Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Мир сегодня с "Юрий Подоляка"
Труха⚡️Україна
Труха⚡️Україна
Николаевский Ванёк
Николаевский Ванёк
قناة ناصر آل متعب avatar
قناة ناصر آل متعب
قناة ناصر آل متعب avatar
قناة ناصر آل متعب
هذه العقيدة حققها المحقق الماهر عبدالله السليمان - جزاه الله خيرًا-
وتميّز التحقيق بضبط النص، وعدم حشو الحواشي، مع جودة الإحالات الكاشفة والمتعقبة،
فيحيل إلى كلام البغوي في كتبه الأخرى، وقد ذكر المحقق أنه لم يقف على من أشار إلى هذه العقيدة أو نقل منها، لذا حرص على عرضها على كتب البغوي.
وعند وجود خطأ أو إجمال يحيل للكتب التي تبيّن ذلك، خاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.

ومن أقوال صاحب العقيدة:
- "أول ما يجب على العبد التوحيد"
- "ولا يتفحص عن كيفيته [سبحانه]، لئلا يقع في التشبيه والتعطيل"
- "من حيث الدين: من كان تقياً فهو من آل الرسول".
- "علم الكلام محدث؛ لأن علماء السلف من أهل السنة بالغوا في الإنكار على من اشتغل به".
02.05.202503:11
قال شريح: "كانت الفتنة سبع سنين ما خبرت فيها ولا استخبرت، وما سلمت
قيل: وكيف ذاك يا أبا أمية؟
قال: ما التقت فئتان إلا وهواي مع أحدهما".
29.03.202516:03
قال ابن بطة: "وكذلك يتلاقى الناس عند انقضاء شهر رمضان، فيقول بعضهم لبعض: قبل الله منا ومنك. بهذا مضت سنة المسلمين، وعليه جرت عادتهم، وأخذه خلفهم عن سلفهم".

الأحبة الكرام:
كل عام وأنتم بخير وأمن وإيمان وسلامة وإسلام، وتوفيق لمحاب الرحمن

• أظهروا الفرح، ووسّعوا على الأهل -خاصة النساء والأطفال-، وانشروا البهجة، فهذا من أعظم المقاصد، وهو يكسر تشوّف النفوس للأعياد البدعية والشركية، التي أصبح إحياء كثير من أبناء المسلمين لها، وفرحهم بها، أشد من الفرح بالعيد الشرعي!.
يقول ابن تيمية: "لكن يُحال الأهل على عيد الله ورسوله، ويقضي لهم فيه من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره".

• يُسن الجهر بالتكبير من ليلة العيد، وفي عيد فطر آكد
قال أحمد في مسألة ابن هانئ: "هو [ التكبير ] في الفطر أوجب"
وفي مسألة عبدالله قال: "يوم الفطر أشد؛ لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ}".
23.03.202501:28
١- {هُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّیۡلَ لِتَسۡكُنُوا۟ فِیهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لآياتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَسۡمَعُونَ}
٢- {وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَحۡیَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لآية لِّقَوۡمࣲ یَسۡمَعُونَ}
٣- {وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبۡتِغَاۤؤُكُم مِّن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لآیَـات لِّقَوۡمࣲ یَسۡمَعُونَ}

الآيات المذكورة آيات تُشاهد بالبصر، فلماذا قال الله (لقوم يسمعون)؟

١- قال المولى ابن الكمال: "أريد بالسمع القبول كما في (سمع الله لمن حمده) أي: لقوم يتأملون فيها ويعقلون وجه دلالتها ويقبلون مدلولها، وإنما خصّ كونها آية لهم لأن غيرهم لا ينتفع بها، وهذا كالتخصيص في قوله تعالى: ﴿هدى ورحمة لقوم يؤمنون﴾ وبما قررناه تبين وجه العدول عن- يبصرون- إلى ﴿يسمعون﴾". انتهى كلامه.
ففيه أنّ حسن الاعتقاد، واتباع الحق والنقل الصحيح، مُصحّحٌ للنظر.

٢- لعلّ من أوجه ذكر السمع هنا مع أنّ الآيات مُبصرة: أنّ آيات الليل والنهار وإحياء الأرض ونحوها مما يعتاد الإنسان شهودها منذ صغره، فيقع في غفلة بسبب العادة، فينظر نظرة بصريّة مجرّدة، ويفتقر للسمع المنبّه له من الغفلة، والمذكّر بكون تلك المشاهدات آيات بيّنات.
قال ابن تيمية: "ولهذا كانت فطرة الخلق مجبولة على أنهم [إذا] شاهدوا شيئاً من الحوادث المتجددة -كالرعد والبرق والزلازل-ذكروا الله وسبّحوه؛ لأنهم يعلمون أن ذلك المتجدد لم يتجدد بنفسه بل له محدث أحدثه، وإن كانوا يعلمون هذا في سائر المحدثات، لكن ما اعتادوا حدوثه صار مألوفاً لهم بخلاف المتجدد الغريب، وإلا فعامة ما يذكرون الله ويسبحونه عنده من الغريب المتجددة قد شهدوا من آيات الله المعتادة ما هو أعظم منه".

ومن فوائد الآية: التكامل بين الأدلة، فالسمع يذكّر البصر والعقل، وأهل السمع الصحيح هم أهل النظر والعقل الصحيح.
قال يحيى بن سلام في تفسيرها: "أي: كما كانوا يظنون بأنفسهم لو كانوا مكان صفوان ما كان منهم إلا خيراً، فليظن بأخيه المسلم ما يظن بنفسه".
قال الطبري: "وقال (بأنفسهم)، لأن أهل الإسلام كلهم بمنزلة نفس واحد".
وروى ابن أبي حاتم وغيره أنّ أبا أيوب قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منك.
هذه الآية قاعدة في حسن الظن بأهل الصلاح، وتشهد على صحة قول المتنبي: (إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه)
وقول أبي حاتم البستي: "صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار".

فمن ديدنه سوء الظن بالصالحين، فبسبب نقص إيمانه وفساد سريرته، لذا قال الله: (ظنّ المؤمنون) ولم يقل: (ظننتم)، إشارة إلى أن هذا الظن السيء لا يصدر من كمال إيمان بل من نقصانه، كما أفاده ابن عثيمين رحمه الله.
11.03.202522:34
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}

أُبتلي أيوب -عليه السلام- بلاءً شديداً في ماله وولده ونفسه، "فلبث في ذلك البلاء تلك السنين، حتى إن كان المارّ ليمرّ فيقول: لو كان لهذا عند الله خير لأراحه مما هو فيه".
وقد ذكرت كتب التفسير في تفاصيل البلاء من الروايات ما يُذيب القلب.

ومن الفوائد:
١- تمسّك أيّوب بالتوحيد حتى في أشد لحظات البلاء، فقد روي أن الشيطان طلب منه أن يُشرك ليشفيه، وقال لأيوب: "اذبح لي سُخلة من غنمك، فقال أيوب: لا، ولا كفّاً من تراب"، فأين هذا ممن يدعو غير الله ويذهب إلى القبور ويُشرك لرفع البلاء؟!.
٢- أثر الكلمة في النفوس، فأيوب مع شدّة البلاء الواقع عليه، كان أشدّ شيء عليه كلامٌ قيل فيه.
فقد جاء عن الحسن أنّ أيوب لم يبلغه شيء يقوله الناس كان أشد عليه من قولهم: لو كان نبياً ما ابتُلي بالذي ابتلي به، فدعا الله بعدها.
وأنّ رجلاً قال: "لو كان لله في هذا حاجة، ما بلغ به هذا، فلم يسمع أيوب شيئا كان أشدّ عليه من هذه الكلمة".
"حَتَّى رُوِيَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ بَعْدَمَا عُوفِيَ مَا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ فِي بَلَائِكَ قَالَ: شَمَاتَةُ الْأَعْدَاءِ".
فاحذروا من جرح اللسان، فإنّ وقعه عظيم!.
٣- أنّ الحكم على الإنسان بالزهد والإيمان لا يكون بالنظر المجرّد إلى حالته الدنيوية.
فأيوب مرّ بحالة غنى ثم بلاء ثم غنى، وازداد إيماناً مع تقلّب الأحوال الدنيوية.
٤- طلبُ نصيبٍ من الدنيا لا يعارض الزهد، فالله قد يسرُّ عبده الزاهد في دنياه، فمن تمام نعمة الله على أيوب أن آتاه أهله ومثلهم معهم، وفي الصحيح: ((بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ : يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى ؟ قَالَ : بَلَى وَعِزَّتِكَ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ))
وفي رواية عند أحمد: ((يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ ؟. أَوْ قَالَ : مِنْ فَضْلِكَ)).
فحتى بعد البلاء بقي أيوب يطلب نصيباً من الدنيا.
٥- إثبات ضرر الجن ومسّهم، فأيوب قال: (مَسَّنِیَ ٱلضُّرُّ) وفي آية أخرى: (مَسَّنِیَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بِنُصۡبࣲ وَعَذَابٍ)
فثبت تأثير مس الجن، لذا اعترض على هذا التفسير جماعة من المعتزلة -كالجبائي-.
٦- في قوله تعالى: (رحمة من عندنا) دليلٌ على أن من المقادير ما ظاهره سوء، وباطنه رحمة ورفعة.
قال يحيى بن سلام: "يعني أنّ الذي كان ابتُلي به أيوب لم يكن من هوانه على الله، ولكن الله أراد كرامته بذلك".
٧- الاقتداء بأيوب عليه السلام.
قال يحيى بن سلام: "جعل [الله] ذلك عزاءً للعابدين بعده فيما يُبتلون به، هو قوله عز وجل: {وَذِكۡرَىٰ لِلۡعَـٰبِدِینَ}".
04.05.202503:10
قال الطحاوي: "والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء، ولا ينقضهما".
والدعوة إلى إبطال شعائر الله بحجة وقوع الفساد من الولاة وصرف الأموال في غير حلها، ونحو ذلك، دعوة قديمة أقامها أهل البدع والأهواء.
وهي ناتجة من عدم تعظيم شعائر الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قصدوا الحج والعمرة حين كان المشركون في مكة، وأصنامهم حول الكعبة.
وسُئل الإمام أحمد عن الرجل يقول: أنا لا أغزو ويأخذه ولد العباس، إنما يوفر الفيء عليهم، فقال: (( سبحان الله، هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، مثبطون جهال، فيقال: أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم، من كان يغزو؟ أليس كان قد ذهب الإسلام؟ ))
والعجب أنّ مثل هؤلاء لا ينكرون الإقامة في بلاد الكفر، ودفع الأموال والضرائب لأهل الكفر المحاربين، والتعاون معهم، بزعم تحقيق المصلحة، ودفع الضرر الأشد بالأدنى.
ثم يُلقون الدعاوى ويزعمون أن أموال الحج تذهب في المفاسد، ولا يعتبرون مصلحة إظهار الشعائر والتوحيد ومغفرة الذنوب، وغير ذلك من مقاصد الحج العظيمة.
والطعن في الولاة بغرض التثبيط عن الحج والجهاد وغيرها من شعائر الإسلام من مكائد الشيطان، وقد سُئل إبراهيم النخعي عن الغزو مع بني مروان وذُكر له ما يصنعون من فساد، فقال: "إن عرض به إلا الشيطان ليثبطهم عن جهاد عدوهم".
وكان الحسن وابن سيرين يقولان: "لك أجره وذخره وشرفه وفضيلته، وعليهم مأثمهم".
وروي عن ابن عمر أنه قال: "اغز معهم، وليس عليك من إحداثهم شيء".
فهذا في حق من تبيّن حاله، فكيف بدعاوى كاذبة لا أصل لها، كالقول بأنّ مال الحج يُصرف لقتل المسلمين؟!.
وقد قال رجل لطاووس حين سأله عن دفع الزكاة للأمراء: "أما هؤلاء الأمراء فقد أخذوها، ولكن يضعونها في غير حقها فلا أدري يقضي ذلك عني أم لا؟
فقال طاووس: وما يدريك؟!، بل تقضي عنك، إياك والبدع".
29.03.202512:41
في آية: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ}
قال تعالى: {وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}
أمر الله بالتكبير في العيد، واستدل الإمام أحمد بهذه الآية على أنّ التكبير في الفطر آكد من الأضحى.
وختم الله الآية بذكر الشكر.
قال البقاعي:"﴿ولَعَلَّكم تَشْكُرُونَ﴾ أيْ ولِتَكُونُوا في حالَةٍ يُرْجى مَعَها لُزُومُ الطّاعَةِ واجْتِنابُ المَعْصِيَةِ.
وقالَ الحَرالِيُّ: فِيهِ تَصْنِيفٌ في الشُّكْرِ نِهايَةً كَما كانَ فِيهِ تَصْنِيفٌ لِلتَّقْوى بِدايَةً، كَما قالَ: ﴿لَعَلَّكم تَتَّقُونَ﴾ فَمَن صَحَّ لَهُ التَّقْوى ابْتِداءً صَحَّ مِنهُ الشُّكْرُ انْتِهاءً
وفي إشْعارِهِ إعْلامٌ بِإظْهارِ نِعْمَةِ اللَّهِ وشُكْرِ الإحْسانِ الَّذِي هو مَضْمُونُ فَرْضِ زَكاةِ الفِطْرِ عَنْ كُلِّ صائِمٍ وعَمَّنْ يُطْعِمُهُ الصّائِمُ، فَكانَ في الشُّكْرِ إخْراجَهُ فِطْرَهُ بِخَتْمِ صَوْمِهِ واسْتِقْبالِ فِطْرِهِ بِأمْرِ رَبِّهِ وإظْهارِ شُكْرِهِ بِما خَوَّلَهُ مِن إطْعامِ عَيْلَتِهِ، فَلِذَلِكَ جَرَتْ فِيمَن يَصُومُ وفِيمَن يَعُولُهُ الصّائِمُ".
22.03.202500:22
{قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ أأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ}

هنا أشكل عليّ ذكر صفة الكرم في سياق بيان حال من يكفر بنعمة الله!.
فمن المعلوم وجود التناسب بين أسماء الله وصفاته في آخر الآيات وبين معانيها.
قال ابن القيم: ‏"إذا تأملت ختم الآيات بالأسماء والصفات، وجدت كلامه [سبحانه] مختتماً بذكر الصفة التي يقتضيها ذلك المقام، حتى كأنها ذُكرت دليلاً عليه وموجبة له".
فلماذا ذكر الله صفة الكرم بعد ذكر من كفر بنعمته، أليس المتوقّع أن يذكر الصفات الدالة على العقاب؟
رجعت للتفاسير، فوجدت بعض المفسرين ذكروا أنه سبحانه كريم يعطي الشاكر، فالله "غني عن شكره، كريمٌ فِي قبُول شكره وإثابته عَلَيْهِ"، قاله السمعاني، ويظهر لي أنه تفسير فيه بُعد عن السياق.
والصواب ما ذكره المفسرون من السلف، فقد ذكروا أنّ المراد مايلي:
١- أن الله كريم في نفسه، فهو غني عن شكرهم لأنّ كماله ذاتي، قال ابن كثير: "كريم في نفسه، وإن لم يعبده أحد، فإن عظمته ليست مفتقرة".
فتكون الآية كآية لقمان: {ومن كفر فإنّ الله غني حميد} وهو قول مقاتل.
٢- أنه كريم حتى على الكافر، فهو يعطيه من الدنيا، ولا يعاجله بالعقوبة، وإلى هذا القول ذهب جماعة -كالسدي والطبري-
ولكن ما وجه ذكر كرمه سبحانه على الكافر في هذا السياق، فإنه ليس سياق إظهار منّه؟
الجواب:
كأنّ من قال بهذا التفسير، أراد أنّ وجه ذكر الكرم هنا هو: إزالة توهّم أنّ الله أعطى ذلك الكافر لفضلٍ فيه، فبيّن الله أنه أعطاه من الدنيا ولم يعاجله العقوبة، لأنه سبحانه كريم، لا لفضل الكافر، فلا يغتر الإنسان بمن أُعطي الدنيا، ولا يغتر بنعيمها ولو تجدد، فالمعنى: (هذا الفضل الدنيوي، وعدم المعاجلة بالعقاب، لأن الله كريم، لا لفضل في الكافر).
14.03.202516:25
رجّح ابن جرير أنّ المراد بالبخل في هذه الآية البخل بالعلم لا بالمال، وعلّل ذلك بأنه"لم يبلغنا عن أمة من الأمم أنها كانت تأمرُ الناس بالبخل ديانةً ولا تخلُّقًا، بل ترى ذلك قبيحًا وتذمَّ فاعله".
ولا شك أن البخل بالعلم داخل في الآية، ولكن الأصل أنها في البخل بالمال، بدلالة الآية التي تليها: {وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ} فالله لمّا حذّر من البخل بالمال، حذّر من الرياء في الإنفاق.
وأما ما ذكره الطبري من أنه لا يوجد من يأمر بالبخل، فليس صحيحاً، بل البخيل يأمر بالبخل إما بلسان حاله أو مقاله، ويصف الكرم بأوصاف منفّرة، وقد أخبر النبيﷺ أن الشح أهلك من كان قبلنا (أمرهم بالبخل، فبخلوا)
• قال ابن كثير: "يقول تعالى ذاماً الذين يبخلون بأموالهم أن ينفقوها فيما أمرهم الله به -من بر الوالدين، والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين، والجار ذي القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت أيمانكم من الأرقاء -ولا يدفعون حق الله فيها، ويأمرون الناس بالبخل أيضاً، وقد قال رسول الله ﷺ: (وأي داء أدوأ من البخل)، وقال: (إياكم والشح، فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا).
وقوله: ﴿ويكتمون ما آتاهم الله من فضله﴾ فالبخيل جحود لنعمة الله عليه لا تظهر عليه ولا تبين، لا في أكله، ولا في ملبسه، ولا في إعطائه وبذله
وقد حمل بعض السلف هذه الآية على بخل اليهود بإظهار العلم الذي عندهم، من صفة النبي ﷺ وكتمانهم ذلك…
ولا شك أن الآية محتملة لذلك، والظاهر أن السياق في البخل بالمال، وإن كان البخل بالعلم داخلاً في ذلك بطريق الأولى؛ فإن سياق الكلام في الإنفاق على الأقارب والضعفاء، وكذا الآية التي بعدها، وهي قوله: ﴿والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس﴾ فذكر الممسكين المذمومين وهم البخلاء، ثم ذكر الباذلين المرائين الذي يقصدون بإعطائهم السمعة وأن يُمدحوا بالكرم، ولا يريدون بذلك وجه الله".
10.03.202514:31
{وَٱجۡعَل لِّی وَزِیرࣰا مِّنۡ أَهۡلِی * هَـٰرُونَ أَخِی *ٱشۡدُدۡ بِهِۦۤ أَزۡرِي* وَأَشۡرِكۡهُ فِیۤ أَمۡرِی}

من الفوائد:

١- بركة المؤمن على أخيه ونفعه له، وتمني له الخير معه، وهذا من طيب نفسه.
روى ابن أبي حاتم أنّ عائشة -رضي الله عنها- سمعت رجلاً يذكر أنّ أنفع رجل لأخيه هو موسى حين سأل لأخيه النبوة.
فقالت: صدق والله.
وفي هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى عليه السلام:
﴿وكان عند الله وجيها﴾.
وفي ذللك دلاله على أنّ تمني الخير للغير وعدم حسده، من أسباب الوجاهة والعزّة، وقد قيل: (الحسود لا يسود).

٢- الحرص على إشراك من يعمل معك في الفضل، وهذا طبع الكرام.

٣- النظر لمصلحة الدعوة لا للمصلحة الشخصية القائمة على حب الرئاسة والتفرّد والتميّز، فعلى المؤمن أن يفرح إذا وجد من أعطاه الله بياناً أو علماً يخدم الدعوة، وأن يسعى في معاونته، فيُعينه على ظهور نفعه، لا أن يحسده ويبغي عليه، فموسى لمّا رأى فصاحة هارون، ورأى أنّ في دخوله مصلحة وظهوراً للدين، سأل ربه أن يُشركه في أمره.
فلا بُدّ من الاقتداء بموسى عليه السلام في إخلاصه، وحب الخير لغيره، والنظر فيما هو أنفع للدعوة، وليس النظر التحزّبي، والنظر للمصلحة الشخصية والتفرّد والرئاسة، فإنّ هذا نظرٌ فرعوني، وقد وقع فيه بعض الدعاة وطلبة العلم.
قال ابن تيمية: "قال بعض العارفين: ما من نفس إلا وفيها ما في نفس فرعون، إلا أنه قدر فأظهر، وغيره عجز فأضمر.
وذلك أن الإنسان إذا اعتبر وتعرّف نفسه والناس، رأى الواحد يريد نفسه أن تطاع وتعلو بحسب الإمكان، والنفوس مشحونة بحب العلو والرئاسة بحسب إمكانها…"
ثم ذكر أنّ بعض أهل العلم والرئاسة: "إذا كان مطاعاً مسلماً طلب أن يُطاع في أغراضه، وإن كان فيها ما هو ذنب ومعصية لله، ويكون من أطاعه أحب إليه وأعز عنده ممن أطاع الله وخالف هواه، وهذه شعبة من حال فرعون وسائر المكذبين للرسل.
وإن كان عالماً أو شيخاً أحب من يعظّمه دون من يعظّم نظيره، وربما أبغض نظيره حسداً وبغياً كما فعلت اليهود لمّا بعث الله تعالى من يدعو إلى مثل ما دعا إليه موسى قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا} الآية"
ثم قال: "فمن كان من المطاعين من الأمراء والعلماء والمشايخ متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، أمر بما أمر به، ودعا إليه، وأحب من دعا إلى مثل ما دعا إليه، فإنّ الله يحب ذلك، فيحب ما يحبه الله؛ لأن قصده عبادة الله وحده؛ وأن يكون الدين لله، ومن كره أن يكون له نظير يدعو إلى ذلك؛ فهذا يطلب أن يكون هو المطاع المعبود؛ وله نصيب من حال فرعون وأشباهه".
02.05.202520:16
11.04.202520:13
"الرافضة أسوأ أثراً في الإسلام من أهل الكفر من أهل الحرب"

حرب الكرماني (صاحب الإمام أحمد) توفي ٢٨٠
قال السمعاني: "فِيهِ مَعْنيانِ:
أَحدهمَا: وَلَا تطغوا فِي الاسْتقَامَة، يَعْنِي: لَا تَزِيدُوا على مَا أمرت ونهيت، فتحرموا مَا أحل الله، وتكلفوا أَنفسكُم مَا لم يشرعه الله وَلم يَفْعَله الرَّسُول وَأَصْحَابه.
وَالْمعْنَى الثَّانِي: الطغيان هُوَ البطر لزِيَادَة النِّعْمَة.
وَقيل: الطغيان وَالْبَغي بِمَعْنى وَاحِد".
من الفوائد:
١- أهميّة معرفة النفس ومواطن ضعفها.
٢- تأثير الحالة المزاجية على البيان، فليجتنب الإنسان الكلام أو الكتابة إن كان في حالة مزاجية صعبة، ولا ينساق خلف الحماسة للرد، أو حرقة الغضب، أو العاطفة الجياشة.
قال الألوسي: "(ويضِيقُ صَدْرِي) انْفِعالًا مِنهُ، (ولا يَنْطَلِقُ لِسانِي) مِن سِجْنِ اللُّكْنَةِ وقَيْدِ العَيِّ بِانْقِباضِ الرُّوحِ الحَيَوانِيِّ الَّذِي تَتَحَرَّكُ بِهِ العَضَلاتُ، الحاصِلِ عِنْدَ ضِيقِ الصَّدْرِ واغْتِمامِ القَلْبِ، والمُرادُ حُدُوثُ تَلَجْلُجِ اللِّسانِ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِسَبَبِ ذَلِكَ، كَما يُشاهَدُ في كَثِيرٍ مِنَ الفُصَحاءِ إذا اشْتَدَّ غَمُّهم وضاقَتْ صُدُورُهُمْ، فَإنَّ ألْسِنَتَهم تَتَلَجْلَجُ حَتّى لا تَكادَ تُبِينُ عَنْ مَقْصُودٍ".
قال قتادة: "هي في قراءة أُبيّ بن كعب: (أكادُ أُخْفِيها مِن نَّفْسِي)".
وذكر مقاتل أنها كذا في قراءة ابن مسعود.
واستفاضت آثار السلف في تفسير الآية بهذا المعنى، حتى قال ابن جرير: "وإنما اخترنا هذا القول على غيره من الأقوال لموافقة أقوال أهل العلم من الصحابة والتابعين، إذ كنا لا نستجيز الخلاف عليهم فيما استفاض القول به منهم، وجاء عنهم مجيئاً يقطع العذر".
وهذا التفسير فيه من البيان ما ليس في غيره من تفسيرات المتكلفين؛ فهذا التفسير يقطع كل طمع في معرفة وقت الساعة، ويسد الباب في وجه كل منجّمٍ وكذاب، وكذلك يُبطل قول من زعم وجود أحاديث أو إشارات في النصوص تدل على وقت الساعة -كما زعم السيوطي-؛ فإنّ الله كاد أن يخفيها من نفسه.
قرأ ابن مسعود: (أكاد أخفيها من نفسي؛ فكيف يعلمها مخلوق؟).
وقال البغوي: "وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ: (فَكَيْفَ أُظْهِرُهَا لَكُمْ) وَذَكَرَ ذَلِكَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ إِذَا بَالَغُوا فِي كِتْمَانِ الشَّيْءِ".
02.05.202503:33
[رويدك بالشهادة، تجزئك المعرفة]

قال حرب الكرماني: "والولاية بدعة، والبراءة بدعة، وهم يقولون نتولى فلاناً، ونتبرأ من فلان، وهذا القول بدعة فاحذروه".
أبرز مثال لهؤلاء في كلام السلف: الروافض
فقد روى الخلال عن أبي طالب أنه قال: "سألت أبا عبد الله -يعني: الإمام أحمد- البراءة بدعة، والولاية بدعة، والشهادة بدعة؟ قال: البراءة: أن تتبرأ من أحد من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والولاية: أن تتولى بعضًا وتترك بعضًا، والشهادة: أن تشهد على أحد أنه في النار".

ولكن الأمر لا يقتصر عليهم، بل يشمل كل من غلى في هذا.
قال ابن بطة: "والشهادة بدعة، والبراءة بدعة، والولاية بدعة.
والشهادة أن يشهد لأحد ممن لم يأت فيه خبر أنه من أهل الجنة أو النار
والولاية أن يتولى قوماً ويتبرأ من آخرين
والبراءة أن يبرأ من قوم هم على دين الإسلام والسنة".

وقد جاء عن غالب بن القطان أنه قال: "لقيني الأشياخ من عبد القيس فقالوا لي: ما شهادتك على مالك بن المنذر، وعلى يزيد بن المهلب، وعلى الحجاج بن يوسف إن لم نشهد عليهم أنهم منافقون براء من الإيمان، من أهل النار، فإنك شكاك في كتاب الله.
قال: فأتيت الحسن فأخبرته بمقالة الأشياخ
فقال الحسن: ابن أخي رويدك بالشهادة، تجزئك المعرفة، إنك من أهل دين لا يحل لأحد أن يشهد عليك أنك من أهل النار...
إلى أن قال: فأتيت بكر بن عبد الله المزني فأخبرته بمقالة الأشياخ
قال: لو أنّ الناس اجتمعوا يوم الجمعة فقالوا لي: أتعرف أفضل هؤلاء رجلًا واحدًا؟
لقلت: أتعرفون أنصحهم لهم؟
فلو قيل له: إنه هذا.
فعرفت أنه كذلك لقلت: هذا أفضلهم
ولو قيل: أتعرف أشرهم رجلًا واحدًا؟
لقلت: أتعرفون أغشهم لهم؟
فلو قيل له:هذا، فعرفت أنه كذلك لقلت: هذا أشرهم.
ولو قيل لي: اشهد لأفضلهم أنه من أهل الجنة لم أشهد، ولو قيل لي: اشهد على أشرهم أنه من أهل النار لم أشهد، فإذا كان رجائي لشرهم فكيف رجائي لخيرهم؟ وإذا خشيتي على خيرهم فكيف خشيتي على شرهم".
06.04.202503:22
الاهتمام بأمر المسلمين، ورحمتهم، والحزن لمصابهم، وانشغال القلب به، والدعاء لهم، من علامات الإيمان.
وفي الحديث: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
فمن لم تحصل له هذه الحالة فلضعف إيمانه.
كما أنّ ذلك من أسباب نجاة الداعي المهتم بأمر المسلمين، ومن نصرة إخوانه.
وقد روى ابن بطة وغيره عن عون بن عبد الله قال: بينا رجل في بستان بمصر في فتنة آل الزبير جالس مكتئب ينكت بشيء معه في الأرض, قال له رجل صالح: ما لي أراك مهموماً حزيناً…
فقال: اهتماما بما فيه المسلمون
قال: فإن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين, واسأل, فمن ذا الذي يسأل الله فلم يعطه, أو دعا الله فلم يجبه, وتوكل على الله فلم يكفه, أو وثق به فلم يجده.
فدعا الرجل، فسلم من الفتنة ولم تصبه.
عن ابن عباس والضحاك أنهم كانوا مستبصرين في دينهم.
وعن قتادة ومجاهد أنهم كانوا مستبصرين في ضلالتهم، معجبين بها.
والمعنى واحد، فكما قال الكلبي: "كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم، يحسبون أنهم على هدى".
وذهب بعض المفسرين إلى أنّ استبصارهم كان في الدنيا، فهم يعلمون ظاهراً من الدنيا.
ولا تعارض، فهم كما قال الفراء: "كانوا عقلاء ذوي بصائر".
وقال البقاعي: "مَعْدُودِينَ بَيْنَ النّاسِ مِنَ البُصَراءِ العُقَلاءِ جِدًّا لِما فاقُوهم بِهِ مِمّا يَعْلَمُونَ مِن ظاهِرِ الحَياةِ الدُّنْيا".
فهم أهل نظر وعلم وبحث، ولكنهم أُعجبوا بعلومهم، فنصروا ضلالتهم ودينهم بسبب الهوى، {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}، وأُعجبوا بضلالتهم ونظرهم.

ففي الآية عدم الاغترار بأهل الذكاء والعلم الدنيوي، وأهل البصر والنظر في الحجج، فهناك من يُعطى ذكاء ولم يُعط زكاء، فينحرف مع قوّة بصره، يحرفه الهوى، كحال الفلاسفة والمتكلمين والعلمويين.
Өчүрүлгөн07.04.202500:50
Кайра бөлүшүлгөн:
قناة ناصر آل متعب avatar
قناة ناصر آل متعب
▪︎ ذكر المفسرون أنّ إعداد العدة هو:
١- النية والعزم.
٢- نشاط النفس.
٣- الاستعداد.
٤- السعي في تحصيل الأسباب والآلات.
وكلها معاني صحيحة.
فتحصيل هذه الأمور من أسباب التوفيق للطاعات.
■ دلت الآية على أنّ الذنوب من أسباب الخذلان عن الخيرات، وأنها تُفسد قابلية محلها للتوفيق
قال ابن القيم: "حكمته سبحانه تأبى أن يضع التوفيق في غير محله، وعند غير أهله، فالله أعلم حيث يجعل هداه وتوفيقه وفضله، وليس كل محل يصلح لذلك، ووضع الشيء في غير محله لا يليق بحكمته".
▪︎ احذر أن تكون ممن كرهه الله، فكسّله عن الفوز بالغنائم، فترك إعداد العدّة، ولم تنبعث دواعي الخير فيه، وثُقل عليه اغتنام الخيرات، فهذه والله الخسارة العظيمة.
قال ابن القيم: "فهذا مكر الله بالعبد: أن يقطع عنه مواد توفيقه، ويخلّي بينه وبين نفسه، ولا يبعث دواعيه، ولا يُحرّكه إلى مراضيه ومحابه".

هاهي العشر أقبلت، فشمّر وشدّ المئزر وأعدّ العدة مستعيناً بمن عبادته باستعانته.
في (زبرا) قراءتان:
الأولى: بفتح الباء {زُبَرا}، أي (قِطَعاً) كما روي عن الحسن ومجاهد
قال الطبري: "بمعنى: فتفرّقوا أمرهم بينهم قِطَعا كزُبَر الحديد"
الثانية: بضم الباء {زُبُرا}، أي (كُتبا) كما روي عن قتادة وغيره
وكيف تقطّعوا أمرهم كتباً؟
١- قال مجاهد: "كتب الله فرّقوها قطعاً"، قال السمعاني عن تفسير مجاهد: "وَمَعْنَاهُ: آمنُوا بِالْبَعْضِ، وَكَفرُوا بِالْبَعْضِ، وحرفوا الْبَعْض، وَلم يحرفوا الْبَعْض".
٢- "تفرقوا دينهم بينهم كتباً أحدثوها يحتجون فيها لمذهبهم"، وإليه ذهب ابن زيد وقال: "كلٌّ معجبون برأيهم، ليس أهل هواء إلا وهم معجبون برأيهم وهواهم وصاحبهم الذي اخترع ذلك لهم"
والآية تشمل ذلك كله، فهم اختلفوا في الكتب فآمنوا ببعضها دون بعض، وكل فرقة حرّفت الكتاب تحريفاً لفظياً أو معنوياً، وابتدعت كتباً تنصر هواها، فتحزّبوا أحزاباً، كل حزب معجبٌ برأيه مسرورٌ به، فأصبحوا كقطع الحديد.
قلت: في التشبيه بقطع الحديد إشارة إلى شدّة هذا الاختلاف، وما أحدثه من اقتتال وعداوة، وقد جاء عن جماعة من السلف أن الأهواء كلها تُفضي إلى السيف، حتى أنّ أيوب السختياني كان يُسمّي كل أهل الأهواء خوارج.
• قال قتادة: "وهي في مصحف عبد الله: ﴿فَخَافَ ربُّكَ أنْ يُرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾".
• وقال مقاتل: "وفي قراءة أُبي بن كعب: (فَخافَ رَبُّكَ)، يعني: فعلِم ربُّك".
• وقال الطبري: "والخشية والخوف توجههما العرب إلى معنى الظنّ، وتوجه هذه الحروف إلى معنى العلم بالشيء الذي يُدرك من غير جهة الحسّ والعيان".
•وقد فسّر السدي (فخشينا)، بأشفقنا
•وفسرها يحيى بن سلام: بكرهنا.
- وهذه التفاسير للخشية ذُكرت:
١- لبيان جهة وقوعها، فالطبري أخبر أنها تُطلق عند العرب على العلم (الذي يُدرك من غير جهة الحسّ).
٢- لنفي توهّمٍ. كتوهّم أنّ الخشية خشية جهل ونقص.
٣- لبيان الأثر واللازم، كتفسير الخشية بالإشفاق والكراهية.
قلت: في الإتيان بلفظ(الخشية)و(الخوف) معنى جليل، يدركه من تذوّقه، فهذه الألفاظ
تُظهر مكانة المؤمن عند الله، وعناية الله به
أرأيت لو قلت: (صرفت فلان لكي لا يؤذيك)
هل هو مثل قولي: (صرفت فلان عنك لأني أخشى وأخاف عليك من أن يؤذيك):؟!
فما أكرم المؤمن عند ربه!، كيف يدبّر الله له أمره في الغيب، خوفاً وخشيةً عليه من سوء القضاء.
Көрсөтүлдү 1 - 24 ичинде 54
Көбүрөөк функцияларды ачуу үчүн кириңиз.