05.05.202521:00
" اقرأ باسم ربك الذي خلق":
فيه دليلٌ على أن الإنسان إنما يُخاطَب أوَّلًا بما يُعرَف أن يصل إلى فهمه بسرعةٍ من غير مشقة ولا بحث؛ وذلك لأن الله تعالى قد أحال نبيَّه - صلى الله عليه وسلم- أوَّلا على أن ينظر في خلقِ نفسه بقوله " خلق الإنسان من علق" ولم يقل له: الذي خلق السموات والأرض وغير ذلك، وإنما قال له ذلك بعدما تقرَّر له خلقُ نفسه وما هو عليه، وحصَل له من المادة الإلهية ما يتسلَّط به على ذلك.
- ابن أبي جمرة الأندلسي -
فيه دليلٌ على أن الإنسان إنما يُخاطَب أوَّلًا بما يُعرَف أن يصل إلى فهمه بسرعةٍ من غير مشقة ولا بحث؛ وذلك لأن الله تعالى قد أحال نبيَّه - صلى الله عليه وسلم- أوَّلا على أن ينظر في خلقِ نفسه بقوله " خلق الإنسان من علق" ولم يقل له: الذي خلق السموات والأرض وغير ذلك، وإنما قال له ذلك بعدما تقرَّر له خلقُ نفسه وما هو عليه، وحصَل له من المادة الإلهية ما يتسلَّط به على ذلك.
- ابن أبي جمرة الأندلسي -
05.05.202509:31
" مسائل العلم ليس فيها حَلِفٌ ولا تحليف، بل كل واحد يتكلم بحسَب ما اقتضاه الدليل وعلى قدر ما مَنَحه الله من حُسن التصريف، ومتى سمع الناسُ أن مُفتيًا حلَف يمينا على ما أفتى به!! ومن ذا الذي سلَك هذا المَسلك من خاملٍ أو نابه ! ".
- السيوطي -
وفضلا عن فساد هذا التصرف وعدم جدواه في المسائل العلمية فإنه يدلّ على خِفة عقل صاحبه وعدم رزانته، ومع وضوح هذا الأمر وبداهته رأيتُ كتابا للشخص الذي يُشنّع على مذهب المالكية في عمل أهل المدينة يتكلم في بعض مباحثه عن حُجية السنة، وإذ به يقول: أقسم بالله إن السنة حُجة، والله العظيم إن السنة حجة ثابتة، وتالله وبالله إن السنة حجة وبرهان... إلخ، وملأ الصفحة بالأقسام والأيمان وهي لا تُغني شيئا في هذا المقام، فواحد بهذا العقل يتعرض للرد على مالك والشافعي!
- السيوطي -
وفضلا عن فساد هذا التصرف وعدم جدواه في المسائل العلمية فإنه يدلّ على خِفة عقل صاحبه وعدم رزانته، ومع وضوح هذا الأمر وبداهته رأيتُ كتابا للشخص الذي يُشنّع على مذهب المالكية في عمل أهل المدينة يتكلم في بعض مباحثه عن حُجية السنة، وإذ به يقول: أقسم بالله إن السنة حُجة، والله العظيم إن السنة حجة ثابتة، وتالله وبالله إن السنة حجة وبرهان... إلخ، وملأ الصفحة بالأقسام والأيمان وهي لا تُغني شيئا في هذا المقام، فواحد بهذا العقل يتعرض للرد على مالك والشافعي!
Қайта жіберілді:
الدُّرّ النَّثِير

04.05.202523:13
" ثُمَّ مَنْ تَدَبَّرَ أُصُولَ الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدَ الشَّرِيعَةِ وَجَدَ أُصُولَ مَالِكٍ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَصَحَّ الْأُصُولِ وَالْقَوَاعِدِ .. ".
[ مجموع الفتاوى لابن تيمية - رحمه الله - ج 20 ص 294 ]
[ مجموع الفتاوى لابن تيمية - رحمه الله - ج 20 ص 294 ]
Қайта жіберілді:
قَيْد الأَوابِد

04.05.202517:43
● إِلْفُ النفس للمعاصي يُقَوِّي شهوتَها إليها.
- جلال الدين المَحَلِّيّ رحمه الله.
- جلال الدين المَحَلِّيّ رحمه الله.
04.05.202502:20
كلما قلتُ بقربي
تنطفي نيرانُ قلبي
زادني الوصلُ لهيبا
هكذا حالُ المُحِبِّ
لا بوصلي أتسلَّى
لا ولا بالهجر أنسَى
ليس للعشق دواءٌ
فاحتسبْ عَقلا ونفسا
تنطفي نيرانُ قلبي
زادني الوصلُ لهيبا
هكذا حالُ المُحِبِّ
لا بوصلي أتسلَّى
لا ولا بالهجر أنسَى
ليس للعشق دواءٌ
فاحتسبْ عَقلا ونفسا
03.05.202512:23
كتابان سمعتُ أستاذنا الشيخ محمد أبو موسى يوصي بحفظهما واستظهارهما عن ظهر قلب إن استطاع القارئ ذلك، هما: النبأ العظيم للشيخ محمد عبد الله دراز، والبلاغة المفترى عليها، للدكتور فضل حسن عباس.
05.05.202519:36
مفهوم الأمة كأمة لا يوجد إلا في خيالنا ولغتنا ، ورثناه عبر القصص والأغاني واجتزاء التاريخ بما يخدم هذه الأمة المتخيلة ...
لسنا أمة إنما شعوب وإن كان هناك تعاطف فهو فقط تعاطف إنساني وجدناه عند شعوب أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا أكثر مما وجدناه عند من هم مفترض أن يكونوا أمة واحدة ( عربية أو إسلامية)
- معتز أيمن، من غزة -
لسنا أمة إنما شعوب وإن كان هناك تعاطف فهو فقط تعاطف إنساني وجدناه عند شعوب أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا أكثر مما وجدناه عند من هم مفترض أن يكونوا أمة واحدة ( عربية أو إسلامية)
- معتز أيمن، من غزة -
Қайта жіберілді:
تقريب



05.05.202502:57
ما زال الحوثي على بساطة قدراته العسكرية مقارنة بقدرات العدو المتغطرس يرغم أنفه في التراب، ويلجئه إلى مضائق الذلة والمهانة وانكسار الغرور واضطراب الأمر وشتات الرأي، ما زلت أرى الحوثي في صنيعه هذا جديرا بقول الإبراهيمي:
«إننا إذا لم نستطع شيئًا استطعنا أشياء، وإذا لم نستطع أن نكون عطَشًا لخصمنا كنا كَدَرًا في الماء، وإذا حُرِمنا قَمح الأرض زرعناها أشواكا..». ما زال الرجل يقيم الحجة على غيره ممن يملكون أكثر مما يملك، ولا يصنعون في تلك المحنة معشار ما يَصنع.
«إننا إذا لم نستطع شيئًا استطعنا أشياء، وإذا لم نستطع أن نكون عطَشًا لخصمنا كنا كَدَرًا في الماء، وإذا حُرِمنا قَمح الأرض زرعناها أشواكا..». ما زال الرجل يقيم الحجة على غيره ممن يملكون أكثر مما يملك، ولا يصنعون في تلك المحنة معشار ما يَصنع.


04.05.202523:07
حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن أجاع أهل غزة ومنعهم الطعام والشراب، ومن شارك في ذلك ورضي به وأعان عليه


04.05.202516:15
03.05.202519:27
عطفا على المنشور الأخير وإزالةً لبعض اللبس:
قال الله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة .. " وقال " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ".
المعنى: أن الله تعالى يرى ويعلم المخالفات التي يفعلها الناس، ومع ذلك يتركهم ويعطيهم الفرصة لمراجعة أنفسهم، ولو كان الله مثلا ينفعل بمعاصيهم ويتأثر بها أو " بتزعّله" على نحوِ ما هو في الشاهد، بحيث إنه يتربّص بالعاصي ويحنق عليه وينصب له شِباك الإيقاع به، كما نفعل نحن مع من يؤذينا ويضايقنا = ما ترَك على ظهر الأرض من دابة تتحرك على وجه الأرض، وإنما كان سيُهلك الجميع ولا يبقي منهم أحدا، لكنه لا يفعل ذلك؛ لأنه الحليم الحَنّان المنّان، يُمهل العبد ويعطيه الفرصة ويُغدق عليه من فضله ويَمنحه الوقت ليراجع نفسه ولا يَعجل عليه.
أمّا قوله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " فبغضِّ النظر عن أن هذه الآية نزلتْ في حادثة مخصوصة وخُوطب بها فريق معين من الناس وهم مشركو قريش حين أصابهم القحط، فلو سلمنا مثلا بأن العبرة بعموم اللفظ فليس في الآية ما يفيد اطّراد نزول العقاب عند وجود الزلل، بل كل ما هنالك أن الآية تنفي الظلم عن الله، وتُثبت أن ما يقع بالناس من مصائب في الدنيا فهو ( قد ) يكون بسبب ذنوبهم، لكن هذه السببية غير مطردة، بدليل أنه قال" ويعفو عن كثير " فختام هذه الآية يُفيد أن العقوبة ليست مترتبة على الذنب ترتُّب المعلول على العلة؛ لأنه لو كان كذلك لمَا صح أن يعفو عن الكثير، فهذا العفو عن الكثير مع وجود موجب العقوبة يدل على أن الأمر راجع إلى المشيئة والتقدير الإلهي، فلو شاء عاقب ولو شاء عفا.
ولهذا قال في آية أخرى" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله" فالمصيبة مُقدَّرة على المُصاب، ومع أن صنع الله في نظام هذا الكون اقتضَى ربطَ المُسبَّبات بأسبابها، إلا أنه سبحانه عالم بما تؤدي إليه تلك الأسباب، فلما كان هو الذي أوجَد الأسباب وأسباب أسبابها، وكان قد جعل ذلك كله أصولا وفروعا بعلمه وحكمته = جعل ذلك كله معلقا على " إذنه ومشيئته" ولهذا ختم الآية بقوله" ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه" لأنه سر القدر في الحقيقة، ولا راحة إلا في التسليم مهما طال الجدل في القضاء والقدر.
وفي آية أخرى قال:" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا " أي من قبل أن نخلق النفوس ومن قبل أن تتعلق النفوس بالأبدان ومن قبل أن يُوجَد الفعل من صاحبه الذي يظن أنه علة للسعادة أو الشقاء.
وفي الموضوع كلام طويل ومتشعب وكله يرجع إلى مسألة القدر، وما أردتُه هو أن الله ليس ذا مشاعر وانفعالات وقتية كما يحدث للبشر، تعالى الله وتقدس عن ذلك.
قال الله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة .. " وقال " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ".
المعنى: أن الله تعالى يرى ويعلم المخالفات التي يفعلها الناس، ومع ذلك يتركهم ويعطيهم الفرصة لمراجعة أنفسهم، ولو كان الله مثلا ينفعل بمعاصيهم ويتأثر بها أو " بتزعّله" على نحوِ ما هو في الشاهد، بحيث إنه يتربّص بالعاصي ويحنق عليه وينصب له شِباك الإيقاع به، كما نفعل نحن مع من يؤذينا ويضايقنا = ما ترَك على ظهر الأرض من دابة تتحرك على وجه الأرض، وإنما كان سيُهلك الجميع ولا يبقي منهم أحدا، لكنه لا يفعل ذلك؛ لأنه الحليم الحَنّان المنّان، يُمهل العبد ويعطيه الفرصة ويُغدق عليه من فضله ويَمنحه الوقت ليراجع نفسه ولا يَعجل عليه.
أمّا قوله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " فبغضِّ النظر عن أن هذه الآية نزلتْ في حادثة مخصوصة وخُوطب بها فريق معين من الناس وهم مشركو قريش حين أصابهم القحط، فلو سلمنا مثلا بأن العبرة بعموم اللفظ فليس في الآية ما يفيد اطّراد نزول العقاب عند وجود الزلل، بل كل ما هنالك أن الآية تنفي الظلم عن الله، وتُثبت أن ما يقع بالناس من مصائب في الدنيا فهو ( قد ) يكون بسبب ذنوبهم، لكن هذه السببية غير مطردة، بدليل أنه قال" ويعفو عن كثير " فختام هذه الآية يُفيد أن العقوبة ليست مترتبة على الذنب ترتُّب المعلول على العلة؛ لأنه لو كان كذلك لمَا صح أن يعفو عن الكثير، فهذا العفو عن الكثير مع وجود موجب العقوبة يدل على أن الأمر راجع إلى المشيئة والتقدير الإلهي، فلو شاء عاقب ولو شاء عفا.
ولهذا قال في آية أخرى" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله" فالمصيبة مُقدَّرة على المُصاب، ومع أن صنع الله في نظام هذا الكون اقتضَى ربطَ المُسبَّبات بأسبابها، إلا أنه سبحانه عالم بما تؤدي إليه تلك الأسباب، فلما كان هو الذي أوجَد الأسباب وأسباب أسبابها، وكان قد جعل ذلك كله أصولا وفروعا بعلمه وحكمته = جعل ذلك كله معلقا على " إذنه ومشيئته" ولهذا ختم الآية بقوله" ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه" لأنه سر القدر في الحقيقة، ولا راحة إلا في التسليم مهما طال الجدل في القضاء والقدر.
وفي آية أخرى قال:" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا " أي من قبل أن نخلق النفوس ومن قبل أن تتعلق النفوس بالأبدان ومن قبل أن يُوجَد الفعل من صاحبه الذي يظن أنه علة للسعادة أو الشقاء.
وفي الموضوع كلام طويل ومتشعب وكله يرجع إلى مسألة القدر، وما أردتُه هو أن الله ليس ذا مشاعر وانفعالات وقتية كما يحدث للبشر، تعالى الله وتقدس عن ذلك.
02.05.202522:58
لَيلَىٰ، عَلَيَّ الهَجرُ، طَالَ وَلَم أَزَل
صَبًّا وَلُوعًا فِي هَوَاكِ مِنَ الأَزَل.
صَبًّا وَلُوعًا فِي هَوَاكِ مِنَ الأَزَل.


05.05.202517:05
اللهم بردا وسلاما على اليمن وأهله
04.05.202521:32
مما وقع فيه الخلط في بعض كتب الأصول: تفسير مراد المالكية ب" عمل أهل المدينة " بأنهم يعنون به: الإجماع، بمعنى أن هؤلاء الأصوليين يقولون إن المالكية يقصدون ب" عمل أهل المدينة " أنه مرادف للإجماع عند الجمهور، في حين أن المالكية لا يقولون بأن عمل أهل المدينة في مرتبة الإجماع.
نعم، المالكية يُعبِّرون عن هذا الأصل أحيانا بقولهم" إجماع أهل المدينة" وأحيانا بقولهم" عمل أهل المدينة " ومع محاولة بعضهم التفريق بين الاصطلاحين لكن الصحيح أنهما بمعنى واحد، ليس هو قطعا ما يرادف الإجماع عند الجمهور، فالإجماع أصل آخر من أصول التشريع يعمل به المالكية مثل الجمهور.
وإنما يقصدون بإجماع أهل المدينة: اتفاق أهل المدينة النبوية من عصر الصحابة والتابعين إلى عصر الإمام مالك على قولٍ في مسألة من المسائل، واعتبروا اتفاقهم أصلا من أصول مذهبهم؛ لأن السُّنة في المدينة كانت مُستفيضة، يرويها جيل عن جيل، وتنقلها جماعة عن جماعة، وخلفٌ عن سلف، ولأن كثيرا جدا من الصحابة كانوا مقيمين بها، بل علماء الصحابة الذين هم أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روايةً عنه كانوا بالمدينة، وهم أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وعائشة، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، فهؤلاء أكثر الصحابة رواية للحديث، وكلهم مَدنيُّون.
فالإمام مالك يرى أن ما كان عليه هذا الجمع الغفير من الصحابة والتابعين المقيمين بالمدينة أقوى من خبر الواحد؛ لأنه يصعب أن لا يكون هذا العدد الكثير في مختلف الطبقات قد سمع بالحديث ويستمرون على مخالفته، فإعراضهم عن الأثر علةٌ قادحة فيه أو أمارة على أنه منسوخ وليس عليه العمل وإن كان صحيحا.
ومالك - رضي الله عنه- يحتج بعمل أهل المدينة إذا اتفقوا على قول في المسألة، فإن اختلفوا تخيَّر هو من أقوالهم ما يراه أصح دليلا وأقوى مدركا.
وهذا الأصل " عمل أهل المدينة " لم يخترعه مالك - رحمه الله- بل كان معمولا به عند من سبقوه من فقهاء المدينة، مثل سعيد بن المسيب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وغيرهم، بل بعض الآثار المروية عن الصحابة فيها ما يُستفاد منه أنهم كانوا يُقدّمون العمل على حديث الآحاد، رُوي مثلا عن عمر رضي الله عنه أنه قال على المنبر: أُحَرِّج بالله على رجلٍ روَى حديثا العملُ على خلافه.
وعلى هذا فمالك- رحمه الله- لم يخترع هذا الأصل، كما أن الإمام الشافعي لم يخترع أصول الفقه، وإنما أبرزه ووضّحه واستدلّ له وعُرف به.
فالعمل المتوارث عند أهل المدينة قريب عنده من الخبر المتواتر، ولا شك أن المتواتر أقوى من خبر الآحاد، ومن لا معرفة له بعلم الأصول يتخبَّط في فهم هذه الأمور ويظُن أن هذه أشياء مُخترعة تخالف النص النبوي، فيتوهم مثلا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لهم شيئا وهم اجترءوا على مخالفته، والعجيب أن هذا الشخص يدّعي السلفية ولا يعتبر قولَ مالك ومن سبقوه في هذه المسألة وهم من أفاضل السلف وأعيان أهله !
و" عمل أهل المدينة " أصلٌ متين معتبر، لم يقوَ بعض مخالفي المالكية على دفعِه عن قناعتهم، فأذكُر أن نجم الدين الطوفي الحنبلي رحمه الله بعد أن ناقَش المالكية في حُجية عمل أهل المدينة، وبغضِّ النظر عن أنه لم يُصوّر مذهبهم في المسألة كما ينبغي، وأنهم ينازعونه فيما رَدّ به عليهم، فإنه خَتم البحثَ بقوله :" وبعد هذا كله فإن في النفس إلى قول مالكٍ في هذه المسألة طُمأنينةً وسُكونًا قويًّا جدًّا...".
نعم، المالكية يُعبِّرون عن هذا الأصل أحيانا بقولهم" إجماع أهل المدينة" وأحيانا بقولهم" عمل أهل المدينة " ومع محاولة بعضهم التفريق بين الاصطلاحين لكن الصحيح أنهما بمعنى واحد، ليس هو قطعا ما يرادف الإجماع عند الجمهور، فالإجماع أصل آخر من أصول التشريع يعمل به المالكية مثل الجمهور.
وإنما يقصدون بإجماع أهل المدينة: اتفاق أهل المدينة النبوية من عصر الصحابة والتابعين إلى عصر الإمام مالك على قولٍ في مسألة من المسائل، واعتبروا اتفاقهم أصلا من أصول مذهبهم؛ لأن السُّنة في المدينة كانت مُستفيضة، يرويها جيل عن جيل، وتنقلها جماعة عن جماعة، وخلفٌ عن سلف، ولأن كثيرا جدا من الصحابة كانوا مقيمين بها، بل علماء الصحابة الذين هم أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روايةً عنه كانوا بالمدينة، وهم أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وعائشة، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، فهؤلاء أكثر الصحابة رواية للحديث، وكلهم مَدنيُّون.
فالإمام مالك يرى أن ما كان عليه هذا الجمع الغفير من الصحابة والتابعين المقيمين بالمدينة أقوى من خبر الواحد؛ لأنه يصعب أن لا يكون هذا العدد الكثير في مختلف الطبقات قد سمع بالحديث ويستمرون على مخالفته، فإعراضهم عن الأثر علةٌ قادحة فيه أو أمارة على أنه منسوخ وليس عليه العمل وإن كان صحيحا.
ومالك - رضي الله عنه- يحتج بعمل أهل المدينة إذا اتفقوا على قول في المسألة، فإن اختلفوا تخيَّر هو من أقوالهم ما يراه أصح دليلا وأقوى مدركا.
وهذا الأصل " عمل أهل المدينة " لم يخترعه مالك - رحمه الله- بل كان معمولا به عند من سبقوه من فقهاء المدينة، مثل سعيد بن المسيب، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وغيرهم، بل بعض الآثار المروية عن الصحابة فيها ما يُستفاد منه أنهم كانوا يُقدّمون العمل على حديث الآحاد، رُوي مثلا عن عمر رضي الله عنه أنه قال على المنبر: أُحَرِّج بالله على رجلٍ روَى حديثا العملُ على خلافه.
وعلى هذا فمالك- رحمه الله- لم يخترع هذا الأصل، كما أن الإمام الشافعي لم يخترع أصول الفقه، وإنما أبرزه ووضّحه واستدلّ له وعُرف به.
فالعمل المتوارث عند أهل المدينة قريب عنده من الخبر المتواتر، ولا شك أن المتواتر أقوى من خبر الآحاد، ومن لا معرفة له بعلم الأصول يتخبَّط في فهم هذه الأمور ويظُن أن هذه أشياء مُخترعة تخالف النص النبوي، فيتوهم مثلا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لهم شيئا وهم اجترءوا على مخالفته، والعجيب أن هذا الشخص يدّعي السلفية ولا يعتبر قولَ مالك ومن سبقوه في هذه المسألة وهم من أفاضل السلف وأعيان أهله !
و" عمل أهل المدينة " أصلٌ متين معتبر، لم يقوَ بعض مخالفي المالكية على دفعِه عن قناعتهم، فأذكُر أن نجم الدين الطوفي الحنبلي رحمه الله بعد أن ناقَش المالكية في حُجية عمل أهل المدينة، وبغضِّ النظر عن أنه لم يُصوّر مذهبهم في المسألة كما ينبغي، وأنهم ينازعونه فيما رَدّ به عليهم، فإنه خَتم البحثَ بقوله :" وبعد هذا كله فإن في النفس إلى قول مالكٍ في هذه المسألة طُمأنينةً وسُكونًا قويًّا جدًّا...".


04.05.202511:01
يا غارة الله
03.05.202516:21
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي
مِن سُؤالي وَاختِياري
لحن جميل وكلمات أجمل.
مِن سُؤالي وَاختِياري
لحن جميل وكلمات أجمل.
01.05.202522:31
وما فتَح اللهُ تعالى به من المباحث والأسئلة والأجوبة والقواعد والتنبيهات أسرُده سردًا من غير إعزاء، ولعلي قد أكون صادفتُ خاطرَ غيري في ذلك ولم أعلَم به، والله أعلمُ بمواهبه في صدور عباده.
وقد يقعُ الخاطرُ على الخاطر في القصائد المنظومة فكيف بموارد العقول؛ فإنها أقرَبُ لأنها كالمَرائي إذا استوَت في الجَلاء تجلَّى في جميعها الصورةُ الواحدة.
- الإمام القرافي، نفائس الأصول شرح المحصول -
وقد يقعُ الخاطرُ على الخاطر في القصائد المنظومة فكيف بموارد العقول؛ فإنها أقرَبُ لأنها كالمَرائي إذا استوَت في الجَلاء تجلَّى في جميعها الصورةُ الواحدة.
- الإمام القرافي، نفائس الأصول شرح المحصول -


05.05.202511:26
مع كل الاحترام لصاحب المنشور : هذا اختزال مُخلّ لطبيعة الحياة المعاصرة وما فيها من تفاصيل مركبة ومعقدة لم تكن موجودة سابقا، فالحياة سابقا كانت سهلة يسيرة ومحدودة، والالتحام بالخارج كان ضيقا جدا، والمجتمع نفسه كان مختلفا تماما، ووظائف كل شيء فيه كانت واضحة ومحددة وثابتة، والروتين فيه كان أكثر ثبوتا والتغيرات كانت أقلّ، فكان من السهل أن تتزوج الفتاة في سن صغير جدا وتستطيع أن تكون ربة أسرة لأن المطلوب منها أشياء قليلة تُعد على الأصابع، لكن الآن الوضع كله مختلف، فمع كل هذا التباين بين مجتمعين مستقلين منفصلين تماما في كل التفاصيل لا يصح أن نأخذ لقطة واحدة وننقلها من محيطها وننزعها من سياقها الكلي ونضعها في مكان آخر وظروف أخرى وأوضاع جديدة، فهو ليس اعترافا بالفشل في التربية بقدر ما هو إدراك لكثرة التحديات وصعوبة الحياة الحالية التي تحتاج بالفعل إلى قدر معتبر من التأني والتمهل، خصوصا مع كثرة التجارب الفاشلة :
Қайта жіберілді:
الدُّرّ النَّثِير

05.05.202502:19
لا يوجد عالِم إلا وقد خالفَ من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أدلةً كثيرة، ولكن لمُعارِضٍ راجحٍ عليها عند مخالفتها، وكذلك مالك رضي الله عنه ترَك هذا الحديث لمُعارِضٍ راجحٍ عنده، وهو عملُ أهل المدينة، فليس هذا بابا اخترَعه مالك ولا بدعةً ابتدعها.
ومن هذا الباب ما يُروى عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: " إذا صح الحديث فهو مذهبي " فمراده مع عدم المُعارض، وليس هذا القول خاصا بمذهبه كما ظنه بعضهم.
وكثير من فقهاء الشافعية يعتمدون على هذا ويقولون: مذهب الشافعي كذا لأن الحديث صح فيه، وهو غلط؛ فإنه لابد من انتفاء المُعارض، والعلم بعدم المُعارض يتوقف على مَن له أهلية استقراء الشريعة حتى يَحسُن أن يقول: لا مُعارِض لهذا الحديث، وأما استقراء غير المجتهد المطلق فلا عبرة به، فهذا القائل من الشافعية ينبغي أن يُحصِّل لنفسه أهليةَ هذا الاستقراء قبل أن يُصرّح بهذه الفتوى، لكنه ليس كذلك، فهو مُخطئ في هذا القول.
- القرافي-
وللإمام النووي رحمه الله كلام قريب من هذا، وفي هذه المسألة رسالتان مطبوعتان:
- إحداهما للإمام السبكي: " معنى قول الإمام المُطَّلِبي إذا صح الحديث فهو مذهبي".
- والثانية لعلامة الهند أحمد رضا خان البريلوي:" الفضل الموهبي في معنى إذا صح الحديث فهو مذهبي".
ومن هذا الباب ما يُروى عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: " إذا صح الحديث فهو مذهبي " فمراده مع عدم المُعارض، وليس هذا القول خاصا بمذهبه كما ظنه بعضهم.
وكثير من فقهاء الشافعية يعتمدون على هذا ويقولون: مذهب الشافعي كذا لأن الحديث صح فيه، وهو غلط؛ فإنه لابد من انتفاء المُعارض، والعلم بعدم المُعارض يتوقف على مَن له أهلية استقراء الشريعة حتى يَحسُن أن يقول: لا مُعارِض لهذا الحديث، وأما استقراء غير المجتهد المطلق فلا عبرة به، فهذا القائل من الشافعية ينبغي أن يُحصِّل لنفسه أهليةَ هذا الاستقراء قبل أن يُصرّح بهذه الفتوى، لكنه ليس كذلك، فهو مُخطئ في هذا القول.
- القرافي-
وللإمام النووي رحمه الله كلام قريب من هذا، وفي هذه المسألة رسالتان مطبوعتان:
- إحداهما للإمام السبكي: " معنى قول الإمام المُطَّلِبي إذا صح الحديث فهو مذهبي".
- والثانية لعلامة الهند أحمد رضا خان البريلوي:" الفضل الموهبي في معنى إذا صح الحديث فهو مذهبي".
04.05.202517:44
هو من قول صاحب البردة :
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة النهمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة النهمِ


04.05.202509:47
يا قويّ يا متين :
03.05.202514:20
من أكبر الأخطاء في تصورات كثير من الناس عن العلاقة مع الله أنها تُشبه علاقتهم مع البشر، كأصحابهم ومعارفهم، فيستقر عندهم في خيالهم الجمعي من حيث لا يشعرون أن الله عز وجل له مشاعر وانفعالات- تعالى الله وتقدس عن ذلك - وبناءً على هذا فهو يتأثر مثلا بالمخالفات التي يفعلونها فيُضمر في نفسه أنه سيعاقبهم عليها، أو إذا فعلوا الطاعات مثلا فإنه يكون سعيدا بهذا وسوف يمنحهم الجوائز في القريب العاجل، ومِن ثَم فهم يتعاملون على هذا الأساس: فإذا أصاب الواحدُ منهم ذنبا أو معصية انتظَر العقابَ من الله على نحو ما ينتظر مثلا الخَصمَ من مديره في الشركة، ولا يزال متوجسا مترقبا حتى يصيبه الضجر وتجتمع عليه الهموم والغموم، وكذلك إذا فعل الطاعة انتظَر المكافأة السريعة، فإذا لم تأتِ يئس وأصابه الملل.
هذه التصورات تشتمل على قدر من قياس الغائب على الشاهد في حق الله، وهو لا يصح في التصور الإسلامي.
والحق أن الله تعالى - كما جاء عن سيدنا عبد الله بن مسعود- لا يعجَلُ لعَجَلةِ أحَدٍ، ولا يَخِفُّ لأمرِ النَّاسِ، ما شاء اللهُ لا ما شاء النَّاسُ.
يُريدُ اللهُ أمرًا ويُريدُ النَّاسُ أمرًا، ما شاء اللهُ كان ولو باعَده النَّاسُ، ولا مُقَرِّبَ لِما باعَده اللهُ، ولا مُبَعِّدَ لِما قرَّب اللهُ، ولا يكونُ شيءٌ إلَّا بإذنِ الله.
وأنَّ الله لا ينفعه طاعة أحد، ولا تضره معصية أحد، وأن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو مكتوب عليه ومقدر عليه من قبل أن يولد، وأن هذا سر من أسرار القدَر المكتوب، وأنَّ تعليل الخير المعيَّن الذي يُرزَقه العبد في الوقت الفلاني بأنه مُسبَّب عن الطاعة الفلانية، وتعليل الشر أو المكروه المُعيَّن بأنه حصل له بسبب المعصية الفلانية = كل هذا يحتاج إلى وحي معصوم يُخبر به، ولا تكفي فيه الظنون؛ فإن ما يجري على الناس لا يجري على الله، والانفعالات التي تحدُث لنا وتكون ناتجة عن التصرفات الحسنة والسيئة يتنزّه الله عنها ولا تجري عليه هذه القوانين البشرية، " ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون".
هذه التصورات تشتمل على قدر من قياس الغائب على الشاهد في حق الله، وهو لا يصح في التصور الإسلامي.
والحق أن الله تعالى - كما جاء عن سيدنا عبد الله بن مسعود- لا يعجَلُ لعَجَلةِ أحَدٍ، ولا يَخِفُّ لأمرِ النَّاسِ، ما شاء اللهُ لا ما شاء النَّاسُ.
يُريدُ اللهُ أمرًا ويُريدُ النَّاسُ أمرًا، ما شاء اللهُ كان ولو باعَده النَّاسُ، ولا مُقَرِّبَ لِما باعَده اللهُ، ولا مُبَعِّدَ لِما قرَّب اللهُ، ولا يكونُ شيءٌ إلَّا بإذنِ الله.
وأنَّ الله لا ينفعه طاعة أحد، ولا تضره معصية أحد، وأن كل ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو مكتوب عليه ومقدر عليه من قبل أن يولد، وأن هذا سر من أسرار القدَر المكتوب، وأنَّ تعليل الخير المعيَّن الذي يُرزَقه العبد في الوقت الفلاني بأنه مُسبَّب عن الطاعة الفلانية، وتعليل الشر أو المكروه المُعيَّن بأنه حصل له بسبب المعصية الفلانية = كل هذا يحتاج إلى وحي معصوم يُخبر به، ولا تكفي فيه الظنون؛ فإن ما يجري على الناس لا يجري على الله، والانفعالات التي تحدُث لنا وتكون ناتجة عن التصرفات الحسنة والسيئة يتنزّه الله عنها ولا تجري عليه هذه القوانين البشرية، " ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون".
Қайта жіберілді:
أنَس رُفَيْدَة



01.05.202515:37
صدر أخيرا ولله الحمد
حاشية الجاربردي على الكشاف، في اثني عشر مجلدا، الأخير للفهارس
بتحقيق الفاضل المحقق المحقق د. ضياء القالش وصاحبه
والحاشية من أعظم الحواشي التي كتبت على الكشاف، وكانت له عناية كبيرة بضبط ألفاظه
حاشية الجاربردي على الكشاف، في اثني عشر مجلدا، الأخير للفهارس
بتحقيق الفاضل المحقق المحقق د. ضياء القالش وصاحبه
والحاشية من أعظم الحواشي التي كتبت على الكشاف، وكانت له عناية كبيرة بضبط ألفاظه
Көрсетілген 1 - 24 арасынан 495
Көбірек мүмкіндіктерді ашу үшін кіріңіз.