से पुनः पोस्ट किया:
لأن الكلمة مقاومة

07.04.202511:50
وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش:
حتى حبة قمح واحدة لن تدخل غزة..
أرأيتم وقاحة أكثر من هذه ؟! أتجلس في بيتك بعد كل هاته المجازر و الحصار و المجاعة؟!
حتى حبة قمح واحدة لن تدخل غزة..
أرأيتم وقاحة أكثر من هذه ؟! أتجلس في بيتك بعد كل هاته المجازر و الحصار و المجاعة؟!
02.04.202507:34
يا أهل عْزة، بالله عليكم لا تظهروا أجسادنا المقطّعة أمام أحد، أستحلفكم بالله أن تستروا عوراتنا وعورات أجسادنا وأجساد أطفالنا ونسائنا، لن يسمعكم أحد، لن يأبَه بكم بشر!!
هذا عالمٌ وغدٌ نجس من المحيط إلى المحيط!
هذا عالم دمويّ وحشيّ غوغائي، فلنستر عوراتِنا ولنقَتّل بصمت.
هذا عالمٌ وغدٌ نجس من المحيط إلى المحيط!
هذا عالم دمويّ وحشيّ غوغائي، فلنستر عوراتِنا ولنقَتّل بصمت.
30.03.202508:23
27.03.202502:19
هنيئًا لمن قَضَى شهيدًا هذه الليلة، ويا تعس الخانعين الخائفين!
से पुनः पोस्ट किया:
د. أبو محمود نائل

18.03.202512:30
ودّ الأعداء لو ظفروا منك بالاستسلام لليأس والعجز والقعود.
لا تستسلم وقم وانظر لك مكاناً في الصف ولن تعجز بإذن الله تعالى.
إخوانك في غزة يقدمون دماءهم على طريق الحق ونصرة الدين والمقدسات، ولم يرَ العدو منهم عجزاً ولا استسلاماً، فلا تخذلهم أنت باستسلامك لليأس والعجز.
إيلام العدو ورعاة إجرامه من أهم فروض الأعيان، فمتى تنتصر لدعوة الكتاب المبين ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾
لا تستسلم وقم وانظر لك مكاناً في الصف ولن تعجز بإذن الله تعالى.
إخوانك في غزة يقدمون دماءهم على طريق الحق ونصرة الدين والمقدسات، ولم يرَ العدو منهم عجزاً ولا استسلاماً، فلا تخذلهم أنت باستسلامك لليأس والعجز.
إيلام العدو ورعاة إجرامه من أهم فروض الأعيان، فمتى تنتصر لدعوة الكتاب المبين ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾
28.02.202518:49
كل عام وأحرار هذه الأمة بخير ❤️
04.04.202507:15
لم يعجب كثيرٌ من أهل العلم منشوري الذي خاطبتُ فيه العلماءَ، قد رأوني أتطاول عليهم شيئًا ما، وأنا أرى نفسي في هذا معتدلا جدا، فوالله ما مررت بإنسان صغير كان أو كبيرا في الشارع أو في الجامع أو بين أزقة الخيام إلا لعنَ العربَ والمسلمينَ والحكامَ والعلماءَ وكل متخاذلٍ خائنٍ، كثيرٌ منهم لا أستطيع أن أوقفهم وأنا أرى جمرة الغضب والحقد، وقرصةَ الجوع والرهق، ولذعة الخيانة والخذلان على وجهه الشاحب المربدّ!
وأقف مع من أظن أنه لن يضربني إن تكلمت معه، فأنصحه بأن هذا التعميم باطل، ولا يصح وفي الأمة خيرٌ كثير نميرٌ بثيرٌ! فلا أخرج من النقاش إلا وهو قد صفعني على وجهي صفعاتٍ كثيرة، إذ كل ما أقوله له بلا دليل عمليّ حقيقيّ!!
يا ناس، الخطب أعظم من تُرّهاتكم المُبيرة واستشفافاتكم التاريخية الخطيرة، لا يقع عليكم كلكم علماء وعامة ورعاع، إلا تصمتوا فقط فالكلام خطيئة؛ الكلام غير العمليّ والله خطيئة!
لسان حال الناس يقول:
فلتصمتوا ولتشاهدوا، ولا تستفزوا ألسنتنا عليكم، ولا تستلهبوا غضبنا الذي لا يسع الأرض كلها عليكم، تجنّبونا، لا تحدّثونا، وإن شئتم الغُوا متابعتكم لنا رحمة بكم وبنا.
وأقف مع من أظن أنه لن يضربني إن تكلمت معه، فأنصحه بأن هذا التعميم باطل، ولا يصح وفي الأمة خيرٌ كثير نميرٌ بثيرٌ! فلا أخرج من النقاش إلا وهو قد صفعني على وجهي صفعاتٍ كثيرة، إذ كل ما أقوله له بلا دليل عمليّ حقيقيّ!!
يا ناس، الخطب أعظم من تُرّهاتكم المُبيرة واستشفافاتكم التاريخية الخطيرة، لا يقع عليكم كلكم علماء وعامة ورعاع، إلا تصمتوا فقط فالكلام خطيئة؛ الكلام غير العمليّ والله خطيئة!
لسان حال الناس يقول:
فلتصمتوا ولتشاهدوا، ولا تستفزوا ألسنتنا عليكم، ولا تستلهبوا غضبنا الذي لا يسع الأرض كلها عليكم، تجنّبونا، لا تحدّثونا، وإن شئتم الغُوا متابعتكم لنا رحمة بكم وبنا.


31.03.202510:32
30.03.202508:21
يا غارةَ الله!
غُذّي السيرَ مسرعةً في حَل عُقدتنا، يا غارةَ اللهِ!
غُذّي السيرَ مسرعةً في حَل عُقدتنا، يا غارةَ اللهِ!
23.03.202512:52
كيف تنامون؟
كيف تأكلون؟
كيف تشربون؟
كيف تضحكون؟
كيف تصلون؟
بأي وجه تقفون أمام الله مصلين، وأنتم خذلة خونة مفرطون؟!
بأي وجه ستلقون ربكم، وقد فرطتم بالأمانة التي نيطت بكم؟!
بأي وجه ستلقون أطفالنا الممزقةُ أجسادهم، والمحرّقةُ أكبادهم، والمنسيّةُ طفولتهم!
ويل المفرطين!
ويل القاعدين!
ويل الخانعين!
لن يرحم التاريخ أحدًا.
كيف تأكلون؟
كيف تشربون؟
كيف تضحكون؟
كيف تصلون؟
بأي وجه تقفون أمام الله مصلين، وأنتم خذلة خونة مفرطون؟!
بأي وجه ستلقون ربكم، وقد فرطتم بالأمانة التي نيطت بكم؟!
بأي وجه ستلقون أطفالنا الممزقةُ أجسادهم، والمحرّقةُ أكبادهم، والمنسيّةُ طفولتهم!
ويل المفرطين!
ويل القاعدين!
ويل الخانعين!
لن يرحم التاريخ أحدًا.
18.03.202505:58
تعرفون ما معنى أن يقال لك بعد أن خرجت من جحيم ظننت أنه لازمٌ مقيم، ووطنت نفسَك على هذا، ووجهتَ وجهك قِبَلَ الموت مبتسمًا لا ترى أملا إلا فيه، ولا نجاة إلا به، أن يقال لك: عُد للحياةِ من جديد اصنع لك حلما من بين ركام الأحلام، ابنِ لك أملًا بين كل هذا الظلام، ترفضُ في البداية وتأبى أن تخرج مما أنت فيه فقد اعتدت مشهد الموت يمثُل أمامك كل حين، ثمّ مع مرور الوقت وفتح نافذة فيها بصيصُ نور أتاك من مكان بعيد وبعد وقت سحيق، تصحو!
وتصحو معك الأحلام والآمال، فتخطط لتعيد شيئا من كلك الممزّق المُفرّق، وأنت هكذا في طور الترقيع، ترقيع الحياة! تستيقظ من جديد على أشلاءٍ ودماء!
تستيقظ على أصوات ليست غريبة في مخيالك القريب، أيعقل؟ أم نحن نحلم؟!
لا لسنا نحلم، هي حقيقية ومصيبتنا أننا نحلم ونأمُل، نحلم في حياة وقد خلقنا للموت، ونأمُل أن نكون شيئا في بحر هذا العالم الفسيح، فيأبى هذا البحر الهائج المجنون إلا أن نكون فرائسه المعتادة ووجبته الملتذة!
موقن أننا في هذا العالم أرقامٌ تلو أرقام، وإن بكى الناس أو تباكوا، فعلى أرقام!
للأسف كنا نأمل ونحلم- وتلك مصيبتنا الكبرى- أن لنا أمة من ورائنا لن تتركنا، أن لنا إخوانًا خلفنا سيقفون معنا، وقد والله خُذلنا جميعا وخابت كل آمالنا وكانت ظنوننا آثاما وأوهاما وبقينا وحدنا نصارع الموت جوعاً وقتلا وفقدًا!
فإنّا للهِ وإنّا إليه راجعون
وتصحو معك الأحلام والآمال، فتخطط لتعيد شيئا من كلك الممزّق المُفرّق، وأنت هكذا في طور الترقيع، ترقيع الحياة! تستيقظ من جديد على أشلاءٍ ودماء!
تستيقظ على أصوات ليست غريبة في مخيالك القريب، أيعقل؟ أم نحن نحلم؟!
لا لسنا نحلم، هي حقيقية ومصيبتنا أننا نحلم ونأمُل، نحلم في حياة وقد خلقنا للموت، ونأمُل أن نكون شيئا في بحر هذا العالم الفسيح، فيأبى هذا البحر الهائج المجنون إلا أن نكون فرائسه المعتادة ووجبته الملتذة!
موقن أننا في هذا العالم أرقامٌ تلو أرقام، وإن بكى الناس أو تباكوا، فعلى أرقام!
للأسف كنا نأمل ونحلم- وتلك مصيبتنا الكبرى- أن لنا أمة من ورائنا لن تتركنا، أن لنا إخوانًا خلفنا سيقفون معنا، وقد والله خُذلنا جميعا وخابت كل آمالنا وكانت ظنوننا آثاما وأوهاما وبقينا وحدنا نصارع الموت جوعاً وقتلا وفقدًا!
فإنّا للهِ وإنّا إليه راجعون
28.02.202513:17
لو لم يَبق للمسلم من شهر شعبان إلا ساعةٌ واحدةٌ؛ لكانت حسْبَه في تجويد باطنه وتزويد ظاهره -بين يدَي شهر رمضان- بما يحب الله منه ويرضى به عنه؛ كيف وقد بقي من شعبان أكثرُ من ذلك، واليومُ يوم الجمعة المقسومُ به من الله القاسمِ له ما ليس لسائر الأيام من فضائل! فلنستعن بالله على تجويد البواطن وتزويد الظواهر بما ينفعنا في شهر الله ويرفعنا، وربُّنا الرحمن المستعان على ما لا يستطاع إلا به، وما أحبُّ إلى الله من أَوْبَةٍ ومتابٍ!
كأني بقارئٍ هذي الموعظةَ هرول إلى القرآن فقرأ ثُلثه، وآخرَ فهرول إلى صدقةٍ عظيمٍ كمُّها أو كيفُها فأخرجها، وآخرَ فهرول إلى ركعاتٍ عظيمٍ كمُّها أو كيفُها فصلَّاها، وآخرَ فهرول إلى برِّ والديه بإحسانٍ عظيمٍ كمُّه أو كيفُه، وأيُّ حيرةٍ أجلُّ من حيرة العبد أيَّ مراضي سيدِه يفعل! فأما التوبة النصوح من كبائر الذنوب وصغائرها، والعزمة الصادقة على الطاعة المطلقة؛ فشأن كل محبٍّ ربَّه، خائفٍ وقوعَ وعيدِه المُفَرِّطين في رمضان، راجٍ تنافسَه بين السادة المُجِدِّين.
حمزة أبو زهرة.
كأني بقارئٍ هذي الموعظةَ هرول إلى القرآن فقرأ ثُلثه، وآخرَ فهرول إلى صدقةٍ عظيمٍ كمُّها أو كيفُها فأخرجها، وآخرَ فهرول إلى ركعاتٍ عظيمٍ كمُّها أو كيفُها فصلَّاها، وآخرَ فهرول إلى برِّ والديه بإحسانٍ عظيمٍ كمُّه أو كيفُه، وأيُّ حيرةٍ أجلُّ من حيرة العبد أيَّ مراضي سيدِه يفعل! فأما التوبة النصوح من كبائر الذنوب وصغائرها، والعزمة الصادقة على الطاعة المطلقة؛ فشأن كل محبٍّ ربَّه، خائفٍ وقوعَ وعيدِه المُفَرِّطين في رمضان، راجٍ تنافسَه بين السادة المُجِدِّين.
حمزة أبو زهرة.
03.04.202517:09
إنّ الإنسان الغزي إن اعتُبِرَ إنسانًا، حين تخترمُهُ المنيّةُ، أو تسقِطُه الرّزيةُ، لا يكون قد انتهى من الحياة كما يقال، ولكنه ينتهي حينئذ من الموت، وتبدأ معه الحياة!
هذا هو التوصيف الصحيح لفلسفة الحياة والموت عندنا، وما دون ذلك فهو وهمُ واهمٍ، متقشّعٌ عند الحقائق، أو أملٌ معلّقٌق على سفح جبلٍ يوشك أن تلقي به ريح خفيفة إلى بيداء المجهول!
أو هو ادّعاءٌ لرجل يتعسّف الخسائسَ، لا يدري أين يؤمّ منها وأين يقِف!
حياتنا بموتنا، وموتُنا حياتُنا، تلكم هي المعادلة.
وعند الله الحَكَمِ العَدْلِ نجتمع، وعنده تلتقي الخصوم.
هذا هو التوصيف الصحيح لفلسفة الحياة والموت عندنا، وما دون ذلك فهو وهمُ واهمٍ، متقشّعٌ عند الحقائق، أو أملٌ معلّقٌق على سفح جبلٍ يوشك أن تلقي به ريح خفيفة إلى بيداء المجهول!
أو هو ادّعاءٌ لرجل يتعسّف الخسائسَ، لا يدري أين يؤمّ منها وأين يقِف!
حياتنا بموتنا، وموتُنا حياتُنا، تلكم هي المعادلة.
وعند الله الحَكَمِ العَدْلِ نجتمع، وعنده تلتقي الخصوم.
31.03.202510:31
باسمِ اللهِ مُـجري القلم بالدّمعِ والألم!
باسمِ اللهِ القابِضِ الباسطِ، الخافضِ الرافعِ، المُحْيي المُمِيت!
أخِي العزيز!
عبدُ العزيز، الشيخُ القدوةُ الإمام، الُّلغويّ الهُمام، صاحبُ القرآن، حبيب الرحمٰن، المربّي الخبير، والمُحفّظُ الشهير، وليّ من أولياء الله ولا نزكيه!
لم يكن عبدُ العزيز حافظًا لكتابِ الله كما تقولون؛ فالحفظةُ عديدُ الطَّيس! وليست هذه مِدحَتَه التي يستحِقُّها ويستأهِلُها. عبد العزيز كان قرآنًا يمشي حقًّا حقًّا حقًّا. عبدُ العزيز خالطَ القرآنُ لحمَه وعظمَه وشَعرَه!
عبدُ العزيز كان القرآنُ أنيسَه، كان القرآنُ سميرَه!
هذا الذي يشهد الرحمنُ سردَتَه
هذا التقيُّ النقيُّ الطّاهرُ العلمُ
لم يكن عَبدُ العَزيز مُحَفظًا للقرآن فقط هكذا كما تقولون، فالمحفظون كالإبلِ المائة وكان هو راحلَتَهم!
كانت تربية النشءِ صَنعَتَه، كان تخريج الحفظةِ المُتقنين حِرفَتَه، كان مشروعَه الذي يتنفَّسُه، ويفني نفسَه ويُتْلِفُها لأجْلِه!
لم يكن عبدُ العزيز صَديقي وزميلَ دراستِي كما تَلُوكُون!
الذي يعرفني يعرف أن فِراسًا كثيرُ الكِتمان، لا يُبينَ عمّا يختلج في صدره، كنت إذا اقتربت على الاختناق لا تسعفني الكلمة مشفوعةً بالعَبرةِ إلا بينَ يديه، كان مُتنفّسي وسُلوتي إذا عظُم الخطب واشتدّ الكرب!
ياااه كم أشتاق يا عبد العزيز إلى الغرفة الصغيرة التي قضينا أغلب أيامنا الجامعية فيها، نقرأ ونتناقش ونأكل ونضحك ويعلو صوتنا وتتحد لهجتنا ونقسو ونأخذ على خواطرنا، ثم عند أول لقاء تعود الأمور لمجاريها!
وصدق القائل:
يقسو الحبيبانِ قدر الحب بينها
حتى لَتحسبُ بين الصاحبَينِ دما
ويرجعان إلى خمرٍ معتقةٍ
من الحبّ تنفي الشكّ والتُّهَما
يشهدُ أوضحُ المسالك كم ليلةً سهرناها ونحن نَرتَعُ في رِياضِه ونقطُفُ من ثماره وننهلُ من مَعينِه!
يشهد جواهر البلاغة كم تصفّحنا فيه من الفضائل، لنعرفَ منازلَ الكلام من الشرف، ونتبّينَ مواقعها من العِظَم، ونعلم أيٌّ أحقّ منها بالتقديم وأسبق في استيجاب التعظيم!
تشهد واسطيةُ ابن تيميّة إذ كنتَ محجورًا، فحالت بيني وبينك واقعًا، فختمنا الكتابَ على جلسةٍ موقعًا!
تشهد كتب الجامعة والمعاهد التي قدحنا شرارة عقولنا بها معًا
تشهد أروقةُ الجامعة ومحاضراتها ودور العلم ومجالسُه على اجتهادِك وطول جِلادك، فقد كنتُ و يحيى نتهرّب منها، وأنت تدفعنا إليها!!
لم يكن عبدُ العزيز أستاذًا يافعًا في اللّغة العربيّة كما تقولون، بل كان أستاذًا لامعًا، تعلّم العربية حقّ التعلم، ونَهَلَ مِن مَعِينها الصّافي، وقرأ من أمَّاتِ كُتبِ النّحو والصّرفِ والبَلاغة، حتى بزّ أقرانَه، وفاق من هو أكبر منه سنًا وأكثر منه خبرةً!!
لم يكن صديقَ تَرَف، ولا صاحبَ خَرَف، لا نجلس إليه إلا لكتابٍ نَقرؤه أو نقاشٍ نُشغَل به، أو خطةٍ نضعها لعامٍ قادم!
أكونُ معه كأحسن ما يكون صاحبان وسميران، فإذا نُوديَ بالاعتكاف، كأنه لم يكن يعرفنا ولا نعرفه، يا رجل، كنت أدفعه لبعض الكلام دفعًا، وأخبره أنه ليس الأمر لهذا الحد، فلا والله لا يلتفت إلينا، وإن التفت، نظر إلينا نظر المُغضَب المُحنَق!
أشهد أنه كان طويلَ القيام بين يدي ربه، فكنت أصلي الركعتين وأعقد العزم أن أطيل، فأطيل ما شاء الله لي أن أطيل، ثم أسلم وأرمُق أخي عبد العزيز من بعيد، فأراه ما زال قائمًا، فأقول يائِسًا بائِسًا: أنّى لي أن أصل لعبد العزيز! كيف يستطيع القيام وهو ثقيل البدن قليل الحركة، يضنيه المشي ويتعبه الوقوف! وأنا الخفيف الرشيق الذي كنت أتهكم به وبسِمَنِه قبلًا، لا أقوى عليه ساعةَ وقوفٌه بين! يدي ربه العزيز!
فسبحان الواهب، إنه الصدقُ -والله- وحسنُ الإقبال وتمامُ الامتثال، وقف على ساق الحب والذل! ووقفنا على ساق الشهرة والشهوة، فقام ورقدنا، والتهبَ وخَمَدنَا، وللهِ في خَلقه شؤون!
وهو رقيق القلب، كثير الإطراق، سحُّ الدمعةِ لا يملكها في أي موطن، كم كانت تُعْيِيه أيام وداعات رمضان والاعتكاف، لا يحبها، لأنه لا يملك نفسه أبدًا، لا تراه فيها إلا باكيا من أولها إلى آخرها، ولا تستطيع أن تسمع منه كلمة لاختناقها بالعبرة!
وكانت في حياتِك لي عِظاتٌ
وأنتَ اليومَ أوعظُ منك حيّا
وللحديث بقايا، وفي القلب خفايا.
تقبّلَكَ اللهُ أيّها العزيزُ عبد العزيز، أكرمك بفردوسه العزيزُ يا عبد العزيز!
باسمِ اللهِ القابِضِ الباسطِ، الخافضِ الرافعِ، المُحْيي المُمِيت!
أخِي العزيز!
عبدُ العزيز، الشيخُ القدوةُ الإمام، الُّلغويّ الهُمام، صاحبُ القرآن، حبيب الرحمٰن، المربّي الخبير، والمُحفّظُ الشهير، وليّ من أولياء الله ولا نزكيه!
لم يكن عبدُ العزيز حافظًا لكتابِ الله كما تقولون؛ فالحفظةُ عديدُ الطَّيس! وليست هذه مِدحَتَه التي يستحِقُّها ويستأهِلُها. عبد العزيز كان قرآنًا يمشي حقًّا حقًّا حقًّا. عبدُ العزيز خالطَ القرآنُ لحمَه وعظمَه وشَعرَه!
عبدُ العزيز كان القرآنُ أنيسَه، كان القرآنُ سميرَه!
هذا الذي يشهد الرحمنُ سردَتَه
هذا التقيُّ النقيُّ الطّاهرُ العلمُ
لم يكن عَبدُ العَزيز مُحَفظًا للقرآن فقط هكذا كما تقولون، فالمحفظون كالإبلِ المائة وكان هو راحلَتَهم!
كانت تربية النشءِ صَنعَتَه، كان تخريج الحفظةِ المُتقنين حِرفَتَه، كان مشروعَه الذي يتنفَّسُه، ويفني نفسَه ويُتْلِفُها لأجْلِه!
لم يكن عبدُ العزيز صَديقي وزميلَ دراستِي كما تَلُوكُون!
الذي يعرفني يعرف أن فِراسًا كثيرُ الكِتمان، لا يُبينَ عمّا يختلج في صدره، كنت إذا اقتربت على الاختناق لا تسعفني الكلمة مشفوعةً بالعَبرةِ إلا بينَ يديه، كان مُتنفّسي وسُلوتي إذا عظُم الخطب واشتدّ الكرب!
ياااه كم أشتاق يا عبد العزيز إلى الغرفة الصغيرة التي قضينا أغلب أيامنا الجامعية فيها، نقرأ ونتناقش ونأكل ونضحك ويعلو صوتنا وتتحد لهجتنا ونقسو ونأخذ على خواطرنا، ثم عند أول لقاء تعود الأمور لمجاريها!
وصدق القائل:
يقسو الحبيبانِ قدر الحب بينها
حتى لَتحسبُ بين الصاحبَينِ دما
ويرجعان إلى خمرٍ معتقةٍ
من الحبّ تنفي الشكّ والتُّهَما
يشهدُ أوضحُ المسالك كم ليلةً سهرناها ونحن نَرتَعُ في رِياضِه ونقطُفُ من ثماره وننهلُ من مَعينِه!
يشهد جواهر البلاغة كم تصفّحنا فيه من الفضائل، لنعرفَ منازلَ الكلام من الشرف، ونتبّينَ مواقعها من العِظَم، ونعلم أيٌّ أحقّ منها بالتقديم وأسبق في استيجاب التعظيم!
تشهد واسطيةُ ابن تيميّة إذ كنتَ محجورًا، فحالت بيني وبينك واقعًا، فختمنا الكتابَ على جلسةٍ موقعًا!
تشهد كتب الجامعة والمعاهد التي قدحنا شرارة عقولنا بها معًا
تشهد أروقةُ الجامعة ومحاضراتها ودور العلم ومجالسُه على اجتهادِك وطول جِلادك، فقد كنتُ و يحيى نتهرّب منها، وأنت تدفعنا إليها!!
لم يكن عبدُ العزيز أستاذًا يافعًا في اللّغة العربيّة كما تقولون، بل كان أستاذًا لامعًا، تعلّم العربية حقّ التعلم، ونَهَلَ مِن مَعِينها الصّافي، وقرأ من أمَّاتِ كُتبِ النّحو والصّرفِ والبَلاغة، حتى بزّ أقرانَه، وفاق من هو أكبر منه سنًا وأكثر منه خبرةً!!
لم يكن صديقَ تَرَف، ولا صاحبَ خَرَف، لا نجلس إليه إلا لكتابٍ نَقرؤه أو نقاشٍ نُشغَل به، أو خطةٍ نضعها لعامٍ قادم!
أكونُ معه كأحسن ما يكون صاحبان وسميران، فإذا نُوديَ بالاعتكاف، كأنه لم يكن يعرفنا ولا نعرفه، يا رجل، كنت أدفعه لبعض الكلام دفعًا، وأخبره أنه ليس الأمر لهذا الحد، فلا والله لا يلتفت إلينا، وإن التفت، نظر إلينا نظر المُغضَب المُحنَق!
أشهد أنه كان طويلَ القيام بين يدي ربه، فكنت أصلي الركعتين وأعقد العزم أن أطيل، فأطيل ما شاء الله لي أن أطيل، ثم أسلم وأرمُق أخي عبد العزيز من بعيد، فأراه ما زال قائمًا، فأقول يائِسًا بائِسًا: أنّى لي أن أصل لعبد العزيز! كيف يستطيع القيام وهو ثقيل البدن قليل الحركة، يضنيه المشي ويتعبه الوقوف! وأنا الخفيف الرشيق الذي كنت أتهكم به وبسِمَنِه قبلًا، لا أقوى عليه ساعةَ وقوفٌه بين! يدي ربه العزيز!
فسبحان الواهب، إنه الصدقُ -والله- وحسنُ الإقبال وتمامُ الامتثال، وقف على ساق الحب والذل! ووقفنا على ساق الشهرة والشهوة، فقام ورقدنا، والتهبَ وخَمَدنَا، وللهِ في خَلقه شؤون!
وهو رقيق القلب، كثير الإطراق، سحُّ الدمعةِ لا يملكها في أي موطن، كم كانت تُعْيِيه أيام وداعات رمضان والاعتكاف، لا يحبها، لأنه لا يملك نفسه أبدًا، لا تراه فيها إلا باكيا من أولها إلى آخرها، ولا تستطيع أن تسمع منه كلمة لاختناقها بالعبرة!
وكانت في حياتِك لي عِظاتٌ
وأنتَ اليومَ أوعظُ منك حيّا
وللحديث بقايا، وفي القلب خفايا.
تقبّلَكَ اللهُ أيّها العزيزُ عبد العزيز، أكرمك بفردوسه العزيزُ يا عبد العزيز!
29.03.202521:09
واللهِ ما طابت نفوسنا أن نفارقَ رمضان!
ولكنّها سنّةُ الله-جل جلاله- وناموسُه.
فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت!
كل عام وكلّ مجاهدٍ بسنانه أو بلسانه أو بماله بخير وصحة وعافية ورضا وهناء.
ولكنّها سنّةُ الله-جل جلاله- وناموسُه.
فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت!
كل عام وكلّ مجاهدٍ بسنانه أو بلسانه أو بماله بخير وصحة وعافية ورضا وهناء.
20.03.202508:19
أين علماء الأمة الإسلامية المتراحبة؟
فيخبروا العبّاد والزّهاد وراغبي الآخرة-زعموا- أنّ الاعتكاف اليوم أمام السفارات وفي الشوارع لا في المساجد والجوامع!
فيخبروا العبّاد والزّهاد وراغبي الآخرة-زعموا- أنّ الاعتكاف اليوم أمام السفارات وفي الشوارع لا في المساجد والجوامع!
16.03.202519:49
يا رب طال ليل الظالمين!
27.02.202506:43
هذا العالَمُ مجنون، ولن نَعقِلَه إلا بالجُنون!
03.04.202508:11
يملأ العلماءُ والمثقفونَ وطلبةُ العلم الآفاقَ سَعةً وعلمًا ودعوةً. أيعقل ألا نجد منهم من يأتي بحلولٍ عملية حقيقيّة بدلا من الكلام الفاضي والدعاء الفارغ!
لست أتخيّل حجم الخيانة من قِبَلِكم، لست أتصور حجم الضّعة التي وصلتم إليها، أليس منكم رجل رشيد؟!
لا أحد يستطيع أن يقفز من صندوق: نحن عجزة، ضعفاء وسامحونا، وليس لنا إلا الدعاء!!
والله إن دعاءكم-خصوصا أنتم- لا يجاوز سقف بيوتكم المكيّفة والمُجبّصة!
والعجيب من هؤلاء: من يتمنّى أن تبتلعَه الأرض ويكون نسيا منسيا ولا يرى ما يرى!
أنت كذّابٌ ورب الكعبة، فوالله ما أقعدك عن التحرك سوى حب الحياة، فكيف تدّعي تمني الموت؟!!
وأعجب من هذا أن العلماء يطلبون من قادة الأمة الإسلامية أن يجيشوا الجيوش ويقتحموا الحدود، ويمنعوا البترول ويضعوا القيود على إسرائيل!
أيها العلماء! في أي كوكب تعيشون، وبأي عينٍ تَرون! ما هذه السذاجة!!
أنتم والله تعلمون أنهم عملاء لقطاء أجيرون، أذناب، رَعاع، لا يملكون لأنفسهم حولا ولا قوةً إلا على أبناء شعبهم!!
لكنكم تلقون هذا الخطاب المستهلك، لتضحكوا على عامّة المسلمين، وتسلتهبوا ضمائرهم على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا!!
أيّها العلماء، إنها أمانتكم قبل أن تكون أمانة الشعوب، لا تكذبوا على ربكم وعلى أنفسكم وعلى من جعلهم الله في رقابكم، قفوا وقفة شرف، حرّكوا الناس، وجّهوا الناس، قودوا النّاس!!
أيها العلماء، لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنت تعلمون!
أيها العلماء، ألم تعلموا أن الله قد أخذ عليكم موثقًا؟؟
أيّها العلماء نحن نحرّق ونقطّع ونموت جوعا وقهرا وكمدا ونزوحا وفقدا!!!
أما رأيتم شلال الدماء الذي لم يتوقف! أما رأيتم رؤوس الأطفال المقطعة!!
أنقذوا ما تبقى منّا، أنقذوا ما تبقى من أهلكم، قفوا وقفة للدين والأمة، ولأنفسكم قبل ذلك!!
لست أتخيّل حجم الخيانة من قِبَلِكم، لست أتصور حجم الضّعة التي وصلتم إليها، أليس منكم رجل رشيد؟!
لا أحد يستطيع أن يقفز من صندوق: نحن عجزة، ضعفاء وسامحونا، وليس لنا إلا الدعاء!!
والله إن دعاءكم-خصوصا أنتم- لا يجاوز سقف بيوتكم المكيّفة والمُجبّصة!
والعجيب من هؤلاء: من يتمنّى أن تبتلعَه الأرض ويكون نسيا منسيا ولا يرى ما يرى!
أنت كذّابٌ ورب الكعبة، فوالله ما أقعدك عن التحرك سوى حب الحياة، فكيف تدّعي تمني الموت؟!!
وأعجب من هذا أن العلماء يطلبون من قادة الأمة الإسلامية أن يجيشوا الجيوش ويقتحموا الحدود، ويمنعوا البترول ويضعوا القيود على إسرائيل!
أيها العلماء! في أي كوكب تعيشون، وبأي عينٍ تَرون! ما هذه السذاجة!!
أنتم والله تعلمون أنهم عملاء لقطاء أجيرون، أذناب، رَعاع، لا يملكون لأنفسهم حولا ولا قوةً إلا على أبناء شعبهم!!
لكنكم تلقون هذا الخطاب المستهلك، لتضحكوا على عامّة المسلمين، وتسلتهبوا ضمائرهم على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا!!
أيّها العلماء، إنها أمانتكم قبل أن تكون أمانة الشعوب، لا تكذبوا على ربكم وعلى أنفسكم وعلى من جعلهم الله في رقابكم، قفوا وقفة شرف، حرّكوا الناس، وجّهوا الناس، قودوا النّاس!!
أيها العلماء، لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنت تعلمون!
أيها العلماء، ألم تعلموا أن الله قد أخذ عليكم موثقًا؟؟
أيّها العلماء نحن نحرّق ونقطّع ونموت جوعا وقهرا وكمدا ونزوحا وفقدا!!!
أما رأيتم شلال الدماء الذي لم يتوقف! أما رأيتم رؤوس الأطفال المقطعة!!
أنقذوا ما تبقى منّا، أنقذوا ما تبقى من أهلكم، قفوا وقفة للدين والأمة، ولأنفسكم قبل ذلك!!
30.03.202519:16
أيّ وجعٍ وجعُك يا عيد!
ماذا فعلنا لك حتى تعاديَنا فوق كل ما نحن فيه؟!
ماذا فعلنا لك حتى تعاديَنا فوق كل ما نحن فيه؟!
28.03.202507:13
"اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِه"
قلّبتُ النظر في هذه الآية، باحثًا عن مكمنِ لُطفِه في حربٍ ضروسٍ مَرْمَريسٍ قَتّلت وشَرّدت وجَوّعت وأثكلت وأبكَت وأدمَت كهذه، فبَرَد قلبي وارتاح ضميري وقلّ اضطرابي عندما قرأتُ آياتِ النّعيم السرمديّ للمؤمنين الصابرين، والجحيمِ الأبديّ للظالمين!
عندما رأيتُ القرآن مُشْبَعًا بالحديث عن الآخرةِ وأنّها هي الحياةُ وهي المستقرُّ وما منها من مَفرّ!
عندما قرأت حديثَ نبيّنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- "المرءُ معَ مَن أحب يومَ القيامة"
غابَ عنك حبيبُك، أوجعك فقدُ مهجة عينك، لا بأس يا حبيبي، الجنّة الموعد، حيث لا غلّ ولا حقد ولا حسد، حيثُ السلامةُ بين يدي ربنا السّلام!
هزّني قول النبي- صلى الله عليه وسلم- لعمرَ بن الخطاب ـرضي الله عنه-" ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرةُ يا عمر"
وكأنّ قائلا قد هَمَس لي وأنا في سِردابِ المحنة والنّدب، ألا ترضى بالجنة يا حبيبي عِوَضًا وبَدَلا لا تبغِ عنها حِولًا!!
نعم يا ربّ رضيت؛ وحظيت إذ رضيتُ!
بَرَدَ قلبي عندما علمتُ أنّ الجنةَ درجاتٌ ومقاماتٌ، وفي الجنة تكثر حسراتُ أهلِها عندما يرونَ الصابرين المكلومين الذين ضرّستهم الأيام وصهرتهم المِحن في سبيل الله، عندما يرونهم أعلى منهم في الجنان، متنعّمين مع الأحباب والأصحاب في الفردوس الأعلى، تدخل علينا الملائكة من كل باب قائلة:
سَلامٌ عَلَيكُم بِمَا صَبَرْتُم فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار"
ـ قبل عام وها هي تمضي الأيام.
قلّبتُ النظر في هذه الآية، باحثًا عن مكمنِ لُطفِه في حربٍ ضروسٍ مَرْمَريسٍ قَتّلت وشَرّدت وجَوّعت وأثكلت وأبكَت وأدمَت كهذه، فبَرَد قلبي وارتاح ضميري وقلّ اضطرابي عندما قرأتُ آياتِ النّعيم السرمديّ للمؤمنين الصابرين، والجحيمِ الأبديّ للظالمين!
عندما رأيتُ القرآن مُشْبَعًا بالحديث عن الآخرةِ وأنّها هي الحياةُ وهي المستقرُّ وما منها من مَفرّ!
عندما قرأت حديثَ نبيّنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- "المرءُ معَ مَن أحب يومَ القيامة"
غابَ عنك حبيبُك، أوجعك فقدُ مهجة عينك، لا بأس يا حبيبي، الجنّة الموعد، حيث لا غلّ ولا حقد ولا حسد، حيثُ السلامةُ بين يدي ربنا السّلام!
هزّني قول النبي- صلى الله عليه وسلم- لعمرَ بن الخطاب ـرضي الله عنه-" ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرةُ يا عمر"
وكأنّ قائلا قد هَمَس لي وأنا في سِردابِ المحنة والنّدب، ألا ترضى بالجنة يا حبيبي عِوَضًا وبَدَلا لا تبغِ عنها حِولًا!!
نعم يا ربّ رضيت؛ وحظيت إذ رضيتُ!
بَرَدَ قلبي عندما علمتُ أنّ الجنةَ درجاتٌ ومقاماتٌ، وفي الجنة تكثر حسراتُ أهلِها عندما يرونَ الصابرين المكلومين الذين ضرّستهم الأيام وصهرتهم المِحن في سبيل الله، عندما يرونهم أعلى منهم في الجنان، متنعّمين مع الأحباب والأصحاب في الفردوس الأعلى، تدخل علينا الملائكة من كل باب قائلة:
سَلامٌ عَلَيكُم بِمَا صَبَرْتُم فَنِعْمَ عُقْبى الدَّار"
ـ قبل عام وها هي تمضي الأيام.
19.03.202519:00
لا تحدّثني عن تجويد العبادة، ولا تزيين صوتك في الإمامة، وجهوريّته في الخطابة!
لا تحدّثني عن صومك وقيامك، ودعائك وبكائك، لا تحدثني عن مقالاتك الرصينة، ولا أبحاثك العويصة المكينة!
لا تحدثني عن علمك وألمعيّتك، وفهمِكَ ولوذعيّتك، كل هذا هوى النفس فيه ظاهر، وشهوة الجاه في جُله حاضر، أخبرني بالله عليك ماذا قدّمت حقا لدينك، وأنت تدري ما أرمي إليه جيدا، ولكن حب الدنيا وكراهية الموت قد أقعداك، فرضيت أن تكون مع الخوالف!
بسم الله الرحمن الرحيم
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين
لا تحدّثني عن صومك وقيامك، ودعائك وبكائك، لا تحدثني عن مقالاتك الرصينة، ولا أبحاثك العويصة المكينة!
لا تحدثني عن علمك وألمعيّتك، وفهمِكَ ولوذعيّتك، كل هذا هوى النفس فيه ظاهر، وشهوة الجاه في جُله حاضر، أخبرني بالله عليك ماذا قدّمت حقا لدينك، وأنت تدري ما أرمي إليه جيدا، ولكن حب الدنيا وكراهية الموت قد أقعداك، فرضيت أن تكون مع الخوالف!
بسم الله الرحمن الرحيم
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين
13.03.202507:32
وأجملُ ما أنت رَاءٍ في هذه الدنيا المغطّاةِ بالظلمة والوحشة، المليئة بالصخب والّلجب= فتىً يافعًا طريرًا يتأبّط مصحفَه، يأخذه معه ذات اليمين وذات الشمال، أينما وجدته وجدت القرآن حاضرًا بين يديه يقرأ ويراجع ويسرد ويسأل عن معنى هذه الكلمة، وتفسير تلك الآية بلهفةٍ عجيبة، وله أصحابٌ يدعونه إلى اللهو ائتنا، وهو أمام سيلٍ جارفٍ من الشهوات والملهيات والنزوات!
قولوا بالله عليكم: هل شاهدتم مشهدا أبهى من هذا، هل رأيتم رجلا أجلدَ من هذا؟!
قولوا بالله عليكم: هل شاهدتم مشهدا أبهى من هذا، هل رأيتم رجلا أجلدَ من هذا؟!
25.02.202509:44
رمضانُ، ليسَ ضيفًا ثقيلًا، بل هو أعزُّ زائرٍ، هديةٌ من الملكِ الودودِ المُقِيتِ سبحانه وتعالَى، هديةٌ مِلؤها الحبُّ والنورُ والرحمة، واللهُ يُحِبُّ عبادَهُ، ويحبُّ هذه الأمةَ الخيّرةَ، ويُحبُّك أيها المسلمُ وجهَك له.. ألا تغتَبِط؟!
والهدايا مِن سمات المحبين.. فما تصنعُ بهديةِ حبيبِك؟
ومِن معاني اسمه تعالى "المُقِيت": الذي يُقِيتُ عبادَه، أي: يُعطي كلَّ أحدٍ منهم قُوتَهُ -مِنَّةً منه وفضلًا- قُوتَ الجسدِ والروحِ.. والقُوتُ: هو ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرزق، وما يَقُومُ به بَدَنُ الإنسان، وقوتُ الروح: ما تقومُ به الروحُ وتحيا وتُنير.
"وقُوتُ الروحِ: أرواحُ المعاني" وشهر رمضان مليءٌ بأرواحِ المعاني لمن عاملَه بقلبِه، وفتَّشَ في أنوارِه بروحِه، شهرٌ هو نفحةٌ ميمونةٌ من روحِ الله سبحانه، تُهِلُّ بالأنوار والبشارات والبركات والرحمات، فيها من بدائعِ المعاني ما يُقيتُ صُلبَ رُوحِك عامًا كاملًا، فانغمِس في أنوارِه بكُليِّتِك، وأقبِلْ إليه كلُّك، وأوْقِدْ مصباحَ الشوقِ في قلبِك الجميل، كما يليق بمُحِبٍّ ينتظرُ حبيبَه، ويشتاقُ لهديةِ حبيبِه التي هي نفحةٌ منه.
ولا تقلقْ من التأخرْ، ربُّك كريم، تَحَرَّكْ إليه خُطوةً واحدةً، وقِفْ وقفةَ ساعةٍ في سبيلِ القدومِ عليه سبحانه، ثم أبشِرْ بالرَّوْحِ والريحانِ وفيوضِ الأنوارِ والرحمات والبركات.
وفي الحديث القدسي الشريف: "يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
وتأمل كلَّ لفظةٍ شريفةٍ في هذا الحديثِ، وذُقْها بقلبِك، وقَلِّبْها في نفسِك، وأَقِتْ بها روحَك.
محمد أحمد.
والهدايا مِن سمات المحبين.. فما تصنعُ بهديةِ حبيبِك؟
ومِن معاني اسمه تعالى "المُقِيت": الذي يُقِيتُ عبادَه، أي: يُعطي كلَّ أحدٍ منهم قُوتَهُ -مِنَّةً منه وفضلًا- قُوتَ الجسدِ والروحِ.. والقُوتُ: هو ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرزق، وما يَقُومُ به بَدَنُ الإنسان، وقوتُ الروح: ما تقومُ به الروحُ وتحيا وتُنير.
"وقُوتُ الروحِ: أرواحُ المعاني" وشهر رمضان مليءٌ بأرواحِ المعاني لمن عاملَه بقلبِه، وفتَّشَ في أنوارِه بروحِه، شهرٌ هو نفحةٌ ميمونةٌ من روحِ الله سبحانه، تُهِلُّ بالأنوار والبشارات والبركات والرحمات، فيها من بدائعِ المعاني ما يُقيتُ صُلبَ رُوحِك عامًا كاملًا، فانغمِس في أنوارِه بكُليِّتِك، وأقبِلْ إليه كلُّك، وأوْقِدْ مصباحَ الشوقِ في قلبِك الجميل، كما يليق بمُحِبٍّ ينتظرُ حبيبَه، ويشتاقُ لهديةِ حبيبِه التي هي نفحةٌ منه.
ولا تقلقْ من التأخرْ، ربُّك كريم، تَحَرَّكْ إليه خُطوةً واحدةً، وقِفْ وقفةَ ساعةٍ في سبيلِ القدومِ عليه سبحانه، ثم أبشِرْ بالرَّوْحِ والريحانِ وفيوضِ الأنوارِ والرحمات والبركات.
وفي الحديث القدسي الشريف: "يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
وتأمل كلَّ لفظةٍ شريفةٍ في هذا الحديثِ، وذُقْها بقلبِك، وقَلِّبْها في نفسِك، وأَقِتْ بها روحَك.
محمد أحمد.
दिखाया गया 1 - 24 का 28
अधिक कार्यक्षमता अनलॉक करने के लिए लॉगिन करें।