01.05.202515:35
عسى أن يكون في ذلك خيرًا لك!
قال الله تعالى: "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوزيَّة رحمهُ اللهُ معلقًا على هذه الآية الكريمة: "فإنَّ العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه،
ومِن أسرارِ هذه الآيةِ: أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك.
ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه.
ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ.
ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ".
قلتُ:
الحياة هذه دروس وخبرات متراكمة، والمحظوظ الذي يخرج بدروس وخبرات بأقل الخسائر في دينه وعرضه وأخلاقه.
ففي الحياة يمر الإنسان بتجارب عديدة ومختلفة، يحب أشيئًا وأشخاصًا ويتمنى أن يكون قد حصل عليها أو يكون بقربهم ونال حبهم، ولما لم يحصل ذلك له حزن كثيرًا وعظيمًا، وأحبطت نفسه وانكسرت روحه، وظن أنه قد فاته الخير كله، لكن بعد مدة زمنية قد تطول وقد تقصر، انكشف له الخير العظيم الذي ترتب على عدم حصوله على ما كان يحبه ويتمنى قربه، وظهر له بجلاء أن ذلك كان شرًا له، فحمد الله وشكره أنه اختار له الخير ودفع عنه الشر.
والمؤمن دائمًا يتذكر هذه الآية العظيمة، "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
بالفعل هي حقيقة عظيمة، الله يعلم ونحن لا نعلم، نحن نتمنى الشيء الذي قد يكون فيه هلاكنا، ونكره الشيء الذي قد يكون فيه نجاتنا وخيرنا وفلاحنا.
قال الله تعالى: "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوزيَّة رحمهُ اللهُ معلقًا على هذه الآية الكريمة: "فإنَّ العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه،
ومِن أسرارِ هذه الآيةِ: أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك.
ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه.
ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ.
ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ".
قلتُ:
الحياة هذه دروس وخبرات متراكمة، والمحظوظ الذي يخرج بدروس وخبرات بأقل الخسائر في دينه وعرضه وأخلاقه.
ففي الحياة يمر الإنسان بتجارب عديدة ومختلفة، يحب أشيئًا وأشخاصًا ويتمنى أن يكون قد حصل عليها أو يكون بقربهم ونال حبهم، ولما لم يحصل ذلك له حزن كثيرًا وعظيمًا، وأحبطت نفسه وانكسرت روحه، وظن أنه قد فاته الخير كله، لكن بعد مدة زمنية قد تطول وقد تقصر، انكشف له الخير العظيم الذي ترتب على عدم حصوله على ما كان يحبه ويتمنى قربه، وظهر له بجلاء أن ذلك كان شرًا له، فحمد الله وشكره أنه اختار له الخير ودفع عنه الشر.
والمؤمن دائمًا يتذكر هذه الآية العظيمة، "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
بالفعل هي حقيقة عظيمة، الله يعلم ونحن لا نعلم، نحن نتمنى الشيء الذي قد يكون فيه هلاكنا، ونكره الشيء الذي قد يكون فيه نجاتنا وخيرنا وفلاحنا.
30.04.202518:58
البوح لحظة رقة وتجلٍ، فيها تقبل الذات بكليتها، فتمنح المودة والمحبة والثقة، هي في إقبالها كإقبال الإنسان بروحه وميله بوجهه نحو من يحبه، يهمس في أذنه ويناجيه، ويقترب منه بأنفاسه، ويكون كالطائر المعلق، رده ورفضه كسر لروحه، وتحطيم لقلبه!
28.04.202508:54
حالة مشاعرك وطبيعة أفكارك قبيل النوم وبعد النوم مباشرة، هي ملخص حصيلة تجاربك ومخاوفك وآمالك كل يوم. راقبها وتأملها جيدًا.
26.04.202521:05
يفشل الحب دومًا حينما ينتصر الكبرياء، لأنَّ الكبرياء قوة عمياء مثل الانتقام، تدمر كل شيء حولها؛ لأنها لا تمتلك بصيرة تفرق بين الأشياء الضرورية والأشياء الأخرى.
25.04.202513:02
"يصبح غير الطبيعي بدرجة كبيرة طبيعيًّا". كلاودي بوريو
قلتُ: وسببه أن الفرد حين يقوم بتكرار شيء غير طبيعي بالنسبة إليه يتحول إلى طبيعي، فمهما كان الشيء غريبًا فبكثرة تكراره تألفه النفس شيئًا فشيئًا حتى يعود عندها طبيعيًا وربما يستنكر لاحقًا ما هو خلافه، فكثرة الفعل تورث قناعة في العقل.
قلتُ: وسببه أن الفرد حين يقوم بتكرار شيء غير طبيعي بالنسبة إليه يتحول إلى طبيعي، فمهما كان الشيء غريبًا فبكثرة تكراره تألفه النفس شيئًا فشيئًا حتى يعود عندها طبيعيًا وربما يستنكر لاحقًا ما هو خلافه، فكثرة الفعل تورث قناعة في العقل.
24.04.202507:41
"حقيقة أن القطار لا يستطيع أن يتحرك إذا كانت المكابح مشدودة، لا يبرر أن نزيل المكابح كي يتحرك". جون روبنسون
01.05.202514:32
كلام النَّاس، أكان إيجابيًا أم سلبيًّا، عن الشخص، لا شك له أهميَّته وتأثيره عليه وعلى حياة الإنسان، من طفولته حتى مماته، وذلك بقدر ما يؤمن به ويأخذه على محمل الجديَّة، وهو بذلك يُشكل جزءًا مهمًا من عمليَّة تطور تصورات الإنسان عن نفسه وعن من حوله، ويساهم في بناء أو هدم هرم الثقة بالشخصيَّة الذاتيَّة داخل النفس البشريَّة. فهذه حقيقة حياتيَّة يجب فهمها جيدًا وإدراكها، وتجاهلها كليًّا لن يُساعد الإنسان في تحسين حياته الفرديَّة، فالإنسان يظل اجتماعيًّا بطبعه، ولم يعيش إلا في وسط من النَّاس.
لكن، يجب في المقابل التَّنبُّه إلى أنَّه في أحيان كثيرة رأي الأشخاص الآخرين فيك، مهما كان دقيقاً بطبيعتهم، أو كونهم أصاحب رؤى ثاقبة وكاشفة، ليس مصيريًا بحدِّ ذاته، لأنَّ هؤلاء الأشخاص كلهم بلا استثناء قد تميل بهم عواطفهم البشريَّة نحوك أو ضدك، فيتحول رأيهم وينعطف، وتتحول رؤاهم واستشرافاتهم من قراءةٍ وتلمسٍ للواقع ومن ثم انتقالاً إلى اكتشاف المستقبل، إلى قراءةٍ متأثرةٍ برغباتِ الذات المحبوسة في عواطفها وميولاتها المعلنة أو المستترة، فيتحول رأيهم من قراءة مطلوب منها كشف الحقائق بناءً على معطيات حقيقيَّة تحتف بك وتؤثر فيك، إلى قراءة رغبيَّة توقع منك ما تتمناه وترجوه، فتسقطه عليك في أرض الواقع، فينتهي بهم وبك المطاف إلى قراءةٍ مخادعةٍ، دون أن يقصدون أو يتعمدون ذلك، بل هم أنفسهم كانوا ضحيَّة عواطفهم ورغباتهم وميولهم التي لم يستطيعوا أن يقاوموها.
إذن أين يكمن الطريق الحقيقي الذي يجب أن يسلكه الإنسان؟
يكمن في الشخص نفسه ورغبته الحقيقيَّة في أن يتغير للأفضل، وفي توكله واعتماده على الله وثقته التامة به، وعزمه الجاد والجازم على أن يتحول للأفضل، ومن ثم يختار أن يسلك طريق الأسباب الإيمانية والطبيعية التي تحمله على تغيير نفسه، ومن ثم تغيير واقعه إلى ما هو أفضل له ولمن حوله.
ومهما قال لك من يحبك أو يكرهك عن قدراتك وحقيقتك، يظل كلامهم تقييمًا لتصوراتهم الخاصة بهم عنك، وليست بالضرورة تمثل حقيقتك أنت، ولهذا ربما يتوقع أشد النَّاس خصومة وكرهًا لك مستقبلاً فادحًا وفاشلاً وسيئًا لك، ثم تفشل كل قراءاتهم التي تنبؤا فيها بفشلك، إذ شاء الله أن تكون إنسانًا متميزًا في عملك ومُبهرًا في إنجازاتك وناجحًا في حياتك. وكذلك يتوقع أكثر النَّاس محبة لك ورغبة فيك وميلاً إليك، بل يتمنى أن تحقق مستقبلًا باهرًا ومبهرًا ومشرفًا ومشرقًا، ثم يأتي محك الواقع فتفشل جميع قراءاتهم الرغبيَّة وأمنياتهم التفاؤليَّة، التي ضللهم فيها حبهم ومودتهم لك، ولسوف تصدمهم وتُصدَم بنفسك حين تفشل فشلاً ذريعًا وتخفق إخفاقًا لا مثيل له.
ولذلك يجب أن تدرك أنَّ تقييمات وتنبؤات وآراء الآخرين، مهما كانت، هي مجرد توقعات تمليها عليهم ظنونهم أو رغباتهم وأمنياتهم، أما أنت! فأنت بعد توفيق الله والتوكل عليه والثقة به والأخذ بالأسباب هو من سيصنع له مستقبلاً متميزًا وعلاقات طيبة مع الآخرين، وسمعة مشرفة، بالثقة بالله وبالجد في العمل، والسكينة التي يجدها في روحه بإيمانه بالقضاء والقدر، فالعمل الذي ستبذله وهو وسيلة مهمة -بعد توفيق الله- هو الذي سيصنع ويحقق الأمنيات حقيقة واقعية متجسدة في حياتك، والإيمان الذي تحمله داخل صدرك هو الدرع الذي سيحميك من كلام النَّاس المبالغ فيه، السلبي والإيجابي، وسيمحيك بمشيئة من آثار الإخفاقات والعثرات التي ستواجهك في هذه الحياة، فالإنسان بالإيمان واليقين من جهة وبالعمل الجاد من جهة أخرى، سوف يصل للحقائق التي يريدها أن تتحقَّق في هذه الحياة.
لكن، يجب في المقابل التَّنبُّه إلى أنَّه في أحيان كثيرة رأي الأشخاص الآخرين فيك، مهما كان دقيقاً بطبيعتهم، أو كونهم أصاحب رؤى ثاقبة وكاشفة، ليس مصيريًا بحدِّ ذاته، لأنَّ هؤلاء الأشخاص كلهم بلا استثناء قد تميل بهم عواطفهم البشريَّة نحوك أو ضدك، فيتحول رأيهم وينعطف، وتتحول رؤاهم واستشرافاتهم من قراءةٍ وتلمسٍ للواقع ومن ثم انتقالاً إلى اكتشاف المستقبل، إلى قراءةٍ متأثرةٍ برغباتِ الذات المحبوسة في عواطفها وميولاتها المعلنة أو المستترة، فيتحول رأيهم من قراءة مطلوب منها كشف الحقائق بناءً على معطيات حقيقيَّة تحتف بك وتؤثر فيك، إلى قراءة رغبيَّة توقع منك ما تتمناه وترجوه، فتسقطه عليك في أرض الواقع، فينتهي بهم وبك المطاف إلى قراءةٍ مخادعةٍ، دون أن يقصدون أو يتعمدون ذلك، بل هم أنفسهم كانوا ضحيَّة عواطفهم ورغباتهم وميولهم التي لم يستطيعوا أن يقاوموها.
إذن أين يكمن الطريق الحقيقي الذي يجب أن يسلكه الإنسان؟
يكمن في الشخص نفسه ورغبته الحقيقيَّة في أن يتغير للأفضل، وفي توكله واعتماده على الله وثقته التامة به، وعزمه الجاد والجازم على أن يتحول للأفضل، ومن ثم يختار أن يسلك طريق الأسباب الإيمانية والطبيعية التي تحمله على تغيير نفسه، ومن ثم تغيير واقعه إلى ما هو أفضل له ولمن حوله.
ومهما قال لك من يحبك أو يكرهك عن قدراتك وحقيقتك، يظل كلامهم تقييمًا لتصوراتهم الخاصة بهم عنك، وليست بالضرورة تمثل حقيقتك أنت، ولهذا ربما يتوقع أشد النَّاس خصومة وكرهًا لك مستقبلاً فادحًا وفاشلاً وسيئًا لك، ثم تفشل كل قراءاتهم التي تنبؤا فيها بفشلك، إذ شاء الله أن تكون إنسانًا متميزًا في عملك ومُبهرًا في إنجازاتك وناجحًا في حياتك. وكذلك يتوقع أكثر النَّاس محبة لك ورغبة فيك وميلاً إليك، بل يتمنى أن تحقق مستقبلًا باهرًا ومبهرًا ومشرفًا ومشرقًا، ثم يأتي محك الواقع فتفشل جميع قراءاتهم الرغبيَّة وأمنياتهم التفاؤليَّة، التي ضللهم فيها حبهم ومودتهم لك، ولسوف تصدمهم وتُصدَم بنفسك حين تفشل فشلاً ذريعًا وتخفق إخفاقًا لا مثيل له.
ولذلك يجب أن تدرك أنَّ تقييمات وتنبؤات وآراء الآخرين، مهما كانت، هي مجرد توقعات تمليها عليهم ظنونهم أو رغباتهم وأمنياتهم، أما أنت! فأنت بعد توفيق الله والتوكل عليه والثقة به والأخذ بالأسباب هو من سيصنع له مستقبلاً متميزًا وعلاقات طيبة مع الآخرين، وسمعة مشرفة، بالثقة بالله وبالجد في العمل، والسكينة التي يجدها في روحه بإيمانه بالقضاء والقدر، فالعمل الذي ستبذله وهو وسيلة مهمة -بعد توفيق الله- هو الذي سيصنع ويحقق الأمنيات حقيقة واقعية متجسدة في حياتك، والإيمان الذي تحمله داخل صدرك هو الدرع الذي سيحميك من كلام النَّاس المبالغ فيه، السلبي والإيجابي، وسيمحيك بمشيئة من آثار الإخفاقات والعثرات التي ستواجهك في هذه الحياة، فالإنسان بالإيمان واليقين من جهة وبالعمل الجاد من جهة أخرى، سوف يصل للحقائق التي يريدها أن تتحقَّق في هذه الحياة.
29.04.202514:48
الحاجة الماسة عند بعض الأشخاص إلى تفاعلات الناس من أجل تحقيق شعورهم بوجودهم، هو افتقارٌ عميقٌ يُماثل افتقار ممثل في مسرحيَّة كوميديَّة أو دراميَّة إلى وجود جمهور ينفعل ويتفاعل بأدائه، فالممثل لا يمكن أن يعمل أمام مقاعد خاوية من المشاهدين والمتفرجين، إنه لا يعرف أنه موجود إلا بهم!


27.04.202516:15
26.04.202513:19
كل يومٍ، يخطو الإنسان خطوةً في درب الحياة، فينطق بقول، أو يُقْدِم على فعل، فإذا هو إما يضيف إلى رصيده من الصواب زهراتٍ يانعة، أو يلتقط من أخطائه دروسًا تضيء له عتمات الطريق. فكل خطوة يخطوها ليست سوى بذرة تنمو في تربة خبرته؛ فإن كانت صالحة فواجبه أن يرويها ويرعاها حتى تزهر، وإن كانت زلة فمن الحكمة أن يعرفها ويتجنبها، وهو في كل ذلك كمن يزيل حجراً من طريقه كي لا يعثر به مرة أخرى. فما الحياةُ إلا مدرسة، وما العاقلُ إلا تلميذٌ نجيب، يُنمي الفضائل حيث وجدها، ويجتنب العثرات إذا أبصرها.
فإذا أدركتَ الخطأ الذي وقعتَ فيه وأقررتَ به، فإنما هو شاهد ناصع على أصالة معدنك، فإن اعترافك بالخطأ يعني ولماذا هو خطأ يدل بوضوح على أمرين اثنين:
أولهما: أن الحق عندك تاجٌ مكللٌ فوق رأس الكبرياء، ترفعه عاليًا فوق أهواء النفس، وهذا من أصدق دلائل الطهر والرفعة، فللحق في قلبك مقامًا أسمى من الاستجابة إلى نزغات المكابرة المتوارية في تلابيب النفوس، فآثرت نداء الحق على هوى ذاتك، وما ذلك إلا دليل على نزاهة السريرة وسمو الهمة.
وثانيهما: أنك واجهت مرآة نفسك بصدق لا مواربة فيه، واعترفت بما كان منها، وما أصدق الشجاعة حين تكون صدقًا مع الذات قبل أن تكون مجاهرة أمام الناس، فلم تتهرب ولم تخادع ذاتك، بل واجهتها بعينٍ بصيرة وقلبٍ جسور، ولا يفعل ذلك إلا من عرف أن الشجاعة الحقة تبدأ من الصدق مع النفس قبل أن تكون خطابًا جهورًا موجهًا أمام الخلق.
وأخيرًا، فأنت في الحقيقة إنَّما انتصرت لنفسك وانحزت إلى مصلحتها الحقيقية.
فإذا أدركتَ الخطأ الذي وقعتَ فيه وأقررتَ به، فإنما هو شاهد ناصع على أصالة معدنك، فإن اعترافك بالخطأ يعني ولماذا هو خطأ يدل بوضوح على أمرين اثنين:
أولهما: أن الحق عندك تاجٌ مكللٌ فوق رأس الكبرياء، ترفعه عاليًا فوق أهواء النفس، وهذا من أصدق دلائل الطهر والرفعة، فللحق في قلبك مقامًا أسمى من الاستجابة إلى نزغات المكابرة المتوارية في تلابيب النفوس، فآثرت نداء الحق على هوى ذاتك، وما ذلك إلا دليل على نزاهة السريرة وسمو الهمة.
وثانيهما: أنك واجهت مرآة نفسك بصدق لا مواربة فيه، واعترفت بما كان منها، وما أصدق الشجاعة حين تكون صدقًا مع الذات قبل أن تكون مجاهرة أمام الناس، فلم تتهرب ولم تخادع ذاتك، بل واجهتها بعينٍ بصيرة وقلبٍ جسور، ولا يفعل ذلك إلا من عرف أن الشجاعة الحقة تبدأ من الصدق مع النفس قبل أن تكون خطابًا جهورًا موجهًا أمام الخلق.
وأخيرًا، فأنت في الحقيقة إنَّما انتصرت لنفسك وانحزت إلى مصلحتها الحقيقية.


25.04.202500:04


24.04.202501:06
01.05.202509:38
كانت سرقة جميع الأشياء الخاصة بها والمنتمية إليها مؤلمة، لكن كان أشدها إيلامًا لروحها هو سرقة مشاعرها الخاصة، فرحها وبراءتها وعفويتها واندفاعها الطفولي حينما تصطدم بالقسوة والغدر أو عدم المبالاة!
28.04.202518:33
الخلوة ضربٌ من الحكمة والتبصر، يندر وجوده بين الشباب، لأنهم في مرحلة ضاجة بطبيعتها، وتحب الصخب ولفت الأنظار والعيش بالآخرين. قلة منهم يلتفتون لمعاني الخلوة الضرورية للذات وللأفكار، وقد لا يدركون ذلك إلا في سن متأخرة، حين يبقى الوقت فسيحًا للتفكير والتأمل، وضيقًا للأعمال العظيمة!
27.04.202515:59
اللهم هب لنا السعادة والفرح بطاعتك، وغنانا بك عن الناس، وصحة وعافية دائمة، وشكرنا لك على كل ذلك، لنا ولوالدين، ولكل من أحببنا، ولمن له حق علينا، ولجميع المسلمين.
25.04.202522:50
لا توجد حياة مثالية، وسر النجاح في الحياة -بعد توفيق الله- يكمن في القدرة على التحمل والصبر على الشريك، ثم القدرة على احتوائه.
24.04.202523:09
حينما نأتي إلى الحياة ترسم ملامحنا بصمات آبائنا الوراثية، وحينما نكبر ونستقل ترسم ملامحنا اختياراتنا.
24.04.202501:00
"حينما يشكو الناس من تعقيدك، فهم يخفقون في تذكر أنهم سخروا من بساطتك". مايكل جونسون
30.04.202523:26
"التعلم بدون تفكير عديم الفائدة، والتفكير بدون تعلم خطير". كونفوشيوس
28.04.202509:39
معظم صراعات الإنسان مع الناس مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصراعاته الشعورية التي تطحن ذاته بداخله حول تساؤله عن مكانته التي يأمل أن يحوزها في ذلك العالم، إنها مرآة لمواجهة أعمق تمور في أعماق نفسه؛ مواجهة تهزها رياح التساؤل عن موضع قدمها المفترضة في هذا العالم المترامي الفسيح والأناني في الوقت نفسه والذي لا يمنحه حتى موطئ قدم صغيرة. فطالما كانت أحلامهم التي يصبوا إليها بين الناس في الحقيقة هي وسائله التي يظن أنها سوف تحرر ذاته من النقد الذاتي لنفسه. إن أمانيه التي ينحتها من ضوء أحلامه وخيالاته ليست سوى جسورٍ يتوهم أن عبورها سيحرره من مواجهة سيل جارف يتكون داخله ضد ذاته التي لا تكف عن التلظي بغضبها وبنقدها له في أعماقه. إن أحلامه في هذا العالم ليست سوى مرايا يُعانق بها أمانيه المتعثرة، تنعكس في صورتها أشباح من الشكوك التي تتناوشه بهمساتها المخيفة، ليجدها في النهاية مرآة سيختفي في ضوئها كل شيء ولن تبقى إلا صورة وحيدة ولوحة يتيمة لوجهه الحزين بملامح مليئة بأخاديد من دموع تعبر عن روح أخفقت مع نفسه وأخفق مع العالم، فاختارت العزلة اضطراريًّا لحالها واختياريًّا بلسانها!
27.04.202511:38
الانتصارات صور مختلفة، وذلك بحسب اختلاف تجارب الأشخاص، فبعض الانتصارات تتمثل في أن تخرج سالمًا لا عليك ولا لك.
25.04.202518:45
ربَّ انكسارٍ في نفسكَ ومشاعركَ، يرجعكَ إلى ربك، فتكتشف جنَّة كنتَ تجهل نعيمها تمامًا، فكم من ألمٍ كان بداية الطريق إلى النعيم.
24.04.202508:23
الشرح:
تحمل هذه الحكمة دلالة تربوية ونفسية وتعليمية عميقة، ويمكن إيجازها بما يأتي:
ففي التربية، يحتاج الأطفال إلى ضوابط وحدود، مثلما يحتاج القطار إلى مكابح.
قد تبدو هذه الضوابط أحيانًا كأنها تمنع الحركة أو التقدم، ولكنها في الواقع تحمي الطفل من الخطر وتوجهه بشكل سليم، والمعنى أنه لا يمكن أن نلغي كل القواعد والضوابط التربوية فقط لأننا نريد أن نُشعر الطفل بالحرية أو نراه "يتحرك" بسرعة.
فوجود المكابح (الضوابط) لا يعني أنها السبب الوحيد لعدم التقدم، بل ربما نحتاج فقط إلى تحريرها قليلاً ومراقبتها، لا إزالتها.
ومن الجانب النفسي، قد يشعر الإنسان أحيانًا أن العوائق الداخلية (مثل الخوف، أو القلق، أو الضمير الصارم) تمنعه من التقدم.
لكن إزالة هذه "المكابح" تمامًا قد تؤدي إلى نتائج كارثية. والمعنى أنه يجب التعامل مع القيود النفسية بحكمة – نُرخي المكابح عند الحاجة، لكن لا نزيلها بالكامل.
فمثلاً: القليل من القلق قد يدفعنا للعمل بجد، لكن غياب القلق كليًا قد يؤدي إلى اللامبالاة.
تحمل هذه الحكمة دلالة تربوية ونفسية وتعليمية عميقة، ويمكن إيجازها بما يأتي:
ففي التربية، يحتاج الأطفال إلى ضوابط وحدود، مثلما يحتاج القطار إلى مكابح.
قد تبدو هذه الضوابط أحيانًا كأنها تمنع الحركة أو التقدم، ولكنها في الواقع تحمي الطفل من الخطر وتوجهه بشكل سليم، والمعنى أنه لا يمكن أن نلغي كل القواعد والضوابط التربوية فقط لأننا نريد أن نُشعر الطفل بالحرية أو نراه "يتحرك" بسرعة.
فوجود المكابح (الضوابط) لا يعني أنها السبب الوحيد لعدم التقدم، بل ربما نحتاج فقط إلى تحريرها قليلاً ومراقبتها، لا إزالتها.
ومن الجانب النفسي، قد يشعر الإنسان أحيانًا أن العوائق الداخلية (مثل الخوف، أو القلق، أو الضمير الصارم) تمنعه من التقدم.
لكن إزالة هذه "المكابح" تمامًا قد تؤدي إلى نتائج كارثية. والمعنى أنه يجب التعامل مع القيود النفسية بحكمة – نُرخي المكابح عند الحاجة، لكن لا نزيلها بالكامل.
فمثلاً: القليل من القلق قد يدفعنا للعمل بجد، لكن غياب القلق كليًا قد يؤدي إلى اللامبالاة.
23.04.202516:38
الطريق المباشر إلى الإرهاق النفسي الشديد هو ترقب رضا الآخرين عنك.
Shown 1 - 24 of 47
Log in to unlock more functionality.