Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
فَوائِد الشَيخ عَبدُ الله الخُلَيْفِي avatar
فَوائِد الشَيخ عَبدُ الله الخُلَيْفِي
فَوائِد الشَيخ عَبدُ الله الخُلَيْفِي avatar
فَوائِد الشَيخ عَبدُ الله الخُلَيْفِي
04.05.202522:03
وقال أيضاً :" قَالَ إسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَأْتِي الْبَهِيمَةَ، فَوَقَفَ عِنْدَهَا، وَلَمْ يُثْبِتْ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو فِي ذَلِكَ. وَلِأَنَّ الْحَدَّ يُدْرَأُ بِالشُّبُهَاتِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَثْبُتَ بِحَدِيثٍ فِيهِ هَذِهِ الشُّبْهَةُ وَالضَّعْفُ. وَقَوْلُ الْخِرَقِيِّ: أُدِّبَ، وَأُحْسِنَ أَدَبُهُ. يَعْنِي يُعَزَّرُ، وَيُبَالَغُ فِي تَعْزِيرِهِ؛ لِأَنَّهُ وَطْءٌ فِي فَرْجٍ مُحَرَّمٍ، لَا شُبْهَةَ لَهُ فِيهِ، لَمْ يُوجِبْ الْحَدَّ، فَأَوْجَبَ التَّعْزِيرَ، كَوَطْءِ الْمَيِّتَةِ"

فالفقهاء يرون التعزير في هذا دون الحد للأسباب الآنف ذكرها

وقال ابن مفلح في الفروع :" كَمَا أن كسر عظم الميت مُحَرَّمٌ وَلَا ضَمَانَ، وَوَطْءُ الْمَيِّتَةِ مُحَرَّمٌ وَلَا مَهْرَ وَلَا حَدَّ"

وقال العمراني في البيان :" وهل يجب الحد على المولج فيها؟ فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يجب؛ لأنه فرج محرم، فوجب بالإيلاج فيه الحد، كالمرأة الأجنبية الحية.
والثاني: لا يجب؛ لأنه فرج غير مقصود.
والثالث: إن كانت زوجته أو جاريته فلا حد عليه؛ للشبهة. وإن كانت أجنبية منه وجب عليه الحد؛ لأنه لا شبهة له فيه"

وقوله ( فيه شبهة ) دليل على التحريم ولكن الحدود تدرأ بالشبهات وكلمة ( شبهة ) لا تقال في الأمر الحلال

وعامة كلام الفقهاء يدور على ما ذكرت لك

فتأمل حقد الجهلة على الإسلام كيف دفعهم إلى الكذب الرخيص علماً أن قاعدتهم ما دمت لا تؤذي أحداً فافعل ما شئت والميت لا يتأذى أصلاً فعلى أصولهم يجب أن يبيحوا هذا الفعل ويباركوه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
04.05.202522:02
قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية :" قال أبو عبد الله الحاكم في علوم الحديث له وفي كتاب تاريخ نيسابور سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول: سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سمواته وأنه بائن من خلقه فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة، توفي الإمام ابن خزيمة سنة اثني عشر وثلاثمائة، ذكره الشيخ أبو إسحق الشيرازي في طبقات الفقهاء، أخذ الفقه عن المزني، قال المزني: ابن خزيمة هو أعلم بالحديث مني ولم يكن في وقته مثله في العلم بالحديث والفقه جميعا وقال في كتابه: فمن ينكر رؤية الله تعالى في الآخرة فهو عند المؤمنين شر من اليهود والنصارى والمجوس وليسوا بمؤمنين عند جميع المؤمنين"

وهذا ينطبق على منكري العلو فقد صرح ابن تيمية بأن كفرهم أوضح من كفر منكري الرؤية

وقال الحميدي في عقيدته :" ، وَنَقُولُ : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِىٌّ."

وهذا إجماع قديم تتابعوا عليه عصراً بعد عصر حتى حدثت بدعة في هذا العصر تأبى تسمية منكر العلو جهمياً بل يقولون ( فيه أشعرية )

وما هذه بأول واحدة يخالفون فيها سبيل المؤمنين والله الموعد

ولن تجد مهما اجتهدت نصاً واحداً عن السلف يتوقفون فيه في تكفير منكر العلو أو تسميته جهمياً

فكيف إذا أضيف إلى هذا تكفير مثبت العلو

قال ابن حجر في شرح البخاري (20/444) :" وَلَوْ قَالَ مَنْ يُنْسَب إِلَى التَّجْسِيم مِنْ الْيَهُود لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي فِي السَّمَاء لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا كَذَلِكَ ، إِلَّا إِنْ كَانَ عَامِّيًّا لَا يَفْقَهُ مَعْنَى التَّجْسِيم فَيُكْتَفَى مِنْهُ بِذَلِكَ كَمَا فِي قِصَّة الْجَارِيَة الَّتِي سَأَلَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتِ مُؤْمِنَة ، قَالَتْ نَعَمْ ، قَالَ فَأَيْنَ اللَّه ؟ قَالَتْ فِي السَّمَاء ، فَقَالَ أَعْتِقهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَة ، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح أَخْرَجَهُ مُسْلِم"

وقال أيضاً (1/195) :" فَإِنَّ إِدْرَاك الْعُقُول لِأَسْرَارِ الرُّبُوبِيَّة قَاصِر فَلَا يَتَوَجَّه عَلَى حُكْمه لِمَ وَلَا كَيْفَ كَمَا لَا يَتَوَجَّه عَلَيْهِ فِي وُجُوده أَيْنَ وَحَيْثُ وَأَنَّ الْعَقْل لَا يُحَسِّن وَلَا يُقَبِّح وَأَنَّ ذَلِكَ رَاجِع إِلَى الشَّرْع"

وما صنعه ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه وابن العربي في العواصم نصرة لمذهب الجهمية

هذا إن فرضنا أن ليس ثمة بدعة عند الأعيان الذين نريدهم إلا نفي العلو فكيف إذا اكتشفنا أنهم يقولون بمقالات الجهمية في بقية الصفات إلا قليلاً منها ، ومقالات الجبرية في القدر والمرجئة في الإيمان مع قبوريات والقول بالبدعة الحسنة عديدة نسأل الله عز وجل أن يحشر المنافحين عنهم ممن لا قيمة للعقيدة عنده أمام الأسماء معهم يوم القيامة فإن المرء مع من أحب

الوجه الثاني : أن الدارمي قد صرح بأن تضليل فرقة المريسي أولى من تضليل أبي حنيفة

قال الدارمي في الرد على المريسي :" وَيْحَكَ! إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَرْضَوْا مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ أَفْتَى بِخِلَافِ رِوَايَاتٍ رُوِيَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي البيعين بِالْخِيَارِ مالم يَتَفَرَّقَا وَفِي "الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ" و "إِشْعَار البُدْن" وَفِي "إِسْهَامِ الْفَارِسِ وَالرَّاجِلِ"، وَفِي "لبس الْمحرم الْخُفَّيْنِ إذالم يَجِدِ النَّعْلَيْنِ" وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الْأَحَادِيث حَتَّى نسبوا أَبَا حَنِيفَةَ1 فِيهَا إِلَى رَدِّ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَاقَضُوهُ فِيهَا، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ فِيهَا الْكُتُبَ، فَكَيْفَ بِمَنْ نَاصَبَ اللَّهَ فِي صِفَاتِهِ الَّتِي يَنْطِقُ بنصِّها كِتَابُهُ، فَيَنْقُضُهَا عَلَى اللَّهِ صِفَةً بَعْدَ صِفَةٍ، وَشَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ بِعَمَايَاتٍ مِنَ الْحُجَجِ وَخُرَافَاتٍ مِنَ الْكَلَامِ خِلَافَ مَا عَنَى اللَّهُ، وَلَمْ يَأْتِ4 بِشَيْءٍ مِنْهَا الرِّوَايَاتُ، وَلَمْ يُوجَدْ شَيْءٌ مِنْهَا عَن الْعلمَاء الثِّقَات"

فإن قيل : أنت تتكلم عن الأشاعرة وتذكر المريسي

فيقال : الأشاعرة المتأخرون مريسية أقحاح

قال ابن تيمية في الحموية :" ولما كان في حدود المائة الثانية انتشرت هذه المقالة التي كان السلف يسمونها مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته، وكلام الأئمة مثل: مالك، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك، وأبي يوسف، والشافعي، وأحمد وإسحاق، والفضيل بن عياض، وبشر الحافي وغيرهم، في هؤلاء كثير في ذمهم وتضليلهم.
04.05.202522:01
بماذا يذكرك هذا الكلام؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال عبد الله القصيمي في كتابه « الثورة الوهابية » المطبوع ضمن رسائله ما قبل الإلحاد ص 314:
" قام في العالم كله ثورات نجحت أو كادت ، نقلت أوضاع الحكم والسلطة من يد إلى يد أخرى ومن وضع إلى وضع آخر ، من ملكية إلى جمهورية ، ومن جمهورية إلى ملكية ، ومن ملكية إلى دكتاتورية ...إلخ
ولكن هذه الثورات كلها لم تكن منها واحدة مثل هذه الثورة التي سنكتب عنها لا في الوسيلة ولا في الغاية ولا في الثمرة.
إن هذه الثورات كلها قائمة على الظلم والفساد والتمرد وعلى الفوضى الثائرة ، لم يكن ثورة واحدة منها قائمة لأجل الفضيلة أو الأدب الحر أو المعاني الإنسانية السامية ، ولم يكن أحد من القائمين بهذه الثورات يريد بها العدل والإصلاح وهداية الضالين إلى سبيل الصواب
أو يريد بها تخفيف ويلات الإنسانية ، ولم كذلك أحد منهم ألهب نار الثورة نصرة لضعيف أضيع حقه ، أو لحق طورد وعذب أو لأدب حر امتهن ، بل كان غرض هذه الثورات أجمع في أنفس موقديها ينحصر في مصلحة شخصية خاصة لا تتجاوز نفس صاحبها وابن بجدتها
زعيم ينقم من زعيم آخر أو يحسده على سلطة نالتها يده ، فينهض مشعلاً جحيم الثورة ، على نده وخصمه حسداً وبغياً ، أو صعاليك تهبط على أنفسهم معاني التمرد والعصيان والتوحش فيفزعون إلى الثورة فيكسون الأرض دماءً وأشلاءً ، لا لمعنى يزيد عن أن واحداً أو أكثر غضب لنفسه لمنفعة خاصة في الغالب مادية اقتصادية ، وليس في هذه الثورات ثورة واحدة اندلعت وكان المقيم لها شيئاً انسانياً كغضب لفضيلة أو عزة أو دين أو شيء آخر من معاني الإنسان الكامل.
هذه مثلاً ثورة فرنسا الشهيرة التي كان شعارها الحرية والإخاء والمساواة ، والتي قام لها العالم وقعد ، والتي يقدس الناس فرنسا من أجلها إلى اليوم ويسمونها أم الحرية ، ونصيرة الضعفاء والعدالة والمساواة.
هذه الثورة الفرنسية التي يراها الغالون اللبنة الأولى في أساس الديمقراطية المشهودة اليوم في الأرض
كانت قائمة ولا محاباة على الظلم والتوحش والفتك بالأبرياء وقتل الأطفال الذين لم يكن لهم من الذنوب سوى أن كانوا يمتون إلى نبيل من النبلاء بصلة نسب أو قرابة
كان يقتل يومياً في باريس بسكين المقصلة عشرات الألوف أشنع القتلات بأيدي الثوار المنادين بالحرية والمساواة والإخاء !
وكان أولئك الثوار نصراء الحرية الإخاء والمساواة يلهون بمشاهدة الرؤوس تطاح من فوق الأعناق في ميادين باريس وطرقها صبراً
وكانوا يجدون في ذلك فرجة وملهاة وسلوة وكانوا يقهقهون ويغردون عند رؤية هذه المناظر الدامية المزعجة ، كانت ثورة هوجاء ، ثورة دامية وحشية همجية ليس فيها معنى من معاني الإنسانية
استمرت هذه الثورة مدة طويلة تجز تحت سكين المقصلة في اليوم الواحد عشرات الألوف من أشراف فرنسا المعرقة في الحضارة والنضوج الإنساني
وكان سبب هذه الثورة المدمرة هو الواقع انتقاماً بحتاً من الأشراف والنبلاء ، ولم يكن السبب غرضاً إنسانياً ألبتة ،
ولم يكن الحامل عليها الفضيلة أو الإخاء أو الحرية أو المساواة كما يدعون ، ولكنه الحقد بعينه
ثم ماذا كانت نتيجة هذه الثورة المزعومة ثورة الإخاء والحرية والمساواة ؟!
وماذا جنى طلاب الحرية والمساواة والإخاء من وراء فرنسا الثائرة ؟!
إن سوريا ومراكش والجزائر وغير هذه البلاد من مغتصبات فرنسا تعرف جواب هذه الأسئلة !!
تجاوب عن هذه الأسئلة بأن هذا كله زور في زور ، وفجور في فجور ، وصفاقة في صفاقة".

أقول : القصيمي أدبر عن الحق وهلك غير أن في كلامه هذا الذي كتبه قبل الإلحاد حقاً وفيراً
وقد استخدم مصطلحات أصلها ماسوني أجنبية عن الشرع مثل ( الإنسانية ) والذي يبدو أنه كان يكلم القوم بلسانهم، ولما قرأت هذا الكلام للقصيمي ، أثار شجوني وذكرني بأمور كثيرة رأيتها اليوم ، وأترك الجواب للقاريء (بماذا يذكرك هذا الكلام ؟!).

اليوم قد كفر أهل الديمقراطية بديمقراطيتهم وصاروا يقولون الشعوب الجاهلة لا ينفع معها الانتخابات لما هزموا المرة تلك الأخرى في الانتخابات
وهذا نقض لأصل الديمقراطية القائمة على المساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم فضلاً عن مستواهم العلمي والثقافي
وكفر الغلاة في الحاكمية بحاكميتهم وأقروا بأنه للوصول للحكم الشرعي إلا عن طريق الديمقراطية فلسان حالهم (قد أنزل الله إلينا شريعة ولكن لم يعلمنا كيف نصل إلى تحكيمها)، وأقروا بلسان الحال بأن الشريعة لا تصلح الآن والوقت الآن وقت الديمقراطية
فوافقوا العلمانيين بأن الشريعة لا تصلح اليوم والفرق بينهم أنهم حصروا عدم الصلاحية في زمن معين، والعلمانيون أطلقوا غير أنهم ما جعلوا لهذه الفترة الزمنية أمداً فاتفق القولان!

وخادعوا بخدعة (التدرج في تحكيم الشريعة) وقد كانت الحاكمية بالأمس (توحيداً مستقلاً) وهل في التوحيد تدرج؟
17.04.202513:15
قال الإمام المجدد في الدرر السنية (1/51) :" وهم معترفون أنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي، بل من عقولهم، ومعترفون أنهم مخالفون للسلف في ذلك، مثل ما ذكر في فتح الباري، في مسألة الإيمان، على قول البخاري: وهو قول وعمل، ويزيد وينقص; فذكر إجماع السلف على ذلك، وذكر عن الشافعي: أنه نقل الإجماع على ذلك، وكذلك ذكر أن البخاري نقله، ثم بعد ذلك حكى كلام المتأخرين، ولم يرده"

بل إنه صرح باعتقاد كلام المتأخرين

قال في شرح البخاري 8/187: "وتعقبه وابن المنيِّر بأن الإيمان لا يتبعض . وهو كما قال …"

وقال ابن حجر في شرح البخاري (4/132) :" وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث ، وَعَنْ السَّلَف إِمْرَارهَا ، وَعَنْ قَوْم تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول"

فهنا يصرح بشكل جلي بأنه على غير مذهب السلف ، وهذا الذي زار قبره قريباً الطريري

والقرطبي أيضاً له كلام في تفسيره يقطع فيه بأن السلف ما كانوا يؤولون الصفات ومع ذلك سار على خلافه

فهل هذه علامة إرادة هؤلاء القوم للحق ؟

أنهم ينقلون مذهب السلف ويخالفونه ، فتأمل قول ابن تيمية بعد أن قرأ كلام هؤلاء :" أفلا عاقل يعتبر ومغرور يزدجر أن السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم أليس هذا صريحا أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين"

وفي هذا عبرة لمن يدندن حول كلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في إقامة الحجة وإقامة الحجة عنده شيء كعنقاء المغرب لا حقيقة له وهو يخالف ابن تيمية في عدة مسائل

أولها : أنه يمتنع عن إطلاق ( الجهمية ) على الأشاعرة ويحترز من ذلك أشد الاحتراز لأنه لو فعل لنزل عليهم كلام السلف وإجماعاتهم في تكفيرهم وأشنع مقالات الجهمية وهي إنكار العلو قالها عامة متأخري الأشاعرة

وخذ هذا النص الذي يقع كالصاعقة على اعتدالهم المزعوم

قال ابن تيمية في درء تعارض (6/153) :" ولهذا كان العامة من الجهمية إنما يعتقدون أنه في كل مكان وخاصتهم لا تظهر لعامتهم إلا هذا لأن العقول تنفر عن التعطيل أعظم من نفرتها عن الحلول وتنكر قول من يقول إنه لا داخل العالم ولا خارجه أعظم مما تنكر أنه في كل مكان فكان السلف يردون خير قوليهم وأقربهما إلى المعقول وذلك مستلزم فساد القول الآخر بطريق الأولى ومن العجب أن الجهمية من المعتزلة وغيرهم ينسبون المثبتين للصفات إلى قول النصارى كما قد ذكر ذلك عنهم أحمد وغيره من العلماء
وبهذا السبب وضعوا على ابن كلاب حكاية راجت على بعض السبين إلى السنة فذكروها في مثالبه وهو أنه كان له أخت نصرانية وأنها هجرته لما أسلم وأنه قال لها أنا أظهرت الإسلام لأفسد على المسلمين دينهم فرضيت عنه لأجل ذلك
وهذه الحكاية إنما افتراها بعض الجهمية من المعتزلة ونحوهم لأن ابن كلاب خالف هؤلاء في إثبات الصفات وهم ينسبون مثبتة الصفات إلى مشابهة النصارى وهم أشبه بالنصارى لأنه يلزمهم أن يقولوا إنه في كل مكان وهذا أعظم من قول النصارى أو أن يقولوا ما ما هو شر من هذا وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه
ولهذا كان غير واحد من العلماء كعبد العزيز المكي وغيره يردون عليهم بمثل هذا ويقولون إذا كان المسلمون كفروا من يقول إنه حل في المسيح وحده فمن قال بالحلول في جميع الموجودات أعظم كفرا من النصارى بكثير"

فمن ينكر تكفير من يقول ( لا داخل العالم ولا خارجه ) فلينكر تكفير السلف لمن يقول أن الله في كل مكان ومعلوم أن من لم يكفر مثل هذا فهو كافر مثله والقوم اليوم ينكرون التكفير بالتعيين وبالعموم وينكرون حتى التبديع فالقوم في مأزق عظيم والله المستعان

ثانيها : أنه ينكر حتى التكفير المطلق مع أن ابن تيمية في كلامه فرق بين الإطلاق والتعيين في بعض الحالات ولا يمتنع ولا ينهى عن التكفير بالعموم أو الإطلاق فلو قيل " الأشاعرة جهمية والجهمية كفار " لكانت عبارة سلفية محضة لا ينكرها إلا جاهل بمقالات الناس

والصواب أن السلف كفروهم بأعيانهم كالرافضة

ثالثها : أن ابن تيمية يرى أن بلوغ أدلة القرآن والسنة كافية في إقامة الحجة وأما عندكم فمن خالف معلوماً من الدين بالضرورة كمنكري العلو ، وبلغته أدلة الكتاب والسنة وآثار السلف مع حسن قصده وتحريه للحق ! وبقي ضالاً وهذا طعن في الكتاب والسنة وأن القرآن ليس هدى ولا نور ولا تبيان إذ كيف يكون كذلك ولا يكفي لهداية العالم العاقل المتحري للحق في باب التوحيد ! وأن شبهات المتكلمين السخيفة كافية في قطع الطريق على المهتدي به المسترشد

رابعها : أن ابن تيمية ما نفى التبديع وإنما نفى التكفير عن بعض الأعيان الواقعين في بعض المقالات ، وأنتم تنفون التبديع عن الواقع في أشنع المقالات الجهمية
17.04.202513:14
الظاهرية الباطنية ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فهذا كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية في نقد عقيدة ابن حزم وبيان تناقضه

قال شيخ الإسلام في شرح العقيدة الأصفهانية ص76:
" فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا: "لا يوصف بأنه حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز" بل قالوا: "لا يوصف بالإيجاب ولا بالسلب" فلا يقال هو حي عالم ولا يقال ليس بحي عالم ولا يقال هو عليم قدير ولا يقال ليس بقدير عليم ولا يقال هو متكلم مريد ولا يقال ليس بمتكلم مريد.
قالوا: لأن في الإثبات تشبيها بما تثبت له هذه الصفات وفي النفي تشبيه له بما ينفي عنه هذه الصفات وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا .
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات وقرمطة في السمعيات فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور.
وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور كان قد أحسن في مناجاة ربه وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته وأن الله أنكر على المشركين الذين امتنعوا من تسميته بالرحمن قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور كان قد أحسن في مناجاة ربه وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته وأن الله أنكر على المشركين الذين امتنعوا من تسميته بالرحمن

فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً} وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه وإنما امتنعوا عن بعضها وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوآى وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوآى بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده.
فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا وانتسابا أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية"

قال الذهبي في تاريخ وفيات (444) في ترجمة أبي جعفر السمناني :" ثم أخذ ابن حزم يشنع على السمناني ويسبه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها. فنعوذ بالله من البدع، فليت ابن حزم سكت رأساً برأس فله أوابد في الأصول والفروع"

أما رده على أهل البدع فحسن غير أن ما ذكره من أوابده في الفقه والعقيدة فصدق
فمن ذلك قوله بأن الأنبياء لا تقع منهم الصغائر وتفضيله الملائكة على صالحي بني آدم وحصره أسماء الله الحسنى في تسع وتسعين .
وأما كلامه في الصفات فأشهر من أن ينبه عليه فهو مع قوله بإثبات الرؤية ورده على من يقول بخلق القرآن ، فقد وافق الجهمية في بقية الباب وقوله قريب من قول القرامطة في معاني الأسماء كما قال ابن تيمية فعنده ( الله ) و ( السميع ) و ( البصير ) و ( القدير ) و ( الحكيم ) كلها معناها واحد لا يتميز واحد منها بمعنى زائد على الآخر
17.04.202513:11
وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}"

والصحيح أن أحمد لا يفرق بين الداعية وغير الداعية في الجهمي المخلوقي ولكنني أذكر كلام أصحاب المذهب إلزاماً

وقال ابن قدامة المقدسي وهو أعيان الحنابلة في المناظرة على القرآن ص50 :" وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة فهم زنادقة بِغَيْر شكّ فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت".

وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/451) : "فهؤلاء الأصناف كلها جهمية وهم كفار زنادقة"

ومثلهم عبد الغني في الاقتصاد وكذلك كان أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وتابعه يوسف ابن المبرد في جمع الجيوش والدساكر

وقال عبد القادر الجيلاني في كتابه الغنية :" فمن زعم أنه مخلوق أو عبارته أو التلاوة غير المتلو، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم، ولا يخالط ولا يؤاكل ولا يناكح ولا يجاور، بل يهجر ويهان، ولا يصلى خلفه، ولا تقبل شهادته، ولا تصح ولايته في نكاح وليه، ولا يصلى عليه إذا مات، فإن ظفر به استتيب ثلاثًا كالمرتد، فإن تاب وإلا قتل.
سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عمن قال: لفظي بالقرىن مخلوق فقال: كفر.
وقال رحمه الله فيمن قال: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، والتلاوة مخلوقه، أو ألفاظنا بالقرآن مخلوقة: هو كافر."

وهذا تكفير واضح من الشيخ ذي الكرامات الوافرة للأشاعرة
قال ابن تيمية في رسالته الكيلانية :" بَعْدَ اشْتِرَاكِهِمْ فِي الْفَرْقِ الَّذِي قَرَّرَهُ ابْنُ كُلَّابٍ - كَمَا قَدْ بُسِطَ كَلَامُ هَؤُلَاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ . وَالْإِمَامُ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ كَانُوا يُحَذِّرُونِ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الَّذِي أَحْدَثَهُ ابْنُ كُلَّابٍ وَيُحَذِّرُونَ عَنْ أَصْحَابِهِ وَهَذَا هُوَ سَبَبُ تَحْذِيرِ الْإِمَامِ أَحْمَد عَنْ الْحَارِثِ الْمُحَاسِبِيَّ وَنَحْوِهِ مِنْ الكلابية . وَلَمَّا ظَهَرَ هَؤُلَاءِ ظَهَرَ حِينَئِذٍ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى إثْبَاتِ الصِّفَاتِ مَنْ يَقُولُ : إنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِصَوْتِ فَأَنْكَرَ أَحْمَد ذَلِكَ وَجَهَّمَ مَنْ يَقُولُهُ وَقَالَ : هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَةُ إنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى التَّعْطِيلِ وَرَوَى الْآثَارَ فِي أَنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ وَكَذَلِكَ أَنْكَرَ عَلَى مَنْ يَقُولُ إنَّ الْحُرُوفَ مَخْلُوقَةٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي " كِتَابِ السُّنَّةِ " : قُلْت لِأَبِي : إنَّ هَهُنَا مَنْ يَقُولُ إنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ هَؤُلَاءِ جهمية زَنَادِقَةٌ إنَّمَا يَدُورُونَ عَلَى التَّعْطِيلِ وَذَكَرَ الْآثَارَ فِي خِلَافِ قَوْلِهِمْ"

فهم ليسوا مخالفين لإمامهم ، وأيضاً ابن حامد من قدماء الأصحاب وصف القائلين بالحكاية بالزنادقة

وهذا البربهاري شيخ الحنابلة في وقته يصرح بتكفير من ينكر الصوت لله عز وجل في كتابه شرح السنة

وجاء في ذيل طبقات الحنابلة على لسان الشريف أبي جعفر من كبار فقهاء الحنابلة :" ثم قام ابن القشيري - وكان أقلَّهُم احتراما للشريف - فقال الشريف: من هذا. فقيل: أَبُو نصر بن القشيري، فقال لو جاز: أن يشكر أحد على بدعته لكان هِذا الشاب لأنه باد هنا بما في نفسه، ولم ينافقنا كما فعل هذان. ثم التفت إلى الوزير فقال: أي صلح يكون بيننا. إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية، أو دنيا، أو تنازع في ملك. فأما هؤلاء القوم: فإنهم يزعمون أنَّا كفار، نحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كان كافرا، فأيُّ صلح بيننا. وهذا الإمام يصدع المسلمين، وقد كان جدَاه - القائم والقادر - أَخرجا اعتقادهما للناس، وقرىء عليهم في دواوينهم، وحمله عنهم الخراسانيون والحجيج إلى أطراف الأرض، ونحن على اعتقادهما."

وهنا هو يتحدث عن الأشاعرة

فهذا من الأقوال التي ينبغي على المتمذهبين بمذهب أحمد اعتبارها بل القول بها لزاماً على منهجية القوم _ وأنا أقول بهذا _ وينبغي نشر هذا القول بين الناس بكل صراحة لعموم البلوى به هذا أهم من الكلام على خدمة الزوجة لزوجها فذاك بين استحباب ووجوب وهذا صحة صلاة من عدمها ومعلوم مذهب الحنابلة في الصلاة خلف الفاسق فكيف الواقع ببدعة مكفرة

المسألة الثانية : حكم قضاء الفوائت
04.05.202522:03
فرية إباحة الفقهاء لنكاح الموتى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

ليعلم أن الفقهاء كغيرهم من أهل التخصصات لهم مصطلحات خاصة وطريقة معينة في البحث

هم يبحثون في الحكم الدنيوي والحكم الأخروي معاً

فإذا نفوا وجود لازم دنيوي من كفارة أو غيرها فهم لا يعنون حل هذا الفعل

فمثلاً تجدهم يبحثون في سفر المعصية هل يجوز الترخص فيه برخص السفر ومن أجاز الترخص لا يعني أنه يجيز سفر المعصية وإنما الكلام على أمر تقصير الصلاة

ومثل في بحثهم في حكم الصلاة في الأرض المغصوبة هل هي صحيحة أم لا فمن صححها لا يعني أنه يجيز غصب الأرض وإنما الكلام على صحة الصلاة من عدمها لا الفعل الآخر

وحين يقول بعضهم أن يمين المعصية لا كفارة فيه ليس معناه أنه يجوز

أو يقولون أن من سرق دون النصاب لا تقطع يده ليس معناه أن هذا الفعل يجوز

وحين يتكلمون عن صحة صلاة من صلى وعليه عمامة من حرير فلا يعني هذا أنه يجيزون للرجل لبسها بل هم يحرمون ولكن ينظرون إلى المحرمية هل تصل لدرجة إبطال الصلاة أم لا

وأيضاً حين يتكلمون عن كسر العظم الميت ويقول عامتهم لا قصاص فيه فليس معناه أن هذا الفعل جائز بل هو محرم ولكن الحرمة لا تصل إلى درجة القصاص

إذا فهمت هذا تفهم ما يروجه بعض النصارى والملاحدة أن فقهاء المسلمين يجوزون وطء الزوجة الميتة

وهذا فرية منهم لأنهم رأوا أن بعض الفقهاء يقول أنه لا حد على من وطء الميتة وقولهم ( لا حد ) دليل على أن الأمر معصية عندهم أصلاً ولكن لما كان وطء الميتة أمر تأباه الطباع وليس فيه تدنيس أنساب رأوا أن مثله لا حاجة فيه إلى ترهيب الحد

جاء في تحفة المحتاج من كتب الشافعية :" . (وَيُشْتَرَطُ لِلزِّنَا) وَاللِّوَاطِ وَإِتْيَانِ الْبَهِيمَةِ وَوَطْءِ الْمَيِّتَةِ (أَرْبَعَةُ رِجَالٍ) بِالنِّسْبَةِ لِلْحَدِّ أَوْ التَّعْزِيرِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 4]"

فهذا ظاهر أنهم يرون حرمته

وجاء في الإقناع لأبي شجاع :" وبالثامن وَطْء الْميتَة والبهيمة فَلَا حد فِيهِ"

ووطء البهيمة محرم عند الشافعية بلا خلاف ولكن كلامهم هنا على وجود الحد من عدمه

جاء في تحفة المحتاج :" (قَوْلُهُ وَمَيِّتٍ) وَغَيْرِ مُمَيِّزٍ وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِ وَلَا حَصَلَ إنْزَالٌ وَلَا قَصْدٌ وَلَا انْتِشَارٌ وَلَا يُعَادُ غُسْلُ الْمَيِّتِ إذَا أُولِجَ فِيهِ أَوْ اسْتُولِجَ ذَكَرُهُ لِسُقُوطِ تَكْلِيفِهِ كَالْبَهِيمَةِ وَإِنَّمَا وَجَبَ غُسْلُهُ بِالْمَوْتِ تَنْظِيفًا وَإِكْرَامًا لَهُ وَلَا يَجِبُ بِوَطْءِ الْمَيِّتَةِ حَدٌّ كَمَا سَيَأْتِي وَلَا مَهْرٌ نَعَمْ تَفْسُدُ بِهِ الْعِبَادَةُ وَتَجِبُ الْكَفَّارَةُ فِي الصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَكَمَا يُنَاطُ الْغُسْلُ بِالْحَشَفَةِ يَحْصُلُ بِهَا التَّحْلِيلُ وَيَجِبُ الْحَدُّ بِإِيلَاجِهَا وَيَحْرُمُ بِهِ الرَّبِيبَةُ وَيَلْزَمُ الْمَهْرُ وَالْعِدَّةُ"

فخلاصة الكلام أنه لا يلزم بهذا الفعل المعصية مهر ولا حد ( والشافعية يوجبون على المغتصب مهر مثلها )

وجاء في مطالب أولي النهى :" (وَيَجِبُ) مَهْرٌ (بِوَطْءِ مَيِّتَةٍ) كَالْحَيَّةِ (وَيَتَّجِهُ) مَحَلُّ وُجُوبِ الْمَهْرِ فِي وَطْءِ مَيِّتَةٍ إذَا كَانَتْ (غَيْرَ زَوْجَتِهِ) أَمَّا زَوْجَتُهُ؛ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ فِي وَطْئِهَا حَيَّةً وَمَيِّتَةً؛ لِأَنَّ مُقْتَضَى تَصْرِيحِ الْأَصْحَابِ بِأَنَّ لَهُ تَغْسِيلُهَا؛ لِأَنَّ بَعْضَ عُلَقِ النِّكَاحِ بَاقٍ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ كَالْأَجْنَبِيَّةِ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَأَنَّهُ لَا يَجِبُ بِوَطْئِهَا مَيِّتَةً مَعَ مَا يَجِبُ بِوَطْءِ غَيْرِهَا"

وهذا ككلام الشافعية فهم يوجبون المهر في وطء الميتة غير الزوجة وأما الزوجة فلا لأن المحرمية باقية

ثم نقل صاحب المطالب قول أبي يعلى :" قَالَ الْقَاضِي فِي جَوَابِ مَسْأَلَةٍ: وَوَطْءُ الْمَيِّتَةِ مُحَرَّمٌ وَلَا حَدَّ وَلَا مَهْرَ انْتَهَى، وَهُوَ مُتَّجَهٌ."

قال ابن قدامة في المغني :" [فَصْلٌ وَطِئَ مَيِّتَة]
(7157) فَصْلٌ: وَإِنْ وَطِئَ مَيِّتَةً، فَفِيهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا، عَلَيْهِ الْحَدُّ. وَهُوَ قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ؛ لِأَنَّهُ وَطِىءَ فِي فَرْجِ آدَمِيَّةٍ، فَأَشْبَهَ وَطْءَ الْحَيَّةِ، وَلِأَنَّهُ أَعْظَمُ ذَنْبًا، وَأَكْثَرُ إثْمًا؛ لِأَنَّهُ انْضَمَّ إلَى فَاحِشَةِ هَتْكِ حُرْمَةِ الْمَيِّتَةِ. وَالثَّانِي: لَا حَدَّ عَلَيْهِ. وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَبِهَذَا أَقُولُ؛ لِأَنَّ الْوَطْءَ فِي الْمَيِّتَةِ كَلَا وَطْءٍ، لِأَنَّهُ عُضْوٌ مُسْتَهْلَكٌ، وَلِأَنَّهَا لَا يُشْتَهَى مِثْلُهَا، وَتَعَافُهَا النَّفْسُ، فَلَا حَاجَةَ إلَى شَرْع الزَّجْرِ عَنْهَا، وَالْحَدُّ إنَّمَا وَجَبَ زَجْرًا"
04.05.202522:02
الكلام على زيادة ( ولحومها داء ) في حديث البقر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الطبراني في الكبير 79 : حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير حدثتني امرأة من أهلي عن مليكة بنت عمرو الزيدية من ولد زيد الله بن سعد قالت :
اشتيكت وجعا في حلقي فأتيتها فوضعت لي سمن بقرة قالت : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحومها داء )

أقول : مليكة بن عمرو مختلف في صحبتها ، ورجح أبو داود عدم صحبتها .
وتلك المرأة المبهمة إذا كانت من طبقة زهير فلم تسمع أحداً من الصحابة

قال السخاوي في المقاصد :" " المقاصد الحسنة " و قال ( 331 ) : " رجاله ثقات لكن الراوية عن
ملكية لم تسم ، و قد وصفها الراوي عنها زهير بن معاوية أحد الحفاظ بالصدق وأنها امرأته .
و ذكره أبي داود له في " مراسيله " لتوقفه في صحبة مليكة ظنا ،و قد جزم بصحبتها جماعة و له شواهد عن ابن مسعود رفعه : " عليكم بألبان البقر و سمنانها ، و إياكم و لحومها ، فإن ألبانها و سمنانها دواء و شفاء ، و لحومها داء "

أقول : فإذا كانت امرأته فهي من طبقته ، وهذا يدل على أن مليكة ليست صحابية فلو كانت صحابية ما تمكنت امرأة زهير من سماعها ، فالخبر مرسل كما رجح أبو داود

وقال الحاكم 8232 : حدثني أبو بكر بن محمد بن أحمد بن بالويه ثنا معاذ بن المثنى العنبري ثنا سيف بن مسكين ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عليكم بألبان البقر و سمنانها و إياكم و لحومها فإن ألبانها و سمنهانها دواء و شفاء و لحومها داء
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
قال الذهبي في الميزان :" 3640 - سيف بن مسكين . عن سعيد بن أبى عروبة ، شيخ بصرى، يأتي بالمقلوبات والاشياء الموضوعة"
أقول : فهو ضعيف جداً فلا يصلح في الشواهد

وقد ورد من غير هذه الزيادة ( ولحمها داء ) من طريق أخرى
قال الحربي في غريب الحديث 80 : حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا محمد بن سعد ، وحدثنا يحيى ، حدثنا ابن المبارك ، عن المسعودي ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه قال : عليكم بألبان البقر ، فإنها ترتم من كل الشجر .
فانفراد سيف بتلك الزيادة من دون ابن المبارك يدل على نكارتها
وقال الحاكم في المستدرك 7425: فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَا ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيِّ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً إِلاَّ الْهَرَمَ فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ شَجَرٍ.
فهذا جعفر بن عون رواه بدون هذه الزيادة ، وكذا رواه الطاليسي في مسنده بدون هذه الزيادة وغيرهم
وقد روى غير المسعودي هذا الخبر عن قيس وأسقط ذكر عبد الله
ومتن هذا الحديث منكر

قال الزركشي في اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة ص148:" قلت بل هو منقطع وفي صحته نظر فإن في الصحيح ان النبي ضحى عن نسائه بالبقر وهو لا يتقرب بالداء"

وهنا إضافة من الأخ أبي حمزة مأمون الشامي :
أخرج أبو نعيم في الطب النبوي 325: أخبرنا أحمد في كتابه، حَدَّثَنا محمد بن جرير، حَدَّثَنا أحمد بن الحسن الترمذي، عَن موسى بن محمد النسائي، حَدَّثَنا دفاع بن دغفل السدوسي، عَن عَبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عَن أبيه، عَن جَدِّه صهيب الخير، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم: عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحومها داء.
موسى بن محمد النسائي خطأ وتصويبه في رواية أخرى من نفس الكتاب:

766: أخبرناه أحمد بن محمد في كتابه، حَدَّثَنا محمد بن جرير، حَدَّثَنا أحمد بن الحسن الترمذي، حَدَّثَنا محمد بن موسى به قال:، حَدَّثَنا دفاع بن دغفل السدوسي، عَن عَبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عَن أبيه، عَن جَدِّه صهيب الخير، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم: عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء.
وهذا ليس فيه ذكر اللحوم.
محمد بن موسى هو محمد بن موسى بن بزيع الشيباني كما في ترجمة أحمد بن الحسن الترمذي من التهذيب ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 353 وقال أبوه (شيخ).
دفاع بن دغفل قال أبو حاتم ضعيف الحديث.
عَبد الحميد بن صيفي بن صهيب وأبوه مترجمان في التاريخ الكبير والجرح والتعديل ولم أقف لهما على جرح ولا تعديل.
وذكره ابن القيم في زاد المعاد 4/298 وقال : ولا يثبت ما في هذا الإسناد.

وقال ابن عدي في الكامل 7/300:
04.05.202521:59
ويسأل عن تلك المسألة أيضا في وقت آخر، فيحتج لمن قَالَ: لا ولا ينفذ قوله، ويسأل عن تلك المسألة أيضا، فيحتج للجميع ويعلق مذهبه.
ويسأل عن تلك أيضا في وقت، فيجيب بمذهبه من غير احتجاج للمسألة إذا كان قد تبين له الأمر فيها، ويسأل عن تلك أيضا ويحتج عليه.
ويسأل عن مذهبه وعن الشيء ذهب إليه، فيجيبهم فيصبح مذهبه في تلك المسألة في ذلك الوقت وفي مسائله، رحمه الله، مسائل يحتاج الرجل أن يتفهمها ولا يعجل.
وهو قد قَالَ: ربما بقيت في المسألة، ذكر بعضهم عنه عشرين سنة، يعني: حتى يصح له ما يختار فيها، وذكر بعضهم عنه العشر سنين إلى الثلاث سنين، وإنما بينت هذا كله في هذا الموضوع، أعني: لمن يقلد من مذهب أبي عبد الله شيئا، أن لا يعجل وأن يستثبت.
ونفعنا الله وإياكم، ونسأله التوفيق فإنه لطيف.
فقد كان أبو عبد الله رجلا لا يذهب إلا في الكتاب، والسنة، وقول الصحابة والتابعين.
وكان يحب السلامة والتثبت فيما يقول، ويدفع الجواب، فإذا أجاب لم يجب إلا بما قد صح وثبت عنده.
وقد بين، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الاحتجاج في قبول شهادة أهل الذمة في الوصية في السفر، وأن تأويل أبي موسى، عنده، هو الذي يعمل عليه مع تأويل ابن عباس وغيره: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] قالوا: من أهل الكتاب.
وقد احتج عليه محتج بقول: إن هذا الآية منسوخة.
فقال: هل يحكى ذلك إلا عن إبراهيم؟ وأنكر ذلك، وقال: هو جائز، وقد بينت ذلك كله.

فهنا الخلال غلط حنبلاً لما كانت روايته مخالفة لرواية الجماعة ولأصول أحمد وهذا يوافق ما نحن فيه ، وأيضاً يحمل هذا على رواية تأويل المجيء عن أحمد

تنبيه : جاء في كتاب زاد المسافر لغلام الخلال :" 1664 _ وقال في رواية الفضل بن زياد : ولا يمس المقام بيده ولا يقبله ويكره ذلك "

فإذا كان هذا قوله في المقام فكيف القبر

تنبيه : رأيت كلاماً لمحمد الأزهري الحنبلي ينقل فيه كلاماً للذهبي يصف فيه المنع من مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من قول الخوارج ويا ليت شعري معتمد مذهب الشافعي ومعتمد مذهب الحنابلة هذا المنع فأين ذهب التعويل على المذهب وعلى المعتمد وفجأة صار التشبث بالروايات الشاذة على حساب مشهور المذهب بل والذي ينقل عليه الإجماع !!

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:15
هؤلاء الذين عناهم ابن تيمية ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الإمام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (4/156) :" أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعا فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم
يوضح ذلك أن كثيرا من أصحاب أبي محمد من أتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف في مثل مسألة الإيمان ومسألة تأويل الآيات والأحاديث يقولون مذهب السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وأما المتكلمون من أصحابنا فمذهبهم كيت وكيت وكذلك يقولون مذهب السلف أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول والمتكلمون يريدون تأويلها إما وجوبا وإما جوازا ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين هذا منطوق ألسنتهم ومسطور كتبهم
أفلا عاقل يعتبر ومغرور يزدجر أن السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف ثم يحدث مقالة تخرج عنهم أليس هذا صريحا أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه وعلمه المتأخرون وهذا فاسد بضرورة العلم الصحيح والدين المتين "

وهذا الذي ذكره ابن تيمية وقع فيه كثيرون كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن العربي وغيرهم

قال النووي في شرح صحيح مسلم (1/148) :" فَإِذَا تَقَرَّرَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ مَذَاهِبِ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْخَلَفِ فَهِيَ مُتَظَاهِرَةٌ مُتَطَابِقَةٌ عَلَى كَوْنِ الْإِيمَانِ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَهَذَا مَذْهَبُ السَّلَفِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ وَأَنْكَرَ أَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ زِيَادَتَهُ وَنُقْصَانَهُ وَقَالُوا مَتَى قَبِلَ الزِّيَادَةَ كَانَ شَكًّا وَكُفْرًا قَالَ الْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَكَلِّمِينَ نَفْسُ التَّصْدِيقِ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَالْإِيمَانُ الشَّرْعِيُّ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ بِزِيَادَةِ ثَمَرَاتِهِ وَهِيَ الْأَعْمَالُ وَنُقْصَانِهَا قَالُوا وَفِي هَذَا تَوْفِيقٌ بَيْنَ ظَوَاهِرِ النُّصُوصِ الَّتِي جَاءَتْ بِالزِّيَادَةِ وَأَقَاوِيلِ السَّلَفِ وَبَيْنَ أَصْلِ وَضْعِهِ فِي اللُّغَةِ وَمَا عَلَيْهِ الْمُتَكَلِّمُونَ وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ هَؤُلَاءِ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا حَسَنًا فَالْأَظْهَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ نَفْسَ التَّصْدِيقِ يَزِيدُ بِكَثْرَةِ النَّظَرِ وَتَظَاهُرِ الْأَدِلَّةِ وَلِهَذَا يَكُونُ إِيمَانُ الصِّدِّيقِينَ أَقْوَى مِنْ إِيمَانِ غَيْرِهِمْ بِحَيْثُ لَا تَعْتَرِيهِمُ الشُّبَهُ وَلَا يَتَزَلْزَلُ إِيمَانُهُمْ بِعَارِضٍ بَلْ لَا تَزَالُ قُلُوبُهُمْ مُنْشَرِحَةً نَيِّرَةً وَإِنِ اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِمُ"

فهنا النووي يشهد على أصحابه الأشاعرة بمخالفة السلف في الإيمان ومع ذلك هم أصحابه !

وقال في المجموع شرح المهذب (1/25) :" اخْتَلَفُوا فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَخْبَارِهَا هَلْ يُخَاضُ فِيهَا بِالتَّأْوِيلِ أَمْ لَا فَقَالَ قَائِلُونَ تُتَأَوَّلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهَا وَهَذَا أَشْهَرُ الْمَذْهَبَيْنِ لِلْمُتَكَلِّمِينَ: وَقَالَ آخَرُونَ لَا تُتَأَوَّلُ بَلْ يُمْسِكُ عَنْ الْكَلَامِ فِي مَعْنَاهَا وَيُوكَلُ عِلْمُهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى وَيَعْتَقِدُ مَعَ ذَلِكَ تَنْزِيهَ اللَّهِ تَعَالَى وَانْتِفَاءَ صِفَاتِ الْحَادِثِ عَنْهُ: فَيُقَالُ مَثَلًا نُؤْمِنُ بِأَنَّ الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وَلَا نَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَعْنَى ذَلِكَ وَالْمُرَادَ بِهِ مَعَ أَنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى (لَيْسَ كمثله شئ) وَأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْحُلُولِ وَسِمَاتِ الْحُدُوثِ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ السَّلَفِ أَوْ جَمَاهِيرِهِمْ وَهِيَ أَسْلَمُ إذْ لَا يُطَالَبُ الْإِنْسَانُ بِالْخَوْضِ فِي ذَلِكَ فَإِذَا اعْتَقَدَ التَّنْزِيهَ فَلَا حَاجَةَ إلَى الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ وَالْمُخَاطَرَةِ فِيمَا لَا ضَرُورَةَ بَلْ لَا حَاجَةَ إلَيْهِ فَإِنْ دَعَتْ الْحَاجَةُ إلَى التَّأْوِيلِ لِرَدِّ مُبْتَدِعٍ وَنَحْوِهِ تَأَوَّلُوا حِينَئِذٍ: وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا جَاءَ عَنْ الْعُلَمَاءِ فِي هَذَا والله أعلم"

وبغض النظر عن كذبه على السلف ودعواه أنهم مفوضة ، فتأمل كيف صرح بأن أصحابه الذين أولوا النصوص خالفوا طريقة السلف في السكوت ، وهذه الطريقة سار عليها في شرحه على مسلم وحقيقة كلامه أنه لا يمكن الرد على أهل البدع إلا بالتأويل والسلف ما كانوا يتأولون إذن هم عاجزون عن الرد على أهل البدع

وأما ابن حجر فسجل عليه الإمام المجدد مخالفة السلف بعد ذكره لأقوالهم في الإيمان
17.04.202513:11
ويرون الوضوء من القهقهة ويخالفهم في ذلك أهل الحديث ومنهم أحمد وهذا في غاية التشديد

ومذهب أحمد المذهب الوحيد الذي فيه رواية بإجازة أن يسعى المتمتع سعياً واحداً فقط ويجزيه وهي في مسائل الكوسج ومسائل عبد الله

والشافعي يشدد في المسح على الجوربين وأحمد يبيح ذلك إن كانت ساترة لمحل الفرض

والثلاثة يمنعون من الأخذ بشهادة أهل الكتاب في السفر إن لم يوجد مسلمين وأحمد وحده يبيح هذا ومعه الآثار

وأحمد مذهبه في إباحة المزارعة والمساقاة أوسع المذاهب والقيود التي توجد في المذاهب الأخرى لا توجد في مذهبه

ومذهب أحمد في تنوع صفات العبادة أوسع المذاهب ففي أدعية الاستفتاح وصيغ التشهد وصفات صلاة الجنازة وصفة الأذان يفتي بكل المروي الثابت

وهذه المسائل عامتها البلوى فيها أعم من مسألة أجرة المعلم"

وأزيد هنا أن مالكاً يمنع من الصلاة خلف أهل البدع مطلقاً حتى الجمعة ويتوقف في الإعادة خلفهم وأحمد يفصل بين الداعية وغير الداعية

وأن مالكاً يوجب القضاء على الصائم الذي أكل وشرب ناسياً وأحمد يسهل للخبر

وأحمد يجيز الجمع بين الصلاتين للمريض والشافعي وغيره يمنعون

وأخيراً كل مذهب فيه رخص وشدائد ولكن محاولة تهييج العامة على بعض المفتين بذكر بعض أقوال الفقهاء التي تخالف ما هم عليه مع كتمان أقوال نفس الفقهاء التي فيها نوع من التشديد محاولة خسيسة لاستغلال ميل العامة للتسهيل لضعف التدين ، والتسلق على أكتاف الخلق من خلال هذه المحاولة

وأود التنبيه على أنني في كل ما مضى قائل بالمذهب ، وأنا أعلم علم اليقين أنه مع كون هذه المسائل حيوية وهامة وتمس كل مسلم إلا أنهم لا ينشطون أبداً لنشرها بين الناس وأن تلك الألقاب التي يضعها بعضهم وراء اسمه ك( الحنبلي ) مجرد ( توشيش ) وأن المسائل التي تظهر للناس هي من جنس ما ذكرها في أول المقال

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:11
نصيحة للمشتغلين بالرد على الرافضة ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فيطيب لعدد ممن يصنف بالرد على الرافضة والقنوات المشتغلة بذلك ذكر تفاصيل كلام الرافضة الفاحش البذيء في حق عدد من الصحابة وأمهات المؤمنين ، وهذا أمر ما ينبغي أن يطرق الأسماع ، ولا أن يعود العامة سماع هذا

قال الخلال في السنة 228: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ , قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِيشْ كَتَبَ مِنْ شِعْرِ الْمَغَازِي ؟
قَالَ : مَا هَجَا الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ , وَلَمْ يَكْتُبْ هِجَاءَ الْمُشْرِكِينَ لِلْمُسْلِمِينَ.

وما يقوله رافضة هو في حقيقته سب للنبي صلى الله عليه وسلم

وقال الخلال في السنة 809: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ : حَدَّثَنَا الأَثْرَمُ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَذُكِرَ لَهُ حَدِيثُ عُقَيْلٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَلِيٍّ , وَالْعَبَّاسِ , وَعَقِيلٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَّرَ خَالِدًا فِي عَلِيٍّ , فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : كَيْفَ ؟ فَلَمْ يَعْرِفْهَا , فَقَالَ : مَا يُعْجِبُنِي أَنْ تُكْتَبَ هَذِهِ الأَحَادِيثُ.

وقد قال الله تعالى : ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا)

فما ذكر ألفاظهم الفاحشة

فإن قيل : نحن نذكر هذا من باب بيان مذاهبهم للناس

فيقال : هذه ضرورة والضرورة تقدر بقدرها ، والذي نراه التوسع الفظيع في هذا الباب ، ثم إن تكفير الرافضة للصحابة أمر مشهور متواتر وكل ما قالوه في الصحابة دون التكفير لا يغير شيئاً في الحكم بكفرهم ، فهم بمجرد تكفيرهم عامة الصحابة يكونون كفاراً مرتدين

قال السمعاني في الأنساب (3/188) :" واجتمعت الامة على تكفير الامامية لانهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى مالا يليق بهم"

بل الرافضة اليوم يكفرون عامة الصحابة

وعند الرافضة من المقالات القبيحة التي تنفر الناس منهم ما يغني عن ذكر بعض البذاءات وفحشهم في حق الصحابة وأمهات المؤمنين

وقولك ( يقذفون أم المؤمنين ) يكفي في الدلالة على المقصود فلا داعي لذكر تفاصيل كلامهم وما قالوه من الكفر الذي هم أولى به وأمهاتم وآبائهم

ومن أنكر نسبة هذا القول لهم بجهل فهو مكابر ولا يتعب المرء نفسه بجدله ، ويكفي العزو للجزء والصفحة لإفحامه أو ذكر بعض كلامهم بدون الإيغال في ذكر الكلام الفاحش البذيء بتفاصيله مما يؤذي النفوس المؤمنة أذية عظيمة

وقال السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص84 :
" وأن تذكروا شيئاً من قولهم ليقف العامّة على ما يقولونه فينفروا عنهم ولا يقعوا في شباكهم.
ثم تنظروا كون شيوخهم أئمة ضلال، ودعاة إلى الباطل، وأنهم مرتكبون لما نهوا عنه"

قال ابن المبارك في الزهد 677 - أخبرنا سفيان ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله قال : « جاء رجل فقال : إن فلانا - أو قال : رجلا - قال لأمي : كذا وكذا ، فسكت عنه ، ثم قال الرجل : إنه قال لأمي : كذا وكذا ، فقال عبد الله : وأنت قد قلته مرتين

فكأن ابن مسعود كره منه التكلم بالفحش في حق أمه مرتين وإن كان حاكياً وهذا صحيح لابن مسعود

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
04.05.202522:02
وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب «التأويلات» وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه «تأسيس التقديس» ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل أبي علي الجبّائي، وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد الغزالي وغيرهم، هي بعينها لتأويلات التي ذكرها بشر المريسي التي ذكرها في كتابه"

قال الشيخ حمد بن عتيق في الدرر السنية (12/26) :" واعلم أرشدك الله أن الذي جرينا عليه، أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير، وشرح الحديث، اختبرنا واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال، فوجدنا الغالب على كثير من المتأخرين أو أكثرهم مذهب الأشاعرة الذي حاصله نفي العلو، وتأويل الآيات في هذا الباب، بالتأويلات الموروثة عن بشر المريسي وأضرابه من أهل البدع والضلال ; ومن نظر في شرح البخاري ومسلم ونحوهما، وجد ذلك فيها"

والخلاصة أن تعلم بأن منكري العلو شر من أهل الرأي وأهل الإرجاء والخوارج والرافضة الذين لم يعطلوا الصفات ولم يقولوا بتحريف القرآن ولم يعبدوا غير الله وشر من القدرية

وكل ما قاله السلف في خطورة محبة أو موالاة أو تعظيم صاحب البدعة ينطبق من باب أولى على الجهمية نفاة العلو

ومن نزل هذه الآثار على الموحدين لكونهم من الخوارج أو المرجئة أو الحزبيين وترك الجهمية أو والى بعضهم فهو متناقض تناقضاً فاحشاً ، خصوصاً مع نسبته الواقعين في التجهم إلى العلم مما يجعلهم أبعد الناس عن العذر على أننا لو تسامحنا وبالغنا في العذر فلن يصل العذر إلى حد يجعلهم من أهل السنة ! أو من أئمة السلف كما يلقنه بعضهم للجهلة

وقد توفي قريباً محمد قطب الذي نشر ضلال أخيه سيد قطب دون أي تعليق ، وقد وصفه سالم بهنساوي الإخواني الكبير أنه على فكر الخوارج ( فالمعركة إخوانية إخوانية )

وبعضهم وصفه بالأشعري مع قوله في كتابه ركائز الإيمان :" فعلينا إذن أن نؤمن بتلك الأسماء والصفات والأفعال، وأن نقف كذلك عند ما جاء منها فى القرآن والحديث ولا نزيد على ذلك 0
وهذا هو مذهب السلف رضوان الله عليهم: يؤمنون بها كما وردت، ولا يؤولونها؛ لأن التأويل ليس من شأن البشر، لا لهم طاقة به، ولا ينبغى لهم أن يخوضوا فيه، إنما يأخذون الأمر البساطة التى يوضحها القرآن والحديث0
فهذه الصفات حقيقة، ولكنها لا تشبه ما نراه من صفات البشر، فالبشر عاجزون والله قادر، والبشر ناقصون والله كامل، والبشر محجوبون عن الغيب والله علام الغيوب، والبشر محتاجون لمن يطعمهم ويسقيهم ويرزقهم والله هوالغنى المستغنى عن كل أحد وكل شىء، والبشر فانون والله هو الدائم من الأزل إلى الأبد…. فكيف تتماثل صفات الله مع صفات البشر، وأفعاله مع أفعال البشر؟"

ولا يستغرب من رجل مثله عدم ذكر آثار السلف

ولكن ألا تعجب من عدم التورع في وصفه بالأشعري مع أنه في مسائل الإيمان يقول عنه سالم بهنساوي ( خارجي ) ، وأشرف على رسالة الحوالي ظاهرة الإرجاء وأشرف على رسالة الزهراني الانحرافات العقدية وكلها فيها نقد للأشاعرة

وتقدم كلامه في الصفات

ثم يتورع بعض الناس من وصف منكر العلو ب( الجهمي ) أو ( الأشعري ) مخالفاً لهدي السلف

وتلك البراءة من محمد قطب ألا نراها ممن هو أسوأ عقيدة منه ، وإذا كانت كل أدلة الكتاب والسنة الإجماع والعقل والفطرة وآثار السلف على علو الله لم تقم الحجة على معظميكم فلا أدري كيف قامت الحجة عندكم على بعض رؤوس الحركيين في مسائل هي أخفى من علو الله

والذي ينبغي لكل موحد أن ينظر لمنكر العلو ممن دون ذلك في كتاب وخلده على أنه أفشى بدعة الغلاة الجهمية في الأمة والتي هي شر من بدعة الرافضة والقدرية والخوارج فإذا نظر إليه هذه النظرة هل يبقى في قلبه ولاء له إن كان ثمة ولاء وبراء على العقيدة ولم يذهب الولاء والبراء على ( الوطن ) و ( الأمن ) بالأمر كله فلم يبق مكان للولاء والبراء على العقيدة السلفية إلا تحت مظلتهما، فالذي يسب الملك مبتدع ضال لا يستحق التوقير ولا يترحم عليه إذا مات ، وأما من يعطل صفات ملك الملوك فيوقر ويعظم أكثر من كثير من أهل السنة ، بل ويمتحن به أهل السنة ويشتموا من أجله

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
04.05.202522:02
حدثنا عبد الله بن محمد بن ياسين، حدثنا محمد بن معاوية الأنماطي، حدثنا محمد بن زياد الطحان عن ميمون، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمن البقر وألبانها شفاء ولحومها داء.
والطحان كذاب خبيث كما قال الإمام أحمد.

وسئل ابن عثيمين
في حديث لحوم البقر الذي جاء في آخره: أن "لحمه داء".بعض العلماء المعاصرين صححه، فكيف الجمع بين تصحيحهم وبين تضعيف بعض علماء السلف؟

الجواب: لا يحتاج هذا إلى جمع، أتظن أن ربك سبحانه وتعالى يبيح لك ما فيه ضررك؟
لا يمكن، إذا كان أباح لحم البقر بنص القرآن، كيف يقال: إن لحمها داء؟!! إذا كان الحديث الشاذ المخالف للأرجح منه في الرواية يرد، فالحديث المخالف للقرآن يجب رده.
ولهذا نقول: من صححه من المتأخرين وإن كان على جانب كبير من علم الحديث فهذا غلط، يعتبر تصحيحه غلطاً، والإنسان يجب ألا ينظر إلى مجرد السند بل عليه أن ينظر إلى السند والمتن، ولهذا قال العلماء في شرط الصحيح والحسن: يشترط ألا يكون معللاً ولا شاذاً.
لكن إذا تأملت أخطاء العلماء رحمهم الله ووفق الأحياء منهم علمت بأنه لا معصوم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، كل إنسان معرض للخطأ؛ إما أن يكون خطأً يسيراً أو خطأ فادحاً.
أنا أرى أن هذا من الخطأ الفادح، أن يقول: إن لحمها داء ولبنها شفاء أو دواء.
كيف؟ سبحان الله!!
احكم على هذا الحديث بالضعف ولا تبالي.انتهى كلامه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:15
حكم تشغيل القرآن في الأسواق ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن العادات الدارجة في هذا العصر تشغيل القرآن في الأسواق بحيث يسمع كل من في السوق إما بتشغيل شريط قرآن أو تشغيل إذاعة القرآن الكريم

والناس لا يكاد يوجد فيهم منصت بل كل سائر في لغطه بل ربما تلفظ ببعضهم بألفاظ سيئة والقرآن يطرق مسامعه

وقد وجدت كلاماً جيداً للإمام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة

قال الشيخ كما جامع المسائل المجموعة الثالثة ص 137 :" وأما قراءة القرآن في الأسواق والجِبايةُ على ذلك فهذا منهيّ عنه من وجهين:
أحدهما: من جهة قراءته لمسألةِ الناسِ، ففي الحديث: "اقرأوا القرآن واسألوا به اللهَ قبل أن يجيء أقوامٌ يقرأونه يسألون به الناسَ"
والثاني: من جهة ما في ذلك من ابتذال القرآن بقراءته لمن لا يستمع إليه ولا يُصغِي إليه"

الوجه الثاني ظاهر جداً في عصرنا والله المستعان ( تنبيه النقل نبهني عليه الأخ عبد الله التميمي )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:14
الكلام على حديث ( كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الترمذي في جامعه [ 14 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي عن الأعمش عن أنس قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
قال أبو عيسى هكذا روى محمد بن ربيعة عن الأعمش عن أنس هذا الحديث
وروى وكيع وأبو يحيى الحماني عن الأعمش قال قال بن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض وكلا الحديثين مرسل ويقال لم يسمع الأعمش من أنس ولا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال البزار في المسند 7549: حَدَّثنا عَبد الرحمن بن الأسود بن مأمول البغدادي ، حَدَّثنا مُحَمد بن ربيعة ، حَدَّثنا الأعمش ، عَن أَنَس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.

قال الطبراني في الأوسط 5118 : حدثنا محمد بن هشام المستملي قال حدثنا الحسين بن عبيد الله العجلي قال حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا اراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض .
يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد تفرد به الحسين بن عبيد الله العجلي

أقول : الحسين وضاع

قال الترمذي في العلل :" 8- حَدَّثَنا قتيبة ، حَدَّثَنا عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
وقال وكيع عن الأعمش قال قال ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة وتابعه يحيى الحماني.
فسألت مُحَمدًا عن هذا الحديث أيهما أصح فقال كلاهما مرسل ولم يقل أيهما أصح"

وجاء في علل الدارقطني :" 2462 - وسُئِل عَن حَديث سليمان الأعمش ، عن أنس ، قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
فقال : يرويه محمد بن ربيعة ، وعَبد السلام بن حرب ، وعمرو بن عبد الغفار ، عن الأعمش ، عن أنس.
وخالفهم وكيع ، واختُلِفَ عنه ؛
فروي عنه ، عن الأعمش ، عن ابن عُمَر مرسلاًً.
وقيل : عنه ، عن الأعمش ، عن القاسم ، عن ابن عُمَر.
ورواه يونس بن بكير ، عن الأعمش ، قال : حُدثت عن ابن عمر.
والحديث غير ثابت عن الأعمش"

قال البيهقي في الكبرى 465 : وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي أنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم من أصل كتابه ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي شيخ جليل ثنا وكيع ثنا الأعمش عن القاسم بن محمد عن بن عمر قال :" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من الأرض "

قال العلائي في جامع التحصيل :" وقال بن المديني الأعمش عن نافع يعني مولى بن عمر شيء لا يقبله القلب ليس هذا بشيء ذكره"

ويحتمل أن تكون رواية الأعمش عن القاسم أيضاً مرسلة فإن الأعمش كثير الإرسال الخفي

وهذا الطريق له علة قال البيهقي 467: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَرَادَ حَاجَةً لاَ يَرْفَعُ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأَرْضِ.

وقال ابن أبي شيبة في المصنف1145: حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش قال قال عبد الله بن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة برز حتى لا يرى أحدا وكان لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض

وعليه فإن الحديث لا يثبت فإن مداره على الأعمش ، وأقوى الأوجه عنه المنقطعة ، ورواية البيهقي التي اعتمدها من صحح الحديث غير محفوظة لذا لا تجد لها ذكراً في كلام البخاري ، وأشار إليها الدارقطني ثم ضعف الحديث

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:11
مذهب السادة الحنابلة في الصلاة خلف الأشاعرة ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد تكلمت في مقالاتي تقويم المعاصرين على المنهجية الفقهية عند المعاصرين ومزاياها وعيوبها

ولكن ظهر هذه الأيام فئة تذهب إلى الكتب المذهبية وتستخرج منها أقوالاً يخالف المشهور من فتوى المعاصرين وفي الغالب يكون فيما فيه نوع من التيسير وبعض ذلك حق ولكنه اجتزاء فظيع

فتراهم مثلاً يقولون لك هل تعلم أن في مذهب الحنابلة يجوز الجهر بالنية ( وفيه نزاع داخل المذهب أصلاً ونص الإمام المنع )

ويقولون خدمة الزوج لزوجها في المذهب الفلاني لا يجب

زيارة النساء للقبور مكروهة فقط

وتفصيلات بعض الفقهاء في أمر النمص

ويحددون هذا النوع من المسائل فقط

وأنا هنا سأسرد مجموعة من المسائل الموجودة في هذه الكتب المذهبية والتي يخالف فيها أهل الفتيا المعاصرون مشهور المذهب _ وليس كلهم ربما بعضهم _ ولكنها مسائل معكوسة بمعنى أن فيها تشديداً ويتعمد الطرف الذي يتحدث باستمرار عن تشدد السلفيين المعاصرين إخفاءها في غالبهم

المسألة الأولى : داعية الأشعرية كافر في المشهور من مذهب الحنابلة

جاء في الفروع لابن مفلح :" قَالَ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ كَفَّرْنَا فِيهَا الدَّاعِيَةَ فَإِنَّا نُفَسِّقُ الْمُقَلِّدَ فِيهَا كَمَنْ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ أَوْ أَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوقَةٌ أَوْ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ أَوْ أَنَّ أَسْمَاءَهُ مَخْلُوقَةٌ أَوْ أَنَّهُ لَا يَرَى فِي الْآخِرَةِ أو يسب الصَّحَابَةَ تَدَيُّنًا أَوْ أَنَّ الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ الِاعْتِقَادِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَمَنْ كَانَ عَالِمًا فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ يَدْعُو إلَيْهِ وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ فَهُوَ مَحْكُومٌ بِكُفْرِهِ نَصَّ أَحْمَدُ صَرِيحًا عَلَى ذَلِكَ"

وهذا النص نقله صاحب كشاف القناع

والقول بأن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة الأشاعرة يقولون ما هو أبلغ منه من القول بالحكاية ، والقول بأن الإيمان مجرد الاعتقاد هذا هو قولهم

ونسبة القول بأن الإيمان هو التصديق فقط للأشاعرة ذكرها أبو يعلى في كتاب الإيمان له ص 392

وقال ابن بطة من أئمة الحنابلة في الإبانة :" بَابٌ ذِكْرُ اللَّفْظِيَّةِ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ رَأْيِهِمْ وَمَقَالَاتِهِمْ وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ صِنْفًا مِنَ الْجَهْمِيَّةِ اعْتَقَدُوا بِمَكْرِ قُلُوبِهِمْ، وَخُبْثِ آرَائِهِمْ، وَقَبِيحِ أَهْوَائِهِمْ، أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِبِدْعَةٍ اخْتَرَعُوهَا، تَمْوِيهًا وَبَهْرَجَةً عَلَى الْعَامَّةِ، لِيَخْفَى كُفْرُهُمْ، وَيُسْتَغْمَضَ إِلْحَادُهُمْ عَلَى مَنْ قَلَّ عِلْمُهُ، وَضَعُفَتْ نَحِيزَتُهُ، فَقَالُوا: إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ وَقَالَهُ، فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَهَذَا الَّذِي نَتْلُوهُ وَنَقْرَؤهُ بِأَلْسِنَتِنَا، وَنَكْتُبُهُ فِي مَصَاحِفِنَا لَيْسَ هُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي هُوَ كَلَامُ اللَّهِ، هَذَا حِكَايَةٌ لِذَلِكَ، فَمَا نَقْرَؤُهُ نَحْنُ حِكَايَةٌ لِذَلِكَ الْقُرْآنِ بِأَلْفَاظِنَا نَحْنُ، وَأَلْفَاظُنَا بِهِ مَخْلُوقَةٌ، فَدَقَّقُوا فِي كُفْرِهِمْ، وَاحْتَالُوا لِإِدْخَالِ الْكُفْرِ عَلَى الْعَامَّةِ بِأَغْمَضِ مَسْلَكٍ، وَأَدَقِّ مَذْهَبٍ، وَأَخْفَى وَجْهٍ، فَلَمْ يَخْفَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ عَلَى جَهَابِذَةِ الْعُلَمَاءِ وَالنُّقَّادِ الْعُقَلَاءِ، حَتَّى بَهْرَجُوا مَا دَلَّسُوا، وَكَشَفُوا الْقِنَاعَ عَنْ قَبِيحِ مَا سَتَرُوهُ، فَظَهَرَ لِلْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ كُفْرُهُمْ وَإِلْحَادُهُمْ، وَكَانَ الَّذِي فَطَنَ لِذَلِكَ وَعَرَفَ مَوْضِعَ الْقَبِيحِ مِنْهُ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، وَالْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَاقِلُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ بَيَانُ كُفْرِهِمْ بَيِّنًا وَاضِحًا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ كَذَّبَهُمُ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ بِحَمْدِ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] وَلَمْ يَقُلْ: حَتَّى يَسْمَعَ حِكَايَةَ كَلَامِ اللَّهِ. وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]، فَأَخْبَرَ أَنَّ السَّامِعَ إِنَّمَا يَسْمَعُ إِلَى الْقُرْآنِ، وَلَمْ يَقُلْ: إِلَى حِكَايَةِ الْقُرْآنِ.
17.04.202513:10
الكلام على حديث : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال أحمد في مسنده 16957 : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ .
وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: " قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفقُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ "

وقال أحمد في مسنده 23814 : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا .

هذا اختلاف على سليم بن عامر والصواب رواية صفوان

قال في تهذيب التهذيب في ترجمة صفوان :" و قال علي ابن المديني : كان عند يحيى القطان أرفع من عبد الرحمن بن يزيد "

وقد غلط عبد الرحمن بن يزيد بن جابر في عدد من أحاديث سليم بن عامر

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 2127- وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الشَّفَاعَة

قَالَ أَبِي : هَذَا خَطَأٌ ، أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ جَابِرٍ ، لَمْ يَسْمَعْ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ شَيْئًا ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَوْفٍ نَفْسَانِ ، رَوَاهُ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الزَّبِيدِيِّ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
وَسَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : رَوَاهُ جَابِر بْن غانم ، عَنْ سُلَيْم بْن عَامِر ، عَنْ معدي كرب ، عَنْ عوف ، أسقط من الإسناد رجلاً ، وهو أَبُو راشد"

وقال ابن أبي حاتم في العلل :" 2143- وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ : تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ.
قَالَ أَبِي : هَذَا خَطَأٌ ، إِنَّمَا هُوَ مِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ لَمْ يُدْرِكِ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ"

وعليه فرواية ابن جابر خطأ

وتبقى رواية سليم بن عامر عن تميم وهل هي متصلة ؟

طعن أبو حاتم في سماع سليم بن عامر من عوف بن مالك ، وتميم أقدم وفاةً من عوف ، ولا يعتمد على إثبات ابن عساكر للسماع ، فإنه خالف أبا حاتم في عوف بن مالك والمقداد

وجازف فأثبت سماعه من أبي الدرداء وبين وفاتيهما (98) عاماً فلا أحسب والده أدرك أبا الدرداء فضلاً عنه هو

وعليه فإن الحديث فيه شبهة انقطاع قوية لا يمكن أن يثبت معها الحديث

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
04.05.202522:02
هؤلاء أولى من أبي حنيفة بالجرح أخي الجزائري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد قرأت كتاباً لبعض الجزائريين في وجوب البراءة من أهل البدع وعقدفيه فصلاً انتصر فيه للإجماع الذي نقله ابن أبي داود على جرح أبي حنيفة ونقل كلاماً لعدد من أئمة الهدى كسفيان والأوزاعي وأحمد ابن حنبل وابن المبارك والحمادين وغيرهم من أئمة الهدى الذين إليهم المرجع في هذا الباب ومن نازعهم فيه فقد نازع الأمر أهله نعوذ بالله من أخلاق الخوارج المارقة

ومن سلك غير سبيل هؤلاء فقد سلك غير سبيل المؤمنين ويخشى عليه من الوعيد

أيحسب المتورع أن الله عز وجل ، سيعذبه باتباعه للجرح المفسر الصادر من هؤلاء ، وأنه سيكون بمفازة من العذاب أو الوعيد إذا سب من أخذ بقولهم أو أرهبه

فأي الفريقين أولى بالأمن من أخذ بالإجماع الذي نقله ابن أبي داود وابن الجوزي وابن عبد البر وابن حبان على جرح أبي حنيفة ، أمن رد الجرح المفسر لعلماء الفن وعرض باتهامهم بالظلم بما يفتح باباً لكل زنادقة الدنيا للطعن في أهل الحديث وبعض التلميح أبلغ من التصريح

وقد أحسن ذلك الجزائري في بحثه وانفصل لنحو مما انفصلت إليه في كتابتي ( الترجيح بين أقوال المعدلين والمجرحين في أبي حنيفة )

غير أنني لاحظت أنه يحتفي بعدد من منكري الصفات خصوصاً صفة العلو من الأشاعرة وأضرابهم ويصفهم بالإمامة ويلتزم الترحم عليهم وهذا ما يتقيه مع أبي حنيفة لاعتقاده كلام السلف فيه

والحق أن هؤلاء أولى بالجرح من أبي حنيفة

وبيان ذلك من وجوه

أولها : تصريح ابن تيمية أن منكري العلو أخبث عند السلف من الرافضة والخوارج والقدرية

قال ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية (1/592) :" وجميع البدع كبدع الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية لها شبه في نصوص الأنبياء بخلاف بدعة الجهمية النفاة فإنه ليس معهم فيها دليل سمعي اصلا ولهذا كانت آخر البدع حدوثا بالإسلام ولما أحدثت أطلق السلف والأئمة القول بتكفير أهلها لعلمهم بأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق ولهذا يصير محققوهم إلى مثل فرعون مقدم المعطلة بل وينتصرون له ويعظمونه"

قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/41) :" ونقل اقوال السلف من القرون الثلاثة ومن نقل اقوالهم في اثبات ان الله فوق العرش يطول ولا يتسع له هذا الموضع ولكن نبهنا عليه
ولم يكن هذا عندهم من جنس مسائل النزاع التي يسوغ فيها الاجتهاد بل ولا كان هذا عندهم من جنس مسائل اهل البدع المشهورين في الامة كالخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة بل كان انكار هذا عندهم اعظم من هذا كله وكلامهم في ذلك مشهور متواتر
ولهذا قال الملقب بامام الائمة ابو بكر ابن خزيمة فيما رواه عنه الحاكم من لم يقل ان الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه وجب ان يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه ثم القي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه اهل القبلة ولا اهل الذمة كما روى عبد الله بن احمد بن حنبل في كتاب السنة عن عبد الرحمن بن مهدي الامام المشهور انه قال ليس في اصحاب الاهواء اشر من اصحاب جهم يدورون ان يقولوا ان الله لم يكلم موسى ويدورون ان يقولوا ليس في السماء شيء"

فمنكري العلو أخبث مقالة من ذي الخويصرة وعبد الله بن إباض ونافع الأزرق ونجدة الحروري وموالاة هؤلاء خيرٌ من موالاة أحد ممن ينكر العلو

وكذلك ما قاله ابن عمر في القدرية ( لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهباً ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر )

يقال من باب أولى في منكر العلو ولا يقال ( خدم الإسلام ) أو نحوها من العبارات بل يقال كما قال ابن عمر وهذا الذي قاله ابن عمر يصفه الخلوف بأنه مقالة الخوارج وهم أولى بهذا الوصف إذ أنهم خرجوا على فهم الصحابة واخترعوا لأنفسهم فهماً جديداً يجعل فيه منكر العلو خيراً من الخارجي الموحد والمرجيء الموحد بل من السني الموحد فلعنة الله على الظالمين والمجادلين عن الجهمية المعطلين

وقال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/45) :" بل هم مطبقون متفقون على انه نفسه فوق العرش وعلى ذم من ينكر ذلك بأعظم مما يذم به غيره من اهل البدع مثل القدرية والخوارج والروافض ونحوهم "

فمن زعم في بعض منكري العلو بأنه من ( أئمة الإسلام ) فليزعم ذلك في بعض الرافضة والخوارج والقدرية

ومن التزم وصف بعض منكري العلو بالإمامة والترحم عليه فليلتزم ذلك في بعض الخوارج والرافضة والقدرية

ومن أنكر على من يكفر هؤلاء فلينكر على من كفر الرافضة أو غلاة القدرية

وقد صنف ابن القيم _ رحمه الله ورضي عنه _ كتاباً أسماه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة الجهمية

فجعل منكري العلو في مقابل المسلمين ، وإنما أراد أشعرية عصره

بل اليهود والنصارى لا ينكرون علو الله على خلقه ولا حتى عباد الأوثان

بل حتى الجعد بن درهم في عتوه ما أنكر العلو ولو أنكر العلو لذكر ذلك القسري في خطبته لما قتله ولكان ذلك أعظم شناعة مما ذكر من نفي الكلام والخلة
04.05.202522:01
النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى أقوام يعبدون الأصنام وتلبسوا بالكثير من الرذائل ففي ثلاث وعشرين عاماً انتهى تنزيل الشريعة الكاملة
وأنتم لا أظن أنكم ستأخذون في الدعوة إلى التوحيد ثلاثة عشر عاماً ففي القول في حرية المعتقد مندوحة لكم عن هذا الأمر كله، فبقي عشر سنين ، ولن تدعوا المسلمين إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج
فالمسلمون يعرفون هذا جيداً.

وأما الجهاد فعلى ما رسم القرضاوي والزحيلي جهادنا اليوم دبلوماسي!
وهذا راجع للاجتهاد فأنتم أعلم بأمور دنياكم! وعامة المسلمين يقرون بحرمة شرب الخمر والزنا والقتل وغيرها من الفواحش، في المعاملات الشخصية الناس من غير شيء على أحكام الشريعة، فماذا بقي من الشريعة الإسلامية غير الحدود ومنع المنكرات؟

فهذه على أقصى تحديد تحتاج ثلاث سنوات فقط ، إذا كنا ندعو كفاراً أصليين وأما إذا كنا ندعو مسلمين صوتوا بـ(الأغلبية) للإسلاميين تشوفاً للإسلام فالأمر يحتاج إلى أقل من ذلك بكثير
إذا صدقت العزيمة!

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:15
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب لما استدلوا عليه بكلام ابن تيمية في إقامة الحجة كما في رسائله الشخصية ص177 :" وأما عبارة الشيخ التي لبسوا بها عليك، فهي أغلظ من هذا كله، ولو نقول بها لكفرنا كثيراً من المشاهير بأعيانهم؛ فإنه صرح فيها بأن المعين لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة. فإذا كان المعين يكفر إذا قامت عليه الحجة، فمن المعلوم أن قيامها ليس معناه أن يفهم كلام الله ورسوله مثل فهم أبي بكر رضي الله عنه، بل إذا بلغه كلام الله ورسوله، وخلا من شيء يعذر به، فهو كافر، كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقرآن مع قول الله:{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ }
وقوله:{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} 1. وإذا كان كلام الشيخ ليس في الشرك والردة، بل في المسائل الجزئيات، سواء كانت من الأصول أو الفروع، ومعلوم أنهم يذكرون في كتبهم في مسائل الصفات أو مسألة القرآن أو مسألة الاستواء أو غير ذلك مذهب السلف، ويذكرون أنه الذي أمر الله به ورسوله، والذي درج عليه هو وأصحابه، ثم يذكرون مذهب الأشعري أو غيره، ويرجحونه ويسبون من خالفه. فلو قدرنا أنها لم تقم الحجة على غالبهم، قامت على هذا المعين الذي يحكي المذهبين: مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، ثم يحكي مذهب الأشعري ومن معه؛ فكلام الشيخ في هذا النوع يقول: إن السلف كفّروا النوع، وأما المعين: فإن عرف الحق وخالف كفر بعينه، وإلا لم يكفّروا"

فمن هم هؤلاء المشاهير الذين عناهم الإمام المجدد

وكما أن مضمون قول الأشاعرة تضليل السلف وتجهيلهم فمضمون قول من يعدل أهل الرأي تجهيل السلف واتهامهم بالظلم ، ودعوى المصلحة في كتم السلف دعوى باطلة لأنها اقترن بها التكلم بنقيض كلام السلف فإذا كان من المصلحة ترك الكلام بالحق فهل من المصلحة التكلم بالباطل ؟

والتهويش بعدم وجود إجماع ليس بشيء

فإن الحجة ليست محصورة بالإجماع _ مع أن الإجماع هنا ثابت ثبوت الطود _

خذ مثلاً إبراهيم بن أبي يحيى الكذاب شيخ الشافعي كان الشافعي يعتمد روايته وجرحه الأئمة بالكذب فمن اعتمد روايته اليوم بعد كلام الأئمة فهو ضال صاحب هوى

ودعوى المصلحة إنما هي هروب من المباحثة العلمية وإعلان إفلاس

ولا أعلم أحداً يطلب من شخص السكوت عما يراه حقاً ، مع انتشار ما يراه باطلاً إلا بعض السفهاء اليوم

وبرهان الهوى أنهم لو وجدوا أي كلمة عن شخص يثني على أبي حنيفة فإنهم يذيعونها وينشرونها مع العلم أن هذا الشخص قد تكلم شيوخه وأقرانه ومن هم أعلم منه بجرح مفسر بل ربما ثبت عنه ما يخالف هذا

فدل على الهوى المترسخ وأن هذا الشخص لو كان تكلم بخلاف هذا الكلام لألقي كلامه عندهم في الحش

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:14
وأما كلامه في الفروع فله جمود كثير ، ومن غريب جموده أنه ذهب أن حديث ( حد الساحر ضربة بالسيف ) لو صح لا يدل على قتل الساحر
قال في المحلى (11/398) :" ولا حجة في مرسل ولو صح لما كان لهم فيه متعلق أصلا لانه إنما فيه حد الساحر ضربة بالسيف وليس فيه قتله والضربة قد تخطئ فتجرح فقط وقد تقتل فهم قد خالفوا هذا الخبر وأوجبوا قتله ولا بد"

وهذه من العجائب التي يعجز المرء عن التعليق عليها

وقال ابن عبد الهادي في طبقات عُلماء الحديث (3/ 350 _ 351) :" طالعت أكثر كتاب " الملل والنحل " لا بن حزم، فرأيته قد ذكر فيه عجائب كثيرة ونقولاً غريبة، وهو يدل على قوة ذكاء مؤلفه وكثرة اطلاعه، لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت من معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا تدل على معنى أصلاً "

وفي المجموع من كلام حماد الأنصاري لابنه عبد الأول (2/ 744) :" سمعت الوالد يقول: "ابن حزم قلّ أحدٌ من الأشاعرة يوازيه في العلم والفقه، وهو مع ذلك جهميّ جلْد"

وقد نقل ابن خلكان في وفيات الأعيان إجماع علماء عصره على تضليله وابن خلكان نفسه شيعي متستر إلا أن ما قاله سليم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

https://t.me/Abdullah_Alkulify
17.04.202513:11
المشهور من مذهب الحنابلة وغيرهم أن من ترك صلوات ولو عدة أيام فإنه يجب عليه قضاؤها

قَالَ فِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُد فِيمَنْ تَرَكَ صَلَاةَ سَنَةٍ: يُصَلِّيهَا، وَيُعِيدُ كُلَّ صَلَاةٍ صَلَّاهَا وَهُوَ ذَاكِرٌ لِمَا تَرَكَ مِنْ الصَّلَاةِ

المسألة الثالثة : نجاسة الدم

مذهب الحنابلة بل كل المذاهب الحكم بنجاسة الدم

المسألة الرابعة : نجاسة الخمر

وهذا أيضاً فيه اتفاق وإنما خالف ربيعة الرأي في هذا فحسب

المسألة الخامسة : عدم جواز الجمع في المطر في الصلوات النهارية

وهذا المشهور من مذهب الحنابلة ، وبعض المذاهب تمنع من الجمع مطلقاً

المسألة السادسة : عدم جواز تأخير الأضحية إلى يوم الثالث عشر

وادعى الإمام أحمد اتفاق الصحابة على هذه المسألة

المسألة السابعة : الحلف بالطلاق والطلاق ثلاثاً كلها تقع

وهذه من أهم المسائل التي ينبغي إشهارها للعامة أهم من إشهار اجتهاد خاص في كراهية التدخين فقط !

المسألة الثامنة : نكاح التحليل باطل

المسألة التاسعة : يكره الخضاب بالسواد للرجال وكان الإمام يحلف على هذه المسألة

المسألة العاشرة : لا يجوز للحائض المكث في المسجد ولا قراءة القرآن ولو من غيب ولا الطواف في البيت بأي حال

المسألة الحادية عشر : الجنب لا يجوز له أن يقرأ القرآن ولو غيباً

المسألة الثانية عشر : والتي أعلم يقيناً أنهم سيكتمونها بكل ما أوتوا من قوة كراهية الإمام لخروج النساء في صلاة العيدين

جاء في مسائل صالح 489 - وَسَأَلته عَن النِّسَاء يخْرجن إِلَى الْعِيدَيْنِ قَالَ لَا يُعجبنِي فِي زَمَاننَا هَذَا لِأَنَّهُ فتْنَة

وجاء في مسائل عبد الله 480 - حَدثنَا قَالَ سَمِعت ابي سُئِلَ عَن النِّسَاء يخْرجن الى الْعِيدَيْنِ قَالَ لَا يُعجبنِي فِي زَمَاننَا هَذَا لِأَنَّهُنَّ فتْنَة

وفي زاد المسافر روايات أخرى ومال إليه غلام الخلال

قال ابن قدامة في المغني وهو مرجحي جواز خروجهن :" وَقَوْلُ عَائِشَةَ مُخْتَصٌّ بِمَنْ أَحْدَثَتْ دُونَ غَيْرِهَا، وَلَا شَكَّ بِأَنَّ تِلْكَ يُكْرَهُ لَهَا الْخُرُوجُ وَإِنَّمَا يُسْتَحَبُّ لَهُنَّ الْخُرُوجُ غَيْرَ مُتَطَيِّبَاتٍ وَلَا يَلْبَسْنَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ وَلَا زِينَةٍ، وَلَا يَخْرُجْنَ فِي ثِيَابِ الْبِذْلَةِ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ» _ يعني غير متعطرات _ . وَلَا يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ، بَلْ يَكُنَّ نَاحِيَةً مِنْهُمْ"

فهل هذه صفة الخروج اليوم ؟

وَقَالَ الْقَاضِي ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ غَيْرُ مُسْتَحَبٍّ

وكلام أحمد في هذه المسألة لو نزلناه على مسألة كشف الوجه والكفين أيضاً ما يكون ؟

المسألة الثالثة عشر : مس المرأة بشهوة ينقض الوضوء

المسألة الرابعة عشر : لا نفقة للناشز الخارجة من بيت زوجها بلا بأس في الطلاق الرجعي ولا نفقة بعد انتهاء العدة

المسألة الخامسة عشر : لا تظهر المرأة ذهبها للأجانب

قال الخلال في أحكام النساء 86 - وأخبرني محمد بن علي، قال: حدثنا أبو بكر الأثرم، قال: قلت لأبي عبد الله: فالذهب للنساء، ما تقول فيه؟ قال: أما للنساء فهو جائز إذا لم تظهره إلا لبعلها، قلت له: أي حديث في هذا أثبت؟ قال: أليسْ فيه حديث سعيد بن أبي هند؟! قلت: ذاك مرسل، قال: وإن كان، ثم قال: أليس فيه حديث أخت حذيفة؟! قلت: ذاك على الكراهية، قال: إنما كره أن تظهره في ذاك الحديث، قال: ما أنكر امرأة تحلَّى بذهب تظهره، قلت: وكيف يمكنها ألا تظهره؟ قال: تظهره لبعلها، يكون خاتم ذهب، تغطي يدها إلا عند بعلها.
87 - أخبرني محمد بن الحسن، أن الفضل بن زياد حدثهم، قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: ما تقول في الذهب للنساء؟ قال: مالم تظهره المرأة فإني أرجو ألا يكون به بأس، قلت له: وكيف تخفيه؟ قال: لتغطه، لا تظهره إلا عند بعلها.
وقبل الانتهاء أود التعليق على أسطورة تشدد مذهب الحنابلة

أذكر ما قلته في ردي على المتحاذق مختار الطيباوي حيث قلت :" فلا يخلو مذهب من تشديدات ومذهب أحمد فيه يسر لا يوجد في مذاهب الآخرين في مسائل كثيرة

فمن ذلك أنه يرى أن مس المرأة بشهوة ينقض وهو مذهب عامة الصحابة والشافعي يرى أن مسها مطلقاً ناقض بشهوة وبغير شهوة

والشافعي يمنع من شركة الأبدان وغيرها من الشركات للغرر وأحمد يبيح لأنه غرر يسير

ومالك والشافعي وأبو حنيفة يمنعون من بيع العربون وأحمد وحده يبيحه ومعه أثر عن عمر

ومالك والشافعي وأهل الرأي يمنعون من جلوس الجنب في المسجد وأحمد يبيحه لمن توضأ

ومذهب الشافعي في المسح على الجبيرة من أشد ما يكون حيث يوجب عليه الصلاة والإعادة وأحمد لا يوجب الإعادة

والثلاثة يمنعون من وقوف الحاج في عرفة قبل الزوال وأحمد يبيحه محتجاً بحديث عروة بن مضرس والأفضل عنده بعد الزوال

وأهل الرأي يمنعون من الجمع بين الصلوات إلا الجمع الصوري ويحرمون لحم الخيل وأحمد يخالفهم في هذا
17.04.202513:10
تبديد الشبهات العقلية على حد الردة ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد طرح علي أحد أصدقائي إشكالات حول حد الردة طرحها عليه بعض الموسوسين المتأثرين بما يسمى بالفكر الليبرالي ، فأجبت بما يتناسب مع مستوى صاحبي العلمي والعقلي وبدا لي تقييد خلاصة هذه الأجوبة عسى الله أن ينفع بها

فكان مما قلت : أن افتراض حرية الإنسان في العقيدة فرضية باطلة فالمرء عبد ونفسه ليست ملكاً له بل هي ملك لله عز وجل ولو كانت ملكاً له فليدفع ملك الموت إذا جاءه ، فإذا تقرر ذلك فالله عز وجل له حق التصرف التام بما يملك وأن يفرض العقوبة تخرج بها هذه الروح ويأمر عباده المؤمنين بتنفيذها

وهذا الجواب كنت قد استوحيته من قول إياس بن معاوية :" مَا ناظرت بعقلي كُله إِلَّا الْقَدَرِيَّة قلت لَهُم مَا الظُّلم قَالُوا أَن تَأْخُذ مَا لَيْسَ لَك قلت فَللَّه كل شَيْء"

ثم إن مما قلت أن الكفر جريمة وكما أن القوانين البشرية التي يؤمن بها هؤلاء المفتونين تعاقب على الجرائم فالكفر أعظم جريمة يفعلها البشر

وجعل عقوبة عليها في الدنيا من الرحمة بالواقع فيها فإن تسليط عليه يجعله على ذكر لها وعلى تأهب مستمر لتركها ، فأما إذا ترك لكفره أو ضلاله دون نصيحة أو عقوبة فهذا بمنزلة ترك المريض بمرضه دون علاج حتى يهلك ، أو ترك صاحب المرض المعدي يعيش بين الناس ويعديهم بجربه

وقد سمى الله الكفار مجرمين ، والإشكال عند المؤمنين بما يسمى بحقوق الإنسان من وجهين

الأول : عدم التسليم لحكم الله

الثاني : عدم اعتبار الكفر جريمة

وكان من الاعتراضات الضعيفة قولهم ( لو كان إنسان أسلم إسلاماً تقليدياً ثم اقتنع بمذهب آخر كيف تحاسبونه على من لم يختر )

وجوابه : أن الإسلام والفطرة هما الأصل في الإنسان ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالفطرة ضرورة يضطرها كل إنسان والوالدان إذا كان كافرين فإنما يغيران مقتضى هذه الضرورة ولكن يبقى في الإنسان التأهب التام للعودة للفطرة

ثم إن من جاءه الإسلام بلا عناء أحق بالعقوبة ممن تعنى إليه ثم تركه

ثم إن رب العالمين أخذ الميثاق على العباد وهم في عالم الذر فالكفر نقض للميثاق وهذه جريمة يستحق عليها المرء العقوبة بحسبها ، وقد اتفق العقلاء على العقوبة الأخروية في حق من بلغه الدليل والمرتد قد بلغه ولا بد

فإنه يكابر دلالة الفطرة والعقل والنص الذي بلغه ( والنص يجمع دلالات هذه كلها )

وكون المرء يقتنع بغير الإسلام بعد أن عرف الإسلام هذه فرضية غير واردة أبداً ، فالفرق بين الكفر والإيمان أعظم من الفرق بين الليل والنهار فمن استواء الأمرين أو زعم أن الليل أنور من النهار كان مكابراً لضرورة الحس

ولهذا قال هرقل :" وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ"

قال ابن القيم في بدائع الفوائد (4/1115) :" ومن ذلك قوله تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ثم إليه ترجعون فهذا استدلال قاطع على أن الإيمان بالله تعالى أمر مستقر في الفطر والعقول وأنه لا عذر لأحد في الكفر به البتة"

وكلام ابن القيم هنا يعتبره بعض الجهلة قولاً للغلاة وقد قيد ما قاله هنا في طريق الهجرتين فاستنثنى الكافر الذي لم يعرف إلا الكفر وكان متشوفاً للحق فمع إقراره كافر بالدنيا إلا أنه في الآخرة من أهل الفترة

ويضاف إلى كلام ابن القيم أمر النص فعلى سبيل المثال جهمي خالف دلالة العقل والفطرة والنص على علو الله عز وجل على خلقه هل يكون له عذر على كلام ابن القيم ؟

سؤال أترك إجابته لمن جندوا أنفسهم للدفاع عن أهل التجهم وأذية الموحدين والله حسيبهم

وعوداً على الموضوع الأصل : قد بينت للأخ بالأمس أن حد الردة له نظير في القرآن في قصة أصحاب العجل

قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

فهؤلاء ارتدوا وتابوا ومع ذلك كان من تمام توبتهم استسلامهم للقتل وهذه قصة معروفة كل أصحاب الكتب اليهود والنصارى والمسلمين

فإذا كان قتل المرتد الذي أصر على كفره بعد الاستتابة ظلماً فإن قتل أصحاب العجل كذلك وهم أولى بدرء القتل عنهم فهم تائبون

وإن لم يكن كذلك وهذا يقر به عامة بني آدم يكون قد تم الجواب وسبحان من أعمى بصائر الزنادقة المنكرين لحد الردة عن هذا البرهان الجلي المبطل لاعتراضهم العقلي الذي هو أساس شغبهم في المسألة (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا)
Көрсөтүлдү 1 - 24 ичинде 72
Көбүрөөк функцияларды ачуу үчүн кириңиз.