﮼ شارلوت .

  الهاوية تُنادِي :
عيون شارلوت، بئرانٌ عميقانِ  تَخْفِي وراءَ  سوادِهما  بحرًا  من  الخوف  المُتَجَمِّد ليست  جروحُها  جسدية  بل  ندوبٌ  غائرةٌ  في  روحها،  تَتَشابَكُ كَخيوطِ شبكةٍ عنكبوتيةٍ  لا  تُرى  إلا  في  ليل  الذكريات.  الخوفُ  منَ  المُستقبلِ  يُلاحِقُها  كَظِلٍّ  قاتِل يُذكِّرُها بِفشلها المُحتَمَل  بِسقوطِها  في  هَوْيَةٍ  لا  قاعَ  لها كلُّ  يومٍ  يَمرُّ  كَسِكِّينٍ  مُشَرَّبٍ  بِالسُّمّ يَشَقُّ  قلبَها  بِبطءٍ  مُؤلِم ضآلةُ  أملِها  تُشْبِهُ  نَفَسَ  مُغْرَقٍ  يَتَلاشى  تحتَ  موجاتٍ  لا  تُرَحِم الهروبُ  إلى  عالمٍ  افتراضيٍّ  لم  يُجْدِ  نفعاً فَالواقعُ  يَسْحَبُها  إلى  الهاوية  بِقُوَّةٍ  لا  تُقاوَم في ليلةٍ مُظلمة  تَشْهَدُ  حادثةً  مُرْعِبةً  تُغيِّرُ  مُجرى حياتِها  إلى  الأبد .

مُعركةٌ  داخليةٌ  لا  تُنْهِي :
الصراعُ  معَ  النفسِ  أَشَدُّ  قسوةً من  أيِّ  مُعْرَكَةٍ  خارجية شكوكُها  تَتَحَوَّلُ  إلى  أشباحٍ  تُلاحِقُها  في  أحلامِها  وَيَقظتِها فشلها  السابقُ  يُطاردُها  كَظِلٍّ  لا  يُفارِقُها يُذكِّرُها  بِضعفِها وَقُدْرَتِها المُحدودة الوحدةُ  تُغْرِقُها  في  بحرٍ  من  اليأس تُخنُقُها  بِصَمتِها  القاسي  تَتَشابَكُ  الأفكارُ  في  رأسِها  كَأفاعٍ  سامّة تَسُمُّ  روحَها  بِسمّ  اليأس مشاعرُها  تَتَفَجَّرُ  كَبراكين  غاضبة تُدَمِّرُ  كلَّ  شيءٍ  في  طريقِها لكن  في  قلبِ  هذا  الفوضى تَتَجَلَّى  شرارةٌ  من  المُقاومة إرادةٌ  بِقُوَّةِ  عاصفةٍ  تُحاوِلُ  كَسْرَ  قيودِ  الخوف .


  الدمُ  المتناثِر :
تَتَحَوَّلُ  معاناتها إلى  عنفٍ  مُباشِر في وجهِ الواقع المدينةُ  تُصبحُ  مسرحاً  لِمُعْرَكَةٍ  دامية مُعْرَكَةٌ  بينَ شارلوت وَظلالِ ماضيها وَخُوفِها منَ المُستقبل تُسْتَخدِمُ  شارلوت كلَّ ما تَمْلِكُهُ مِنْ قُوَّةٍ لِلتَّغَلُّبِ  على  مُخاطِرِها لكنَّ  الواقعَ يُقابِلُها بِقسوةٍ لا تُرَحِم الدّموعُ  تَتَساقَطُ  كَالْمَطَرِ  الحامض الذكرياتُ تَتَساقَطُ كَأوراقٍ ذابلةٍ تَحْمِلُ رائحة
 اليأس  والأحلامُ  تَتَحَطَّمُ  كَزجاجٍ  مُكسَّر لكن في  وسط  هذا  الدمار تَتَجَلَّى إرادةٌ حديدية  إرادةٌ  تُحاوِلُ  البقاء  على  قيدِ  الحياة .

الصمتُ  يُصْرِخ :
الصمتُ  يُصبحُ  أَقْوَى  أسلحةِ  شارلوت لكنّهُ  أيضاً  سجنُها  تُحاوِلُ  إيجادَ  صَوْتٍ  لها  في  هذا  العالمِ  الصَّامت لكنَّ  صَوْتَها  يَضِيعُ  في  اللامبالاة  والوحدة تُحاوِلُ  التَّواصلَ لكنَّ  كلماتِها  تَضيعُ  في  الفضاء تُحاوِلُ  البحثَ  عنْ  معنى  لِوجودِها لكنَّ  المعنى يَظَلُّ مُختَفياً خلفَ جدارٍ من الصمت  لكن  في  هذا  الصمت تَتَجَلَّى قُوَّةٌ مُخْتَفِيَة قُوَّةٌ  تُحاوِلُ  كَسْرَ  هذا  الصمت  بِصرخةٍ  دامية .