Reposted from:
الانتصار لأهل الحديث والأثر

08.05.202517:19
السلام عليكم
هذا أخ طالب علم نعرفه منذ سنوات، وهو يعاني من المرض منذ سنتين واضطر لترك عمله بسبب المرض، وهو بحاجة لمساعدة مادية للعلاج، فمن استطاع مساعدته هذا حسابه، وجزاكم الله خيراً
@phlswithout
هذا أخ طالب علم نعرفه منذ سنوات، وهو يعاني من المرض منذ سنتين واضطر لترك عمله بسبب المرض، وهو بحاجة لمساعدة مادية للعلاج، فمن استطاع مساعدته هذا حسابه، وجزاكم الله خيراً
@phlswithout
06.05.202510:42
04.05.202516:33
29.04.202517:55
قَاعِدَة فِي معنى كَون الرب عادلا وَفِي تنزهه عَن الظُّلم وَفِي إِثْبَات عدله وإحسانه
تأليف شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية، مِمَّا أَلفه فِي محبسه الْأَخير بالقلعة بِدِمَشْق.
من: جامع الرسائل - ت رشاد سالم (١/١٢١-١٤٢).
هذه رسالة في غاية النفاسة، وهي أفضل موضع وقفت عليه، بسط فيه الشيخ القول في عدل الرب جل ثناؤه؛ وقد رتبتها حتى تكون أوضح في القراءة.
تأليف شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدَّين ابْن تَيْمِية، مِمَّا أَلفه فِي محبسه الْأَخير بالقلعة بِدِمَشْق.
من: جامع الرسائل - ت رشاد سالم (١/١٢١-١٤٢).
هذه رسالة في غاية النفاسة، وهي أفضل موضع وقفت عليه، بسط فيه الشيخ القول في عدل الرب جل ثناؤه؛ وقد رتبتها حتى تكون أوضح في القراءة.
29.04.202510:52
؛
06.05.202513:55
في طلب النساء للعلم.
اعلم أن طلب العلم في صدر الإسلام لم يكن حكرًا على الرجال، بل شاركته النساء، وكان لهن حظٌ من العلم غير قليل؛ وقد أحصى أهل الحديث من الصحابيات من رَوَيْن عن رسول الله ﷺ مئةً وتسعًا وعشرين امرأة، ورد ذكرهن في كتب السنّة، وروايتهن مبثوثة في دواوين الإسلام.
وليس ذلك بمستنكر، بل هو مما يدل على أن الرواية في تلك الطبقة جرت على سجيّتها من غير تكلف ولا تصنّع؛ وذلك أن الغالب في رواية القرن الأول أن تكون مبنيةً على جوارٍ أو قرابة، لا على صحبةِ علمٍ، فكان الرجل يروي عن أبيه وأمه وخالته وعمّته، ويروي المملوك عن مولاه ومولاته، ويُورَد الحديث لأمرٍ وقع، وكثيرًا ما يكون الداعي إليه موقفًا جرى لصاحبه في بيته أو في محضر أهله، ولهذا ترى أن أكثر الصحابة لا يروون إلا إذا احتيج إلى روايتهم، وكثير من تلك الحاجة ما يكون في شأنٍ خاص أو حالٍ اجتماعية.
وأما في القرن الثاني، خصوصًا في نصفه الأخير، فقد غلبت الطريقة المنهجية في الرواية، إذ صار الشيخ يجلس في المسجد أو في بيته، ويأتيه الطلاب فيقرؤون عليه أو يسمعون منه، ثم ينصرفون عنه، وربما شدّوا إليه الرحال من أقطار الأرض، كما هو ظاهرٌ في حال رواية الإمام مالك رحمه الله. ومعلومٌ أن المرأة لم يكن لها أن تخرج وحدها في تلك الأعصار، لا عرفًا ولا ديانةً، فصار الغالب في الرواة من الرجال.
وكان في أمهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ بلاغٌ وحفظ، لا سيما عائشة -رضي الله عنها-، فقد نشأت في بيت النبوة، وسمعت ما لم يسمعه غيرها، بل لم تقف عند علوم الشريعة، حتى جاوزتها إلى اللغة والأنساب وأيام العرب، وقد صح عن عروة أنه قال: «لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا بطب منها، فقلت لها يا خالة: الطب من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه».
فطلب العلم للنساء كان واقعًا في صدر الإسلام، ثم حالت دونه أحوال الناس، فما منعه مانع شرعي، وإنما حالت دون دوامه أحوال الناس وتغيّر الزمان؛ أما اليوم، فقد زال العذر، وسهل الطريق، وتعدّدت الوسائل، فلا سفر يُطلب، ولا اختلاط يُخشى، فإن وسائل التواصل اليوم قد قرّبت البعيد، ويسّرت العسير، وجعلت المعلّم في دار المتعلم، والعلم في كفّ من طلبه.
اعلم أن طلب العلم في صدر الإسلام لم يكن حكرًا على الرجال، بل شاركته النساء، وكان لهن حظٌ من العلم غير قليل؛ وقد أحصى أهل الحديث من الصحابيات من رَوَيْن عن رسول الله ﷺ مئةً وتسعًا وعشرين امرأة، ورد ذكرهن في كتب السنّة، وروايتهن مبثوثة في دواوين الإسلام.
وليس ذلك بمستنكر، بل هو مما يدل على أن الرواية في تلك الطبقة جرت على سجيّتها من غير تكلف ولا تصنّع؛ وذلك أن الغالب في رواية القرن الأول أن تكون مبنيةً على جوارٍ أو قرابة، لا على صحبةِ علمٍ، فكان الرجل يروي عن أبيه وأمه وخالته وعمّته، ويروي المملوك عن مولاه ومولاته، ويُورَد الحديث لأمرٍ وقع، وكثيرًا ما يكون الداعي إليه موقفًا جرى لصاحبه في بيته أو في محضر أهله، ولهذا ترى أن أكثر الصحابة لا يروون إلا إذا احتيج إلى روايتهم، وكثير من تلك الحاجة ما يكون في شأنٍ خاص أو حالٍ اجتماعية.
وأما في القرن الثاني، خصوصًا في نصفه الأخير، فقد غلبت الطريقة المنهجية في الرواية، إذ صار الشيخ يجلس في المسجد أو في بيته، ويأتيه الطلاب فيقرؤون عليه أو يسمعون منه، ثم ينصرفون عنه، وربما شدّوا إليه الرحال من أقطار الأرض، كما هو ظاهرٌ في حال رواية الإمام مالك رحمه الله. ومعلومٌ أن المرأة لم يكن لها أن تخرج وحدها في تلك الأعصار، لا عرفًا ولا ديانةً، فصار الغالب في الرواة من الرجال.
وكان في أمهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ بلاغٌ وحفظ، لا سيما عائشة -رضي الله عنها-، فقد نشأت في بيت النبوة، وسمعت ما لم يسمعه غيرها، بل لم تقف عند علوم الشريعة، حتى جاوزتها إلى اللغة والأنساب وأيام العرب، وقد صح عن عروة أنه قال: «لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا بطب منها، فقلت لها يا خالة: الطب من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه».
فطلب العلم للنساء كان واقعًا في صدر الإسلام، ثم حالت دونه أحوال الناس، فما منعه مانع شرعي، وإنما حالت دون دوامه أحوال الناس وتغيّر الزمان؛ أما اليوم، فقد زال العذر، وسهل الطريق، وتعدّدت الوسائل، فلا سفر يُطلب، ولا اختلاط يُخشى، فإن وسائل التواصل اليوم قد قرّبت البعيد، ويسّرت العسير، وجعلت المعلّم في دار المتعلم، والعلم في كفّ من طلبه.
05.05.202521:34
05.05.202507:22
Reposted from:
ذخائر الفكر

04.05.202510:17
❞ سلسلة نقد الفلسفة الطبيعية ❝
1| مقدمة
2| منهج أهل السنة في العلوم التجريبية
3| هل تجاوز الطبيعيون حدود الحس؟
4| هل نحن نرفض الجاذبية؟
5| هل كان كارل بوبر بديلًا حقًا؟
6| تناقض بوبر المنهجي والإشكالية المعيارية
7| كيف فضح العقل زيف المعيار الحديث؟
8| كيف صاغت الفلسفة الطبيعية الايدولوجيات السياسية الحديثة؟
~ ذخائر الفكر ♞
1| مقدمة
2| منهج أهل السنة في العلوم التجريبية
3| هل تجاوز الطبيعيون حدود الحس؟
4| هل نحن نرفض الجاذبية؟
5| هل كان كارل بوبر بديلًا حقًا؟
6| تناقض بوبر المنهجي والإشكالية المعيارية
7| كيف فضح العقل زيف المعيار الحديث؟
8| كيف صاغت الفلسفة الطبيعية الايدولوجيات السياسية الحديثة؟
~ ذخائر الفكر ♞
29.04.202517:52
29.04.202510:52
06.05.202513:55
05.05.202521:34
روى محمد بن إسحاق من طريق الزهري، عن أنس بن مالك، أن أبا بكر -رضي الله عنه- خطب بعد بيعة السقيفة:
* قال أبو داود في الزهد ٣٢ - انا أحمد بن عبدة، قال: سمعت سفيان، في قول أبي بكر: وليتكم ولست بخيركم قال سفيان: بلغنا عن الحسن أنه قال: «بلى والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضم نفسه».
#آثار
«أما بعد، أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم*، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله».
* قال أبو داود في الزهد ٣٢ - انا أحمد بن عبدة، قال: سمعت سفيان، في قول أبي بكر: وليتكم ولست بخيركم قال سفيان: بلغنا عن الحسن أنه قال: «بلى والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضم نفسه».
#آثار


05.05.202507:22
آداب التعليم النبوي.
أخرجه مسلم، والصورة من المسند.
#آثار
أخرجه مسلم، والصورة من المسند.
#آثار
01.05.202515:33
29.04.202511:54
«وإذا شئتَ زيادةَ تعريفٍ بهذا المثل الأعلى فقدِّر قُوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحدٍ منهم، ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد، فإذا نسبتَ قوته إلى قوة الربِّ -عز وجل- لم تجد لها نسبة وإيَّاها البتةَ، كما لا تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الأسد.
فإذا قدرتَ علوم الخلائق اجتمعت لرجلٍ واحدٍ، ثم قدرتَ جميعهم بهذه المثابة كانت علومهم بالنسبة إلى عِلمه تعالى كنقرة عصفورٍ من بحرٍ. وإذا قدرتَ حِكمة جميع المخلوقين على هذا التقدير لم يكن لها نسبة إلى حِكمته. وكذلك إذا قدَّرتَ كل جمالٍ في الوجود اجتمع لشخصٍ واحدٍ، ثم كان الخَلْق كلهم بذلك الجمال كان نسبته إلى جمال الربِّ تعالى وجلاله دون نسبة السِّراج الضعيف إلى جرم الشمس».
~ ابن القيم (ت ٧٥١ هـ)، الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة - ط عطاءات العلم (١/٢٠٧)
تقدس ربنا.
28.04.202523:28
في أن تأويلات الجهمية تعود على النبوة بالإبطال
لو صحت دعوى المؤولين بأن الظواهر المتكاثرة غير مرادة، للزم أحد ثلاثة محاذير لا بد من وقوع أحدها أو بعضها، وهي: الطعن في علم المتكلم بهذه النصوص، أو في بيانه، أو في نصحه. وتفصيل ذلك أن يقال: إما أن يكون المتكلم بهذه النصوص عالماً أن الحق مع تأويلات النفاة المعطلين، أو لا يعلم ذلك. فإن لم يعلم، وكان الحق معهم، كان هذا قدحاً في علمه. وإن كان عالماً أن الحق معهم، فلا يخلو من حالين: إما أن يكون قادراً على التعبير بعباراتهم التي يزعمون أنها تنزيه لله عن التشبيه والتمثيل والتجسيم، وإما أن لا يكون قادراً على ذلك.
فإن لم يكن قادراً على التعبير بما يعبرون به، لزم القدح في فصاحته وبلاغته، ولزم أن يكون ورثة الصابئة وأفراخ الفلاسفة وأوقاح المعتزلة والجهمية وتلامذة الملاحدة أفصح منه وأبلغ في التعبير عن الحق، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة عند أوليائه وأعدائه، وموافقيه ومخالفيه. فإن مخالفيه لم يشكوا في أنه أفصح الخلق وأقدرهم على حسن البيان، وإيصال المعاني بأفصح عبارة وأوضح دلالة، وأبعدها عن اللبس والإشكال.
وإن كان قادراً على التعبير بالعبارات الدالة على الحق، ثم مع ذلك تكلم دائماً بخلافها وبما يناقضها، كان ذلك قدحاً في نصحه للأمة. وقد وصف الله رسله بكمال النصح والبيان، فقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، وأخبر عن رسله بأنهم أنصح الناس لأممهم. فمع كمال النصح والبيان والمعرفة التامة، كيف يكون مذهب النفاة المعطلة، أصحاب التحريف والتأويل، هو الصواب، ويكون قول أهل الإثبات ـ أتباع القرآن والسنة ـ باطلاً؟
ولو أراد الله ورسوله من كلامه خلاف حقيقته وظاهره الذي يفهمه المخاطب، لكان قد كلفه أن يفهم مراده بما لا يدل عليه، بل بما يدل على نقيضه، وكلفه أن يفهم النفي المحض مما يدل على الإثبات المحض، وأن يفهم ضد المعنى من ظاهر اللفظ، دون أن يجعل قرينة تبين له ذلك. وأراد منه أن يفهم أنه ليس فوق العرش إله يُعبد، ولا فوق العالم رب يُصلى له ويُسجد، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه، ولا تحته، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، مع أن ظاهر النصوص يدل على غاية الإثبات، لا على النفي المحض.
وفي هذا تكليف بما يناقض مقصود البيان والإرشاد والهدى، فإن قصد المتكلم حمل المخاطب على فهم خلاف ظاهره ينافي مقصود البيان، بل يكون ترك الخطاب أولى بالهدى من هذا الخطاب الذي يوقع في اللبس والضلال.
ولما كان الغرض بالخطاب دلالة السامع وإفهامه مراد المتكلم، وتبيينه له ما في نفسه من المعاني بأقرب طريق، كان ذلك موقوفاً على أمرين: بيان المتكلم، وتمكن السامع من الفهم. فإن تخلف البيان، أو تخلف فهم السامع، لم يحصل الغرض المقصود. فإذا عبر المتكلم بألفاظ دالة على مراده، ولم يعرف السامع معاني تلك الألفاظ، لم يحصل له البيان، بل لا بد من تمكن السامع من الفهم، مع حصول الإفهام من المتكلم.
فإذا كان الخطاب بألفاظ ظاهرها خلاف المراد، دون قرينة، لزم أن يكون قد ترك بيان الحق والصواب للناس، بل رمز إليه رموزاً، وألغزه ألغازاً، لا يفهمها السامع إلا بجهد جهيد وبعد عناء شديد. وإذا ازدوج التكلم بالباطل مع السكوت عن بيان الحق، تولد من بينهما جهل الحق وضلال الخلق.
ولهذا لما اعتقد النفاة التعطيل، صاروا يأتون بالعبارات الدالة على التعطيل والنفي نصاً وظاهراً، ولا يتكلمون بما يدل على حقيقة الإثبات لا نصاً ولا ظاهراً. فكان ترك إنزال هذه النصوص أنفع للخلق وأقرب إلى الصواب، إذ لم يستفيدوا منها علماً ولا يقيناً بما يجب لله ويمتنع عليه، بل صار العلم بذلك مستفاداً من عقول الرجال وآرائهم، لا من نصوص الوحي.
ومعلوم أن خطاب الإنسان للقوم بما لا يفهمونه إلا بترجمة، أيسر عليهم من خطابه بما كُلفوا أن يفهموا منه خلاف موضوعه وحقيقته بكثير.
#الرد_على_المتكلمين
لو صحت دعوى المؤولين بأن الظواهر المتكاثرة غير مرادة، للزم أحد ثلاثة محاذير لا بد من وقوع أحدها أو بعضها، وهي: الطعن في علم المتكلم بهذه النصوص، أو في بيانه، أو في نصحه. وتفصيل ذلك أن يقال: إما أن يكون المتكلم بهذه النصوص عالماً أن الحق مع تأويلات النفاة المعطلين، أو لا يعلم ذلك. فإن لم يعلم، وكان الحق معهم، كان هذا قدحاً في علمه. وإن كان عالماً أن الحق معهم، فلا يخلو من حالين: إما أن يكون قادراً على التعبير بعباراتهم التي يزعمون أنها تنزيه لله عن التشبيه والتمثيل والتجسيم، وإما أن لا يكون قادراً على ذلك.
فإن لم يكن قادراً على التعبير بما يعبرون به، لزم القدح في فصاحته وبلاغته، ولزم أن يكون ورثة الصابئة وأفراخ الفلاسفة وأوقاح المعتزلة والجهمية وتلامذة الملاحدة أفصح منه وأبلغ في التعبير عن الحق، وهذا مما يعلم بطلانه بالضرورة عند أوليائه وأعدائه، وموافقيه ومخالفيه. فإن مخالفيه لم يشكوا في أنه أفصح الخلق وأقدرهم على حسن البيان، وإيصال المعاني بأفصح عبارة وأوضح دلالة، وأبعدها عن اللبس والإشكال.
وإن كان قادراً على التعبير بالعبارات الدالة على الحق، ثم مع ذلك تكلم دائماً بخلافها وبما يناقضها، كان ذلك قدحاً في نصحه للأمة. وقد وصف الله رسله بكمال النصح والبيان، فقال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، وأخبر عن رسله بأنهم أنصح الناس لأممهم. فمع كمال النصح والبيان والمعرفة التامة، كيف يكون مذهب النفاة المعطلة، أصحاب التحريف والتأويل، هو الصواب، ويكون قول أهل الإثبات ـ أتباع القرآن والسنة ـ باطلاً؟
ولو أراد الله ورسوله من كلامه خلاف حقيقته وظاهره الذي يفهمه المخاطب، لكان قد كلفه أن يفهم مراده بما لا يدل عليه، بل بما يدل على نقيضه، وكلفه أن يفهم النفي المحض مما يدل على الإثبات المحض، وأن يفهم ضد المعنى من ظاهر اللفظ، دون أن يجعل قرينة تبين له ذلك. وأراد منه أن يفهم أنه ليس فوق العرش إله يُعبد، ولا فوق العالم رب يُصلى له ويُسجد، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه، ولا تحته، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، مع أن ظاهر النصوص يدل على غاية الإثبات، لا على النفي المحض.
وفي هذا تكليف بما يناقض مقصود البيان والإرشاد والهدى، فإن قصد المتكلم حمل المخاطب على فهم خلاف ظاهره ينافي مقصود البيان، بل يكون ترك الخطاب أولى بالهدى من هذا الخطاب الذي يوقع في اللبس والضلال.
ولما كان الغرض بالخطاب دلالة السامع وإفهامه مراد المتكلم، وتبيينه له ما في نفسه من المعاني بأقرب طريق، كان ذلك موقوفاً على أمرين: بيان المتكلم، وتمكن السامع من الفهم. فإن تخلف البيان، أو تخلف فهم السامع، لم يحصل الغرض المقصود. فإذا عبر المتكلم بألفاظ دالة على مراده، ولم يعرف السامع معاني تلك الألفاظ، لم يحصل له البيان، بل لا بد من تمكن السامع من الفهم، مع حصول الإفهام من المتكلم.
فإذا كان الخطاب بألفاظ ظاهرها خلاف المراد، دون قرينة، لزم أن يكون قد ترك بيان الحق والصواب للناس، بل رمز إليه رموزاً، وألغزه ألغازاً، لا يفهمها السامع إلا بجهد جهيد وبعد عناء شديد. وإذا ازدوج التكلم بالباطل مع السكوت عن بيان الحق، تولد من بينهما جهل الحق وضلال الخلق.
ولهذا لما اعتقد النفاة التعطيل، صاروا يأتون بالعبارات الدالة على التعطيل والنفي نصاً وظاهراً، ولا يتكلمون بما يدل على حقيقة الإثبات لا نصاً ولا ظاهراً. فكان ترك إنزال هذه النصوص أنفع للخلق وأقرب إلى الصواب، إذ لم يستفيدوا منها علماً ولا يقيناً بما يجب لله ويمتنع عليه، بل صار العلم بذلك مستفاداً من عقول الرجال وآرائهم، لا من نصوص الوحي.
ومعلوم أن خطاب الإنسان للقوم بما لا يفهمونه إلا بترجمة، أيسر عليهم من خطابه بما كُلفوا أن يفهموا منه خلاف موضوعه وحقيقته بكثير.
#الرد_على_المتكلمين


06.05.202510:42
05.05.202511:02
04.05.202516:34
بسط القول في فلسفة علم الاجتماع
تحرير موقف المسلمين من مناهج البحث في علم الاجتماع
#نقد_الفلسفة
تحرير موقف المسلمين من مناهج البحث في علم الاجتماع
#نقد_الفلسفة
29.04.202518:29
29.04.202511:54
28.04.202523:28
Shown 1 - 24 of 347
Log in to unlock more functionality.