"مهمومٌ بأمتي، مولع بأن أنفع غيري، أن أترك أثرًا، أن أكون إضافةً نافعة، وكفًا مفيدة، لا أتحمل فكرة أن أموت دون فعل شيء، أن أنتمي للقوم بالاسم، وأكون ضمنهم عددًا فقط.
لا يهمني أن يُذكر اسمي، إنما يؤرقني بقاء ما فعلته وقلته خلفي، يبلغني في أحوج ما يحتاج المرء لما يُنجيه... مجرد الفكرة تبعث بالقشعريرة.
لستُ أبالي بالنطاق الذي يبلغه تأثيري، وإن كان شخصًا؛ فقد وُعدت أنه خير من حمر النعم، قيل لي أن أجري لا يضيع، أن النفس الواحدة تعدل الناس أجمعين برحمة الله، وأن الحسنة الواحدة تضاعف أضعافًا كثيرة... هذه التجارة مع الله توقد الهمة في أضلعي.
لا أذكر كيف كنتُ قبل أن أفكر هكذا، مَن كنتُ قبل أن أردد هذه الكلمات بيقين، لكني صرت من أنا عليه بفضلٍ من الله، وهو سبحانه من وضعني على هذه الطريق فلا بد من وصول، وهو عز وجل من غرس فيّ هذا فلا بد من إثمار!".