في رموز القاموس المحيط للفيروزآبادي (ت: 817 هـ)
-------------
لجأ العلماء المسلمون في تدوين تراثهم إلى الرموز والاختصارات، لا سيما في المطولات، تفاديًا للتطويل، وحرصا على الاقتصاد في الورق والحبر، وتسهيلًا على طالبي المعرفة، وإن لكل قوم اختصاراتٍ ورموزًا، في القراءات، والحديث، والعروض، والفقه، والحساب، والفلك، والمنطق، وغير ذلك.
ومن الاختصارات ما ذكره الفيروزآبادي (ت: 817 هـ) في معجمه "القاموس المحيط" فقال في أوله: "... مكتفيًا بكتابة ع د هـ ج م عن قولي: موضع، وبلد، وقرية، والجمع، ومعروف"، وهذه أبيات في ظهرية نسخةٍ من القاموس، أولها في الإرشاد إلى كيفية البحث عن الكلمات في القاموس، تليها نتفة منسوبة للمؤلف الفيروزآبادي في نظم اختصاراته في القاموس، تليها نتفة أخرى في الموضوع نفسه لغيره.
"لبعضهم:
إذا رُمت في القاموس كشفًا للفظةٍ ### فآخرُها للباب والبدءُ للفصْلِ
ولا تعتبر في بدئها وأخيرها ### مزيدًا ولكنَّ اعتبارَك للأصل
للمؤلف:
وما فيه من رمزٍ بحرف فخمسةٌ ### فميم لمعروف وعين لموضع
وجيم لجمع ثم هاءٌ لقريةٍ ### وللبلد الدّال التي أهملت فَعِ
وجعل غيره الحروف 6 فقال:
وما كان في القاموس رمزًا فستةٌ ### بموضعهم عين ومعروفُهم ميم
جَجٌ لجمع الجمع دالٌ لبلدةٍ ### بقريتهم هاءٌ وجمعٌ له الجيم" (*)
قلت: وهي خمسة لا غير، وأما جعلها ستة فهو تحصيل حاصل، إذ أن جمع الجمع يُستنبط ضمنيًا من الرمز ج مكررًا والله أعلم.
----------
(*) القاموس المحيط، خ، الغازي خسرو: 4781
ضياء الدين جعرير
#فهرسة_المخطوطات
21-4-2020