21 مارس .
في مثل هذا اليوم من العام السابق ، رحلت أمي ،
ما زلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم كأن الزمن توقف عنده، كأنني ما زلت أسمع آخر كلماتها، وأشعر ببرودة اللحظة التي أخذتها مني دون وداعٍ كافٍ ، كُنت أظن أنني سأعتاد غيابها، لكن كيف يعتاد القلب على فقدان نبضه؟ كيف تتوقف العين عن البحث عن وجهٍ كان كُل الحياة؟ كُنت أظن إن الأيام ستجعل الأمر أهون، لكنها فقط علّمتني كيف أعيش مع هذا الفُقد، كيف أبتسم وقلبي يعتصر شوقًا، كيف أخفي دموعي عندما يذكرها أحد، وكيف أتظاهر بالقوة بينما أنا في داخلي طفلة تائهة تبحث عن حُضنها
أشتاق إليها في كل لحظة، في كل زاويةٍ كانت تشهد على وجودها، في كل ركنٍ ما زالت رائحتها تسكُنه، أفتقد لمسة يديها التي كانت تمسح عني التعب، لصوتها الذي كان يملأ البيت دفئًا، لدعواتها التي كانت تحميني من الدنيا ،
أمي لو أن الموت يُسمح له بالعودة، لو أني أستطيع أن أغمض عيني لأفتحها وأجدكِ هُنا، لو أنني أستطيع أن أضمكِ مرة أخيرة وأخبركِ كم أحبكِ، كم أحتاجكِ، وكم أنا ضائعة بدونكِ
اللهم إني لا أملك لها شيئًا سوى الدعاء، فأرحمها، واغفر لها، واجمعني بها في مُستقر رحمتك .