حين تأتيني نوبة الهلع، أشعر كأنني أسقط في فراغ لا قاع له. ليس سقوطًا بالجسد، بل سقوطٌ بالروح، كأن كل ما حولي يتحول إلى ضبابٍ كثيف، وكل ما بداخلي يصرخ دون صوت.
يتصاعد الخوف من اللاشيء، لكنه يتضخم كوحشٍ خفيّ لا أراه، فقط أشعر بظله يلتف حولي. أنفاسي تتسارع كأنني أركض للهروب، لكنني عالق في مكاني، أبحث عن مخرجٍ لا وجود له.
أسأل نفسي: ماذا لو لم ينتهِ؟ ماذا لو بقيتُ هنا عالقًا إلى الأبد؟ ثم أذكر أن هذه اللحظات هي حربٌ بين عقلي وذاتي، وأنني، رغم ضعفي الظاهر، انتصرت عليها مراتٍ كثيرة من قبل.