-"مَاذَا لو كنتَ أنتَ بطلَ الأَلمَ ولم أكُن أنا؟"
ستعِيشُ الدّموعَ كنهرٍ جارِي، والحُزنَ عادةً يَومِيّة، تُحاوِلُ أن تجدَ مَهرباً منَ النّاس؛ على سبيل أن لا تتفَتفَتُ المشاعِر مَرّةً أخرَى، تجعَلُ الثّقةَ من حولِك أمراً مُستحِيل، وَلا تودّ بوحَ ما يحدُثُ لك؛ فتكتَمهُ في روحِك حتّى تصُبحَ قنبلَةً نوَوِيّة .
وستَمُرّ ليَالِيك بطِوالِهَا حتّى تيْأَس، وَيدفَعك هذا اليَأسَ إلى مزاحمةِ الأفكارِ السّيّئة، كفكرةِ الانتِحار، أو الأَذى بطرُقٍ شتّى .
وَفي نفسِ تلكَ الأفكار، سَتُراوِدكَ فكرةَ أنك إنسانٌ ضعيف، لا يقوَى على شيء، حتّى يدفعكَ العقلُ للسؤالِ مع الشّفتان:
-هل أنا استَحقّ الموتَ فعلًا؟
-هل وجودِي كعدْمِه؟
- بل لماذا أنا هُنا؟
ولا تأتِيك إجابةً إلّا؛ أنّ السّماء تسقطُ بغُمومِها أكثَر، والأرضُ تُبرِمكَ يميناً وشِمالًا حتّى الإِرهَاق .
ستدخُل حينها إلى موجةِ البحرِ، أقصِد موجةَ بُؤسٍ لن تغادِر منها حتّى تجِد معبر وإن وُجد .
وَرُبما؛
الحيَاة تلَقّنك درساً قاسِياً لأفعالٍ لم تكد راضٍ عنها .
فسُؤالِ لك الآن:
- أترْضَى أن تكونَ بطلَ الأَلمِ كما كنتُ أنا؟
-أقولُها لك: جرّب!
أجلْ جرّب ولكن كنِ البطَلَ ولا تكنِ الضّحِيّة .
أرِ الألمَ والدّمارَ أنك بائِس، وآخراً فاجِئهُمَا بِقوّةِ صُمودِك.
فعلتُ أنا هكذا حتّى خرجتُ من متَاهتِي .
- مَارِيَة،أَنْوُر.