"وجود الأقصى وفلسطين كقضية مركزية في الوعي الإسلامي والعربي مهم، ليس لمكانتها في الوحي والتاريخ فقط، وإنما كمحور ناظم لاتجاهات الفكر والوعي السياسي، وكإطار عام محدد للفعل السياسي والأمني.
اليوم نحن نقف وسط عاصفة سياسية بمعنى الكلمة، ففي ظل تسارع الأحداث من حولنا ودخول واقعنا مساحات جديدة غير مستكشفة، نفتقد للمرجعيات الحقيقية التي يلتمس بها الناس طريقهم وسط هذه التعقيدات والتناقضات.
ما نعيشه من ظروف مزلزلة، يكشف احتياج ملح لإجابات كثيرة في ظل استكشافنا لمساحة الحكم والسياسة الدولية بشكل عملي، وعلى وقع حالة إعادة التموضع الجارية الحالية دوليا واقليميا، فكيف نتحرك في هذه المساحات وما هي المرتكزات، وأين الخطوط الحمراء والمساحات الرمادية؟
هنا تبرز أهمية القدس وفلسطين حضاريا وجيوسياسيا، كإجابة على كل الأسئلة الصعبة وعلى كل التناقضات المحيطة بنا، فهي عقدة التفكير السياسي وحولها تدور الأفعال والمناورات السياسية، عدا عن ذلك فإننا سنواجه حقبة تيه طويلة يجسدها سؤال لطالما تم تداوله ويتداول اليوم، لماذا فلسطين أهم منا؟"
يوسف لطفي