يا "أُمّةً" تمشي... بدون سراجِ
وتتيهُ في ليلِ الضّلالِ الدّاجي
تحيا حياةَ الذُّلِّ وهي عزيزةٌ
وتعيشُ في الدنيا بلا منهاجِ
وتمدُّ أيديَها إلى أعدائها...
وتكفُّ أيديَها عن المحتاجِ
وتنامُ ملْءَ عُيونِها عن "غزّةٍ"
والبُعدُ بينهما ارتفاعُ "سِيَاجِ"
ويُحاصَرُ الأحرارُ من أبنائها
ورجاؤهم منها القليلُ الرّاجي
وتظلُّ عاجزةً بكُلِّ جُيوشِها
عن مَدِّهم حتى ببعضِ علاجِ
يتوَغّلُّ المُحتَلُّ في بُلدانِها
وحُدودُها مكسورةٌ كـ زُجاجِ
وجِراحُها محفورةٌ في وَجْهِها
حتى وإنْ غطّتْهُ بالمكياجِ
مُذْ زمجرَ "الطُّوفانُ" في "أكتوبرٍ"
وتقدّمَ الأبطالُ في الإنتاجِ
آوَتْ إلى جبلِ الخيانةِ ذِلّةً
وتظنُّ قد تنجو من الأمواجِ
فـ عن العَدوِّ سُيوفُها مغمودةٌ
في غِمْدِ فتوى عالِمٍ رَجراجِ
ولقَتْلِ بعضِ سُيوفُها مشهورةٌ
مصقولةٌ بأناملِ "الحَجّاجِ"
ماذا أقولُ؟! وما يُقَالُ لأُمّةٍ
تاريخُها في قِمّةِ الإحراجِ؟!
وحضارةُ العَربِ القديمةُ أصبحتْ
محصورةً ببنايةِ الأبراجِ
والدِّينُ حِكْراً في العمائمِ واللِّحَى
أَمّا الجِهادُ فليس سُوقَ رَواجِ
طُبِعَ الهَوانُ على جميعِ شُعوبِها
إذْ طبّعَتْ وتدَجّنَتْ كـ دِجاجِ
و"المسجدُ الأقصى" يصيحُ وأَهْلُهُ:
ياااا أُمّــةَ الإسراااءِ والمعراااجِ!
بديع الزمان السلطان