إعادة نشر 2014 مع التعديل
لا تحرص أن تكون عالم عامة .
فإن العامة أقل شيء توقيرا لعالم يخالف هواهم، وأجبنهم عن نصرة عالم نافح عنهم، فقد كان الشيخ كشك يخطب في نحو مئة ألف أو يزيدون، ثم يغادر منبره مأخوذًا من بضعة رجال، وما منعه من هؤلاء الألوف أحد، حتى قال الشيخ كشك رحمه الله: لو كان من حولي ذبابًا؛ لأحدثوا طنينًا.
وانظر حولك لكثير من السخابين في الإنترنت، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على كلمة لمن يخالفهم، ثم إن من كانوا يجتمعون لهم في زمن الرغبة بكلمة؛ أُخِذوا من بينهم لأول الرهبة، فلم يقدروا أن يمنعوهم بشيء.
وليس الغرض أن عليهم أن يفعلوا ما لا يقدرون، فإنهم لا يكلفون ذلك، ولكن القصد بيان أن محركهم الهوى والحمية بالحق والباطل ، وأنهم يكلفون غيرهم بما لا يكلفون به أنفسهم ، ولو كُلف عامة هؤلاء السخابين بما يزعمون أنه الواجب لجبنوا ونكصوا وأخرج الله أضغانهم.
فلا تراقب في كلامك منهم أحدًا، حتى إن أصبت في جنب الله = تكن إصابتك في جنبه حقًّا، لا في جنب الناس.
وإن عشت محمود السيرة = تكن محمود السيرة عند من بيده الحمد كله حقًّا، ومن حمده زين، وذمه شين، تبارك وتعالى.