وهدأةُ العيونِ التي تُشبه الليل…
كأنَّها خُلِقت من سكون الليلِ حين يعانقُ الأرض،
هادئةٌ كنسيمٍ يمرُّ دون أن يُثيرَ العاصفة،
لكنّه يتركُ في القلبِ أثرًا لا يُمحى،
وعيناها… كأنّهما نافذتان على عالمٍ لا يُشبهُ العالم،
عالمٌ هادئ، لكنه يعجُّ بالحكاياتِ التي لم تُروَ بعد.
في هاتين العينين، يسكنُ الليلُ بكلِّ أسراره،
ظلالٌ من غموضٍ، وأضواءٌ خافتةٌ تُشبهُ الأمل،
وحين تلتقي بنظرتها، تشعرُ وكأنَّك تسبحُ في بحرٍ ساكن،
بحرٌ لا يُغرق، لكنه يجذبُ إليك،
يجعلكَ تُضيّعُ الطريقَ عن قصد،
كأنَّك تبحثُ عن شيءٍ لم تفقدهُ بعد.
لا تُجيدُ الصخب، ولا تركضُ خلف الضجيج،
هي الهدوءُ الذي يسبقُ المطر،
والمطرُ حين يأتي بلا عاصفة،
هي التي تقرؤكَ بنظرةٍ واحدة،
ولا تحتاجُ إلى كلماتٍ لتفهمكَ أكثر مما تفهمُ نفسَكَ.
وفي عينيها، حيثُ يسكنُ السكون،
يفقدُ العالمُ صخبه، وتستكينُ الأرواح،
كأنّها سلامٌ يمشي على قدمين،
كأنّها الليلُ حين يعترفُ للقمر،
بأنّ هدوءَه… ليسَ سوى عشقٍ صامت.