هذا أنا ...
✍ علي الشاوش
وأحقُّ بي نفسي ، وتِلكَ عزيزةٌ
ونذرتُ أنَّ لِخالقِي استرضائي
لا شيءَ يدعوني لحفظِ وداعتي
أو أن أقدمَ للحياةِ وفائي
لا شيء يُملِي في الحياةِ عداوتي
وحدي أَقِرُّ لمن يكونُ ولائي
هذا أنا : ملأ العنادُ جوانحي
ورغِبتُ في استحفاظِ بعض غبائي
هذا أنا : إنسيُّ ضاق بِذَرعِهِ
ورحلتُ حتى أستديمَ بقائي
هذا أنا : (عيني) الشهامةُ والوفا
والصِدقُ (لامي) والسماحةُ (يائي)
هذا أنا : أبياتُ شِعرٍ تُرجِمت
لأبي فِراسَ و حاتمُ ابنُ الطائي
هذا أنا : من كلِّ درسٍ بعضه
وأنا أساطيرٌ لكلِّ رِوائي
هذا أنا : المجنون أحياناً ، كما
هذا أنا : من أعقلِ العُقلاءِ
هذا أنا : المظلوم ، مظلوميتي
بثَّيتُهَا في ليلةٍ ظلماءِ
هذا أنا : ظلمٌ وجورٌ زائلٌ
هذا أنا : عدلٌ يدومُ بقائي
هذا أنا : ماءٌ مَعِينٌ عذبةٌ
لكن لمن يسْترغِبونَ نقائي
هذا أنا : في الشمسِ ظلٌّ وارفٌ
وأنا الضياءُ لمن أراد ضيائي
وأنا : الأنانيُّ المُحبُّ لنفسِهِ
وأنا : لمن أحببتُهُم لَفِدائي
وأنا الحقيرُ إليك يا مُستعمِري
وأنا الفقيرُ وهاكَ هاكَ ندائي ..!
وأنا الذليلُ إلى عزيزٍ قادرٍ
ولهُ وراءَ إماتتي .. إحيائي ..!
وأنا الضعيفُ إلى قويٍ قاهرٍ
وعليه مُعتمدي ومنه رجائي..!
ربِّي ، وخالِقُنِي ، ومالِكُ ذِمَّتي
وحبيبُ قلبي منك منك حيائي
ما دمتَ تملكُني ومنكَ إجابتي
فلِمَا يكونُ إلى سِواكَ دُعائي..؟!
