27.03.202515:19
"الأنسُ بالله"
✍🏻 د. جمال الباشا
يخرجُ العبدُ إلى الدنيا وقد أحاطَت به أربعةُ أصنافٍ من المخلوقات، فهو محتاج إليها، ولا غنى له عنها، وكلما تقدَّم في السنِّ، ونضُجَ فكرُه، وزادَ وعيُه، وترقَّى في مراتب إنسانيته، سوف ينمو لديه شعورٌ عاطفيٌّ عجيب يجذبه نحوها، حتى وكأنه يفهمها ويشعرُ بها، ثمَّ يأنسُ بها، بجامع مشترَكٍ هو أصل الخلق للخالق المتفرِّد سبحانه.
فإذا اجتمع للعبد مع هذا إيمانٌ بالله تعالى وما أنزل على رسله الكرام، وعلم أنَّ جميع المخلوقات لها نوعُ إدراك بعبوديتها لربها، فهي تُسبِّح بحمده بكيفية لا نفقهها، سوف يرتقي هذا الإحساس إلى منزلةٍ أعظم في إدراك نوع العلاقة التي يجمعها مشترَك عظيم هو العبودية للحق جل جلاله والخضوع لأمره.
ودعونا نغوص إلى عُمق الفكرة ..
الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان، قد أودع الله في كل صنفٍ منها نوعَ إدراك للخالق سبحانه والخضوع لعظمته وجلاله لا يمكننا تصورُه.
تأمل في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)!
ومثل ذلك قوله سبحانه: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)!
السموات والأرض تقول لخالقها: (أتينا طائعين)!
لقد جعل الله تعالى للعبد في هذه الدنيا أُنسًا ومتعةً في التواصل مع الأشياء خارجَ ذاته، يأنسُ بها عندما ينسجمُ معها.. وهي على مستويات أربع:
أولاً وثانيًا: الأنس بالجمادات والنباتات، فيأنس بنور القمر في ظلمة الليل، ويُكحِّل عينيه بالمصابيح اللامعة التي زيَّنَ الله بها سماءنا الدنيا.
يُقَلِّبُ ناظريه في جمال الطبيعة الخلابة بخُضرتها وأزهارها الملونة البهيجة، ويملأُ رئتيه من روائح عطرها الزاكية، ونسيمها العليل، فتُحلِّقُ روحُه عاليًا فوقَ المألوف.
أما البحرُ فكم فيه من قِصَّةٍ وحِكاية!!
فهو الجنديُّ المطيع لخالقه، يأمره ربُّه بإهلاك عدوِّه فيقول لبيك، ويأمرُه باحتضان أوليائه فيقول لبيك.
وهو الذي يحملُ على ظهره الفلكَ بأمر الله، وهو الجمال الساحر الذي ينطلقُ بروحك بعيدًا حينما تجلِسُ على شاطئه في ساعةِ صفاءٍ وأنت تتأمل بديعَ صنع الله.
ولو كان المرءُ ذا حِسٍّ مُرهف، ربما يكتُب في ذلك القصائدَ المتألقةَ وهو يخاطبها وكأنها كائناتٌ حيَّةٌ، يسمعها ويفهم لغتها ويشعُرُ بكينوناتها، وكأنَّ لها موجات من العاطفة المتدفقة الحانية نحوه!!
ألم ترَ أنَّ الجبال كانت تُردِّدُ مع داود عليه السلام وهو يرتلُ الزبور!!
ألم يخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن جبل أحُدٍ أنه يحبهم ويحبونه!! وأن حجرًا بمكة كان يسلم عليه قبل البعثة!!
جبل آخرُ يرتجِفُ بجنود الطاغية فيسقطُهم قتلى نصرَةً لغلام الأخدود المؤمن.
ألم تسمع بحنين ذلك الجذع الذي كان يخطب عليه الحبيبُ صلى الله عليه وسلم ثم تركه إلى منبر صُنعَ له!!
المستوى الثالث: التواصل مع الحيوان، وهذا له شأن عجيب عند من تعايشَ مع أصنافٍ منها، وسلوا أصحاب الإبل وعشقهم لها وسعادتهم عند خلوتهم بها.
وسلوا أصحاب الخيل عن متعتهم الغامرة بسياستها، وحجم العاطفة التي تربطهم بها.
وحسبكم حكاية القرآن الكريم لقصة نبي الله سليمان مع الصافنات الجياد!!
لقد جعل الحوتُ بطنه وعاءً لنبي الله يونس في ظلمات البحر.
وامتنع الفيلُ عن التقدم لهدم الكعبة ولم يُطِع أمرَ صاحبه وولي نعمته أبرَهة.
أما قصةُ ذلك الجمل الجائع الهزيل فهي ضرب من ضروب الحنين والعاطفة الجياشة التي لا تعبر عنها الكلمات، فقد ذرفت عيناه حينما وجد من يُمكنه أن يناجيه ويبثُّ إليه شكواه ليُنصفه من صاحبه الذي كان يُجيعه ويُدئبه!!
هل تساءلنا كيف تعرَّف هذا الحيوانُ البهيمُ على شخص النبي عليه الصلاة والسلام، ومن أخبره بأنه الشخص المناسب الذي سيشعُر بمعاناته، ويمسَحُ سراته بكفه الحانية ليُطمئنه ويخفف عنه آلامه!
إنَّ طائرًا صغيرًا جميلاً يسمى الهدهد كان سببًا في إسلام أمةٍ من الأمم الضالة، كانت تسجدُ للشمس من دون الله، فلم يهدأ ولم يَقِر، وتحركت غيرته على التوحيد، ليُسرع بالخبر إلى نبي الله سليمان ليقوم بواجب الدعوة إلى الله، ويخرج القومَ من الظلمات إلى النور.
هو النبيُّ ذاته الذي تبسَّم ضاحكا متعجبًا من نملة شجاعة قامت في قومها بخطبة بليغةٍ تحذِّرهم من خطر مداهم، وذكرته باسمه، فهي تعرفه والنمل يعرفه، وتعتذر له ولجنوده المؤمنين بأنهم قد يحطمونهم وهم لا يشعرون.
ولنا أن نتساءل؟! ما الذي يدفع كثيرًا من الناس يا ترى إلى تربية الحيوانات بأنواعها، والطيور والأسماك ونحوها؟!
لا شك إنه الأنسُ والألفةُ التي تتأتى من التماهي مع هذه الكائنات والتعرف على خصائصها وطبائعها أكثر.
فكيف لو علموا منطقها؟
يتبع👇👇
✍🏻 د. جمال الباشا
يخرجُ العبدُ إلى الدنيا وقد أحاطَت به أربعةُ أصنافٍ من المخلوقات، فهو محتاج إليها، ولا غنى له عنها، وكلما تقدَّم في السنِّ، ونضُجَ فكرُه، وزادَ وعيُه، وترقَّى في مراتب إنسانيته، سوف ينمو لديه شعورٌ عاطفيٌّ عجيب يجذبه نحوها، حتى وكأنه يفهمها ويشعرُ بها، ثمَّ يأنسُ بها، بجامع مشترَكٍ هو أصل الخلق للخالق المتفرِّد سبحانه.
فإذا اجتمع للعبد مع هذا إيمانٌ بالله تعالى وما أنزل على رسله الكرام، وعلم أنَّ جميع المخلوقات لها نوعُ إدراك بعبوديتها لربها، فهي تُسبِّح بحمده بكيفية لا نفقهها، سوف يرتقي هذا الإحساس إلى منزلةٍ أعظم في إدراك نوع العلاقة التي يجمعها مشترَك عظيم هو العبودية للحق جل جلاله والخضوع لأمره.
ودعونا نغوص إلى عُمق الفكرة ..
الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان، قد أودع الله في كل صنفٍ منها نوعَ إدراك للخالق سبحانه والخضوع لعظمته وجلاله لا يمكننا تصورُه.
تأمل في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ)!
ومثل ذلك قوله سبحانه: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)!
السموات والأرض تقول لخالقها: (أتينا طائعين)!
لقد جعل الله تعالى للعبد في هذه الدنيا أُنسًا ومتعةً في التواصل مع الأشياء خارجَ ذاته، يأنسُ بها عندما ينسجمُ معها.. وهي على مستويات أربع:
أولاً وثانيًا: الأنس بالجمادات والنباتات، فيأنس بنور القمر في ظلمة الليل، ويُكحِّل عينيه بالمصابيح اللامعة التي زيَّنَ الله بها سماءنا الدنيا.
يُقَلِّبُ ناظريه في جمال الطبيعة الخلابة بخُضرتها وأزهارها الملونة البهيجة، ويملأُ رئتيه من روائح عطرها الزاكية، ونسيمها العليل، فتُحلِّقُ روحُه عاليًا فوقَ المألوف.
أما البحرُ فكم فيه من قِصَّةٍ وحِكاية!!
فهو الجنديُّ المطيع لخالقه، يأمره ربُّه بإهلاك عدوِّه فيقول لبيك، ويأمرُه باحتضان أوليائه فيقول لبيك.
وهو الذي يحملُ على ظهره الفلكَ بأمر الله، وهو الجمال الساحر الذي ينطلقُ بروحك بعيدًا حينما تجلِسُ على شاطئه في ساعةِ صفاءٍ وأنت تتأمل بديعَ صنع الله.
ولو كان المرءُ ذا حِسٍّ مُرهف، ربما يكتُب في ذلك القصائدَ المتألقةَ وهو يخاطبها وكأنها كائناتٌ حيَّةٌ، يسمعها ويفهم لغتها ويشعُرُ بكينوناتها، وكأنَّ لها موجات من العاطفة المتدفقة الحانية نحوه!!
ألم ترَ أنَّ الجبال كانت تُردِّدُ مع داود عليه السلام وهو يرتلُ الزبور!!
ألم يخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن جبل أحُدٍ أنه يحبهم ويحبونه!! وأن حجرًا بمكة كان يسلم عليه قبل البعثة!!
جبل آخرُ يرتجِفُ بجنود الطاغية فيسقطُهم قتلى نصرَةً لغلام الأخدود المؤمن.
ألم تسمع بحنين ذلك الجذع الذي كان يخطب عليه الحبيبُ صلى الله عليه وسلم ثم تركه إلى منبر صُنعَ له!!
المستوى الثالث: التواصل مع الحيوان، وهذا له شأن عجيب عند من تعايشَ مع أصنافٍ منها، وسلوا أصحاب الإبل وعشقهم لها وسعادتهم عند خلوتهم بها.
وسلوا أصحاب الخيل عن متعتهم الغامرة بسياستها، وحجم العاطفة التي تربطهم بها.
وحسبكم حكاية القرآن الكريم لقصة نبي الله سليمان مع الصافنات الجياد!!
لقد جعل الحوتُ بطنه وعاءً لنبي الله يونس في ظلمات البحر.
وامتنع الفيلُ عن التقدم لهدم الكعبة ولم يُطِع أمرَ صاحبه وولي نعمته أبرَهة.
أما قصةُ ذلك الجمل الجائع الهزيل فهي ضرب من ضروب الحنين والعاطفة الجياشة التي لا تعبر عنها الكلمات، فقد ذرفت عيناه حينما وجد من يُمكنه أن يناجيه ويبثُّ إليه شكواه ليُنصفه من صاحبه الذي كان يُجيعه ويُدئبه!!
هل تساءلنا كيف تعرَّف هذا الحيوانُ البهيمُ على شخص النبي عليه الصلاة والسلام، ومن أخبره بأنه الشخص المناسب الذي سيشعُر بمعاناته، ويمسَحُ سراته بكفه الحانية ليُطمئنه ويخفف عنه آلامه!
إنَّ طائرًا صغيرًا جميلاً يسمى الهدهد كان سببًا في إسلام أمةٍ من الأمم الضالة، كانت تسجدُ للشمس من دون الله، فلم يهدأ ولم يَقِر، وتحركت غيرته على التوحيد، ليُسرع بالخبر إلى نبي الله سليمان ليقوم بواجب الدعوة إلى الله، ويخرج القومَ من الظلمات إلى النور.
هو النبيُّ ذاته الذي تبسَّم ضاحكا متعجبًا من نملة شجاعة قامت في قومها بخطبة بليغةٍ تحذِّرهم من خطر مداهم، وذكرته باسمه، فهي تعرفه والنمل يعرفه، وتعتذر له ولجنوده المؤمنين بأنهم قد يحطمونهم وهم لا يشعرون.
ولنا أن نتساءل؟! ما الذي يدفع كثيرًا من الناس يا ترى إلى تربية الحيوانات بأنواعها، والطيور والأسماك ونحوها؟!
لا شك إنه الأنسُ والألفةُ التي تتأتى من التماهي مع هذه الكائنات والتعرف على خصائصها وطبائعها أكثر.
فكيف لو علموا منطقها؟
يتبع👇👇
17.03.202503:43
"سنَّةُ التدافُع ماضية"
عندما حطَّ النبيُّ رَحلَه في يثربَ ربما خطرَ ببال المسلمين أنَّ رحلة المعاناة والصراع مع مشركي قريش لثلاثَ عشرةَ سنةً قد انتهت، فلم يعُد هناك كفرةٌ متغطرسون، يعذِّبون ويقتلون، يحاصِرون ويُهجِّرون، لكنهم تفاجئوا بأنَّ أصنافًا جديدةً من العداوات طفَت على السطح في البيئة الجديدة، لم تكن في الحُسبان، وهم ليسوا بأقل سوءًا من إخوانهم في مكة؛ صنف من كفرة وحُساد أهل الكتاب، وصنف من المنافقين، أما الصنفُ الأول فيعطيك العهود والمواثيق، ويوقع معك الاتفاقيات، ثم يغدُرُ بك ويخونك!
وأما الصنفُ الثاني فهم الذين يُشبهون المؤمنين ظاهرًا، ويخالفونهم باطنا، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم، إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم، ويتربَّصون الدوائر وينتهزون الفرص للانقضاض عليك.
ولعلَّ نبيَّ الله موسى عليه السلام ظنَّ أنَّ بهلاك الطاغية وغرقه في البحر مع جيشه يكون قد طوى مرحلةَ المواجهة مع الباطل، وأنَّ ما بعد ذلك أهون، ليتفاجأ بالسواد الأعظم من قومه يعبدون العجل عند غَيبته، ويقولون له عند حضرته: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون!!
هذه هي الحقيقة .. ومن لم يعلم فليعلم أنَّ سُنَّةَ الله القدرية هي مُضيُّ التدافع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، وتداولُ الأيام، وتعدُّد صور العداء والأعداء، ولو شاء اللهُ لأهلك الباطلَ وأفنى أهله، وجعل الناسَ أمةً واحدةً وعلى قلب رجلٍ واحد، لكن اقتضت مشيئتُه التمحيصَ والغربلةَ لأهل الإيمان، والمحقَ والسحقَ لأهل الفجور والعصيان، ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حيَّ عن بينة، فلا تبقى لفاجرٍ على الله حجةٌ يُدلي بها، ويظهرُ صبرُ المؤمنين وصدقُهم وجهادُهم في ذات الله، وهو سرُّ نعيمهم الأكبر في الدنيا والآخرة.
ولا راحةَ للمؤمن إلا عند أول قدمٍ يطؤها في الجنة.
د. جمال الباشا
عندما حطَّ النبيُّ رَحلَه في يثربَ ربما خطرَ ببال المسلمين أنَّ رحلة المعاناة والصراع مع مشركي قريش لثلاثَ عشرةَ سنةً قد انتهت، فلم يعُد هناك كفرةٌ متغطرسون، يعذِّبون ويقتلون، يحاصِرون ويُهجِّرون، لكنهم تفاجئوا بأنَّ أصنافًا جديدةً من العداوات طفَت على السطح في البيئة الجديدة، لم تكن في الحُسبان، وهم ليسوا بأقل سوءًا من إخوانهم في مكة؛ صنف من كفرة وحُساد أهل الكتاب، وصنف من المنافقين، أما الصنفُ الأول فيعطيك العهود والمواثيق، ويوقع معك الاتفاقيات، ثم يغدُرُ بك ويخونك!
وأما الصنفُ الثاني فهم الذين يُشبهون المؤمنين ظاهرًا، ويخالفونهم باطنا، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم، إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم، ويتربَّصون الدوائر وينتهزون الفرص للانقضاض عليك.
ولعلَّ نبيَّ الله موسى عليه السلام ظنَّ أنَّ بهلاك الطاغية وغرقه في البحر مع جيشه يكون قد طوى مرحلةَ المواجهة مع الباطل، وأنَّ ما بعد ذلك أهون، ليتفاجأ بالسواد الأعظم من قومه يعبدون العجل عند غَيبته، ويقولون له عند حضرته: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون!!
هذه هي الحقيقة .. ومن لم يعلم فليعلم أنَّ سُنَّةَ الله القدرية هي مُضيُّ التدافع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، وتداولُ الأيام، وتعدُّد صور العداء والأعداء، ولو شاء اللهُ لأهلك الباطلَ وأفنى أهله، وجعل الناسَ أمةً واحدةً وعلى قلب رجلٍ واحد، لكن اقتضت مشيئتُه التمحيصَ والغربلةَ لأهل الإيمان، والمحقَ والسحقَ لأهل الفجور والعصيان، ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حيَّ عن بينة، فلا تبقى لفاجرٍ على الله حجةٌ يُدلي بها، ويظهرُ صبرُ المؤمنين وصدقُهم وجهادُهم في ذات الله، وهو سرُّ نعيمهم الأكبر في الدنيا والآخرة.
ولا راحةَ للمؤمن إلا عند أول قدمٍ يطؤها في الجنة.
د. جمال الباشا
16.01.202512:13
"من أَرادَ أن يكسِرَكَ فلم تنكسِر لهُ فقد كسَرتَه"
هذه القيمَةُ الراقيةُ نجدُها حاضرَةً في مَشهَدِ الغُلامِ المؤمِنِ والملكِ الكافِرِ الذي لم يَستَطِعْ أن يَكسِرَ إرادَةَ الغُلامِ ويُخضِعَهُ لمُرادِه، وباءَتْ كُلُّ مُحاوَلاتِهِ بالفَشَل، بالرَّغم من امتلاكِه كُلَّ أدوات البَطشِ والتَّنكيل، وانتَهَتْ القِصَّةُ بقَتل الغُلام لنأخُذَ الدَّرس!!
ظاهِرُ المشهدِ للسَطحيِّين أَنَّ الملِكَ انتصرَ بسُلطانه على جسدِه، وكان المنتصِرَ حقيقةً هو الغُلامُ الذي ثبَتَ على عقيدتِه حتى الموت دونَ أَن يُقِرَّ للطاغوت بما يُريد،
فالصِّراعُ صِراعُ إرادات!!
هذا المَشهَدُ يتكرَّرُ كلَّ يومٍ في غزَّةَ، ومع كُلِّ حُرٍّ في العالَم، استَعلى بإيمانِه على الظُلمِ والطُغيان، وانعتَقَ من حَياةِ الذُلِّ والصَّغار.
إنَّها قيمَةٌ للنَّصر لا يفهَمُها العبيد !!
د. جمال الباشا
هذه القيمَةُ الراقيةُ نجدُها حاضرَةً في مَشهَدِ الغُلامِ المؤمِنِ والملكِ الكافِرِ الذي لم يَستَطِعْ أن يَكسِرَ إرادَةَ الغُلامِ ويُخضِعَهُ لمُرادِه، وباءَتْ كُلُّ مُحاوَلاتِهِ بالفَشَل، بالرَّغم من امتلاكِه كُلَّ أدوات البَطشِ والتَّنكيل، وانتَهَتْ القِصَّةُ بقَتل الغُلام لنأخُذَ الدَّرس!!
ظاهِرُ المشهدِ للسَطحيِّين أَنَّ الملِكَ انتصرَ بسُلطانه على جسدِه، وكان المنتصِرَ حقيقةً هو الغُلامُ الذي ثبَتَ على عقيدتِه حتى الموت دونَ أَن يُقِرَّ للطاغوت بما يُريد،
فالصِّراعُ صِراعُ إرادات!!
هذا المَشهَدُ يتكرَّرُ كلَّ يومٍ في غزَّةَ، ومع كُلِّ حُرٍّ في العالَم، استَعلى بإيمانِه على الظُلمِ والطُغيان، وانعتَقَ من حَياةِ الذُلِّ والصَّغار.
إنَّها قيمَةٌ للنَّصر لا يفهَمُها العبيد !!
د. جمال الباشا
13.04.202510:16
27.03.202515:19
المستوى الرابع: نرتفع قليلا لنشهد جمال التواصل البشري، تواصل الإنسان مع الإنسان، الذي قد يكون والدا أو ولدا أو أخا أو زوجا أو رحِما أو صديقا. ...الخ
وسل العاشقين عن لذة الوصال وحديث بعضهم إلى بعض، حيث تمضي ساعات طويلة في المناجاة الهادئة الهادرة، حتى يودُّ أحدُهم أن لو توقف الزمنُ أحيانًا فلا يمضي لعظيم أنسه بوصل محبوبه.
ولعلَّ من أعظم صور الأنس بالمحبوب ما وصفه مجنونُ ليلى بقوله:
أمُرُّ على الديار ديارِ ليلى
أُقَبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارَ
وما حبُّ الديار شغَفنَ قلبي
ولكن حبُّ من سكنَ الديارَ
وأعظمُ من ذلك حبُّ الصدِّيق رضيَ الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: شربَ رسولُ الله حتى رضيت!!
ولما بشَّره بالهجرة معه، قال الصحبةُ يا رسولَ الله؟!!
وبكى من شدَّة الفرح.
أما بعدُ ..
فإذا بلغ العبدُ مراقي الكمال الإنساني بمعرفة ربه الجليل بأسمائه وصفاته، كان أنسُه به فوق كل أنس، وفرحُه وهناؤه بقربه أعظم من كل فرح.
فهو الذي جعل للعبد أنسا وفرحا بأصناف مخلوقاته فكيف لا يجعل له أنسا به وهو الذي خلق الأنس والفرح.
ومعنى الأنس بالله؛ حالةٌ وجدانيةٌ يشعُرُ عندها العبدُ بالاطمئنان والسكينه وانشراح الصدر، وعكس الأنس الوحشة: وهي الشعور بالاضطراب والقلق حال البعد عنه.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) !!
فيا لَجمال القرب بروعة المناجاة " وقرَّبناهُ نَجيَّا"
ويا لروعة المعية والحب .. "وأنا معه إذا ذكرني".. "يُحبُّهُم ويُحِبُّونَه"!!
أيها العبدُ الكئيب ..
كيف لا تأنس به وهو الذي أحاطك بعنايته وأنت وحيدٌ فريدٌ ضعيفٌ في رحم أمك، في ظلمات ثلاث!
والله لو كان الإنسان يعقل في ذلك المقام لأحسَّ وتذوَّق معنى الأنس به سبحانه حيث لا أنيسَ سواه.
كيف وأنت صائرٌ يومًا إلى ظلماتٍ مثلها تحت أطباق الثرى، وقد أودعك أحبُّ الناس وأقربهم إليك في قبرك وحيدًا فريدًا، فلا أنيس ولا جليس إلا الله والعمل الصالح الذي قدمته بين يديك.
إنَّ مقدارَ أنسك به هناك هو مقدارُ أنسك به قبل الرحيل إليه، فزد أو انقُص، حينئذ سوف تدرك وتعقل، وتجد ثمرة أنسك بربك في خلواتك يتدفق على شعورك ووجدانك أضعافا مضاعفة.
والخلاصة:
لن يأنسَ العبدُ بربِّه في حياته الأبدية الممتدة ما لم يأنس به في الدنيا، ولن يأنس العبدُ بربه في الدنيا ما لم يتعرَّف عليه حقا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ولن يتذوق العبدُ لذة مناجاته وهو قائم على معصيته مصرًّا على مخالفة أمره، قد تفرَّق قلبه بين محبوبات كثيرة شغلت قلبه وشتَّتت شمله.
لن يأنس العبدُ بربه إلا إذا خلا به، وانطرح بين يديه، مفتقرًا لغناه، متذللا لعظمته، يعلم أنه يذكره إذا ذكره، ويسمع مناجاته إذا كلمه، بل يعلم خلجات نفسه ومكنونات خواطره، وأنه أعلم به منه، وأرحم به من والديه، وأنه لطيف بعباده، قريب منهم.
هذه جنةُ الدنيا التي دخلها وذاق نعيمها المتقون، ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
وأعظمُ نعيم الجنَّة الأنسُ بقرب الجليل وسماع كلامه وهو يخاطبُ أهلها ويسلمُ عليهم، (سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم).
وأعظمُ لذاتها لذة النظر إلى وجهه الكريم، (وجوه يوم إذن ناضرة إلى ربها ناظرة).
اللهم أكرمنا بقربك، ولا تحرمنا لذَّةَ مناجاتك..
وسل العاشقين عن لذة الوصال وحديث بعضهم إلى بعض، حيث تمضي ساعات طويلة في المناجاة الهادئة الهادرة، حتى يودُّ أحدُهم أن لو توقف الزمنُ أحيانًا فلا يمضي لعظيم أنسه بوصل محبوبه.
ولعلَّ من أعظم صور الأنس بالمحبوب ما وصفه مجنونُ ليلى بقوله:
أمُرُّ على الديار ديارِ ليلى
أُقَبِّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارَ
وما حبُّ الديار شغَفنَ قلبي
ولكن حبُّ من سكنَ الديارَ
وأعظمُ من ذلك حبُّ الصدِّيق رضيَ الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: شربَ رسولُ الله حتى رضيت!!
ولما بشَّره بالهجرة معه، قال الصحبةُ يا رسولَ الله؟!!
وبكى من شدَّة الفرح.
أما بعدُ ..
فإذا بلغ العبدُ مراقي الكمال الإنساني بمعرفة ربه الجليل بأسمائه وصفاته، كان أنسُه به فوق كل أنس، وفرحُه وهناؤه بقربه أعظم من كل فرح.
فهو الذي جعل للعبد أنسا وفرحا بأصناف مخلوقاته فكيف لا يجعل له أنسا به وهو الذي خلق الأنس والفرح.
ومعنى الأنس بالله؛ حالةٌ وجدانيةٌ يشعُرُ عندها العبدُ بالاطمئنان والسكينه وانشراح الصدر، وعكس الأنس الوحشة: وهي الشعور بالاضطراب والقلق حال البعد عنه.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) !!
فيا لَجمال القرب بروعة المناجاة " وقرَّبناهُ نَجيَّا"
ويا لروعة المعية والحب .. "وأنا معه إذا ذكرني".. "يُحبُّهُم ويُحِبُّونَه"!!
أيها العبدُ الكئيب ..
كيف لا تأنس به وهو الذي أحاطك بعنايته وأنت وحيدٌ فريدٌ ضعيفٌ في رحم أمك، في ظلمات ثلاث!
والله لو كان الإنسان يعقل في ذلك المقام لأحسَّ وتذوَّق معنى الأنس به سبحانه حيث لا أنيسَ سواه.
كيف وأنت صائرٌ يومًا إلى ظلماتٍ مثلها تحت أطباق الثرى، وقد أودعك أحبُّ الناس وأقربهم إليك في قبرك وحيدًا فريدًا، فلا أنيس ولا جليس إلا الله والعمل الصالح الذي قدمته بين يديك.
إنَّ مقدارَ أنسك به هناك هو مقدارُ أنسك به قبل الرحيل إليه، فزد أو انقُص، حينئذ سوف تدرك وتعقل، وتجد ثمرة أنسك بربك في خلواتك يتدفق على شعورك ووجدانك أضعافا مضاعفة.
والخلاصة:
لن يأنسَ العبدُ بربِّه في حياته الأبدية الممتدة ما لم يأنس به في الدنيا، ولن يأنس العبدُ بربه في الدنيا ما لم يتعرَّف عليه حقا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ولن يتذوق العبدُ لذة مناجاته وهو قائم على معصيته مصرًّا على مخالفة أمره، قد تفرَّق قلبه بين محبوبات كثيرة شغلت قلبه وشتَّتت شمله.
لن يأنس العبدُ بربه إلا إذا خلا به، وانطرح بين يديه، مفتقرًا لغناه، متذللا لعظمته، يعلم أنه يذكره إذا ذكره، ويسمع مناجاته إذا كلمه، بل يعلم خلجات نفسه ومكنونات خواطره، وأنه أعلم به منه، وأرحم به من والديه، وأنه لطيف بعباده، قريب منهم.
هذه جنةُ الدنيا التي دخلها وذاق نعيمها المتقون، ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
وأعظمُ نعيم الجنَّة الأنسُ بقرب الجليل وسماع كلامه وهو يخاطبُ أهلها ويسلمُ عليهم، (سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم).
وأعظمُ لذاتها لذة النظر إلى وجهه الكريم، (وجوه يوم إذن ناضرة إلى ربها ناظرة).
اللهم أكرمنا بقربك، ولا تحرمنا لذَّةَ مناجاتك..
08.03.202514:54
أول شيء خطر ببالي عندما سمعتُ بوقوع تمرُّد في الساحل السوري أمس هو قوله تعالى للمؤمنين في حادثة الإفك: (لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم)، والسبب في ذلك؛ أنَّ فلول النظام ومَن يدعمهم من الخارج لم ولن يتوقفوا عن المكر بالدولة السنية الجديدة، وقد تقرَّحت أكبادهم غيظا مما آل إليه حالُهم من الذل والهوان، وحال عدوهم من العز والتمكين، وهم يصرِّحون بأهدافهم الخبيثة ولا يبالون.
لم تكن المواجهة تمثل الخيارَ الأفضل لدى الحكومة الجديدة في هذه المرحلة التي جعلوا عنوانها الموادعة والتصالح مع الجميع ما أمكن، حتى أنهم تعرَّضوا لانتقادات عديدة من المخلصين، ومع ذلك رجَّحوا كِفة السلم على القتال!!
وما فعله هؤلاء المتمردون بغبائهم هو ما يمكن تسميتُه بالهروب إلى الأمام، والتعجيل بحتفهم المحتوم، فهم يعلمون بأنهم بما اقترفت أيديهم من الإجرام لن ينجوا من العدالة في المستقبل، فصار حالهم كالمنتحر الذي يلفُّ الحبل حول عنقه ويخنق نفسه بنفسه.
والخير الذي قصدته في أول الكلام هو تطهير أرض الشام من الخبَث، والقضاء على بؤر الشر والفتنة، الذين لا يأمن الناس مع استمرار وجودهم، حتى ولو كانوا في مخابئهم، أما وقد أطلوا برؤوسهم وخرجوا من جحورهم، وأوقعوا في الناس شيئًا من الشر الطفيف ظاهرا، فقد أثاروا حفيظة كل شريف، وحرَّكوا المياه الراكدة، فحُقَّ لهذه الرؤوس أن تقطع، وحصلت الحكومة على ذريعة البطش بهم بلا رحمة ولا هوادة، وسيلتفُّ الشعب كله حول قيادته وجيشه، وهذا ما وقع بالفعل ولله الحمد، فقد تطوع قرابة مليون غيور غاضب لمساندة الجيش، ما كان لآلاف المواعظ والخطب أن تحركهم، وهذا الأمر سيقوِّي بإذن الله تعالى شوكةَ الحق، ويوحِّدُ الصفوف، ويكسِرُ شوكة الباطل، ويخرسُ الأصوات النشاز التي لم تفتأ تنتقد وتحرِّض منذ أول الفتح، والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.
د. جمال الباشا
لم تكن المواجهة تمثل الخيارَ الأفضل لدى الحكومة الجديدة في هذه المرحلة التي جعلوا عنوانها الموادعة والتصالح مع الجميع ما أمكن، حتى أنهم تعرَّضوا لانتقادات عديدة من المخلصين، ومع ذلك رجَّحوا كِفة السلم على القتال!!
وما فعله هؤلاء المتمردون بغبائهم هو ما يمكن تسميتُه بالهروب إلى الأمام، والتعجيل بحتفهم المحتوم، فهم يعلمون بأنهم بما اقترفت أيديهم من الإجرام لن ينجوا من العدالة في المستقبل، فصار حالهم كالمنتحر الذي يلفُّ الحبل حول عنقه ويخنق نفسه بنفسه.
والخير الذي قصدته في أول الكلام هو تطهير أرض الشام من الخبَث، والقضاء على بؤر الشر والفتنة، الذين لا يأمن الناس مع استمرار وجودهم، حتى ولو كانوا في مخابئهم، أما وقد أطلوا برؤوسهم وخرجوا من جحورهم، وأوقعوا في الناس شيئًا من الشر الطفيف ظاهرا، فقد أثاروا حفيظة كل شريف، وحرَّكوا المياه الراكدة، فحُقَّ لهذه الرؤوس أن تقطع، وحصلت الحكومة على ذريعة البطش بهم بلا رحمة ولا هوادة، وسيلتفُّ الشعب كله حول قيادته وجيشه، وهذا ما وقع بالفعل ولله الحمد، فقد تطوع قرابة مليون غيور غاضب لمساندة الجيش، ما كان لآلاف المواعظ والخطب أن تحركهم، وهذا الأمر سيقوِّي بإذن الله تعالى شوكةَ الحق، ويوحِّدُ الصفوف، ويكسِرُ شوكة الباطل، ويخرسُ الأصوات النشاز التي لم تفتأ تنتقد وتحرِّض منذ أول الفتح، والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.
د. جمال الباشا
07.01.202518:51
أفما آنَ لهؤلاء الأشياخ من كل فريق أن يستحييوا من أنفسهم وهم يصطفُّون مع أولياء الشيطان في مقابلة إخوانهم بحجة النصح والإرشاد وإرادة الخير!!
أوما آن لهم أن يستحييوا من ربهم وهم يُشَغِّبون على أقوام بذلوا أرواحهم وأفنوا شبابهم في مجاهدة العدو ومراغمته حتى تحقق الفتح المبين على أيديهم، وهؤلاء المنتقدون النزقون آمنون في منازلهم بين أهلهم وذويهم، مرفَّهين منعَّمين، لم يوجِّهوا لهم كلمة شكرٍ وثناء على ما قدَّموه لهم من العزَّة بعد الذل، والكرامة بعد المهانة، والانعتاق من حكم الطغاة المستبدين؟!!
ألم يعلموا أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله؟!!
أما يخشى هؤلاء الأشياخ أن يعاقبهم الله بسلب نعمة الفتح هذه، ثم يسلط عليهم من هو أشد بطشا وظلما من أسلافهم!!
سابعا: أعتقد أنَّ هذا أوان جمع الكلمة ونبذ الفرقة، وحصر المباحث الخلافية التي لم يتفق عليها المسلمون منذ مئات السنين في المجالس العلمية الخاصة، وتجنب طرحها على الملأ، فتكون للناس فتنة.
وواجب المرحلة توحيد الجبهة ضدَّ صنوف الأعداء، الذين يتربصون بنا الدوائر، فالتنازع ضعف ومآله الفشل، قال ربنا سبحانه: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم).
وإن كان للعبد الصالح من كلمةٍ في هذه الظروف الاستثنائية، فهي الدعاء الصادق للقيادة الجديدة بالثبات والسداد، ودفع كيد الأشرار ومكر الفجار، وأن يُجنبها سَفَه السفهاء، وحُمق البُلَهاء.
أوما آن لهم أن يستحييوا من ربهم وهم يُشَغِّبون على أقوام بذلوا أرواحهم وأفنوا شبابهم في مجاهدة العدو ومراغمته حتى تحقق الفتح المبين على أيديهم، وهؤلاء المنتقدون النزقون آمنون في منازلهم بين أهلهم وذويهم، مرفَّهين منعَّمين، لم يوجِّهوا لهم كلمة شكرٍ وثناء على ما قدَّموه لهم من العزَّة بعد الذل، والكرامة بعد المهانة، والانعتاق من حكم الطغاة المستبدين؟!!
ألم يعلموا أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله؟!!
أما يخشى هؤلاء الأشياخ أن يعاقبهم الله بسلب نعمة الفتح هذه، ثم يسلط عليهم من هو أشد بطشا وظلما من أسلافهم!!
سابعا: أعتقد أنَّ هذا أوان جمع الكلمة ونبذ الفرقة، وحصر المباحث الخلافية التي لم يتفق عليها المسلمون منذ مئات السنين في المجالس العلمية الخاصة، وتجنب طرحها على الملأ، فتكون للناس فتنة.
وواجب المرحلة توحيد الجبهة ضدَّ صنوف الأعداء، الذين يتربصون بنا الدوائر، فالتنازع ضعف ومآله الفشل، قال ربنا سبحانه: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم).
وإن كان للعبد الصالح من كلمةٍ في هذه الظروف الاستثنائية، فهي الدعاء الصادق للقيادة الجديدة بالثبات والسداد، ودفع كيد الأشرار ومكر الفجار، وأن يُجنبها سَفَه السفهاء، وحُمق البُلَهاء.
18.03.202502:02
"خلعُ النياشين"
كم هي قصيرةٌ رحلةُ العبد في هذه الدنيا، يَخرج منها اليوم وكأنه قد دخلها بالأمس.
حكمُ المنيةِ في البرية جارِ
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسانَ فيها مخبرًا
فإذا به خبرٌ من الأخبار
اليومَ انقضى أجلُ الإمام الربانيُّ، والعبدِ الصالح أبي إسحاق، ناصِر السنة، قامع البدعة، ولا نزكيه على الله.
اليومَ بدأت حياتُه الحقيقيةُ التي أفنى عمُرَه للفوز بها.
وداعا شيخنا الحبيب..
اليومَ يغبطُك كلُّ مؤمن على سعيك وعملك الذي لقيتَ به ربك، ويقول في نفسه: ليتني مكانه.
كأني بك الليلةَ في ضيافة الأحبة، محمدٍ وصحبه، وقد صحبت أنفاسَهم عشرات السنين وأنت تروي الحديث عنهم، وتعظِّمُ السنةَ في نفوس الخَلق.
أهلُ الحديث همُ أهلُ النبيِّ وإن
لم يصحَبوا نفْسَهُ أنفاسَه صَحِبوا
عرفناك عالمًا صادقا، مربيا حكيما وسطيًا، زاهدا ورعا، عابدا خاشعا، غيورا على دينك، صادعا بالحق، تعيش هموم أمتك، وتنصر إخوانك المظلومين في بقاع الأرض وتشدُّ من أزرهم، ولم تداهِن طاغيةً ولا ظالما.
نم قرير العين، فلنعم الموت موتك، ولنعم الحياة حياتك.
اللهم نحنُ شهداؤك في أرضك، وأنت أعلمُ به منا، فاغفر له وارحمه وأنزله منازل الصديقين، واختم لنا بخير ما ختمتَ به لعبادك الصالحين.
جمال الباشا
كم هي قصيرةٌ رحلةُ العبد في هذه الدنيا، يَخرج منها اليوم وكأنه قد دخلها بالأمس.
حكمُ المنيةِ في البرية جارِ
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسانَ فيها مخبرًا
فإذا به خبرٌ من الأخبار
اليومَ انقضى أجلُ الإمام الربانيُّ، والعبدِ الصالح أبي إسحاق، ناصِر السنة، قامع البدعة، ولا نزكيه على الله.
اليومَ بدأت حياتُه الحقيقيةُ التي أفنى عمُرَه للفوز بها.
وداعا شيخنا الحبيب..
اليومَ يغبطُك كلُّ مؤمن على سعيك وعملك الذي لقيتَ به ربك، ويقول في نفسه: ليتني مكانه.
كأني بك الليلةَ في ضيافة الأحبة، محمدٍ وصحبه، وقد صحبت أنفاسَهم عشرات السنين وأنت تروي الحديث عنهم، وتعظِّمُ السنةَ في نفوس الخَلق.
أهلُ الحديث همُ أهلُ النبيِّ وإن
لم يصحَبوا نفْسَهُ أنفاسَه صَحِبوا
عرفناك عالمًا صادقا، مربيا حكيما وسطيًا، زاهدا ورعا، عابدا خاشعا، غيورا على دينك، صادعا بالحق، تعيش هموم أمتك، وتنصر إخوانك المظلومين في بقاع الأرض وتشدُّ من أزرهم، ولم تداهِن طاغيةً ولا ظالما.
نم قرير العين، فلنعم الموت موتك، ولنعم الحياة حياتك.
اللهم نحنُ شهداؤك في أرضك، وأنت أعلمُ به منا، فاغفر له وارحمه وأنزله منازل الصديقين، واختم لنا بخير ما ختمتَ به لعبادك الصالحين.
جمال الباشا
Reposted from:
د. جمال الباشا - القناة الصوتية

04.03.202507:16
تعليق الشيخ الدكور جمال الباشا على تصريحات الشيخ عثمان خميس بخصوص حماس.
Deleted11.04.202510:18
Reposted from:
أشرف خليل إبراهيم



05.04.202520:12
🔻"فقهُ الصِّراع "
{ولو شاءَ اللهُ ما اقتتَلوا ولكنَّ اللهَ يفعَلُ ما يُريد}.
وربُّنا أخبَرَنا بما يُريدُ؛
تقعُ المَعركةُ فيقومُ سوقُ الجنَّة والنار..
يتَّخِذ منكُم شُهَداء .. فيُرَقِّيهم.
يُمَحِّص الذينَ آمنوا.. فيُنَقِّيهم.
يَمحق الكافرينَ .. فيُرديهم.
يفتَضِح المنافقينَ.. فيُعرِّيهم.
ينتهي مَشهَدُ الصراع.
وبينَما الأمرُ كذلك يبدأُ صراعٌ جَديد..
شهداءُ.. تمحيصٌ.. مَحقٌ.. نفاقٌ..
ترقيةٌ.. تنقِيـةٌ.. ترديةٌ.. تعريةٌ..
وهكذا دواليك.
ونهايةُ المَطافِ، جَنَةٌ ونارٌ !!
لمَن لم يَستوعبْ السُّنَنَ بعدُ.
#طوفان_الأقصى🔻
#دجمال_الباشا
{ولو شاءَ اللهُ ما اقتتَلوا ولكنَّ اللهَ يفعَلُ ما يُريد}.
وربُّنا أخبَرَنا بما يُريدُ؛
تقعُ المَعركةُ فيقومُ سوقُ الجنَّة والنار..
يتَّخِذ منكُم شُهَداء .. فيُرَقِّيهم.
يُمَحِّص الذينَ آمنوا.. فيُنَقِّيهم.
يَمحق الكافرينَ .. فيُرديهم.
يفتَضِح المنافقينَ.. فيُعرِّيهم.
ينتهي مَشهَدُ الصراع.
وبينَما الأمرُ كذلك يبدأُ صراعٌ جَديد..
شهداءُ.. تمحيصٌ.. مَحقٌ.. نفاقٌ..
ترقيةٌ.. تنقِيـةٌ.. ترديةٌ.. تعريةٌ..
وهكذا دواليك.
ونهايةُ المَطافِ، جَنَةٌ ونارٌ !!
لمَن لم يَستوعبْ السُّنَنَ بعدُ.
#طوفان_الأقصى🔻
#دجمال_الباشا


17.03.202520:25
أحسنَ الله عزاءَ أمة الإسلام في فقيدها
اللهم ارحم عبدك أبا إسحاق الحويني وتقبله في الصالحين،
وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم ارحم عبدك أبا إسحاق الحويني وتقبله في الصالحين،
وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
Shown 1 - 14 of 14
Log in to unlock more functionality.