الأخوة المؤمنون:
الصراع مع العدو الصهيوني حتمي ومستمر، وقد انتهت جولة من جولات ذلك الصراع فقط، وفيها منَّ اللهُ على الشعب الفلسطيني والمجاهدين بنصر عظيم، ورأينا الصهاينة وهم يعترفون بالهزيمة وعدم تحقق أهداف نتنياهو، ورأينا فرحة النصر في عيون الفلسطينيين واحتفالاتهم، ورأينا خروج المختَطفين والمختَطفات الفلسطينيات من سجون العدو، ورأينا فرحة استقبالهم، وشَعَرَ الشعب اليمني ببياض وجهه بعدما شاهد ذلك النصر وتلك الفرحة؛ لأنه شارك بكل قوة في صناعته رسميا وشعبيا، وبالمظاهرات التي لم تتوقف، وبالإنفاق والمقاطعة، وبالضربات الصاروخية، وبإغلاق البحر أمام الصهاينة والأمريكان، وكل ذلك من واقع المسؤولية الدينية أمام الله، ومع ذلك النصر نرى المتخاذلين والمطبعين ووجوههم سوداء بتخاذلهم، وخوفهم من أمريكا، ويأسهم من نصر الله وتأييده، وخيانتهم للأمة والدين والمقدسات.
المؤمنون الأكارم:
الصراع مع العدو لم ينتهِ ولن ينتهيَ حتى يزول الكيان، ولم يرضخ العدو للاتفاق إلا اضطرارا وليس اختيارا، وفي هذه الجولة ظهرت صورتان للعالم: صورة سوداء وصورة بيضاء، فالصورة السوداء: ظهر فيها مستوى إجرام الصهاينة وداعميهم من دول الغراب الكافر، ومستوى حقدهم وإجرامهم وعدم وجود الإنسانية لديهم، فأكثر من 1500 أسرة فلسطينية تم مسحها من السجل المدني بأسلحة أمريكا ودعم وتصفيق الغرب، وآلاف المجازر ارتكبت بحق المدنيين من الأطفال والنساء، وفي هذه الجولة ظهرت مستوى مظلومية الشعب الفلسطيني، ومستوى التخاذل العربي والتواطؤ من البعض مع العدو، وتبيّن وللأسف كيف أصبح للبعض من غير المسلمين مواقف بيضاء، وللبعض من المسلمين مواقف سوداء.
وظهرت في الجانب الآخر: الصورة البيضاء المشرقة التي ظهر فيها صمود وثبات المجاهدين، وتماسك الشعب الفلسطيني وتضحياته في سبيل الله، وتمسكه بخيار المقاومة والجهاد، ولم يفلح إجرام العدو ولا كثرة إمكانياته وداعميه، ولم يحقق أهدافه، وقدّم الفلسطينيون قوافل من الشهداء حتى من أعظم القادة بدون تراجع أو انكسار، بل كان هناك ثبات سياسي واجتماعي وعسكري، وتبين من هذه الجولة أنه لا خيار للشعب الفلسطيني ولا للأمة بكلها إلا الجهاد والمقاومة، وتبين بياض وجه كل من ساند الشعب الفلسطيني في لبنان والعراق وإيران واليمن.
عباد الله الأكارم:
لقد منّ الله علينا في اليمن بموقفنا المشرف مع غزة وانتصارنا لمظلوميتها، وعدم تراجعنا لخمسة عشر شهرا، وأنعم الله علينا بانتصارنا على التحالف الذي شكلته أمريكا لتأمين السفن الصهيونية، وفشلت ضرباتها الجوية التي استخدمت فيها كل تقنياتها المتطورة، وفشلت في ضغوطها السياسية، وفشل تخويفها أمام شعب لا يخاف إلا الله، واحترقت هيبتها، وبفضل الله تم تعطيل خط إمداد الصهاينة من البحر الأحمر، وإغلاق ميناء أم الرشراش، وتواصلت الضربات إلى فلسطين المحتلة وفشلت كل منظومات الصهاينة الاعتراضية، وأيدَنا الله فصنعنا الصواريخ الفرط صوتية، وضربنا على حاملات الطائرات الأمريكية التي جاءت لمنعنا من مساندة مجاهدي فلسطين حتى آخر لحظة قبل الاتفاق، وبما أننا نثق أنّ الصهاينة كما قال الله: {يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ}، فستبقى أيدينا على الزناد سندا للشعب الفلسطيني ولمجاهديه، وإذا ما نقض العدو ذلك الاتفاق عادت ضرباتنا، ولو تهيأت الظروف لشعبنا لذهب إلى فلسطين بمئات الآلاف من المجاهدين.
إخواني المؤمنين:
ونحن في فصل الشتاء والذي يعتبر فصل السكون والراحة للأشجار وللأرض الزراعية في بعض المناطق، فعلى المزارعين القيام بالعمليات الزراعية التي تتناسب مع هذا الفصل ومنها عملية تقليب التربة او ما يسمى الحراثة للأرض نظراً لإهميتها في اكسابها الخصوبة، وكذلك تنظيف الارض من الحشائش مما يعرف «الوبل» او الزيل، وهذه من اهم العمليات التي كان يقوم بها الاباء والاجداد ويقول المثل «اذا تريد كبر المحاجين عليك وعلى بتلة كوانين» وهذا دليل على اهمية الحراثة وتقليب التربة في شهري كانون ويقول «ما خرجك يا زيل من العرم؟ قال:
بتلة كوانين» ولاننسى كذلك عملية الذبل السماد البلدي المخمر والذي يكسب الارض خصوبة..
عباد الله:
مسؤولية المسلمين لا زالت على رقابهم في نصرة الشعب الفلسطيني المحتل المظلوم، ومسؤوليتنا لا زالت قائمة في المساندة والإعداد والإنفاق والاهتمام والحذر واليقظة، فقد سلكنا طريقنا إلى عزة الإسلام في الدنيا والآخرة، ولا تراجع عن ذلك، لأن جهادنا في سبيل الله الحي القيوم.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى