جلستْ هِيا أمامي بوجهٍ شاحب، وعينين غارقتين في الدموع، تحاول إخفاء ارتجاف يديها، لكن الألم كان واضحًا في كل تفاصيلها. بصوتٍ مخنوق، سألت:العَبير التواتي.
"لو عاد بي الزمن، ماذا كنتِ ستقولين لي؟"
تنهدتُ بأسى، وأنا أرى بقايا ثقةٍ مكسورة، وقلتُ بحزمٍ هادئ:
"كنتُ سأقول لكِ: لا تثقي برجلٍ لم يطرق الباب، فذلك أول الندامة، وبداية الخسارة، ومفتاح الدمار… قلبكِ وعرضكِ أثمن من أن يكونا ميدانًا للاختبار."
أغمضت عينيها للحظة، وكأنها تستوعب كلماتٍ تمنّت لو سمعتها قبل أن تُصدّق وعودًا زائفة، قبل أن تظن أن الحب يُمنح بلا التزام، بلا مسؤولية، بلا أبوابٍ تُطرق بشرف.
أمسكتُ يدها برفق وقلتُ:
"المهم الآن، أن تتعلمي الدرس. أن تدركي أن قيمتكِ لم تتغير، وأنكِ أقوى مما تظنين… لا زال لديكِ فرصة للنهوض، لوضع حدٍّ لكل ما جرحكِ، ولتعلمي أن من أرادكِ حقًا، لن يأتيكِ عبر طرقٍ ملتوية."
هزّت رأسها ببطء، مسحت دموعها، وأدركت أخيرًا أن بعض الدروس تُدفع ضريبتها غاليًا، لكنها تُعلّم كيف نحمي أنفسنا في المستقبل.
كوني الفتاة التي يُحكى عنها أنها قوية، لكنها لطيفة، حازمة، لكنها محترمة، تعرف كيف تضع حدودها دون أن تنزل لمستوى لا يشبهها.