نقاط من محاظرة #السيد_القائد
#السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي (يحفظه الله)
(المحاضرة الرمضانية السادسة):
- {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} ما هو الهدف من هذه الرحلة العجيبة بما فيها من الآيات العجيبة؟ قال الله جلَّ شأنه: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فلها هذا الهدف: الإعداد النفسي والمعنوي، والإعداد على مستوى اليقين والمعرفة، والعمق، العمق في المعرفة نفسها وترسيخها، وفي نفس الوقت مستوى الثقة واليقين.
- درجة اليقين عندما تكون درجة عالية ومستواه، لهذا أهمية كبيرة جداً : فيما يتعلق بأداء المهام الكبرى، والمسؤوليات الكبرى، تحتاج ليس فقط إلى مستوى الإقرار، أو الإيمان بشكل مبدئي وعادي، تحتاج إلى درجة عالية من اليقين، ومستوى عظيم من اليقين.
كذلك فيما يتعلق بمواجهة الضغوط والتحديات.
- التعقيدات الكبيرة التي يواجهها الأنبياء مع الناس فيما هو في أنفسهم، ما قد رسخ في النفوس على مدى أحيانا أجيال، وما يحاط بحساسية واعتبارات، وأحياناً اعتبارات سياسية، واعتبارات اجتماعية، واعتبارات متنوعة، واقتصادية... وغير ذلك، يعني: مجتمع قد ارتبط بكل أشكال الارتباط بما هو عليه من باطل، ويريدون أن يخرجوه من تلك الحالة، ومهمتهم المقدَّسة خلاصتها كما في العنوان في القرآن الكريم، العنوان الجامع: الإخراج للناس من الظلمات إلى النور
- والبعض من رسل الله وأنبيائه يصل الحال في مهمتهم مع قومهم، أن تكون ردة فعل قومهم هي القتل لهم، هناك شهداء من الأنبياء، وشهداء من الرسل، لبعض يُعَذَّبون ثم يُقْتَلون، وغير ذلك، فهذه المهمة، بهذا الحجم الكبير، بتعقيداتها الكبيرة، تحتاج إلى قوة يقين، قوة يقين، في مقابل الغربة، ويأتي كشخص واحد في مقابل واقع يختلف معه كلياً، ويسعى إلى تغيير ذلك الواقع بكله، يحتاج هذا إلى قوة اليقين، درجة عالية من اليقين
- مادة اليقين، عندما نلحظ ما يرعاهم الله به من أن يريهم آيات، ليزداد يقينهم، ليزداد يقينهم، لماذا؟ لأن مادة اليقين هي المعرفة الراسخة، والقناعة التامة، القناعة التامة بالحق، والإيمان الراسخ، والفهم العميق، والثقة القوية التي لا يبقى معها مجالٌ للشك بأي نسبة، بأي مستوى، ولا للاضطراب، ولا للتردد؛ وبالتالي تكون رؤية الإنسان وقناعته ثابتة وقوية، وموقفه ثابت، ويستند إلى الحقائق التي يتيقنها ويتأكد منها، والحجج الدامغة، فهو على بصيرة، على بينة؛ وبالتالي على قناعة تامة وثقة، ثقة تامة، ليس هناك ولا أي نسبة بسيطة من الشك، أو الاضطراب، أو التردد.
- اليقين مسألة مهمة وأساسية في دين الله، يعني: ليس فقط على مستوى الأنبياء، الأنبياء درجتهم في اليقين درجة عالية جداً، والرسل، رسل الله وأنبياؤه لن يصل أحد إلى مستوى يقينهم، لكن مسألة اليقين هي مسألة أساسية في طريق الإيمان بالله سبحانه وتعالى، لكل المؤمنين، في المقدمة الرسل والأنبياء- كما قلنا- على درجة عالية جداً، ولكن ولكل المؤمنين لابدَّ من اليقين.
- لابدَّ من اليقين، ولهذا يأتي في مواصفات المتقين في القرآن الكريم يقول الله تعالى: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}، يقول الله جلَّ شأنه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}، ماذا يعني هذا؟ اليقين، اليقين، يعني: هم على درجة عالية من اليقين؛ فلذلك لم يخالطهم أي ريبٍ، اضطراب، قلق، شك، عدم تصديق لبعض الأمور، فهم على يقين تام تجاه وعد الله، هم على يقين بأن الله يفي بوعده، تجاه الوعيد الإلهي، هم يؤمنون بذلك إلى درجة اليقين.
- لليقين أهميته الكبيرة جداً- كما قلنا- في مستوى الموقف، قوة الموقف هي من قوة اليقين، قوة الثبات ومستوى الثبات على الموقف يعود إلى مستوى اليقين.
- نجد أيضاً أنه [اليقين] من المؤهلات التي تؤهِّل أي أمة مع الصبر، تؤهلها لأن تحظى -بالتوفيق الإلهي، والهداية الإلهية- أن تكون هي الرائدة للمجتمع الإنساني في حمل رسالة الله ودينه.
ولذلك أي أُمَّة تتحرك على هذا الأساس: اليقين بآيات الله، فيما فيها من وعد، ووعيد، وحقائق، ومبادئ، اليقين بذلك، واليقين بالوعود الإلهية، والصبر؛ فإن هذا يؤهلها لدور عظيم.
هذا ما يريده الله للمسلمين: أن يتحركوا على هذا الأساس، وأن يرثوا هذا الدور.
لكنهم لمَّا نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وفقدوا يقينهم بآيات الله، والتزامهم بدين الله وتعاليم الله؛ خسروا كل شيء، فاليقين مسألة مهمة جداً.
- منشأ الإعراض عن آيات الله يعود لدى الكثير من الناس إلى ضعف يقينهم، فلم يتفاعلوا معها، ولم يلتزموا، ولم يستجيبوا، ولم يتحركوا بناءً على ما فيها من الهدى