك تناكدهم ودفاعهم المستمر وبطريقة غبية عند ورود جرح أهل الحديث المتتابع المشهور لأهل الرأي، فتراهم يدافعون بأي شيء وبالافتراضات التي لا وجود لها إلا في رؤوسهم، كقولهم طعن فيه بكذا، ولعله رجع! ونقول: لعله لم يرجع!

وهل يقال: لعله رجع! ثم يبقى الناس قروناً لا يعلمون شيئاً عن رجوعه حتى ظهرتهم أنتم؟!

ومن أقبح ما صنعوا ما كتبوه حول الإمام حماد بن سلمة بن دينار رحمه الله تعالى ورضي عنه. فقد وضعوا حاشية في الطعن فيه لا يكتبها بيده إلا زائغ لا يعرف قدر أهل الحديث ولا يفرق بين الإمام الذي اتفق الناس على إمامته وبين المتكلم الذي يشطح كل يوم لمذهب، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء!
13.04.202513:02
11.04.202504:48
{الفاتحة}: دواء القلوب والأبدان وردّ البدع ومفتاح الخير واليقين وأصل سعادة الدارين

‌‌قال أبو عبدالله ابن القيم:

فاتحة الكتاب وأمُّ القرآن والسَّبعُ المثاني: الشِّفاء التَّامُّ، والدَّواء النَّافع، والرُّقية التَّامَّة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوَّة، ‌ودافعة ‌الهمِّ ‌والغمِّ ‌والخوف والحزن، لمن عرف مقدارها، وأعطاها حقَّها، وأحسن تنزيلَها على دائه، وعرف وجهَ الاستشفاء والتَّداوي بها، والسِّرَّ الذي لأجله كان كذلك.

ولمَّا وقع بعض الصَّحابة على ذلك رقى بها اللَّديغ، فبرأ لوقته، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وما أدراك أنَّها رقية؟».

ومن ساعده التَّوفيق وأعين بنور البصيرة حتَّى وقف على أسرار هذه السُّورة وما اشتملت عليه من التَّوحيد ومعرفة الذَّات والأسماء والصِّفات والأفعال، وإثبات الشَّرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الرُّبوبيَّة والإلهيَّة، وكمالِ التَّوكُّل، والتَّفويضِ إلى من له الأمر كلُّه، وله الحمدُ كلُّه، وبيده الخير كلُّه، وإليه يرجع الأمر كلُّه؛ والافتقارِ إليه في طلب الهداية الَّتي هي أصل سعادة الدَّارين وعلِمَ ارتباطَ معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما، وأنَّ العافية المطلقة التَّامَّة والنِّعمة الكاملة منوطةٌ بها، موقوفةٌ على التَّحقُّق بها أغنته عن كثيرٍ من الأدوية والرُّقى، واستفتَح بها من الخير أبوابَه، ودفَع بها من الشَّرِّ أسبابَه.

وهذا أمرٌ يحتاج إلى استحداث فطرةٍ أخرى، وعقلٍ آخر، وإيمانٍ آخر. وتاللَّه لا تجد مقالةً فاسدةً ولا بدعةً باطلةً إلا وفاتحةُ الكتاب متضمِّنةٌ لردِّها وإبطالها بأقرب طريقٍ وأصحِّها وأوضحها. ولا تجد بابًا من أبواب المعارف الإلهيَّة وأعمال القلوب وأدويتها من عللها وأسقامها إلا وفي الفاتحة مفتاحُه وموضعُ الدِّلالة عليه. ولا منزلَ من منازل السَّائرين إلى ربِّ العالمين إلا وبدايته ونهايته فيها.

ولعمر الله إنَّ شأنها لأعظم من ذلك، وهي فوق ذلك. وما تحقَّق عبد بها واعتصم بها، وعقَل عمَّن تكلَّم بها، وأنزلها شفاءً تامًّا وعصمةً بالغةً ونورًا مبينًا، وفهمها وفهم لوازمها كما ينبغي؛ ووقع في بدعةٍ ولا شركٍ، ولا أصابه مرضٌ من أمراض القلوب إلا لِمامًا غير مستقرٍّ.

هذا، وإنَّها المفتاح الأعظم لكنوز الأرض، كما أنَّها المفتاح لكنوز الجنَّة؛ ولكن ليس كلُّ واحدٍ يُحسن الفتحَ بهذا المفتاح! ولو أنَّ طلَّاب الكنوز وقفوا على سرِّ هذه السُّورة، وتحقَّقوا بمعانيها، وركَّبوا لهذا المفتاح أسنانًا، وأحسنوا الفتحَ به لوصلوا إلى تناول الكنز من غير مُعاوقٍ ولا ممانعٍ.

ولم نقل هذا مجازفةً ولا استعارةً، بل حقيقةً. ولكن لله سبحانه حكمةٌ بالغةٌ في إخفاء هذا السِّرِّ عن نفوس أكثر العالمين، كما له حكمةٌ بالغةٌ في إخفاء كنوز الأرض عنهم. والكنوز المحجوبة قد استُخْدِم عليها أرواحٌ خبيثةٌ شيطانيَّةٌ تحول بين الإنس وبينها، ولا يقهرها إلا أرواحٌ علويَّةٌ شريفةٌ غالبةٌ لها بحالها الإيمانيِّ، معها منه أسلحةٌ لا تقوم لها الشَّياطين. وأكثرُ نفوس النَّاس ليست بهذه المثابة، فلا تقاوم تلك الأرواح ولا تقهرها، ولا تنال مِن سَلَبها شيئًا؛ فإنَّ مَن قتَل قتيلًا فله سَلَبُه.

[زاد المعاد]. وانظر في تفصيل مطالب سورة الفاتحة الفصول الأولى من «مدارج السالكين».

وقال ابن المبرد بعد أن ساق طرفًا من كلام ابن القيم السابق:
قلت: وما قاله قليل من كثير مما لم يذكره، وقد جربت معها العجائب في الاستشفاء ودفع المخاوف والكرب، ورأيت منها أشياء لا يمكن حصرها، والله الموفق. [هداية الإنسان]
09.04.202503:40
روى الضَّرَّاب في كتاب «ذمِّ الرياء»:

• عن سفيان الثوري، قال: سمعت عاصمًا يقول:
"ما زلنا نعرف الصوفية بالحمق، إلا أنهم يستترون بالحديث."

• وعن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول:
"لو أن رجلًا عاقلًا تصوَّف أول النهار، لم يأتِ عليه الظهر حتى يصير أحمق."

• وعن يحيى بن يحيى، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول:
"مخالفة الصوفية من طاعة الله."

• وعن عبد الله بن يوسف، قال:
كنا عند مالك بن أنس، وأصحابه حواليه، فقال له رجل من أهل نصيبين:
يا أبا عبد الله، عندنا قوم بنصيبين يُقال لهم: الصوفية، يأكلون أكلًا كثيرًا، فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: هم مجانين؟
فقال له الرجل: لا.
فقال: هم صبيان؟
فقال: لا، هم قوم مشايخ، وغير ذلك عقلاء.
فقال مالك: ما سمعت أن أحدًا من أهل الإسلام يفعل هذا.
فقال له الرجل: بلى، يأكلون، ثم يقومون، فيرقصون نوائب، ويلكم بعضهم رأسه، وبعضهم وجهه وصدره.
قال: فضحك مالك، وقام فدخل إلى منزله، فالتفت أصحاب مالك إلى الرجل، فقالوا:
يا هذا الرجل، قد كنت والله مشؤومًا على صاحبنا، لقد جالسناه نيفًا وثلاثين سنة، فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.

قلت: كلام هؤلاء الأئمة في صوفية زمانهم ، فكيف لو رأوا الصوفية المتأخرين الذين تلبسوا بعبادة الشيوخ والقبور واعتقاد أنهم يشاركون الله في صفاته وأفعاله، أو القول بالحلول والاتحاد أو القول بسقوط التكاليف والتحلل من أحكام الشريعة، وغير ذلك من أقوالهم، والعياذ بالله؟!
06.04.202519:38
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ:

الْمُتَوَاضِعُ فِي طِلَابِ الْعِلْمِ أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا، كَمَا أَنَّ الْمَكَانَ الْمُنْخَفِضَ أَكْثَرُ الْبِقَاعِ مَاءً.

[ الجامع لأخلاق الراوي ]

وَقَدْ نَظَمَ هَذَا أَبُو عَامِرٍ النَّسَوِيُّ فَقَالَ:

الْعِلْمُ يَأْتِي كُلَّ ذِي ... خَفْضٍ وَيَأْبَى كُلَّ آبِي

كَالْمَاءِ يَنْزِلُ فِي الْوِهَادِ ... وَلَيْسَ يَصْعَدُ فِي الرَّوَابِي

[ الآداب الشرعية ]
post.deleted05.04.202504:52
30.03.202507:05
تقبل الله منا ومنكم وعيدكم مبارك أنتم ومن تحبون
29.03.202503:55
براءة الحافظ النسائي من اتهام الإمام حماد بن سلمة بالتشبيه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

فقد وقفت على كلمة منسوبة للحافظ أحمد بن شعيب النسائي، أبو عبد الرحمن، صاحب السنن، وهي كلمة منكرة، لا تصدر من مثله إن شاء الله تعالى. وإليك بيان ذلك:

يقولون: في كتاب أبي الوليد الباجي "التعديل والتجريح" (ترجمة حماد بن سلمة) قال النسائي: ثقة. قال القاسم بن مسعدة: فكلمته فيه فقال: ومن يجترئ يتكلم فيه، لم يكن عند القطان هناك، ولكنه روى عنه أحاديث دارى بها أهل البصرة. ثم جعل يذكر النسائي الأحاديث التي ‌انفرد ‌بها ‌في ‌التشبيه كأنه ذهب مخافة أن يقول الناس: تكلم في حماد من طريقها. ثم قال: حمقى أصحاب الحديث ذكروا من حديثه حديثًا منكرا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: "إذا سمع أحدكم الأذان، والإناء على يده". انتهى.

أولا:
حماد بن سلمة هو إمام من أئمة السنة، ولم ينفرد بأحاديث في التشبيه البتة، بل هو علم على السنة. من طعن فيه متهم في دينه. قال الإمام أحمد: "وحماد بن سلمة لا أعلم أحدًا أروى في الرد على أهل البدع منه." انتهى.

نعم، له أخطاء في الحديث من جهة الحفظ، وهو أثبت الناس في ثابت اتفاقًا فيما يبدو. لكن لم يقل أحد إنه روى أحاديث في التشبيه أو دارى أهل البصرة، فهذا قريب من اتهامه بالكذب أو بالتدليس، وهذا بعيد جداً من حيث ثبوته أصلاً ومن حيث ثبوت نسبته إلى النسائي.

ثانياً: الإمام النسائي لا يعرف عنه الكلام، ولا تأويل الصفات، ولا وصف أهل السنة بالتشبيه، أو شيئاً من هذا فيما وقفت عليه.

ثالثاً: أخرج النسائي في الكبرى وفي المجتبى أحاديث حماد بن سلمة في أكثر من عشرين موضعاً، منها حديثين في كتاب النعوت [الصفات]. ولو كانت هذه الأحاديث عنده منكرة لما خرجها، ولو كان يشك في صدق حماد لما خرج له حديثاً واحداً بلا شك.

قال الحاكم: "سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره." انتهى. وللدارقطني إطراء كثير للنسائي في معرفة الفن والصحيح من السقيم.

رابعاً: بين أبي الوليد الباجي والنسائي مفاوز، فأبو الوليد توفي في 474 هـ، وتوفي النسائي قرابة 303 هـ. فبين وفاتيهما أكثر من مائة وخمسين عاماً، وهذا معضل على الصحيح بينهما راويان على الأقل فيما أحسب. ولا ندري الناقل ثقة أم لا، والأقرب أنه ليس بثقة.

خامساً: القاسم بن مسعدة له ترجمة في تاريخ الأندلس لابن الفرضي، أثنى عليه فيها وذكر أنه سمع النسائي وله معرفة في العلل الرجال. ولم أر من نقل عنه كبير شيء، ولا من وثقه، ولا من ترجم له غيره أبداً. وإنما الموجود له في الكتب سؤال للنسائي في الفقه فقط يتناقله عامة المصنفين فيه.

فانفراد الباجي والقاسم بهذه الحكاية خصوصاً، والباجي أشعري ممن درس الكلام وتضلع فيه، كما يذكرون في تراجمه، فمثل هذه الأخبار لا تقبل من هؤلاء وهي منكرة جداً وليس لها أي قرينة تقوم عليها.

قال ابن معين: "إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام."

قال ابن المديني: "من سمعتموه يتكلم في حماد فاتهموه."

وقال ابن حبان: "ولم يكن يثلبه في أيامه إلا معتزلي قدري، أو مبتدع جهمي، لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة."

قلت: وقد نقل الذهبي في ميزانه عن محمد بن شجاع الثلجي الجهمي الكذاب المشهور أنه قال كلاماً نحوه، وأن حماد كان لا يعرف بهذه الأحاديث ثم جاء من بعد سفر له وقد قام يحدث بها! وأنه أدخل عليه في كتابه كما رواه الدولابي الحنفي عن ابن الثلجي أيضاً.

وهذه خرافة لا وجود لها إلا في رأس هذا الجهمي، ولعلها مثل هذه الخراقة التي أتى بها الباجي ونقلها عنه مغلطاي وغيره. والله المستعان.

كذلك ابن فورك والبيهقي ادعوا أن حماداً تغير في آخر عمره واختلط عليه بعض حديثه! وهذا لم يتفوه به غيرهما أبداً وما رأيت متقدماً ذكره. وكذلك قال المعلمي: هذا مما اغتر به البيهقي من شقاشق ابن فورك المتكلم!

فلقائل أن يقول: لم لا نجد جروح الإمام حماد هذه إلا في كتب الجهمية ومن تبعهم كالأشعرية؟ أليست هذه قرينة قوية على أنهم يتحاملون على الرجل؟ لبغضهم لحديثه الذي يرويه؟

ألم يذكروا في تراجمه أنه اعتنى بأحاديث الصفات ورواها مما يسخن الله به أعين هؤلاء؟ والعجيب أن عامة هذه الأحاديث رويت من غير طريقه. فسبحان الله كيف جرأهم الله عليه ليزيد في أجره ويفضحهم ويبين تناقضهم وتحاملهم.

وقد أجاب المعلمي اليماني عن كثير من هذه الأحاديث – التي ادعوا نكارتها - بأنها رويت من غير طريق حماد، فتأمل العجب.

وعوداً على بدء أقول : هذه الحكاية منكرة جداً لا تصح عندي أبداً ولو قالها النسائي حقاً وهو الإمام الذي كان مشايخ الإسلام والحفاظ يجعلونه ينتخب لهم الحديث ويعتنون بكلامه أشد الاعتناء . لو كان قالها لما خلا منها مصنف بلا شك .

والحمد لله رب العالمين

المصدر
Показано 1 - 24 из 74
Войдите, чтобы разблокировать больше функциональности.