09.05.202515:30
تأمل ما ارتبط بالتخفيف من جديد
علمه
لقد علِمَ ضعفكم البشري
علِمَ ما قد يعتريكم من خوفٍ أو تعب
فخفف عنكم الحكم الأول وربط النصر بصبركم ويقينكم وإذنه بالنصر قبل كل ذلك
فيا أيها القلبُ المُتعب
ويا أيتها الروحُ المُنكسرة
يا من تشعرُ بأن همومَكَ أكبرُ منكَ وأن لا أحدَ يعلمُ بحالِكَ
ارفعْ عين بصيرتك وانظرْ بها إلى السماءِ مستحضرا هذا المعنى الذي ينبغي أن يكون شعارا يتوسط سائر أحوال حياتك
"فإن الله يعلمه"
يعلم طاعتك وتقربك وتعلقك
يعلم صدقتك فيُباركها وينميها
يعلم ضعفك فيُقويك ويرحمك
يعلم همّك فيُفرّجه ويواسيك
يعلم ألمك فيشفي قلبك ويداويك
و يعلم صبرك فيُثيبك ويوفيك أجرك بغير حساب
علمه يا صديقي ليس فقط رقابةً تُخيف بل هو أيضاً عنايةٌ تُطمئن ورعايةٌ تحفظ ولطفٌ يسري في أقدارك دون أن تشعر
استحضر هذا المعنى في قلبك دائماً و إلى جوار مراقبتك لعلمه وسمعه بصره بقلب الخائف المترقب للعقاب؛ اجعل معها لحظ المحبّ وتعلق الواثق برعاية مولاه وعلمه بحاله فإن هذا وربي أعظمِ ما تطمئنُ بهِ القلوبُ المتعبة وتستكين النفوس المنهكة
"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
ومع هذا الذكر لذاك العلم؛ فأيُّ حزنٍ يبقى؟
وأيُّ همٍّ يدوم؟
وأي وحشة تستمر؟
عشْ في كنف هذا العلم الإلهي الشامل وظني بالله أن السكينة ستملأ قلبك والطمأنينة ستسكن روحك والأمل سيُضيء دروبك مهما اشتدت الظلمات
أو تعاظمت الخطوب
علمه
لقد علِمَ ضعفكم البشري
علِمَ ما قد يعتريكم من خوفٍ أو تعب
فخفف عنكم الحكم الأول وربط النصر بصبركم ويقينكم وإذنه بالنصر قبل كل ذلك
فيا أيها القلبُ المُتعب
ويا أيتها الروحُ المُنكسرة
يا من تشعرُ بأن همومَكَ أكبرُ منكَ وأن لا أحدَ يعلمُ بحالِكَ
ارفعْ عين بصيرتك وانظرْ بها إلى السماءِ مستحضرا هذا المعنى الذي ينبغي أن يكون شعارا يتوسط سائر أحوال حياتك
"فإن الله يعلمه"
يعلم طاعتك وتقربك وتعلقك
يعلم صدقتك فيُباركها وينميها
يعلم ضعفك فيُقويك ويرحمك
يعلم همّك فيُفرّجه ويواسيك
يعلم ألمك فيشفي قلبك ويداويك
و يعلم صبرك فيُثيبك ويوفيك أجرك بغير حساب
علمه يا صديقي ليس فقط رقابةً تُخيف بل هو أيضاً عنايةٌ تُطمئن ورعايةٌ تحفظ ولطفٌ يسري في أقدارك دون أن تشعر
استحضر هذا المعنى في قلبك دائماً و إلى جوار مراقبتك لعلمه وسمعه بصره بقلب الخائف المترقب للعقاب؛ اجعل معها لحظ المحبّ وتعلق الواثق برعاية مولاه وعلمه بحاله فإن هذا وربي أعظمِ ما تطمئنُ بهِ القلوبُ المتعبة وتستكين النفوس المنهكة
"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
ومع هذا الذكر لذاك العلم؛ فأيُّ حزنٍ يبقى؟
وأيُّ همٍّ يدوم؟
وأي وحشة تستمر؟
عشْ في كنف هذا العلم الإلهي الشامل وظني بالله أن السكينة ستملأ قلبك والطمأنينة ستسكن روحك والأمل سيُضيء دروبك مهما اشتدت الظلمات
أو تعاظمت الخطوب
07.05.202517:44
كأفكار هذا المدعي... منير".
منير على المنصة لم يزل غارقا في عرقه الذي تضاعف حين لمح نظرات (الدكتور) سمير التي تشع "ثقة" تبدو نابعة من عمق فكري لا يضاهى
ازداد شعوره بالضآلة والانكشاف الوشيك.
تعالى الصوت من جديد
"حتى هذا الذي كان ينام في المحاضرات ويغش في الامتحانات، والذي لا يكاد يفرق بين النظرية النسبية ونظرية الانفجار العظيم
ها هو ينظر إليّ ويبدو كأنه يرى من خلال قناعي الهش!"
ابتسم (الدكتور) سمير بثقة أكبر حين لمح ارتباك منير الواضح وقلقه الظاهر والذي يتقاطر مع عرقه واعتبر ذلك دليلا دامغا على "هشاشة منطقه العلمي وتفاهة أطروحاته أمام عظمة فكره الكوني المستقبلي الذي سيسطر في كتب التاريخ".
قطع حبل الأفكار والنظرات تقدم عميد الكلية إلى موقعه بالمنصة في ختام الفعاليات ليلقي كلمته الختامية، مشيدًا بجهود الشباب الباحث، وملمحًا بعبارات ذات مغزى إلى أن الجائزة هذا العام ستذهب إلى عمل "يتميز بالأصالة والجرأة في طرح الأفكار الجديدة التي تتحدى المسلمات النمطية وأن اللجنة المنوطة بالتحكيم ستفاجأهم بالنتيجة الاي لم يعرفها هو نفسه بعد".
ارتفع معدل نبضات قلب منير حتى كاد أن يقفز من صدره بينما همسات الصوت في نفسه تتعالى لتصير صراخًا مدويًا.
أما (الدكتور) سمير فقد انتفخت أوداجه ثقة، واعتدل في جلسته، وكأنه يستعد لشيء مفروغ منه
ثم جاءت اللحظة الحاسمة. فتح العميد الظرف المختوم ببطء مسرحي، وساد صمت ترقب كثيف كاد يقطع الأنفاس.
اختفت الابتسامة من وجه العميد فجأة وهو يقرأ الاسم، عيناه تحملان نظرة غريبة
ربما هي أقرب لدهشة لم يستطع إخفاءها
ثم تكلم أخيرا
"والفائز بجائزة الإبداع العلمي الشاب لهذا العام... هو... الباحث... (الدكتور)... سـ...مـ... ير!!!"
قالها متقطعة متلعثمة كأن الكلمات لا تريد أن تخرج من فمه
للحظة، حبس الجميع أنفاسهم. هل قال "منير" أم "سمير"؟
تشابه النطق بين الاسمين، خاصة مع الإلقاء المسرحي للعميد الذي مدّ الحرف الأول، جعل البعض يظن أن الفوز ذهب للدكتور منير كما كان متوقعًا.
بل لقد ارتفعت بعض الهمسات: ألم أقل لكم؟ د. منير يستحقها طبعا!.... ماذا؟.... ليس هو؟ من إذا؟
سرعان ما تبدد هذا التردد والتلعثم عندما رفع (الدكتور) سمير رأسه شامخًا وبدأ في السير نحو المنصة قبل أن يكمل العميد بقية الاسم الثلاثي لقطع الشك باليقين.
هنا صمتت القاعة تماما إلا من صوت خطوات سمير ودقات قلب منير
لو أن نيزكًا سقط في منتصف القاعة لكان وقعه أقل إثارة للدهشة والصدمة.
استمر الصمت للحظات ثم تعالت الهمهمات و التمتمات غير المفهومة والمندهشة
وبشكل لا يصدق ولا يمت للمنطق بصلة، بدأ تصفيق متفرق، خجول ومتردد في البداية، ثم ازداد شيئا فشيئا، ربما من باب المجاملة أو الدبلوماسية بعد أن تأكد الجميع من هوية الفائز
أو ربما لأن كل مصفق أراد ألا يبدو وكأنه لم يفهم "عبقرية" الفائز "المتفردة" التي ألمح إليها العميد بكلمة "جرأة".
وقف (الدكتور) سمير، مزهوًا بنفسه، وكأنه الإمبراطور نابليون بونابرت يعتلي شرفة قصره ويتلقى أكاليل الغار والورود بعد انتصاره في معركة أوسترليتز
صعد إلى المنصة بخطوات واثقة ومتغطرسة، وتسلم الجائزة وسط وميض الكاميرات التي التقطت صورًا ستزين لاحقًا أغلفة المجلات العلمية تحت عنوان صارخ:
"نجم جديد يسطع في سماء الفيزياء ويثور على التقاليد البالية!".
ألقى سمير كلمة نارية، مليئة بالمصطلحات العلمية الرنانة المستخدمة في غير محلها والجمل الجوفاء التي لا معنى لها عن "كسر التابوهات وقيود التقليد المظلم" و"انتصار الفكر المتحرر"
لم يفهم أغلب الحاضرين شيئًا على الإطلاق، لكنهم صفقوا بحرارة مبالغ فيها، ربما إعجابًا بـثقته الواضحة التي لا تتزعزع
منير كان في عالم آخر
ظل جالسًا في مقعده لدقائق والعرق لم يزل يجري على جبينه ويعم بدنه كتمثال من ثلج بدأ يذوب تحت شمس الظهيرة الحارقة.
لم يعد يسمع شيئًا أو يرى شيئًا.
فوز (الدكتور) سمير، بهذا البحث الذي يعرفه منير جيدًا ويعلم أنه لا يرقى حتى لمستوى مقال في مجلة أطفال
بحث يتذكر منير أنه كان مليئا بالأخطاء الفادحة والتخاريف التي لا أساس لها،
كان فوز بحث كهذاكان بمثابة رصاصة الرحمة التي أنهت صراعه الداخلي الطويل.
لم يعد هناك أي مجال للشك.
إذا كان هذا هو معيار "الإبداع" و"الجرأة" الذي يُكافأ ويُحتفى به، فهو بالفعل لا ينتمي إلى هذا العالم.
هو ليس مجرد محتال كما يؤكد الصوت الداخلي ويُكذبه عصام الطبيب النفسي
هو في الحقيقة أحمق أيضا لأنه لم يدرك هذه الحقيقة المؤلمة مبكرًا.
لم ينتظر نهاية هذا الحفل العبثي.
انسحب بهدوء، كشبح يتبدد في الضوء الخافت.
منير على المنصة لم يزل غارقا في عرقه الذي تضاعف حين لمح نظرات (الدكتور) سمير التي تشع "ثقة" تبدو نابعة من عمق فكري لا يضاهى
ازداد شعوره بالضآلة والانكشاف الوشيك.
تعالى الصوت من جديد
"حتى هذا الذي كان ينام في المحاضرات ويغش في الامتحانات، والذي لا يكاد يفرق بين النظرية النسبية ونظرية الانفجار العظيم
ها هو ينظر إليّ ويبدو كأنه يرى من خلال قناعي الهش!"
ابتسم (الدكتور) سمير بثقة أكبر حين لمح ارتباك منير الواضح وقلقه الظاهر والذي يتقاطر مع عرقه واعتبر ذلك دليلا دامغا على "هشاشة منطقه العلمي وتفاهة أطروحاته أمام عظمة فكره الكوني المستقبلي الذي سيسطر في كتب التاريخ".
قطع حبل الأفكار والنظرات تقدم عميد الكلية إلى موقعه بالمنصة في ختام الفعاليات ليلقي كلمته الختامية، مشيدًا بجهود الشباب الباحث، وملمحًا بعبارات ذات مغزى إلى أن الجائزة هذا العام ستذهب إلى عمل "يتميز بالأصالة والجرأة في طرح الأفكار الجديدة التي تتحدى المسلمات النمطية وأن اللجنة المنوطة بالتحكيم ستفاجأهم بالنتيجة الاي لم يعرفها هو نفسه بعد".
ارتفع معدل نبضات قلب منير حتى كاد أن يقفز من صدره بينما همسات الصوت في نفسه تتعالى لتصير صراخًا مدويًا.
أما (الدكتور) سمير فقد انتفخت أوداجه ثقة، واعتدل في جلسته، وكأنه يستعد لشيء مفروغ منه
ثم جاءت اللحظة الحاسمة. فتح العميد الظرف المختوم ببطء مسرحي، وساد صمت ترقب كثيف كاد يقطع الأنفاس.
اختفت الابتسامة من وجه العميد فجأة وهو يقرأ الاسم، عيناه تحملان نظرة غريبة
ربما هي أقرب لدهشة لم يستطع إخفاءها
ثم تكلم أخيرا
"والفائز بجائزة الإبداع العلمي الشاب لهذا العام... هو... الباحث... (الدكتور)... سـ...مـ... ير!!!"
قالها متقطعة متلعثمة كأن الكلمات لا تريد أن تخرج من فمه
للحظة، حبس الجميع أنفاسهم. هل قال "منير" أم "سمير"؟
تشابه النطق بين الاسمين، خاصة مع الإلقاء المسرحي للعميد الذي مدّ الحرف الأول، جعل البعض يظن أن الفوز ذهب للدكتور منير كما كان متوقعًا.
بل لقد ارتفعت بعض الهمسات: ألم أقل لكم؟ د. منير يستحقها طبعا!.... ماذا؟.... ليس هو؟ من إذا؟
سرعان ما تبدد هذا التردد والتلعثم عندما رفع (الدكتور) سمير رأسه شامخًا وبدأ في السير نحو المنصة قبل أن يكمل العميد بقية الاسم الثلاثي لقطع الشك باليقين.
هنا صمتت القاعة تماما إلا من صوت خطوات سمير ودقات قلب منير
لو أن نيزكًا سقط في منتصف القاعة لكان وقعه أقل إثارة للدهشة والصدمة.
استمر الصمت للحظات ثم تعالت الهمهمات و التمتمات غير المفهومة والمندهشة
وبشكل لا يصدق ولا يمت للمنطق بصلة، بدأ تصفيق متفرق، خجول ومتردد في البداية، ثم ازداد شيئا فشيئا، ربما من باب المجاملة أو الدبلوماسية بعد أن تأكد الجميع من هوية الفائز
أو ربما لأن كل مصفق أراد ألا يبدو وكأنه لم يفهم "عبقرية" الفائز "المتفردة" التي ألمح إليها العميد بكلمة "جرأة".
وقف (الدكتور) سمير، مزهوًا بنفسه، وكأنه الإمبراطور نابليون بونابرت يعتلي شرفة قصره ويتلقى أكاليل الغار والورود بعد انتصاره في معركة أوسترليتز
صعد إلى المنصة بخطوات واثقة ومتغطرسة، وتسلم الجائزة وسط وميض الكاميرات التي التقطت صورًا ستزين لاحقًا أغلفة المجلات العلمية تحت عنوان صارخ:
"نجم جديد يسطع في سماء الفيزياء ويثور على التقاليد البالية!".
ألقى سمير كلمة نارية، مليئة بالمصطلحات العلمية الرنانة المستخدمة في غير محلها والجمل الجوفاء التي لا معنى لها عن "كسر التابوهات وقيود التقليد المظلم" و"انتصار الفكر المتحرر"
لم يفهم أغلب الحاضرين شيئًا على الإطلاق، لكنهم صفقوا بحرارة مبالغ فيها، ربما إعجابًا بـثقته الواضحة التي لا تتزعزع
منير كان في عالم آخر
ظل جالسًا في مقعده لدقائق والعرق لم يزل يجري على جبينه ويعم بدنه كتمثال من ثلج بدأ يذوب تحت شمس الظهيرة الحارقة.
لم يعد يسمع شيئًا أو يرى شيئًا.
فوز (الدكتور) سمير، بهذا البحث الذي يعرفه منير جيدًا ويعلم أنه لا يرقى حتى لمستوى مقال في مجلة أطفال
بحث يتذكر منير أنه كان مليئا بالأخطاء الفادحة والتخاريف التي لا أساس لها،
كان فوز بحث كهذاكان بمثابة رصاصة الرحمة التي أنهت صراعه الداخلي الطويل.
لم يعد هناك أي مجال للشك.
إذا كان هذا هو معيار "الإبداع" و"الجرأة" الذي يُكافأ ويُحتفى به، فهو بالفعل لا ينتمي إلى هذا العالم.
هو ليس مجرد محتال كما يؤكد الصوت الداخلي ويُكذبه عصام الطبيب النفسي
هو في الحقيقة أحمق أيضا لأنه لم يدرك هذه الحقيقة المؤلمة مبكرًا.
لم ينتظر نهاية هذا الحفل العبثي.
انسحب بهدوء، كشبح يتبدد في الضوء الخافت.
07.05.202510:30
06.05.202520:14
30.04.202510:33
29.04.202516:20
09.05.202514:35
خطبة الجمعة 👆
07.05.202517:44
جلس الدكتور منير على مقعده والعرق يتصبب على جبينه بلا انقطاع رغم برودة قاعة الاحتفالات الكبرى المكيفة.
كان قد انتهى من عرضه الموجز لبحثه الأخير على وجلس ينتظر الأسئلة النقاشية في ذلك اليوم الذي لم يكن يوما اعتياديا
لقد كان يوم إعلان نتائج "جائزة الإبداع العلمي الشاب"
تلك الجائزة المرموقة التي كان الجميع، بمن فيهم منير نفسه في لحظات نادرة من التفاؤل الهش الذي سرعان ما يتبدد؛ يتوقعون أن تكون الجائزة من نصيبه تتويجًا لأبحاثه الدؤوبة وتكريما لجهده المضني واكتشافاته الملموسة التي سبقت حتى حصوله على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية بامتياز مع مرتبة الشرف وفي سن مبكرة أثارت إعجاب الكثيرين وربما حسدهم!
رغم كل ذلك كان منير، كعادته يشعر بذاك الغثيان المألوف، وذلك الصوت من جديد يتردد داخله برتابة كصافرة إنذار لا تمل: "تكريم؟!
على ماذا بالضبط؟!
على قدرتك المذهلة في إخفاء جهلك المطبق؟
على تمكنك في الاحتيال عليهم وإقناعهم أنك كفؤ وأنك تستحق؟!
يا لها من مهزلة متقنة!
ويالك من مدَّعٍ محتال!
هكذا كان الصوت يردد ما تعود منير سماعه منه منذ صغره
على كل منصة تكريم اعتلاها من أيام دراسته الابتدائية وحتى مناقشة رسالته التي نال عليها أعلى الدرجات مرورا بترتيبه الأول دائما في كل سنوات دراسته الجامعية
مع كل إنجاز وتكريم كان الصوت يتردد
عرقه البارد، الذي بلل ياقة قميصه، كان شاهدًا صامتًا على هذه المعركة الداخلية المستعرة.
يوما ما تكلم مع صديقه عصام الطبيب النفسي الواعد يشكو إليه هذا الصوت الذي يؤرقه فطمأنه مبتسما أنه يعاني من متلازمة شهيرة تدعى متلازمة المحتال Impostor Syndrome
"ذلك الشعور الدائم بأنك أقل كفاءة مما تبدو عليه، وأن نجاحاتك هي نتاج حظ أو تلاعب أو قدرة على خداع الآخرين، وليست انعكاساً لقدراتك الحقيقية.
الأمر الذي يجعلك تعيش في قلق دائم من أن "يُقبض عليك متلبساً" بعدم الكفاءة.
استمر الدكتور عصام في وصف الحالة ومنير يستمع بشغف
"هذه المتلازمة يا صديقي تصيب غالباً الأشخاص ذوي الإنجازات العالية، المتفوقين، الطموحين.
وكأن النجاح نفسه يصبح دليلاً على "احتيالهم" فينسبون نجاحهم لعوامل خارجية (الحظ، مساعدة الآخرين، توقيت جيد) بينما ينسبون أي فشل أو تقصير لجوهرهم الداخلي غير الكفء."
تذكر منير كلمات صديقه عصام وهو في مجلسه على المنصة ينتظر تكريمه المتوقع ويحاول كبت هذا الصوت السمج بطمأنة كون كل ذلك لا يعدو جزءا من متلازمة وهمية
في الصفوف الأمامية أمام المنصة لمح منير زميلا قديما
(الدكتور) سمير
الحق أنه لم يكن قط دكتورا ولم يحصل قط على ما يؤدي لذلك اللقب لكنه كان يصر بابتذال أن يلصقه باسمه عند كل تعريف حتى وصل إلى طباعته على بطاقات شخصية فاخرة يوزعها بسخاء على أي كائن حي يقع في طريقه.
منير و سمير كانا زميلي دفعة واحدة في كلية العلوم لكن ثمة فوارق شاسعة كانت تفصل بينهما منذ اليوم الأول؛ فبينما كان منير يتصدر الدفعة عامًا بعد عام، محققًا أعلى الدرجات؛ كان سمير يقضي معظم وقته على أرصفة الكلية أو المقهى المجاور للجامعة ونادرا ما كان يُرى في مدرج اللهم إلا كان بحاجة إلى بعض النوم أو يحلو له إمضاء بعض الوقت في السخرية من زملائه ومضايقتهم
استغرق سمير أكثر من ثنتي عشر عاما ليتخرج بشق الأنفس ويحصل على درجة البكالوريوس، وبتقدير تراكمي يؤهله إلى أن ينافس على وظيفة عامل نظافة في أروقة الكلية منه إلى باحث علمي واعد.
ما الذي جاء به إلى الصفوف الأولى في تلك الحفلة وهي مخصصة للباحثين الذين يشاركون في المسابقة
سأل منير نفسه مندهشا وهو يتأمل نظر سمير له
نفس تلك التي كان يحدجه بها أيام كانا زملاء دفعة واحدة ثم سبق منير حتى الاقيا من جديد حين صار معيدا يدرس لسمير العملي الخاص بالمادة التي أدمن الرسوب فيها
نظرة يتمزج في الاحتقار والازدراء بالحقد والكراهية مع بعض الرتوش من السخرية والاستخفاف
مزيج متعجرف يختلط بشفقة لا تخرج إلا من موقن بعبقريته الخاصة التي لم يكتشفها بعد ذلكم العالم الغارق في الجهل والسطحية.
همس (الدكتور) سمير في أذن جاره في المقعد المجاور : كل هذا الكلام مجرد قشور لا تسمن ولا تغني من جوع.
منير هذا مدعي لا يفقه شيئا في الفيزياء
أعرفه منذ سنين وبحثه هذا الذي عرضه هو مجرد أضحوكة لا تقارن بنظريتي الفريدة حول "الأبعاد الكونية المتراقصة بفعل الموجات الكهرومغناطيسية وتأثيرها على الحالة المزاجية للحيوانات الأليفة" نظريتي هذه ستحدث انقلابًا حقيقيًا في مفاهيم الفيزياء الحديثة.
لكنهم، كما تعلم يا صديقي، يخشون العقول التي تسبق عصرها بسنوات ضوئية، يفضلون الدوران في فلك الأفكار البالية والميتة إكلينيكيًا
كان قد انتهى من عرضه الموجز لبحثه الأخير على وجلس ينتظر الأسئلة النقاشية في ذلك اليوم الذي لم يكن يوما اعتياديا
لقد كان يوم إعلان نتائج "جائزة الإبداع العلمي الشاب"
تلك الجائزة المرموقة التي كان الجميع، بمن فيهم منير نفسه في لحظات نادرة من التفاؤل الهش الذي سرعان ما يتبدد؛ يتوقعون أن تكون الجائزة من نصيبه تتويجًا لأبحاثه الدؤوبة وتكريما لجهده المضني واكتشافاته الملموسة التي سبقت حتى حصوله على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية بامتياز مع مرتبة الشرف وفي سن مبكرة أثارت إعجاب الكثيرين وربما حسدهم!
رغم كل ذلك كان منير، كعادته يشعر بذاك الغثيان المألوف، وذلك الصوت من جديد يتردد داخله برتابة كصافرة إنذار لا تمل: "تكريم؟!
على ماذا بالضبط؟!
على قدرتك المذهلة في إخفاء جهلك المطبق؟
على تمكنك في الاحتيال عليهم وإقناعهم أنك كفؤ وأنك تستحق؟!
يا لها من مهزلة متقنة!
ويالك من مدَّعٍ محتال!
هكذا كان الصوت يردد ما تعود منير سماعه منه منذ صغره
على كل منصة تكريم اعتلاها من أيام دراسته الابتدائية وحتى مناقشة رسالته التي نال عليها أعلى الدرجات مرورا بترتيبه الأول دائما في كل سنوات دراسته الجامعية
مع كل إنجاز وتكريم كان الصوت يتردد
عرقه البارد، الذي بلل ياقة قميصه، كان شاهدًا صامتًا على هذه المعركة الداخلية المستعرة.
يوما ما تكلم مع صديقه عصام الطبيب النفسي الواعد يشكو إليه هذا الصوت الذي يؤرقه فطمأنه مبتسما أنه يعاني من متلازمة شهيرة تدعى متلازمة المحتال Impostor Syndrome
"ذلك الشعور الدائم بأنك أقل كفاءة مما تبدو عليه، وأن نجاحاتك هي نتاج حظ أو تلاعب أو قدرة على خداع الآخرين، وليست انعكاساً لقدراتك الحقيقية.
الأمر الذي يجعلك تعيش في قلق دائم من أن "يُقبض عليك متلبساً" بعدم الكفاءة.
استمر الدكتور عصام في وصف الحالة ومنير يستمع بشغف
"هذه المتلازمة يا صديقي تصيب غالباً الأشخاص ذوي الإنجازات العالية، المتفوقين، الطموحين.
وكأن النجاح نفسه يصبح دليلاً على "احتيالهم" فينسبون نجاحهم لعوامل خارجية (الحظ، مساعدة الآخرين، توقيت جيد) بينما ينسبون أي فشل أو تقصير لجوهرهم الداخلي غير الكفء."
تذكر منير كلمات صديقه عصام وهو في مجلسه على المنصة ينتظر تكريمه المتوقع ويحاول كبت هذا الصوت السمج بطمأنة كون كل ذلك لا يعدو جزءا من متلازمة وهمية
في الصفوف الأمامية أمام المنصة لمح منير زميلا قديما
(الدكتور) سمير
الحق أنه لم يكن قط دكتورا ولم يحصل قط على ما يؤدي لذلك اللقب لكنه كان يصر بابتذال أن يلصقه باسمه عند كل تعريف حتى وصل إلى طباعته على بطاقات شخصية فاخرة يوزعها بسخاء على أي كائن حي يقع في طريقه.
منير و سمير كانا زميلي دفعة واحدة في كلية العلوم لكن ثمة فوارق شاسعة كانت تفصل بينهما منذ اليوم الأول؛ فبينما كان منير يتصدر الدفعة عامًا بعد عام، محققًا أعلى الدرجات؛ كان سمير يقضي معظم وقته على أرصفة الكلية أو المقهى المجاور للجامعة ونادرا ما كان يُرى في مدرج اللهم إلا كان بحاجة إلى بعض النوم أو يحلو له إمضاء بعض الوقت في السخرية من زملائه ومضايقتهم
استغرق سمير أكثر من ثنتي عشر عاما ليتخرج بشق الأنفس ويحصل على درجة البكالوريوس، وبتقدير تراكمي يؤهله إلى أن ينافس على وظيفة عامل نظافة في أروقة الكلية منه إلى باحث علمي واعد.
ما الذي جاء به إلى الصفوف الأولى في تلك الحفلة وهي مخصصة للباحثين الذين يشاركون في المسابقة
سأل منير نفسه مندهشا وهو يتأمل نظر سمير له
نفس تلك التي كان يحدجه بها أيام كانا زملاء دفعة واحدة ثم سبق منير حتى الاقيا من جديد حين صار معيدا يدرس لسمير العملي الخاص بالمادة التي أدمن الرسوب فيها
نظرة يتمزج في الاحتقار والازدراء بالحقد والكراهية مع بعض الرتوش من السخرية والاستخفاف
مزيج متعجرف يختلط بشفقة لا تخرج إلا من موقن بعبقريته الخاصة التي لم يكتشفها بعد ذلكم العالم الغارق في الجهل والسطحية.
همس (الدكتور) سمير في أذن جاره في المقعد المجاور : كل هذا الكلام مجرد قشور لا تسمن ولا تغني من جوع.
منير هذا مدعي لا يفقه شيئا في الفيزياء
أعرفه منذ سنين وبحثه هذا الذي عرضه هو مجرد أضحوكة لا تقارن بنظريتي الفريدة حول "الأبعاد الكونية المتراقصة بفعل الموجات الكهرومغناطيسية وتأثيرها على الحالة المزاجية للحيوانات الأليفة" نظريتي هذه ستحدث انقلابًا حقيقيًا في مفاهيم الفيزياء الحديثة.
لكنهم، كما تعلم يا صديقي، يخشون العقول التي تسبق عصرها بسنوات ضوئية، يفضلون الدوران في فلك الأفكار البالية والميتة إكلينيكيًا
07.05.202510:28
#ورد_القرآن_اليومي
الآيتان 273 و 274
الآيتان 273 و 274
03.05.202510:41
التلاوة
30.04.202510:33
#ورد_القرآن_اليومي
الآيات من 262 إلى 264
الآيات من 262 إلى 264
29.04.202514:32
بعد صلاة العصر إن شاء الله موعدنا مع البث القرآني الأسبوعي ضمن سلسلة التدبر والمجلس السادس من مجالس تدبر سورة آل عمران
09.05.202514:35
07.05.202511:34
07.05.202503:22
غالبا سيكون مشهدا لا يسر العين ولا الأنف لكنه ضروري للإصلاح وللبدء في التنظيف بدلا من إدمان ذلك الفن الرديء قد يقود إلى مرحلة متقدمة من خداع الذات حتى نقنع أنفسنا بأن الأرضية نظيفة حقاً، وأن تلك النتوءات مجرد عيوب في تصميم السجادة والحل قد يكون مجرد شراء سجادة جديدة أكبر وأثقل لإخفاء المزيد
وماذا عن تلك الرائحة الكريهة المنبعثة مما تراكم
أكيد هي قادمة من مكان آخر.
سنطور تدريجيا "مناعة ضد الحقيقة"، ونفضل العيش في فقاعة الوهم المريح على مواجهة الواقع المؤلم.
لكن أصدقك القول، لا يوجد خيار آخر.
المواجهة، رغم ألمها الأولي = ٪ بداية الشفاء والتطهير.
إن امتلاك مكنسة حقيقية تتمثل في الإرادة، ممزوجة بمنظفات الصدق مع النفس مدعومة بمياه التوبة النقية ثم البدء الفوري في عملية "التنظيف العميق" = السبيل الوحيد لاستعادة أرضية حياتنا نظيفة ومستوية وآمنة.
الراحة الحقيقية لن تكون أبدا في إخفاء منغصات حياتنا وكراكيب واقعنا
الراحة الحقيقية في التخلص منها نهائياً. والجمال الحقيقي ليس في لمعان السجادة التي تخفي مؤقتا ما ستفوح رائحته بعد حين..
قد يكون المنظر في البدء صادماً.
وقد نجد المتراكم أكثر مما توقعنا وقد تكون الرائحة لا تُحتمل.
وقد تكون عملية التنظيف شاقة وتتطلب جهداً ووقتاً
وربما دموعاً..
لكن النظافة تستحق..
#كراكيب 2
وماذا عن تلك الرائحة الكريهة المنبعثة مما تراكم
أكيد هي قادمة من مكان آخر.
سنطور تدريجيا "مناعة ضد الحقيقة"، ونفضل العيش في فقاعة الوهم المريح على مواجهة الواقع المؤلم.
لكن أصدقك القول، لا يوجد خيار آخر.
المواجهة، رغم ألمها الأولي = ٪ بداية الشفاء والتطهير.
إن امتلاك مكنسة حقيقية تتمثل في الإرادة، ممزوجة بمنظفات الصدق مع النفس مدعومة بمياه التوبة النقية ثم البدء الفوري في عملية "التنظيف العميق" = السبيل الوحيد لاستعادة أرضية حياتنا نظيفة ومستوية وآمنة.
الراحة الحقيقية لن تكون أبدا في إخفاء منغصات حياتنا وكراكيب واقعنا
الراحة الحقيقية في التخلص منها نهائياً. والجمال الحقيقي ليس في لمعان السجادة التي تخفي مؤقتا ما ستفوح رائحته بعد حين..
قد يكون المنظر في البدء صادماً.
وقد نجد المتراكم أكثر مما توقعنا وقد تكون الرائحة لا تُحتمل.
وقد تكون عملية التنظيف شاقة وتتطلب جهداً ووقتاً
وربما دموعاً..
لكن النظافة تستحق..
#كراكيب 2
02.05.202514:01
خطبة الجمعة👆
30.04.202510:33
29.04.202511:02
التلاوة
07.05.202517:44
في الأيام التالية، تحولت حياة منير تماما صوته الداخلي أصبح هو الصوت الوحيد الذي يسمعه.
في تلك الليلة، لم يمزق منير أوراقه البحثية التي أفنى فيها زهرة شبابه.
فقط وضعها بعناية وترتيب في صندوق خشبي قديم، وأغلقه بإحكام.
فكر مبتسما ومرارة تملأ حلقه: سيأتي يوم تحتاج فيه متاحف التاريخ الطبيعي إلى نموذج لـ"عالم مجتهد لكنه شديد السذاجة".
قرر أن يترك الجامعة
ذلك المكان الذي كان يعشقه رغم راتبه الهزيل الذي كان بالكاد يكفي لسد رمقه، لكن شغفه بالبحث العلمي كان هو الوقود الذي يدفعه للتحمل والاستمرار.
الآن، انطفأ هذا الوقود.
ما الذي يجبره الآن أن يظل في مكان لا ينتمي إليه؟
المشكلة أن تخصصه النظري وشهادته الرفيعة ظهر أنها لا تحمل أي قيمة فيما يسمونه سوق العمل
ذلك الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام والمكاسب السريعة.
حسنا... فليبحث عن مهنة بسيطة
لا بأس..
المهم أن تكون بعيدة عن الأضواء والجوائز الخادعة
مهنة لا يطارده فيها شبح "المحتال" اللعين، ولا يسخر من جهده المضني فيها "عباقرة" حصلوا على الدكتوراه الخاصة بهم من أفضل مقهى يقدم مشروب السحلب في المدينة.
حسنا هو يمتلك سيارة صغيرة لم يزل يسدد أقساطها
التحق بأحد تطبيقات المواصلات الخاصة وبدأ العمل الجديد الذي أقنعه الصوت أنه الأنسب له
ها هو يتنقل بين شوارع المدينة المزدحمة، يحمل غرباء لا يعرفونه، ويستمع إلى أحاديثهم بصبر، بينما عقله يعج بمعادلات لم تعد ذات جدوى، وأفكار لم يعد هناك من يقدرها.
على جدار مكتب (الدكتور) سمير الجديد والفاخر، الذي حصل عليه كجزء من مكافأة عبقريته الفذة التي سبقت عصرها عُلقت صورة ضخمة له وهو يتسلم الجائزة بفخر، وتحتها عبارة منقوشة بخط ذهبي براق: "حيث تنتهي حدود فهمهم الضيق، تبدأ عبقريتي".
لم يعلم أحد، بمن فيهم (الدكتور) سمير نفسه بطبيعة الحال، أن لجنة التحكيم، في محضر اجتماعها السري الذي تم تسريبه لاحقًا عن طريق عامل نظافة فضولي، كتبت توصية عاجلة بإعادة النظر جذريًا في معايير الجائزة للعام القادم، بعد أن اكتشفوا، متأخرين جدًا، وبفضل مراجعة خارجية طلبها أحد الأعضاء الذي لم يستطع النوم ليلتها، أن "الجرأة" التي كافأوها لم تكن سوى جهل مطبق وسطحية لا حدود لها،
وأن "البحث" الذي أشادوا به لم يكن إلا خليطًا من الهراء المنمق والادعاءات الفارغة.
لكن، من يهتم بهذه التفاصيل الصغيرة والهوامش المنسية التي لن تظهر إلى جوار بريق اللقب الجديد ولمعة الخط الذهبي المنمق التي كتبت به العبارة الرنانة
عبارة (الدكتور) سمير
في تلك الليلة، لم يمزق منير أوراقه البحثية التي أفنى فيها زهرة شبابه.
فقط وضعها بعناية وترتيب في صندوق خشبي قديم، وأغلقه بإحكام.
فكر مبتسما ومرارة تملأ حلقه: سيأتي يوم تحتاج فيه متاحف التاريخ الطبيعي إلى نموذج لـ"عالم مجتهد لكنه شديد السذاجة".
قرر أن يترك الجامعة
ذلك المكان الذي كان يعشقه رغم راتبه الهزيل الذي كان بالكاد يكفي لسد رمقه، لكن شغفه بالبحث العلمي كان هو الوقود الذي يدفعه للتحمل والاستمرار.
الآن، انطفأ هذا الوقود.
ما الذي يجبره الآن أن يظل في مكان لا ينتمي إليه؟
المشكلة أن تخصصه النظري وشهادته الرفيعة ظهر أنها لا تحمل أي قيمة فيما يسمونه سوق العمل
ذلك الذي لا يعترف إلا بلغة الأرقام والمكاسب السريعة.
حسنا... فليبحث عن مهنة بسيطة
لا بأس..
المهم أن تكون بعيدة عن الأضواء والجوائز الخادعة
مهنة لا يطارده فيها شبح "المحتال" اللعين، ولا يسخر من جهده المضني فيها "عباقرة" حصلوا على الدكتوراه الخاصة بهم من أفضل مقهى يقدم مشروب السحلب في المدينة.
حسنا هو يمتلك سيارة صغيرة لم يزل يسدد أقساطها
التحق بأحد تطبيقات المواصلات الخاصة وبدأ العمل الجديد الذي أقنعه الصوت أنه الأنسب له
ها هو يتنقل بين شوارع المدينة المزدحمة، يحمل غرباء لا يعرفونه، ويستمع إلى أحاديثهم بصبر، بينما عقله يعج بمعادلات لم تعد ذات جدوى، وأفكار لم يعد هناك من يقدرها.
على جدار مكتب (الدكتور) سمير الجديد والفاخر، الذي حصل عليه كجزء من مكافأة عبقريته الفذة التي سبقت عصرها عُلقت صورة ضخمة له وهو يتسلم الجائزة بفخر، وتحتها عبارة منقوشة بخط ذهبي براق: "حيث تنتهي حدود فهمهم الضيق، تبدأ عبقريتي".
لم يعلم أحد، بمن فيهم (الدكتور) سمير نفسه بطبيعة الحال، أن لجنة التحكيم، في محضر اجتماعها السري الذي تم تسريبه لاحقًا عن طريق عامل نظافة فضولي، كتبت توصية عاجلة بإعادة النظر جذريًا في معايير الجائزة للعام القادم، بعد أن اكتشفوا، متأخرين جدًا، وبفضل مراجعة خارجية طلبها أحد الأعضاء الذي لم يستطع النوم ليلتها، أن "الجرأة" التي كافأوها لم تكن سوى جهل مطبق وسطحية لا حدود لها،
وأن "البحث" الذي أشادوا به لم يكن إلا خليطًا من الهراء المنمق والادعاءات الفارغة.
لكن، من يهتم بهذه التفاصيل الصغيرة والهوامش المنسية التي لن تظهر إلى جوار بريق اللقب الجديد ولمعة الخط الذهبي المنمق التي كتبت به العبارة الرنانة
عبارة (الدكتور) سمير
07.05.202510:30
التلاوة
06.05.202520:22
الحلقة الصوتية 👆
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ
المجلس الثامن من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 58 إلي 68
#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/CTWRJTTdVa4?si=dgO-JojIOXyeXM8F
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ
المجلس الثامن من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 58 إلي 68
#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/CTWRJTTdVa4?si=dgO-JojIOXyeXM8F
30.04.202510:34
التلاوة
29.04.202516:21
الحلقة الصوتية 👆
هنالك دعا زكريا ربه..
المجلس السادس من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 33 إلي 44
#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/G1Xf8Aj3lYk?si=zlMs0CZnAIAxqlLa
هنالك دعا زكريا ربه..
المجلس السادس من مجالس تدبر سورة آل عمران
الآيات من 33 إلي 44
#العودة_إلى_القرآن
رابط الحلقة على اليوتيوب 👇
https://youtu.be/G1Xf8Aj3lYk?si=zlMs0CZnAIAxqlLa
29.04.202511:02
दिखाया गया 1 - 24 का 114
अधिक कार्यक्षमता अनलॉक करने के लिए लॉगिन करें।