قاعدة في الضيق:
أوصىٰ الله نبيه عليه الصلاة والسلام بالتسبيح كثيرًا وقرنه بالصبر في مقامات الدعوة والبلاء، فالتسبيح تنزيه لله تبارك وتعالىٰ عن أن يكون في قدره إلا الحكمة، وأن يكون في بلاء المؤمن إلا الرحمة، واعتراف بأنه إن كان من نقص فهو منّي يا رب، وأما أنت فسبحانك وبحمدك.
وبها كانت مقامًا عظيمًا من العبودية، وبها فرجت كربات الأنبياء عليهم السلام:
- قال آدم وحوّاء عليهما السلام بعد أن وقعا في المعصية: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
- وقال موسىٰ عليه السلام بعد أن قتل النفس فأصابه الغمّ: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
- وعن يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فأجابه ربُّه سبحانه: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
هذه العبودية تخرج الصدر من ضيق أزمته إلىٰ سعة الله وحكمته ورحمته.