وقوله تعالى: ﴿أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [النَّمْلِ: 61].
وقَوْلُه تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غَافِرٍ: 64].
وقَوله تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الْمُلْكِ: 15].
وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ [نُوحٍ: 19-20].
وقوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الزُّخْرُفِ: 9-10].
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرَّعْدِ: 3].
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 10].
نعمة الجبال
ونعمة الجبال من النعم المألوف والبديهية، أيضا، يقول الله تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ [النَّحْلِ: 15]،
وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: 31]،
ويقول سُبْحَانَهُ: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النَّبَأِ: 6- 7]،
ويقول: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النَّازِعَاتِ: 30 - 33].
يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه:
﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً﴾ [البقرة:22]،
لله أنداداً، ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:22]،
أنتم تعلمون الأشياء هذه، وهذه القضية معروفة عند الإنسان: أن الله هو الذي خلقه،
الإنسان على تعاقب الأجيال قضية معروفة لديهم: أن الله هو الذي خلقهم، وخلق الأرض، وخلق السماء، وجاء في آيات أخرى يبين هذه،
استبيان
عمل القرآن الكريم استبيان للأمم كلها تقريباً، من عهد نوح إلى أيام نزول القرآن الكريم، وإذا كل الناس - فعلاً - مقرين بأن الله هو الذي خلقهم، وهو الذي ينزل من السماء ماء، وهو الذي ينبت الزروع والأشجار.
إذاً، نلحظ هذا من ناحية المنهج والأسلوب، وأن هذا جانب مهم جداً في تذكير الناس، وفي الدفع بهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى،
تذكير الناس بالله، وبما أنعم به عليهم،
تذكير حتى بالأشياء التي تبدو عند الناس أصبحت بديهية، لم يعودوا يلتفتون إليها،
الأرض هذه، على هذا النحو: ﴿جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ [البقرة:22] ، ذكِّر حتى بنعمة الشمس.
الإنسان أحياناً قد تكون القضية عنده تصبح عادية؛ لأنه ألفها يومياً، يومياً،
نحاول أن نذكِّر أنفسنا ونذكر بعضنا بعض بالنعم، بما فيها النعم التي قد أصبحت لم تعد تؤثر فينا، قد هي طبيعية وبديهية لدينا، لم تعد تثير لدينا أيّ تذكر؛
لأن المسألة في دفع الناس إلى العبودية لله لا تتطلب منك أن تبحث عن غوامض الأشياء، بل بالواضحات، خاطب الناس بالواضحات، أعني: بالأشياء التي هم قد ألفوها تماما"
ويقول رضوان الله عليه:
"حاول أنك تذكرهم من جديد، وتلفت أنظارهم إلى أن يتأملوا ويتذكروا،
الشمس مثلاً،
أليست كل يوم تطلع؟ لا أحد منا يحاول يتذكر أنها نعمة،
ناسين!
شمس كل يوم، كل يوم، لم نعد نتذكر أنها نعمة، وتثير انتباهنا عندما تطلع!
لكن لو نفترض أنها غابت شهرا مثلاً، الناس يصبحون في حالة سيئة جداً، ويضيقون من الظلام، ثم إذا ما ظهر لهم بصيص من نور، كيف ستكون حالتهم وفرحتهم عندما تظهر الشمس عليهم؟!"
.