Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
الأترجة || كناشة أبي الحسن avatar
الأترجة || كناشة أبي الحسن
الأترجة || كناشة أبي الحسن avatar
الأترجة || كناشة أبي الحسن
07.05.202513:34
حَسَنٌ في أوانِهِ كلُّ شيءٍ
وجَمالُ القَريضِ بعدَ أوانِهْ!


شوقي

الشِّعرُ جَمالُه مؤجَّل، بل متجدِّد ممتدّ، ما تجدَّدَت التّجارِب، وامتدَّ الزّمان..

يَنكشِفُ للنّاظرِ من أسرارِه ما كان مكنونًا، ويُبدِي عن نفاستِه إذا فُتِنَ بطُول العهد فُتونًا!

وما ذاك إلّا لأنّه يُمتاح، مِن عينِ غيبِ الأرواح!

#أدب
18.04.202512:45
س: ورد في بعض صِيَغ الذِّكر قولُهم: "الحمدُ لله، مُنتهَى عِلم الرَّحمن"، وأشباهٌ لذلك، وحاشَ لله! كيف ينتهي عِلمُ الرّحمن سبحانه وتعالى؟

ج: يجوز أن يكون معنى "مُنتهَى عِلمِ الرَّحمن" جَلَّ جَلالُه: ما انتهَى إليه عِلمُه، أي: ما وَسِعَهُ عِلمُه، وما أحاطَ به عِلمُه، وذلك شيءٌ لا منتهَى له على الحقيقة؛ لأنّه يَشملُ جميعَ المعلومات، ومِن المعلومات: صفاتُه وكمالاتُه، ومنها ما لم يَقع، والمستحيلُ وقوعُه لو وقعَ كيف كان يكون، وذلك كقوله سبحانه: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا}.

ويَتخرّجُ ذلك أيضًا على أن يكون العِلمُ بمعنى المعلوم؛ كما في آية الكُرْسِيّ: {ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إلَّا بِما شَاءَ}، ومَجيءُ المصدر بمعنى اسم المفعول معروفٌ في الكلام؛ فالمعنى على هذا: منتهى معلوماتِ الرّحمن، وقد تقرَّر أنّ معلوماتِه سبحانه لا نهايةَ لها؛ فكأنّه قيل: الحمدُ لله حمدًا لا منتهى له كما أنّ معلوماتِه لا منتهى لها.

ويَدورُ في هذا الفَلَك قولُهم: "عددَ كمالِ الله"؛ فالمراد: عددَ مظاهِر كمالِه، ويُعيِّنُ هذا الوجهَ أنّ الكمالَ نفسَه ليس بمعدود؛ فوجبَ تقديرُ مضافٍ يقعُ عليه العدد، وحذفُ المضافِ لقرينةٍ كثيرٌ شائع.

وأصلُ هذا الباب: ما ثبتَ في صحيح مُسْلِمٍ رحمه الله، من قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: "سبحانَ اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عَرْشِه، ومِدادَ كَلِماتِه"
.

قال ابنُ القيّم رحمه الله:

"وَهَذَا يُسَمَّى الذِّكْرَ الْمُضَاعَفَ، وَهُوَ أَعْظَمُ ثَنَاءً مِنَ الذِّكْرِ الْمُفْرَدِ؛ فَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ.

وَهَذَا إِنَّمَا يَظْهَرُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا الذِّكْرِ وَفَهْمِهِ؛ فَإِنَّ قَوْلَ الْمُسَبِّحِ: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ)، يَتَضَمَّنُ إِنْشَاءً وَإِخْبَارًا عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ مِنَ التَّسْبِيحِ عَدَدَ كُلِّ مَخْلُوقٍ كَانَ أَوْ هو كَائِنٌ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ لَهُ. ...

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَرِضَا نَفْسِهِ) ... وَلا رَيْبَ أَنَّ رِضَا نَفْسِ الرَّبِّ لا نهايةَ لَهُ فِي الْعَظَمَةِ وَالْوَصْفِ. ...

فَإِذَا كَانَتْ أَوْصَافُ كَمَالِهِ وَنُعُوتُ جَلالِهِ لا نِهَايَةَ لَهَا وَلا غَايَةَ، بَلْ هِيَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَجَلُّ، كَانَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِهَا كَذَلِكَ؛ إِذْ هُوَ تَابِعٌ لَهَا إِخْبَارًا وَإِنْشَاءً. ...

وَقَوْلُهُ: (وَزِنَةَ عَرْشِهِ) فِيهِ إِثْبَاتٌ لِلْعَرْشِ وَإِضَافَتُهُ إِلَى الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنَّهُ أَثْقَلُ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى الإِطْلاقِ، إِذْ لَوْ كَانَ شَيْءٌ أثقل منه لَوُزِنَ بِهِ التَّسْبِيحُ ...

فَالتَّضْعِيفُ الأَوَّلُ لِلْعَدَدِ وَالْكَمِّيَّةِ، وَالثَّانِي لِلصِّفَةِ وَالْكَيْفِيَّةِ، وَالثَّالِثُ لِلْعِظَمِ وَالثِّقَلِ وَلَيْسَ لِلْمِقْدَارِ.

وَقَوْلُهُ: (وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، هَذَا يَعُمُّ الأَقْسَامَ الثَّلاثَةَ وَيَشْمَلُهَا؛ فَإِنَّ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا نِهَايَةَ لِقَدْرِهِ وَلا لِصِفَتِهِ وَلا لِعَدَدِهِ".

والله أعلى وأعلم.

#سؤال_وجواب
16.04.202519:52
الفِرقة النّاجية

كتب الأخ الكريم الدّكتور صلاح الدّين الشّامي، وفّقه الله:

"وقفتُ على مقولة تُنسب للشّيخ محمّد إلياس الكاندهلويّ، رحمه الله تعالى، ذَكَرَ فيها أن الفرقَة النّاجية هيَ الّتي تُفكِّر في نَجاةِ جميعِ الفِرَق.

وقد رأيتُ مَن يزعم أن قوله هذا مخالفٌ لجواب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حين وصف الفِرقة النّاجية بقوله: «ما أنا عليه وأصحابي». وهذا ردٌّ غريب، وتكلُّف عجيب؛ فهل كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابُه إلَّا على تمام الشّفقة على الخلق، والحرص على هدايتهم؟

فمقولة الكاندهلويّ في نظري ما هي إلَّا صورة من صور تطبيق قول النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم."

انتهى.

قلتُ: والمعنى الّذي ذكره الشّيخ الكاندهلويّ معنًى جامع؛ وذلك أنّ الشّفقة على الخلق ومحبّةَ النّجاة لهم تقتضي الإحسانَ إليهم ودعوتَهم إلى الخير، والدّعوة تقتضي التّمسّكَ بأخلاق هذا الدّين والعملَ به، والعمل يقتضي العِلمَ والبصيرة، وهذا كلُّه وِراثةٌ محمّديّة؛ فانظر دقّةَ فقهِ الشّيخ ولُطفَ إشارتِه، رحمه الله رحمةً واسعة!

#معالم
#تعاليق
13.04.202523:09
وكلُّ دمٍ أُريقَ بغيرِ حَـقٍّ
أُعايِنُ فيه حَقًّا قد أُريقَا

#محمود_حسان
13.04.202511:34
"والقلب متى لم ينق من دنس الدّنيا لم يَعبقْ بفوائح الحكمة، ولم يَقبل شعاعَ الأخلاق الطّاهرة المفضية إلى سعادة الآخرة!"

أبو حيّان التّوحيديّ

#عيون_الكلم
09.04.202515:31
24.04.202509:16
الحمدُ لله القاهر فوق عبادِهِ، بيده ملكوت السموات والأرض، لا إلهَ إلا هو الكبير المُتعَال، والصلاةُ والسلامُ على محمدٍ نبيّ الملحمة، أرسلهُ الله ليَكون للناس إمامًا، وأنزل معه الكِتابَ والفُرْقانَ ليفصل بهَدْيِه بين الحقّ والباطِلِ، وأيّده بالفئة المؤمنة التي جاهدَتْ في الله حقّ جهاده، حتى كانت كلمةُ الله هي العليَا، وكَلِمةُ الذين كفروا السُّفلَى.

اللهُمَّ نَصْرَك يا ناصِرَ عبادِك المؤمنين، وقاهِرَ الجبابرة المتكبِّرِين، اللهُمَّ أيِّدنا بروحٍ منك، وأنزِل على قلوبنا السكينة، وثبّت أقدامنا في الرَّوع، ويسِّرنا لبذل أموالنا وأنفسنا في جهاد عدوّنا وعدوِّك، واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.

يومٌ من أيَّام البلاءِ الذى يَبتلى الله به عباده الصابرين، ليمحِّص قلوبَهم، ويلزمهم كلمة التقوى، وكانوا أحقّ بها وأهلَها، ويُثيبَهم من بعد ذلك فتحًا قريبًا.

يومٌ يذكُرُهُ كُلُّ مُسلِمٍ في الأَرضِ، يومٌ بَغَى فيه أهل البَغْي والفجور على أرضٍ مؤمنةٍ عُدْوانًا وظلمًا، يومٌ من أيّام مَلَاحِمنا الباقية في تاريخ الأمم، تعاوَتْ علينا فيه دُوَل الطُّغيانِ البَذِيء الفاجِر بغدْرٍ وخسَّةٍ ونذالةٍ.

يومٌ باقٍ في قلبِ كُلّ مؤمنٍ، يذكّره بهذه العداوة التي تلتهبُ بها صدور أقوامٍ يخادعوننا في السِّلْم، ليغتالونا في الحربِ.

فاللهُمَّ أحيِ في قلوبنا عداوةَ أعدائنا وأعدائِك، وبصِّرْنا في ظُلْمةِ الفتنِ، واملأ قلوبَنا صبرًا، وانفثْ في نفوسِنا نارًا تَنْهَى عدُوَّنا أن يظنَّ بنا التسليمَ لطُغيانه، والمخافةَ من بأسِه.

لقد بُغِي علَينا، فاللهُمَّ حَبِّبْ إلينا الإيمانَ بك، وثبِّتْنا على التصديقِ بوعدِك، واجعَل الشهادةَ في سبيلك غايتَنَا، والجهادَ في سبيل دينِك هادِيَنا، وانصُرنا نصرًا مؤزَّرًا، واجعَلْ أيدينا نكالًا للباغينَ، وأنت وحدَك أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلًا، فَنَكِّل بهم حيثُ كانوا، لك العزَّةُ في السموات والأرضِ.

اللهُمَّ اغفر لنا، وتُبْ علينا، وانصُرنا على القوم الكافرين.

محمود محمد شاکر، فاتحة تحقيق الجزء الثامن من تفسير أبي جعفر الطبري، سقى الله جدثيهما الرضا.
17.04.202511:40
كتاب بلا كاتب: أول كتاب فلسفي بتوقيع الذكاء الاصطناعي - BBC News عربي
https://www.bbc.com/arabic/articles/cx2ynnlyq7yo
16.04.202505:34
«(بَابُ أَخْذِ كُلِّ عِلْمٍ مِنْ أَهْلِهِ)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ وَقَالَ:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي؛ فَإِنَّ اللهَ جَعَلَنِي لَهُ وَالِيًا وَقَاسِمًا.»

«مَجْمَع الزّوائد» للهيثميّ (2/ 307، تح. حسين أسد)

أخرجَه أبو عُبيد في «الأموال» (ص285)، وسعيد بن منصور في «السُّنن» (2/ 156، تح. الأعظميّ)، وابن أبي شَيبة في«المصنَّف» (17/ 244، تح. الشّثريّ)، والحاكم في «المستدرَك» (3/ 304)، أربعتُهم من طريق موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه عن عُمَر، والطَّبَرانيُّ في «الأوسط» (4/ 127)، من طريق عِكرمة عن ابن عبّاس عن عُمَر، وضُعِّفَ.

- «وقالَ مالِكٌ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنِ البَسْمَلَةِ: سَلُوا ‌عَنْ ‌كُلِّ ‌عِلْمٍ ‌أَهْلَهُ، ونَافِعٌ إمامُ النّاسِ في القِراءَةِ.»

«غاية النّهاية» لابن الجَزَريّ (2/ 333)

- وعن محمّد بن إسحاق عن أبيه قال:

«قرأتُ في المحراب ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: فلم أدرِ إلا بصاحب المقصورة يقول: هذا رجل يسألك أن تكلِّمَه، قال: فدنوتُ منه، فإذا أنا بأبي بكر الأعشى ابن أخت مالك بن أنس، قال: فقال لي: يقرأ عليك أبو عبد الله السلام ورحمة الله، مالك بن أنس، ويقول لك: ما هذا الذي أحدثتَ من الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: فقلت له: اقرأ عليه السلام ورحمة الله، وقل له: قلتَ لنا أن نسألَ ‌عن ‌كُلِّ ‌عِلْمٍ ‌أَهْلَهُ، وأخبَرْتَنا أنَّ نافِعَ بنَ عبدِ الرّحمنِ إمامُ النّاسِ في القِراءةِ، فأخْبَرَنا نافِعٌ أنّ السُّنّةَ الجَهْرُ ببسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

«فضائل القرآن» للمستغفريّ (1/ 457)

#معالم
13.04.202521:38
"قال بعضُ الحكماء:

المرءُ في الدّنيا على أكبر خَطَر: إمّا نعمة زائلة، وإمّا ‌بليّة ‌نازلة، وإمّا مصيبة جارية، وإمّا مَنِيّة قاضية!

فلقد كدّرت عليه المعيشة إن عَقَل؛ هو مِن النَّعماء على خَطَر، ومِن البلايا على حَذَر، ومِن المَنايا على يقين!"

حَكاهُ ابنُ أبي الدُّنيا، في (الزُّهد) و(ذمّ الدُّنيا).
12.04.202500:01
وَقُلْ صَادِقًا: لَوْلَا الْوِئَامُ وَرُوحُهُ
لَطَاحَ الْأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلَى!


وليُّ اللهِ الشّاطبيّ

"وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْوِفَاقَ سَبَبُ الْحَيَاةِ الْهَنِيئَةِ وَالرَّاحَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ، وَالِاخْتِلَافَ سَبَبُ الْهَلَاكِ وَالدَّمَارِ.

وَفِي الْأَمْثَالِ: لَوْلَا الْوِئَامُ، لَهَلَكَ الْأَنَامُ!"
عقيدة سنية لخاتمة المحققين محمد مرتضى الزبيدي (ت. 1205هـ)
23.04.202504:21
﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ﴾ (سُورة هود عليه السّلام: 112)

"وقَدْ جَمَعَ قَوْلُهُ: ﴿فاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾ أُصُولَ الصَّلاحِ الدِّينِيِّ وفُرُوعَهُ.

قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ما نَزَلَ عَلى رَسُولِ اللهِ ﷺ آيَةٌ هي أشَدُّ ولا أشَقُّ مِن هَذِهِ الآيَةِ عَلَيْهِ.

ولِذَلِكَ قالَ لِأصْحابِهِ حِينَ قالُوا لَهُ: (لَقَدْ أسْرَعَ إلَيْكَ الشَّيْبُ): «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخَواتُها»، وسُئِلَ عَمّا في هُودٍ فَقالَ: «قَوْلُهُ: ﴿فاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ﴾».

والخِطابُ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَطْغَوْا﴾ مُوَجَّهٌ إلى المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ صَدَقَ عَلَيْهِمْ ﴿ومَن تابَ مَعَكَ﴾.

وقَدْ شَمِلَ الطُّغْيانُ أُصُولَ المَفاسِدِ؛ فَكانَتِ الآيَةُ جامِعَةً لِإقامَةِ المَصالِحِ ودَرْءِ المَفاسِدِ، فَكانَ النَّهْيُ عَنْهُ جامِعًا لِأحْوالِ مَصادِرِ الفَسادِ مِن نَفْسِ المُفْسِدِ،

وبَقِيَ ما يُخْشى عَلَيْهِ مِن عَدْوَى فَسادِ خَلِيطِهِ؛ فَهو المَنهِيُّ عَنْهُ بِقَوْلِهِ بَعْدَ هَذا: ﴿ولا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ﴾.

وعَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: «جَعَلَ اللهُ الدِّينَ بَيْنَ لاءَيْنِ: ﴿ولا تَطْغَوْا﴾، ﴿ولا تَرْكَنُوا﴾»."

باختصار من (التّحرير والتّنوير)

#تفسير
16.04.202520:51
من أجلِّ ما يُسعدُ الطالب المبتديء الشّادي، ويَسعد به ويذوق به العسل الصافي: ألا ينشغلَ بشيء غير العلم، ولينكبّ عليه انكبابًا، ويعطيه مهجَته، ولا يلتفت للقيل والقال، فضلا عن أن يتكلمَ في أحد، أو يرى له رأيا في شيء، فإن هذا من قواطع الطريق، وليُلزم نفسه الصمت، وليدفنها بين الأوراق، وليعكف عكوف المخلصين على الاستفادة، وليمسك لسانه ما استطاع، ولا يتابع البطّالين، فإن العلمَ نورٌ يقذفه الله في قلوب الأطهار، ولا يظنن ظانٌّ أن العلم لوكُ الألفاظ وحفظها إنما العلم ما أورثَ الخشية!
الكلُّ في هذي الدّيارِ مدرِّسٌ
والكلُّ فيها شاعرٌ وأديبُ

والكلُّ إنْ شئتَ البناﺀَ مهندسٌ
والكلُّ إنْ شئتَ الدّواﺀَ طبيبُ

والكلُّ في علمِ الحديثِ مُحَدِّثٌ
والكلُّ في علمِ الكلامِ خطيبُ

والكلُّ قدْ درسَ الحقوقَ وعِلمَها
والكلُّ في علمِ القضاﺀِ رهيبُ

والفقهُ عندَ النّاسِ أمرٌ هيّنٌ
فالكلُّ يُفتي دائمًا ويصيبُ

ما عادَ في هذي الدّيارِ تخصُّصٌ
هذا لَعَمْري مُخْجِلٌ و مَعِيبُ

لو كلُّنا عَلِمَ الحُدودَ لعَقلهِ
ما عاثَ فينا جاهلٌ وكَذوبُ
10.04.202510:27
•|  الخلاص من الفتور  |•

كنتَ شكَوتَ لي فتورًا أصابك في غيرِ وقتِ الفتورِ، وأنّك تجاهدُه ما استطعتَ، وسألتَ كيف ترفعُه عن نفسِك؟

فقلتُ لك يومئذٍ:

الجوابُ ما في السّؤالِ مِن المجاهدةِ، مع الاستعانةِ باللهِ سبحانه، وتجديد العهد به، وهو الواهبُ الهِمَمَ، المنجزُ الحوائجَ، القاضي الأمورَ.

وقد قدّر اللهُ أن لا يتمّ لابنِ آدمَ سعيٌ له فيه شِرّةٌ إلّا أن يَجتاجَه فتورٌ يأخذُ منه، ويخالجَه نقصٌ في عملِه يأتي علىٰ همّتِه وصنعِه، بلوىٰ مِن الله وتنبيهًا. ولو أنّ الإنسانَ كلّما أراد شيئًا فعَله، وكلّما عزَم علىٰ شيءٍ بلَغ منه آخرَه، لنسي اللهَ الّذي يرُبُّه بنعمتِه، ولطغىٰ بنفسِه وتجبَّر. ولكنّ اللهَ جعَل مشيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئتِه ليدومَ تعلُّق العبدِ بمولاه، ويبتغيَ نجازَ حاجتِه عنده أبدًا.

فأنت وهمّتُك للهِ سبحانه يحكُمُ فيك بما يريدُ، وفي انصرافِك عمّا تحبُّ وانفساخِ عزيمتِك دليلٌ علىٰ أنّ لك رَبًّا يتصرَّفُ فيك، ويفعلُ بك ما يشاءُ، وأنّك له مِلكًا ومُلكًا، وأنّ ما شاء اللهُ كان وما لم يشأْ لم يكن ... كما قيل لبعضِ الغابرين: بم عرَفتَ ربَّك؟ قال: «بفسخِ العزمِ، ومنعِ الهمّ».

فأْتِ المطلبَ مِن بابِه، فعُدْ إلى اللهِ، واطّرحْ بين يديه، واعترفْ له بعجزِك وقدرتِه، وضعفِك وقوّتِه، وذلّتِك وعزّتِه، وفقرِك وغناه، وحاجتِك وصَمْدِه، وأَيقِن أنّ مَخلَصَك عندَه وحدَه، وأنّ حاجتَك منجزُها هو سبحانه وحده، وأن لا ملجَاْ لك ولا منجَىٰ منه إلّا إليه، وحَرِّك بذٰلك قلبَك تحريكَ التّوجُّه والتّعلُّق، فادخُلْ في حضرتِه، واجعَلْ مُرادَك تابعًا لمرادِه، ومَحِّضْ قلبَك لرضاه، وسَلْه أن يزيلَ عنك القاطعَ، ويرفعَ عنك المانعَ، وأن يجمعَ منك الشّملَ، ويَعزِمَ لك على الرُّشدِ، وأن يرزقَك الهمّةَ الماضيةَ، والعزيمةَ القعساء، وأن يقضيَ لك الأرَبَ كما يحبُّ، وأن يبارك لك في ما يؤتيك، واعقِدْ أن تَصرِفَ ما آتاك في ما يرضيه، ليباركَ لك فيه ويجعلَه ميمونًا، وأن تتبلّغَ بما فيه ابتلاك أن تكونَ في جوارِه وحمايتِه، ليُحِلَّ عليك رضاه، وتعلَّقْ بجنابِه أنّه ما مِن شيءٍ إلّا عنده سبحانه خزائنُه، وادعُه أنّه لا قابضَ لما بسَط، ولا باسطَ لما قبَض، ولا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مضلّ لمَن هدىٰ، ولا مقرِّبَ لما باعد، ولا مباعدَ لما قرَّب، ولا خاذلَ لمَن وفَّق، ولا موفِّق لمَن خذَل، ولا محرِّك لما وقَف، ولا واقفَ لما حرَّك، وأنّه يخرجُ الحيَّ مِن الميِّت، ويخرجُ الميِّتَ مِن الحيِّ، وادعُ بدعوةِ النّبيِّ ﷺ: «اللهم إنّي أعوذُ بك مِن العجزِ، والكسَل، والجُبْنِ، والبَخَلِ، والهرَم، وضَلَعِ الدَّينِ وغلَبةِ الرّجالِ».

افعَلْ هٰذا، وستجدُ بَرْدَ الطّاعةِ بين جنبيك، وحِسَّ اليقينِ يعلوك، وخِفَّتك إلى الخيرِ، ونقاءَ روحِك، بل تنفتحُ لك أبوابٌ تُغنيك عن الذّهابِ في ظاهرِ العلمِ الّذي لا عملَ فيه، وتشغلُك مَلَذّاتُها عن الجمادِ الّذي تظنُّ به السَّداد!

والله أعلم.

•┈┈• ❀ ❀ •┈┈•

النُّتف
07.04.202512:57
قد قَضَى اللهُ أَن يُؤَلِّفَنا الجُرْحُ وأَن نَلتَقِيْ عَلَى أَشْجانِهْ

كُلَّما أَنَّ بِالعِراقِ جَرِيحٌ .:. لَمَسَ الشَّرْقُ جَنْبَهُ في عُمانِهْ

وعَلَيْنا كَما عَلَيكُمْ حَدِيدٌ .:. تَتَنَزَّى اللُّيُوثُ في قُضْبانِهْ!


أمير الشُّعَراء
21.04.202513:41
شِرعة الهوَى

لَيْلَى على دِينِ قَيْسٍ
فحيثُ مالَ تَميلُ!

وكلُّ ما سَرَّ قيسًا
فعندَ ليلى جميلُ!


شوقي
16.04.202520:32
حَكى الإمام الشّاطبيّ في (الاعتصام) عن ابن بطّةَ قولَه في نعت حالِه مع بعضِ أهل زمانِه:

"فَإِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُهُ فِيمَا يَقُولُ وَأَجَزْتُ لَهُ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ هَذَا الزَّمَانِ، سَمَّانِي مُوَافِقًا، وَإِنْ وَقَفْتُ فِي حَرْفٍ مِنْ قَوْلِهِ أَوْ فِي شَيْءٍ مِنْ فِعْلِهِ، سَمَّانِي مُخَالِفًا!

وَإِنْ ذَكَرْتُ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا أَنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَارِدٌ، سَمَّانِي خَارِجِيًّا!

وَإِنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ حَدِيثًا فِي التَّوْحِيدِ، سَمَّانِي مُشَبِّهًا!

وَإِنْ كَانَ فِي الرُّؤْيَةِ، سَمَّانِي سَالِمِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي الْإِيمَانِ، سَمَّانِي مُرْجِئًا!

وَإِنْ كَانَ فِي الْأَعْمَالِ، سَمَّانِي قَدَرِيًّا!

‌وَإِنْ ‌كَانَ ‌فِي ‌الْمَعْرِفَةِ، ‌سَمَّانِي ‌كَرَّامِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، سَمَّانِي نَاصِبِيًّا!

وَإِنْ كَانَ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ، سَمَّانِي رَافِضِيًّا!

وَإِنْ سَكَتُّ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ فَلَمْ أُجِبْ فِيهِمَا إِلَّا بِهِمَا، سَمَّانِي ظَاهِرِيًّا!

وَإِنْ أَجَبْتُ بِغَيْرِهِمَا، سَمَّانِي بَاطِنِيًّا!

وَإِنْ أَجَبْتُ بِتَأْوِيلٍ، سَمَّانِي أَشْعَرِيًّا!

وَإِنْ جَحَدتُّهُمَا، سَمَّانِي مُعْتَزِلِيًّا! ...

ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَنِي فِيمَا يَقْرَءُونَ عَلَيَّ مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَشْتَهُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَسَامِي، وَمَهْمَا وَافَقْتُ بَعْضَهُمْ، عَادَانِي غَيْرُهُ، وَإِنْ دَاهَنْتُ جَمَاعَتَهُمْ، أَسْخَطْتُ اللهَ تبارك وتعالى، وَلَنْ يُغْنُوا عَنِّي مِنَ اللهِ شَيْئًا!

وَإِنِّي مُسْتَمْسِكٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
!"

انتهى كلامُه، وقال الإمام الشّاطبيّ عَقِبَه:

"فَكَأَنَّهُ رحمه الله تَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِ الْجَمِيعِ؛ فَقَلَّمَا تَجِدُ عَالِمًا مَشْهُورًا، أَوْ فَاضِلًا مَذْكُورًا، إِلَّا وَقَدْ نُبِزَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ أَوْ بَعْضِهَا؛ لِأَنَّ الْهَوَى قَدْ يُدَاخِلُ الْمُخَالِفَ.

بَلْ سَبَبُ الْخُرُوجِ عَنِ السُّنَّةِ: الْجَهْلُ بِهَا، وَالْهَوَى الْمُتَّبَعُ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ الْخِلَافِ.

فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، حُمِلَ عَلَى صَاحِبِ السُّنَّةِ أَنَّهُ غَيْرُ صَاحِبِهَا، وَرُجِعَ بِالتَّشْنِيعِ عَلَيْهِ، وَالتَّقْبِيحِ لِقَوْلِهِ وَفِعْلِهِ، حَتَّى يُنْسَبَ هَذِهِ الْمَنَاسِبَ!
"

انتهى.

قلتُ: وفي الكلام -لمَن تأمّلَ- دَلالةٌ على قِسمةِ الحقّ بينَ الطّوائف، وأنّ كلَّ طائفةٍ أدركَتْ مِن السُّنّةِ حَظًّا، وفاتَها منها حظٌّ؛ فلم تُحرِز إحداها الصّوابَ جُملةً، ولا أطبقَت إحداها على الباطل جُملةً، ورحمةُ الله تَسَعُهم ما كان الحقُّ مقصدَهم، والله سبحانه أعلم.

#معالم
#مهمات
14.04.202517:50
إنك إذا تأملتَ كُتبَ التراجِم ستجدُ أنَّ التَّحصيلَ العلميَّ -بعد توفيق الله جلَّ ذِكْره- يرتكز على ثلاثةِ أمورٍ:

أولها: التحصيل على المشايخ.
ثانيها: التحصيل الشَّخْصي.
ثالثها: استعمال العِلْم.

ولهذا نجد في كتب التراجم ذكر هذه العبارات: «الاشتغال» و«المطالعة» و«العبادة» بكثرة، ونرى هذا واضحًا في ترجمة السَّخاوي لشيخه الشَّرف المُناوي حيث يقول عنه:

«لَزِمَ «الاشتغال»، و«المطالعة»، و«العبادة»، حتى تقدَّم في العلم والعمل».

فكأن مرادهم بـ«الاشتغال» التحصيل على الشيوخ؛ حِفْظًا وعرْضًا، وتفقُّهًا، وسماعًا، وسلوكًا.
وبـ«المطالعة» التحصيل الشَّخْصي، فليس كل ما يبتغيه الطَّالب يتيسَّر له أخذه عن شيخه، ولو انتظر الطالب فراغ شيخِه فلن يُحصِّل على يديه كبير شيء، وستفوته كثير من المهمات، وكثيرًا ما يحثنا شيخنا الدكتور أحمد معبد على التحصيل الشخصي، وينوِّه بأهميته في بناء الطالب العملي والمعرفي.
ثم يكون ذلك محفوفًا -على الدوام- بلزوم العبادة، ومراعاة الآداب، فبذلك تفتح للمرء أبواب العلم والتوفيق، وهذا مما يتغافل عنه كثيرٌ من المشتغلين بالعلم، حتى صار العلم صناعة لا ديانة!
13.04.202511:34
"نجا من آفات الدّنيا مَن كان مِن العارفين،

ووصل إلى خيرات الآخرة مَن كان مِن الزّاهدين،

وظفِر بالفوز والنّعيم مَن قطع طمعه مِن الخلق أجمعين.

والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلّى الله على نبيّه وعلى آله الطّاهرين
."

خُطبة أبي حيّان الّتي افتتح بها كتاب (الإمتاع والمؤانسة).

#عيون_الكلم
العِلمُ نقطة!

هكذا أجمَلَ العلّامةُ الزَّبِيديُّ عقيدتَه في صفحتين، وهو قَدرٌ يَكادُ لا يَختلفُ فيه أهلُ الإسلام، والحمد لله، وبه النّجاةُ في الآخرة، بفضل الله ورحمته.
ماذا سنَكتُبُ للتّاريخِ يا يَمَنُ

(موسى بن قسور العامريّ العُمانيّ)
Показано 1 - 24 из 76
Войдите, чтобы разблокировать больше функциональности.