دروس من هدي القرآن الكريم
🔹الموالاة والمعاداة🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
الخطورة في المسألة في الزمن هذا انتشرت الوسائل الكثيرة التي تقدر على تحويل الناس، وكلها تتركز، كل وسائل الإعلام، كل الأشياء هذه تتركز إلى خلق ولاء وعداء يكون خلاصتها حتى عندمـا يحاولـون أن يكون المنهج الدراسي على نحو معين، ونشاط وزارة الثقافة على نحو معين، والتلفزيون والإذاعة نشاطها على نحو معين كله يصب في هذه النقطة: هو لتهيئة النفوس بالشكل الذي يمكن أن تكون معه تتولى هذا الخط وتعادي هذا الخط، تتولى هذه الفئة وتعادي هـذه الفئة. هذا كل مـا تـدور حولـه هـذه الوسائـل الإعلامية والتربوية، والتثقيفية، ومن أجل هذه النقطة تبذل ملايين ملايين الدولارات من أجـل خلق ولاءات وعداوات.
الزمن هذا يعتبر من أسوأ الأزمنة في هذه الناحية، من أسوأ الأزمنة. يقولون: إن المعاصي نفسها، المعاصي قـد تكون في أزمنة كبيرة جـداً أكبـر منهـا فـي زمـن معين، في الزمن هذا يظهر بأنه أي فساد، أي فساد يحصل حتى من قبلك أنت شخصياً داخل بيتك قد أصبح واقعاً يخدم إسرائيل وأمريكا، يخدم اليهود والنصارى، أيّ فساد أصبح يخدم اليهود والنصارى.
فالإنسان عندما يفسد، أو يترك أولاده يفسدون، أو يُفسِد آخرين، يعتبر مجند لخدمة أمريكا وإسرائيل، وخدمة اليهود والنصارى، بدليل أنهم هم حرصوا جداً على أن يصل ما يريدونه، ويصل إفسادهم إلى كل بيت، إلى كل شخص مثلما الشيطان، هذه هي فكرة الشيطان، الشيطان الآن ما هو شخص واحد؟ الشيطان الذي تحـدث القرآن عنه وحذرنا الله منه، وأمرنا أن نعاديه، وأن نلعنه، وأن نحذر من وساوسه وكيده؟ هذا الشيطان لا أحـد يـدري في أي منطقة من العالم هو موجود، هو متمركز، هل في [مثلث برمودا] على مـا يقـول البعـض: أن الشيطان هناك، وأن معه دولة هناك، وأنهم هم من عملوا تلك المشكلة، مشكلة السفن، وأن السفن هناك تتيه، وتضيع، أو في أي منطقة هو.
هذا الشيطان افترض أنه في أقصى الكرة الشمالية، في القطب الشمالي من الأرض، في أقصى منطقة، لكن كل شخص من بني آدم يعمل العمل الذي يريد الشيطان ويسعى الشيطان لتعميمه ونشره يعتبر عابداً للشيطان؛ ولهذا حكى الله ما سيقول لبني آدم يوم القيامة: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (يس: 60) قد تقـول: نحـن مـا عبدنـاه، ونحـن فـي بيوتنا وبيننا وبينه آلاف الكيلو مترات، الله أعلم أين مكانه. لا؛ لأنك في عملك هذا تخدم الشيطان، وتصبح نائباً عنه، وتصبح جسراً لما يريد أن يعممه ويوصله للآخرين، فتصبح المعصية خدمة للشيطان، وتصبح وأنت في أي منطقة في هذا العالم، ويصبح كل شخص يعصي الله سبحانه وتعالى، ويقدم عليه يوم القيامة وهو عاصي لله، عابد للشيطان، يقال له مع بقية من كانوا على طريقته: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} (يس: 61).
نفس الشيء بالنسبة لأمريكا وإسرائيل، بالنسبة لليهود والنصارى استطاعوا أن يهيمنوا هيمنة يفسدون فيها في كل مجال كما حكى الله عنهم في القرآن: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} (المائدة: 33) فأصبح من الخطورة بمكان أن الفساد الذي يحصل في هذه المحلة أو في تلك المحلة أو في هذا البيت أو في ذلك البيت لم تعد معصية محدودة في إطارك فقط، أصبحت تخدم أمريكا وإسرائيل، تخدم المجرمين من هـؤلاء، اليهـود والنصـارى. ومعنى هذا بأنـه تصبـح الجريمة كبيرة، تصبح الجريمة كبيرة.
قالوا بأن [الدشات] هذه كانت قبل فترة تصل إلى صنعاء وقيمتها حوالي مائة وثلاثون ألف، الصحن مع الجهاز يكلف مائـة وثلاثيـن ألف، بعدها نزلت قليلاً وصَلَت بثمانين ألف، ثم دُعمت من جانب إسرائيل، دعمت بدعم رئيسي لتخفـض أسعارهـا جـداً للنـاس؛ لتنتشر في كل بيت، فأصبح أسعارها الآن إلى حدود خمسة عشر ألف، عشرين ألف الذي كان بمائة وعشرين ألف!
مـا معنـى الدعـم؟ أن يقولـوا مثلاً لأي شركة مصنعة صحون أو رؤوس، كم التكلفة؟ بكم تريدوا أن يباع؟ احسبوا علينا نسبة 70% من القيمة وأنزلوه الأسواق بالسعر الفلاني، ويسدد من جانبهم نقداً للشركات في سبيل ماذا؟ في سبيل أن يصلوا بالفساد إلى كل بيت؛ لأنهم يعرفون أن الفساد في هذا البيت، وفي هذا الشخص في أي منطقة من العالم أصبح يخدم قضيتهم، أصبح يخدم هيمنتهم، وإلا لما بذلوا ملايين الدولارات في دعم الدشات هذه وتنزل من مائة وثلاثين ألف إلى عشرين ألف إلى خمسة عشر ألف.