من أعقد الموازنات تلك التي يواجهها القائد المفكّر بعد تعرّض تنظيمه للضربات الموجعة فيوضع بين خيارين:
١- تقوية التنظيم بالتربية والاستصلاح الداخلي دون البحث عن مقدّرات خارجية جديدة.
٢- اكتشاف نخب وكفاءات جديدة بالإضافة إلى المكون الشبابي الداخلي للتنظيم.
لم يكن سيد قطب تقبله الله ليجد نفسه أمام هذه الموازنة الخطيرة لو أُسنِد له أمر التوجيه منذ البداية -وهذا أمر نعلم أنه متعذر في ضوء الاعتقالات المتواصلة له ولباقي القيادات- لكن ذكرته من باب التنبيه على نقطة أساسية مفادها أن واحدا من أفدح المزالق في الأعمال الإسلامية: استعجال التنظيم دون وجود القاعدة المكوّنة على أساس راسخ من العقيدة والوعي والإيمان.
مهما كانت قوة الأفراد الحَركية ومشاعرهم الصادقة في نصرة الإسلام؛ فإن تنظيمَهم الميداني المدفوع بالانفعال والرغبة في الثأر ورد الاعتداء، غالبا ما يمثّل بداية سقوطه وانهياره.
وهذا الخطأ لا يزال يتكرر للأسف. وليت شباب الصحوة الجديدة يدركوا هذا فينطلقوا أقوياء شامخين كالجبال. سيتعرضون لضرباتٍ موجعة قَطعا، لكنها أبدا لن تكون قاتلة!
#أمتي