الحمد لله وحده.
(وبعد؛ فإنَّ ممَّا يؤسَف له أنَّ كثيرًا مِن النَّاس لا يفطنون - ومِنهم مَن يُنكِر - أن يكون المسلمون في نازِلة الآن! والنَّوازِل قد حاقَت بالعالَم الإسلاميّ أجمَع؛ فلم تكَد بقعةٌ منه تَسْلَم! والمستمسِكون بحبل الله ينالهم النَّصيب الأوفَى مِن العذاب والتَّنكيل والتَّشريد والاعتقال والإبادة، كما لا يخفى على أحد!
فالدُّعاء لهؤلاء المُستضعَفين مِن المسلمين في السُّجود وقيام اللَّيل، والقُنوت مِن أجلهم؛ مِن أدنى الواجبات التي بمقدور الجميع أن يقدِّمها لهم؛ فهي [أخفُّ على النُّفوس التي يضنُّ أصحابها أن يَشْرُوها لبارِئها تبارك وتعالى]؛ ظفرًا بجواره في جنَّة الخُلْد؛ فماذا بقيَ إذن لم نبخَل به؟!
وقد قال المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّما ينصر الله هذه الأمَّة بضَعيفها؛ بصلاتهم ودعوتهم وإخلاصهم»، وقال: «ابغوني في ضُعَفائكم؛ فإنَّما تُرزَقون وتُنصَرون بضُعَفائكم».
والمشاهَد أنَّ المسلمين الآن قد ألهتهم مطالِبُ الحياة وتحصيلُ الدُّنيا والسَّعيُ مِن أجلها، واللَّهو واللَّعِب فيها - بل قد أُلهوا عَمدًا؛ بناءً على تخطيط خبيث كما يعلَم الفُطَناء - عن التَّفكير في فَكِّ رقابهم أوَّلًا، واستِنقاذ إخوانهم المنكوبين بالدُّعاء والدَّعْوة والبَذل!
فمتى نفلح ونحن لا نعيش إلَّا مِن أجل أنفسنا؟!
نسأل الحقَّ تعالى أن يرزُقنا الإيثارَ والكدَّ لصالح هذا الدِّين، والقُنوتَ من أجل المعذَّبين المزلزَلين في أرجاء الأرض مِن أجل العقيدة، وفي سبيل الحقِّ العليِّ الكبير! آمين).
شيخنا محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله - تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة، (2/ 98)، المنشور عام 1410 هـ، 1990 م.