05.05.202522:16
كلُّهم -ليس الكيان وحده- قد آذنهم الله بالحرب، إذ عادَوا أولياءه في قطاع غزة.
Not the Zionist entity alone, but all its allies as well — Allah has declared war upon them for their hostility toward His pious worshippers in Gaza.
Not the Zionist entity alone, but all its allies as well — Allah has declared war upon them for their hostility toward His pious worshippers in Gaza.
02.05.202521:54
"والإمارات العربية كانت بالعشرات، ولكنها بدت خاوية كأنما تسكنها أشباح، وسيوف الفرنجة تفتك بإخوتهم عند حدودهم، بل كانت كل إمارة تقف ساكنة حتى يفرغ لها الغزاة فيهاجمونها.
إن التفسير الوحيد لاستطاعة الغزوة القادمة من وراء البحر والمتخلفة حضاريًّا أن تنفذ في الجسم العربي، وتستقر في أرضنا قرنين من الزمان، أنها نفذت في جسم فقد رغبته في المقاومة قبل أن يفقد قدرته عليها" (ص: 22–23).
إن التفسير الوحيد لاستطاعة الغزوة القادمة من وراء البحر والمتخلفة حضاريًّا أن تنفذ في الجسم العربي، وتستقر في أرضنا قرنين من الزمان، أنها نفذت في جسم فقد رغبته في المقاومة قبل أن يفقد قدرته عليها" (ص: 22–23).
🖋️ لمحات من حطين، محمد جلال كشك


01.05.202517:27
28.04.202516:27
أولئك أعظم درجة عند الله
في قوله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 19]، نبَّه سبحانه إلى تفضيل الإيمان والجهاد على السقاية وعمارة المسجد الحرام على وجه التلويح. ثم أتبع ذلك بذكر هذا التفضيل على سبيل التصريح في الآية التالية، فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20].
وبيَّن سبحانه أن من كان موصوفًا بهذه الصفات الأربع كان أعظم درجة عند الله ممن اتصف بالسقاية والعمارة. وهذه الصفات الأربع هي: الإيمان، والهجرة، والجهاد في سبيل الله بالمال، والجهاد بالنفس.
وإنما قلنا إن الموصوفين بهذه الصفات الأربع في غاية الجلالة والرفعة؛ لأن الإنسان ليس له إلا مجموع أمور ثلاثة: الروح، والبدن، والمال.
أما الروح، فلما زال عنها الكفر وحصل فيها الإيمان، فقد وصلت إلى مراتب السعادات اللائقة بها. وأما البدن والمال، فبسبب الهجرة وقعا في النقصان، وبسبب الاشتغال بالجهاد صَارَا مُعَرَّضَيْنِ للهلاك.
ولا شك أن النفس والمال محبوب الإنسان، والإنسان لا يُعْرِضُ عن محبوبه إلا للفوز بمحبة أكمل من الأولى. فلولا أن طلب الرضوان أعظم عندهم من حب النفس والمال، لما رجَّحوا جانب الآخرة على جانب النفس والمال، ولما رَضُوا بإهدار النفس والمال طلبًا لمرضات الله تعالى. فثبت أن عند حصول الصفات الأربع، يصبح الإنسان واصلًا إلى آخر درجات البشرية، وأول مراتب درجات الملائكة.
وأي مناسبة بين هذه الدرجة العالية، وبين الإقدام على السقاية والعمارة لمجرد الاقتداء بالآباء والأسلاف، أو لطلب الرياسة والسمعة؟
واعلم أن الله تعالى لم يقل: "أعظم درجة من المشتغلين بالسقاية والعمارة"؛ لأن تعيين ذكرهم قد يوهم أن فضيلتهم إنما حصلت بالنسبة إليهم فقط. فلما ترك ذكر المرجوح، دلَّ ذلك على أنهم أفضل من كل من سواهم على الإطلاق؛ لأنه لا يُعقل حصول سعادة وفضيلة للإنسان أعلى وأكمل من هذه الصفات.
🖋 الإمام الرازي
27.04.202521:08
وضع طوفان الأقصى جميع الأطراف أمام مكاشفة مع الذات، واختبر -ولا يزال- انتماءهم لفلسطين نظريًّا وعمليًّا، سواء الأنظمة الرسمية، أو معارضيها الإصلاحيين والثوار. والواقع أن الحقيقة كانت -في معظم الحالات- أقل من الشعار.
24.04.202519:22
إحدى الفوائد التي ذكرها الإمام الرازي لحذف مفعول الفعل «قلا» في قوله تعالى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ هي إفادةُ الإطلاق: أي أنّ الله -سبحانه- مَا قَلَاكَ، وَلَا قلا أحد مِنْ أَصْحَابِكَ، وَلَا أَحَدًا مِمَّنْ أَحَبَّكَ إِلَى قِيَامِ الْقِيَامَةِ، تَقْرِيرًا لِقَوْلِهِ ﷺ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».
04.05.202516:47
الرد الحقيقي على استكبار العدو ما يراه لا ما يسمعه. كلهم يتحدثون، وحدها المقاومة تعمل.
The true response to the enemy's arrogance is what it sees, not what it hears. Everyone talks; only the resistance acts.
The true response to the enemy's arrogance is what it sees, not what it hears. Everyone talks; only the resistance acts.
01.05.202517:31
30.04.202513:09
اللهم املأ قلوب أعدائنا نارًا، واملأ بيوتهم نارًا، واملأ قبورهم نارًا.
اللهم آمين
27.04.202521:38
The world saw the massacre in all its details. It saw it, and in fact, desired it and was content with it; the message was clear: "Do not resist," or else your fate will be like Gaza's.
When we ask in every calamity that befalls us: Where is the world? We are not merely increasing Allah's argument against it, but we are enlightening our generations with the locations of our vengeance and the map of enemies and allies that has been written in blood.
When we ask in every calamity that befalls us: Where is the world? We are not merely increasing Allah's argument against it, but we are enlightening our generations with the locations of our vengeance and the map of enemies and allies that has been written in blood.
26.04.202509:51
Ibn ʿAbbās said regarding His –Exalted is He– saying (Āl ʿImrān, 3:103): "And you were on the edge of a pit of the Fire, and He saved you from it": "Allah saved you through Muhammad ﷺ."
24.04.202515:49
يقول الله -عز وجل-: {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11]. قال المشركون: لو كان ما عليه المسلمون حقًّا لصانهم الله تعالى عن المصائب، فأنزل الله هذه الآية ردًّا عليهم، وبيانًا أنّ كلّ شيءٍ بإرادته سبحانه. ثمّ بيّن أنّ الإيمان الحقّ يعصم القلوب عند ورود المصائب؛ إذ من يؤمن بالله يَهدِ الله قلبه، فيعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيصبر ويحتسب ويستسلم لقضاء الله.
ويُلاحَظ في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} اقتران «السبب» بـ«النتيجة»: الإيمان سبب، والهداية نتيجة. وفي ضوء ذلك، يبدو لي في تأمل الآية هذان الوجهان:
هذا الإيمان الذي يهدي القلوب، ما مصدره؟ يأتي الإيمان من الأعمال الصالحة التي يفعلها العبد، سواء أعمال القلوب، كالتصديق والإخلاص، أو أعمال الجوارح التعبُّدية، كالصلاة والصيام، أو أعمال الجوارح التعامُلية، كبِرِّ الوالدين، وحسن الجوار، والالتزام بالمهنية في الإدارة.
يُخزَّن التيّار الكهربائي في البطارية على صورة طاقةٍ يمكن استعمالها حين الحاجة، وكذلك الأعمال الصالحة تُخزَّن في القلب على هيئة إيمانٍ يتجلَّى على صورة هدايةٍ عند وجود الدواعي المقتضية.
في ضوء ذلك، يمكن تفسير سبب الصبر العجيب الذي يبديه مئات الآباء والأمهات والأبناء عند فقدهم أعزَّ أحبابهم زرافات ووحدانا في هذه الحرب البربرية؛ ففي اللحظة التي تتصدّع فيها الأفئدة وتطيش العقول، وعند الصدمة الأولى، وعلى الهواء مباشرة، يتكلّم أهل البلاء -بعفوية- بكلامٍ أشبهَ ما يكون بكلام العلماء والأولياء.
إبان حصار جباليا، سمعتُ رجلًا يقول -وأطفاله شهداء بين يديه- ما نصّه: «الله اشترى، واِحْنا بِعْنا، والمقابل الجنة، إمّا النصر أو الشهادة، غير هيك فِش». حين رجعتُ إلى ظلال القرآن، وجدتُ فيه ما نصّه: «حقيقة هذه البيعة أنّ الله -سبحانه- قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم؛ فلم يَعُدْ لهم منها شيء. والثمن هو الجنة، والطريق هو الجهاد والقتل والقتال، والنهاية هي النصر أو الاستشهاد». حينها أدركتُ أنّ أكثرَ مَن يفهم مراداتِ الله من القرآن هو مَن يعيش ظروفًا مشابهة لظروف تنزُّله.
هذا الصبر لا يمكن تفسيره -خاصةً في ضوء انعدام الأسباب المادية تقريبًا- إلا على أنه من هدايات الإيمان المستقرّ في القلوب. كما أنه، في الوقت نفسه، ثمرةٌ من ثمار الجهد الدعوي الذي بذله الدعاة والمصلحون خلال السنوات الماضية، وهذا المعنى تحدّث عنه د. نور رياض عيد في منشورٍ بعنوان: «الجهد الدعوي المثمر».
لما كان إيمان الناس متفاوتًا كانت الهداية المترتبة عليه متفاوتة، فعلى قَدْر الإيمان تكون الهداية، وبقدر ضعفه أو فقده يكون الحرمان منها. وفيما يتعلق بالتعامل مع الأقدار الإلهية المؤلمة، التي تحلّ بالعبد، وليس له حيلةٌ في دفعها، فإن للعبد فيها أربع مقاماتٍ، مرتَّبة من الأدنى إلى الأعلى، على النحو التالي:
1. مقام العجز: وهو مقام الجزع والشكوى والسخط، وهذا ما لا يفعله إلا أقلُّ الناس عقلًا ودينًا ومروءة، وهو حرامٌ من كبائر الذنوب.
2. مقام الصبر: إما لله، وإما للمروءة الإنسانية. والصبر هو حبس النفس عن الجزع؛ وذلك بحبس القلب عن التسخّط، واللسان عن الشكوى إلى غير الله، والجوارح عن اللطم، وشق الثياب، ونحوها. وهو مرتبة المقتصدين، وهو واجبٌ بالاتفاق.
3. مقام الرضا: وهو سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد، أنه اختار له الأفضل فيرضى به؛ ولذا تستوي لديه السَّرَّاء والضَّرَّاء، فتغدو المصيبة والنعمة سواء، ولا يتمنى غير حاله التي هو عليها، بخلاف الصابر.
وقد اختلف العلماء: هل الرضا واجب فيكون من أعمال المقتصدين، أم مستحب فيكون من أعمال المُقرَّبين؟
وفي بيانه للفرق بين الصبر والرضا، يقول ابن القيم: «وكثير من الناس يصبر على المقدور، فلا يسخط، وهو غير راضٍ به، فالرضا أمر آخر، وقد أشكل على بعض الناس اجتماع الرضا مع التألّم، وظنّ أنهما متباينان؛ وليس كما ظن، فالمريض الشارب للدواء الكريه متألّمٌ به، راضٍ به، والصائم في شهر رمضان، في شدّة الحر، متألّمٌ بصومه، راضٍ به، والبخيل متألّمٌ بإخراج زكاة ماله، راضٍ بها؛ فالتألّم كما لا ينافي الصبر، لا ينافي الرضا به» (ابن القيم).
4. مقام الشكر: وفيه يشهد العبدُ البليّةَ نعمةً، فيشكر المُبتلي عليها، وهو من أعمال المقرَّبين.
تأسيسًا على ما سبق، فإن فائدة الأعمال الصالحة تتجاوز فكرة الحصول على الثواب؛ لأن من فوائدها العظيمة ذلك الإيمان المستقر في القلب وتلك الهداية التي تظهر على الجوارح عند وجود الأسباب المقتضية. وأن مَن يؤمن بالله يَهْدِ قلبَه بالصبر، أو الرضا، أو الشكر، وعلى قدر الإيمان تكون الهداية. نسأل الله أن يزرقنا أحسن العمل، وأرسخ الإيمان، وأكمل الهداية، اللهم آمين.
ويُلاحَظ في قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} اقتران «السبب» بـ«النتيجة»: الإيمان سبب، والهداية نتيجة. وفي ضوء ذلك، يبدو لي في تأمل الآية هذان الوجهان:
الوجه الأول: مصدر الإيمان
هذا الإيمان الذي يهدي القلوب، ما مصدره؟ يأتي الإيمان من الأعمال الصالحة التي يفعلها العبد، سواء أعمال القلوب، كالتصديق والإخلاص، أو أعمال الجوارح التعبُّدية، كالصلاة والصيام، أو أعمال الجوارح التعامُلية، كبِرِّ الوالدين، وحسن الجوار، والالتزام بالمهنية في الإدارة.
يُخزَّن التيّار الكهربائي في البطارية على صورة طاقةٍ يمكن استعمالها حين الحاجة، وكذلك الأعمال الصالحة تُخزَّن في القلب على هيئة إيمانٍ يتجلَّى على صورة هدايةٍ عند وجود الدواعي المقتضية.
في ضوء ذلك، يمكن تفسير سبب الصبر العجيب الذي يبديه مئات الآباء والأمهات والأبناء عند فقدهم أعزَّ أحبابهم زرافات ووحدانا في هذه الحرب البربرية؛ ففي اللحظة التي تتصدّع فيها الأفئدة وتطيش العقول، وعند الصدمة الأولى، وعلى الهواء مباشرة، يتكلّم أهل البلاء -بعفوية- بكلامٍ أشبهَ ما يكون بكلام العلماء والأولياء.
إبان حصار جباليا، سمعتُ رجلًا يقول -وأطفاله شهداء بين يديه- ما نصّه: «الله اشترى، واِحْنا بِعْنا، والمقابل الجنة، إمّا النصر أو الشهادة، غير هيك فِش». حين رجعتُ إلى ظلال القرآن، وجدتُ فيه ما نصّه: «حقيقة هذه البيعة أنّ الله -سبحانه- قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم؛ فلم يَعُدْ لهم منها شيء. والثمن هو الجنة، والطريق هو الجهاد والقتل والقتال، والنهاية هي النصر أو الاستشهاد». حينها أدركتُ أنّ أكثرَ مَن يفهم مراداتِ الله من القرآن هو مَن يعيش ظروفًا مشابهة لظروف تنزُّله.
هذا الصبر لا يمكن تفسيره -خاصةً في ضوء انعدام الأسباب المادية تقريبًا- إلا على أنه من هدايات الإيمان المستقرّ في القلوب. كما أنه، في الوقت نفسه، ثمرةٌ من ثمار الجهد الدعوي الذي بذله الدعاة والمصلحون خلال السنوات الماضية، وهذا المعنى تحدّث عنه د. نور رياض عيد في منشورٍ بعنوان: «الجهد الدعوي المثمر».
الوجه الثاني: مراتب الهداية
لما كان إيمان الناس متفاوتًا كانت الهداية المترتبة عليه متفاوتة، فعلى قَدْر الإيمان تكون الهداية، وبقدر ضعفه أو فقده يكون الحرمان منها. وفيما يتعلق بالتعامل مع الأقدار الإلهية المؤلمة، التي تحلّ بالعبد، وليس له حيلةٌ في دفعها، فإن للعبد فيها أربع مقاماتٍ، مرتَّبة من الأدنى إلى الأعلى، على النحو التالي:
1. مقام العجز: وهو مقام الجزع والشكوى والسخط، وهذا ما لا يفعله إلا أقلُّ الناس عقلًا ودينًا ومروءة، وهو حرامٌ من كبائر الذنوب.
2. مقام الصبر: إما لله، وإما للمروءة الإنسانية. والصبر هو حبس النفس عن الجزع؛ وذلك بحبس القلب عن التسخّط، واللسان عن الشكوى إلى غير الله، والجوارح عن اللطم، وشق الثياب، ونحوها. وهو مرتبة المقتصدين، وهو واجبٌ بالاتفاق.
3. مقام الرضا: وهو سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد، أنه اختار له الأفضل فيرضى به؛ ولذا تستوي لديه السَّرَّاء والضَّرَّاء، فتغدو المصيبة والنعمة سواء، ولا يتمنى غير حاله التي هو عليها، بخلاف الصابر.
وقد اختلف العلماء: هل الرضا واجب فيكون من أعمال المقتصدين، أم مستحب فيكون من أعمال المُقرَّبين؟
وفي بيانه للفرق بين الصبر والرضا، يقول ابن القيم: «وكثير من الناس يصبر على المقدور، فلا يسخط، وهو غير راضٍ به، فالرضا أمر آخر، وقد أشكل على بعض الناس اجتماع الرضا مع التألّم، وظنّ أنهما متباينان؛ وليس كما ظن، فالمريض الشارب للدواء الكريه متألّمٌ به، راضٍ به، والصائم في شهر رمضان، في شدّة الحر، متألّمٌ بصومه، راضٍ به، والبخيل متألّمٌ بإخراج زكاة ماله، راضٍ بها؛ فالتألّم كما لا ينافي الصبر، لا ينافي الرضا به» (ابن القيم).
4. مقام الشكر: وفيه يشهد العبدُ البليّةَ نعمةً، فيشكر المُبتلي عليها، وهو من أعمال المقرَّبين.
تأسيسًا على ما سبق، فإن فائدة الأعمال الصالحة تتجاوز فكرة الحصول على الثواب؛ لأن من فوائدها العظيمة ذلك الإيمان المستقر في القلب وتلك الهداية التي تظهر على الجوارح عند وجود الأسباب المقتضية. وأن مَن يؤمن بالله يَهْدِ قلبَه بالصبر، أو الرضا، أو الشكر، وعلى قدر الإيمان تكون الهداية. نسأل الله أن يزرقنا أحسن العمل، وأرسخ الإيمان، وأكمل الهداية، اللهم آمين.
03.05.202515:18
When the harm inflicted by Quraysh intensified against the Prophet ﷺ and his companions, he ﷺ set out on foot to al-Ṭā’if, seeking support from the tribe of Thaqīf and hoping they would accept the truth he brought. However, the people of al-Ṭā’if did not respond positively; instead, they incited their foolish ones against him. They insulted him, shouted at him, and pelted him with stones until his blessed feet bled. Zayd ibn Hārithah was shielding him with his own body, and he too was injured, sustaining wounds to his head.
The Prophet ﷺ then turned back to Makkah, his homeland that had expelled the best of its people. Zayd ibn Hārithah asked him, “How will you enter again when they have driven you out?”
The Prophet ﷺ replied, “O Zayd, indeed Allah will bring relief and a way out from what you see. Verily, Allah will support His religion and make His Prophet victorious.”
The Prophet ﷺ entered Makkah under the protection of al-Muṭʿim ibn ʿAdī, and this was the first sign of relief. Just three years later came the Hijrah to Madinah, where the Prophet ﷺ established the first Islamic state.
The Prophet ﷺ then turned back to Makkah, his homeland that had expelled the best of its people. Zayd ibn Hārithah asked him, “How will you enter again when they have driven you out?”
The Prophet ﷺ replied, “O Zayd, indeed Allah will bring relief and a way out from what you see. Verily, Allah will support His religion and make His Prophet victorious.”
The Prophet ﷺ entered Makkah under the protection of al-Muṭʿim ibn ʿAdī, and this was the first sign of relief. Just three years later came the Hijrah to Madinah, where the Prophet ﷺ established the first Islamic state.
01.05.202517:28
فالجماهير في طرابلس كانت تقاتل ضد الحصار الصليبي المتفوق، وصمدت الجماهير وهي تنتظر وصول الأسطول الفاطمي من مصر، أكبر دولة عربية وقتها وصاحبة السيادة على الشام. وفي صبيحة يوم تناقلوا نبأ وصول سفينة خاصة قادمة من مصر تحمل رسولًا خاصًّا من الخليفة الفاطمي، وتطلعوا إلى السفينة والرسول يتوقعون نجدة أو تعليمات خاصة فيما هم فيه.
فإذا بهم يعرفون أن مهمة الرسول الخاص هي البحث عن فتاة جميلة بلغ صيتها القاهرة، فأرسل الخليفة يطلبها، كما يطلب كمية من أخشاب المشمش تصلح لصنع عود لزوم الفرقة الموسيقية بقصر الخليفة!
وكانت الصدمة النفسية العنيفة التي أدت إلى تخاذل الجماهير عن القتال، وسقطت المدينة في يد المحاصرين.
فهذه الجماهير التي وضعت ثقتها خطأ في القيادات المهترئة، ارتكبت خطأ أفحش عندما تخلت عن القتال لمجرد افتضاح حقيقة هذه القيادات، ولكنها كانت مجرد مرحلة طبيعية، انتقلت الجماهير من الثقة الخاطئة في قيادات عاجزة إلى السلبية واليأس، ثم تخطتها سريعًا إلى مرحلة تحمل المسؤولية، ثم مرحلة الالتفاف حول القيادة الجديدة التي ستنبثق عنها حركة الأحداث" (ص 23-24).
6. "وأول إنجازات القيادة الجديدة هو توحيد الجماهير. فعلى صعيد الجماهير المسلمة، أنهى صلاح الدين التأزم الذي كان يمزق الجماهير بين المذهبين السني والشيعي، عندما فرض احترام جميع المذاهب، وكفالة حرية الاعتقاد للجميع.
وعلى صعيد علاقات المسلمين بمواطنيهم من
غير المسلمين، وجد أن الطابع العنصري لغزوة الفرنجة يهدد بتمزيق وحدة الجماهير. وكان الغزاة يحاولون الاستفادة من الصيغة الدينية لحربهم بإثارة العنصرية في الجماهير، مستغلين في ذلك عنصرية وتعصب القيادات المهترئة التي مارست قبل الغزو التفرقة العنصرية، فلما جاء الغزو ثبت أن تعصبها لا ينطلق من عقيدة ولا غيرة على الإسلام، بل كانت هذه القيادات بالذات هي التي ساومت العدو المخالف لدينها، وسلمته البلاد وتعاونت معه.
وذلك ما جعل الجماهير غير المسلمة تفرق بين سلوك هذه القيادات وبين التعاليم السمحة للأديان، وترفض مؤامرات التفرقة" (ص 30).
7. "إن القيادة الجديدة التي أحرزت النصر، قد عكست طبيعة التناقض التاريخي بين القوى الوطنية التحررية وبين الغزاة المستعمرين.
إن الغزو الاستعماري لا يمكن أن يُقهر إلا بحركة وطنية تحررية تعبّر عن تفوقها الحضاري على الغزاة، بما تطرحه من قيم، وسلوك متفوق على سلوك العدو.
وبقدر ما عبّرت غزوة الفرنجة عن انحطاط ولا إنسانية الغزاة المستعمرين، وهي صفات عامة يخضع لها سلوك المستعمرين مهما اختلف الزمن، ومهما حققت البشرية من تقدم؛ لأن الغزو الاستعماري نكسة للتطور البشري، لا بد أن تعكس نكسة سلوكية، نكسة أخلاقية، حتى ولو كان الغزاة يأتون من مجتمع متحضر، وأكثر تطورًا من المجتمع المتعرض لغزوهم.
وبنفس الدرجة فإن القوى الوطنية التحررية تمتاز عبر كل العصور بتفوقها السلوكي، حتى لو كانت من بلدان يُقال عنها بأنها أقل تطورًا؛ لأنها تمثل حركة التاريخ إلى الأمام، تمثل شوق الإنسانية إلى أخلاقيات أفضل.
ومهما انتقد المؤرخ العسكري الذي يعيش جو المعركة، بمحدوديته وتوتره، مهما انتقد بعض المواقف والتصرفات التي تستند إلى قيم أخلاقية، ولكنها قد تسبب خسائر عسكرية في حينها، إلا أن هذه النظرة ضيقة وجزئية؛ ذلك أن القيم الأخلاقية والإنسانية هي المنطلق الحقيقي لحروب التحرير، وهي التي تعطيها شرعيتها وتضمن حتمية انتصارها.
إن الحروب الوطنية لا تمتاز فقط بنبل أهدافها، بل وأيضًا بنبل وسائلها، ومن هنا كان دورها في دفع عجلة التاريخ إلى الأمام، ونقل البشرية إلى مرحلة أرقى" (ص 37، 39).
8. "لم يشهد صلاح الدين جلاء آخر جندي من الغزاة، بل عاش بعد حطين وتحرير القدس أيامًا عصيبة، شهد فيها سقوط عكا وإبادة شعبها، وشهد تدفق الغزاة من جديد، ولكنه كان يدرك بإيمان المجاهد ووعي الخبير أن هذه ليست أكثر من صحوة الموت، والطعنة الأخيرة من وحش جريح يدرك أنه يموت.
لم يشهد صلاح الدين نهاية الغزاة، ولكنه هو الذي أصدر الحكم بالنهاية، وبقي على التاريخ أن ينفذ حكم البطل" (ص 43).
فإذا بهم يعرفون أن مهمة الرسول الخاص هي البحث عن فتاة جميلة بلغ صيتها القاهرة، فأرسل الخليفة يطلبها، كما يطلب كمية من أخشاب المشمش تصلح لصنع عود لزوم الفرقة الموسيقية بقصر الخليفة!
وكانت الصدمة النفسية العنيفة التي أدت إلى تخاذل الجماهير عن القتال، وسقطت المدينة في يد المحاصرين.
فهذه الجماهير التي وضعت ثقتها خطأ في القيادات المهترئة، ارتكبت خطأ أفحش عندما تخلت عن القتال لمجرد افتضاح حقيقة هذه القيادات، ولكنها كانت مجرد مرحلة طبيعية، انتقلت الجماهير من الثقة الخاطئة في قيادات عاجزة إلى السلبية واليأس، ثم تخطتها سريعًا إلى مرحلة تحمل المسؤولية، ثم مرحلة الالتفاف حول القيادة الجديدة التي ستنبثق عنها حركة الأحداث" (ص 23-24).
6. "وأول إنجازات القيادة الجديدة هو توحيد الجماهير. فعلى صعيد الجماهير المسلمة، أنهى صلاح الدين التأزم الذي كان يمزق الجماهير بين المذهبين السني والشيعي، عندما فرض احترام جميع المذاهب، وكفالة حرية الاعتقاد للجميع.
وعلى صعيد علاقات المسلمين بمواطنيهم من
غير المسلمين، وجد أن الطابع العنصري لغزوة الفرنجة يهدد بتمزيق وحدة الجماهير. وكان الغزاة يحاولون الاستفادة من الصيغة الدينية لحربهم بإثارة العنصرية في الجماهير، مستغلين في ذلك عنصرية وتعصب القيادات المهترئة التي مارست قبل الغزو التفرقة العنصرية، فلما جاء الغزو ثبت أن تعصبها لا ينطلق من عقيدة ولا غيرة على الإسلام، بل كانت هذه القيادات بالذات هي التي ساومت العدو المخالف لدينها، وسلمته البلاد وتعاونت معه.
وذلك ما جعل الجماهير غير المسلمة تفرق بين سلوك هذه القيادات وبين التعاليم السمحة للأديان، وترفض مؤامرات التفرقة" (ص 30).
7. "إن القيادة الجديدة التي أحرزت النصر، قد عكست طبيعة التناقض التاريخي بين القوى الوطنية التحررية وبين الغزاة المستعمرين.
إن الغزو الاستعماري لا يمكن أن يُقهر إلا بحركة وطنية تحررية تعبّر عن تفوقها الحضاري على الغزاة، بما تطرحه من قيم، وسلوك متفوق على سلوك العدو.
وبقدر ما عبّرت غزوة الفرنجة عن انحطاط ولا إنسانية الغزاة المستعمرين، وهي صفات عامة يخضع لها سلوك المستعمرين مهما اختلف الزمن، ومهما حققت البشرية من تقدم؛ لأن الغزو الاستعماري نكسة للتطور البشري، لا بد أن تعكس نكسة سلوكية، نكسة أخلاقية، حتى ولو كان الغزاة يأتون من مجتمع متحضر، وأكثر تطورًا من المجتمع المتعرض لغزوهم.
وبنفس الدرجة فإن القوى الوطنية التحررية تمتاز عبر كل العصور بتفوقها السلوكي، حتى لو كانت من بلدان يُقال عنها بأنها أقل تطورًا؛ لأنها تمثل حركة التاريخ إلى الأمام، تمثل شوق الإنسانية إلى أخلاقيات أفضل.
ومهما انتقد المؤرخ العسكري الذي يعيش جو المعركة، بمحدوديته وتوتره، مهما انتقد بعض المواقف والتصرفات التي تستند إلى قيم أخلاقية، ولكنها قد تسبب خسائر عسكرية في حينها، إلا أن هذه النظرة ضيقة وجزئية؛ ذلك أن القيم الأخلاقية والإنسانية هي المنطلق الحقيقي لحروب التحرير، وهي التي تعطيها شرعيتها وتضمن حتمية انتصارها.
إن الحروب الوطنية لا تمتاز فقط بنبل أهدافها، بل وأيضًا بنبل وسائلها، ومن هنا كان دورها في دفع عجلة التاريخ إلى الأمام، ونقل البشرية إلى مرحلة أرقى" (ص 37، 39).
8. "لم يشهد صلاح الدين جلاء آخر جندي من الغزاة، بل عاش بعد حطين وتحرير القدس أيامًا عصيبة، شهد فيها سقوط عكا وإبادة شعبها، وشهد تدفق الغزاة من جديد، ولكنه كان يدرك بإيمان المجاهد ووعي الخبير أن هذه ليست أكثر من صحوة الموت، والطعنة الأخيرة من وحش جريح يدرك أنه يموت.
لم يشهد صلاح الدين نهاية الغزاة، ولكنه هو الذي أصدر الحكم بالنهاية، وبقي على التاريخ أن ينفذ حكم البطل" (ص 43).
مرفق نسخة من الدراسة بصيغة PDF
29.04.202519:41
إن مِنْ أَرْضَى الدُّعَاءِ أَنْ يُنَادِي الْعَبْدُ رَبَّهُ بِقَوْلِهِ يَا رَبِّ.
🖋 الإمام الرازي
🖋 الإمام الرازي
27.04.202521:38
لقد رأى العالم المذبحة بكل تفاصيلها، رآها، بل أرادها ورضيها؛ لتكون الرسالة واضحة "لا تقاوم"، وإلا كان مصيرك كمصير غزة.
عند سؤالنا في كل مصاب يصيبنا: أين العالم؟ لا نستكثر من حجة الله عليه فحسب، بل نُبَصِّر أجيالنا بمواقع ثأرنا وخريطة الأعداء والأصدقاء التي كتبت بالدم.
عند سؤالنا في كل مصاب يصيبنا: أين العالم؟ لا نستكثر من حجة الله عليه فحسب، بل نُبَصِّر أجيالنا بمواقع ثأرنا وخريطة الأعداء والأصدقاء التي كتبت بالدم.
26.04.202509:43
في قولِه -تعالى-: ﴿وَكُنتُم على شَفا حُفرةٍ مِنَ النارِ فأنقذَكُم منها﴾، قالَ ابنُ عبّاسٍ: "أنقذَكُمُ اللهُ بمُحمّدٍ ﷺ."
21.04.202521:49
واجب الوقت الديني والوطني والأخلاقي هو تثبيت المبتلى، وبثّ الأمل، وفضح إجرام المحتل، ودعم المقاومة، واستنهاض القاعدين. هذا ما يفترض أن يلتزم به كل مُنتمٍ لهذه الأرض.
غير أن البعض، مدفوعًا بالمناكفات السياسية وأسبابٍ أخرى، بات يستهدف من يرسّخ هذه المبادئ في هذه اللحظة المصيرية، أيًّا كان شخصه، وأيًّا كانت توجهاته.
"الذين يتبنون موقف إسرائيل في كل زقاق، عليهم أن يتذكروا أنهم يتحدثون عن عدوٍّ يريد اقتلاعنا، بسلاح وبدون سلاح؛ عدوٍّ يمينيٍّ متطرفٍ يرى فيمن يرقص في مول في رام الله عدوًّا إرهابيًّا يجب طرده، تمامًا كمن يحمل سلاحًا في غزة، مع فارق الأولوية والتوقيت" (الصحفي يوسف فارس).
هذه حقيقة، لا يدركها البعض، أو لعلهم لا يريدون إدراكها.
غير أن البعض، مدفوعًا بالمناكفات السياسية وأسبابٍ أخرى، بات يستهدف من يرسّخ هذه المبادئ في هذه اللحظة المصيرية، أيًّا كان شخصه، وأيًّا كانت توجهاته.
"الذين يتبنون موقف إسرائيل في كل زقاق، عليهم أن يتذكروا أنهم يتحدثون عن عدوٍّ يريد اقتلاعنا، بسلاح وبدون سلاح؛ عدوٍّ يمينيٍّ متطرفٍ يرى فيمن يرقص في مول في رام الله عدوًّا إرهابيًّا يجب طرده، تمامًا كمن يحمل سلاحًا في غزة، مع فارق الأولوية والتوقيت" (الصحفي يوسف فارس).
هذه حقيقة، لا يدركها البعض، أو لعلهم لا يريدون إدراكها.
03.05.202515:18
لما اشتد أذى قريش بالنبي ﷺ ومن آمن معه، خرج ﷺ ماشياً إلى الطائف، يلتمس من قبيلة ثقيف نصرته وقبول ما جاء به من الحق. غير أن أهل الطائف لم يستجيبوا له، بل أغروا به سفهاءهم، فجعلوا يسبّونه، ويصيحون به، ويرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان، وكان زيد بن حارثة يحميه بنفسه، حتى أُصيب بشجاج في رأسه.
قفل النبي ﷺ عائدا إلى مكة، بلدِه الذي لفظ خيرة أهله، فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟. فقال النبي ﷺ: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومُظهِر نبيَّه».
دخل النبي ﷺ مكة في جوار المطعم بن عدي، فكان ذلك أول مظاهر الفرج. وما هي إلا ثلاث سنوات حتى كانت الهجرة إلى المدينة، وفيها أسس ﷺ دولة الإسلام الأولى.
قفل النبي ﷺ عائدا إلى مكة، بلدِه الذي لفظ خيرة أهله، فقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟. فقال النبي ﷺ: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومُظهِر نبيَّه».
دخل النبي ﷺ مكة في جوار المطعم بن عدي، فكان ذلك أول مظاهر الفرج. وما هي إلا ثلاث سنوات حتى كانت الهجرة إلى المدينة، وفيها أسس ﷺ دولة الإسلام الأولى.
01.05.202517:28
لمحات من حطين
محمد جلال كشك
في عام 1970، كتب الأستاذ الكبير محمد جلال كشك دراسة صغيرة لتصدر في إطار التعبئة الفكرية للثورة الفلسطينية، حركة فتح تحديدًا، وقد نُشرت الدراسة عام 1971 في مجلة المسيرة، التي كانت تصدر عن الدائرة العسكرية التابعة للحركة في ذلك الوقت.
لاحظ الكاتب أن بين الغزوة الصهيونية في القرن العشرين والغزوة الصليبية في القرن الحادي عشر شبهًا يلاحظه كل دارس للتاريخ، ومتتبع لأهداف الغزوتين وطابعهما وأساليبهما. وفي هذا يقول:
"هناك أوجه عديدة بين الإعصارين أو الغزوتين: شبه بين الغزاة، وشبه بين ظروف المنطقة عندما وقع الغزو، وشبه بين ظروف وخصائص ظهور القيادة الجديدة التي تحطم ليل الهزيمة والانكسار، وتبعث روح المقاومة في الأمة؛ شبه بين ظهور قيادة صلاح الدين، وظهور الثورة الفلسطينية".
وكنتيجة لهذا التشابه، رأى الكاتب أن النهاية ستكون أيضًا واحدة؛ فالغزوة الصليبية قد انحسرت، ولم تترك وراءها إلا الخراب والدمار، ولم يبقَ من آثارها إلا بقايا قلاع مهدمة، أو ذكريات مذابح وحشية عبّر فيها الغزاة عن تخلفهم الحضاري. ويرى الكاتب أن هذا هو المصير المحتوم الذي ينتظر الإعصار الصهيوني الذي يجتاح فلسطين والأرض العربية للمرة الثانية.
أما حطين، فكما يقول كشك: "لم تكن إلا كلمة النهاية في ملحمة كاملة استمرت قرنين من الزمان، ملحمة متعددة الفصول، بدأت بغزوة استعمارية عنصرية، قوضت أوضاعًا عربية ممزقة منهارة، وشهدت تحمُّل الجماهير لمسؤوليتها في الدفاع عن أرضها، ثم ظهور القيادة الجديدة التي قادت الأمة في حرب المصير، وحققت لها النصر، واقتلاع الوجود الغريب من أرضنا".
📍 وفيما يلي اقتباسات مختارة من الدراسة:
1. "هذه الوحشية التي تميزت بها الغزوتان، وانفردتا بها عن سائر الحروب، حتى الاستعمارية، ترجع إلى الطابع الاستيطاني الذي يميزهما. فالاستعمار الاستيطاني يقوم أساسًا على إبادة شعب الوطن المستعمَر، ولا يقبل وجودهم ولو في وضع استغلال وعبودية" (ص: 15).
2. "وقد أخطأت بعض القوى العربية منذ 900 سنة فهم الطبيعة الاستيطانية لاستعمار الفرنجة، (كما يخطئ بعض الأحفاد اليوم)، فحاولت أن تقوم بدور العمالة له، أن تعيش في كنفه وحمايته، تحت وهم (سلامة المستسلمين)، والعيش في حمايته ما داموا لا يكنّون للغزاة أية نوايا عدوانية، فإن هؤلاء الغزاة سيبادلونهم سلامًا بسلام، وبذلك تبقى ممتلكاتهم في سلام، ولو اجتاح الطوفان الأرض العربية والشعب العربي من حولهم، ولكن هذه النوايا الاستسلامية لم تفدهم في شيء.
فقد ظل أمير دمشق يُوصف بأنه الحليف الوحيد للصليبيين بين أمراء المسلمين في بلاد الشام، حتى فوجئ بهجوم شامل شنته قوات الغزاة على المدينة في تموز 1148، ولم ينقذها من الاحتلال والإبادة إلا هبة المدن والولايات العربية لنجدتها" (ص: 16–17).
3. "أُعجب صلاح الدين بأحد الغزاة (الفارس الأخضر)، فعرض عليه التعايش والإقامة دون أن يشترط عليه تغيير دينه، ولكنه رفض العرض مؤكدًا بصراحة العصور الوسطى الطبيعة الحقيقية لهؤلاء الغزاة، فقال: لقد جئت لأحارب الشرقيين لا لأتعايش معهم.
فالغزاة يرفضون التعايش مع الشعوب المحتلة، يرفضون اندماج هذه الشعوب فيهم، وطبعا يرفضون اندماجهم هم في هذه الشعوب، ومن ثم لا يبقى أمام الشعوب من خيار إلا الفناء أو القتال حتى النصر، والشعوب التي بقيت هي التي اختارت القتال" (ص: 17–18).
4. "والإمارات العربية كانت بالعشرات، ولكنها بدت خاوية كأنما تسكنها أشباح، وسيوف الفرنجة تفتك بإخوتهم عند حدودهم، بل كانت كل إمارة تقف ساكنة حتى يفرغ لها الغزاة فيهاجمونها.
إن التفسير الوحيد لاستطاعة الغزوة القادمة من وراء البحر والمتخلفة حضاريًّا أن تنفذ في الجسم العربي، وتستقر في أرضنا قرنين من الزمان، أنها نفذت في جسم فقد رغبته في المقاومة قبل أن يفقد قدرته عليها" (ص: 22–23).
5. "وإذا قلبنا الصفحات السود للغزوة الأولى، سنجد أن الجماهير التي رزحت طويلًا تحت حكم وسيطرة الطبقات والقيادات المهترئة العفنة، وتحملت استغلالها واستبدادها وجبروتها، توقعت منها أن تهب لأداء مهمتها التاريخية وهي الدفاع عن الأرض التي تستغلها، ولكن الجماهير دفعت ثمن ثقتها في هذه القيادات، فكانت الانهيارات التي ترجع إلى الصدمة النفسية التي أصابت الجماهير بفعل الثقة الخاطئة التي وُضعت في غير محلها.
فلما اكتشفت مدى انهيار هذه القيادات كانت الصدمة.
29.04.202519:36
رَبَّنَا، أَطْعِمْنَا مِنْ جُوعٍ، وَآمِنَّا مِنْ خَوْفٍ.
27.04.202521:09
Tufan Al-Aqsa placed all parties in a moment of self-confrontation, testing — and still testing — their sense of belonging to Palestine, both theoretically and practically, whether among official regimes, their reformist opponents, or the revolutionaries. In reality, the truth — in many cases — fell short of the slogans.
25.04.202508:48
فجأة، أراد أن يكون كالعز بن عبد السلام، غير أنه أخطأ الاتجاه، فلم يكن في صف المجاهدين ولو بشطر موقف.
ليست هذه قصة أحد بعينه، بل واقع يعكس حال الكثيرين.
ليست هذه قصة أحد بعينه، بل واقع يعكس حال الكثيرين.
21.04.202512:56
With their rampage and thuggery, they sow revenge among some and create a cause for struggle among others. They hasten their own demise and seek their own deaths with their own hooves, but most people do not realize it.
Көрсөтүлдү 1 - 24 ичинде 139
Көбүрөөк функцияларды ачуу үчүн кириңиз.