في مَهْبِّ الوَجَعِ السّاكنِ في أَعْماقي،
تَتَلَوَّى أَوْتارُ الرّوحِ في أُفولِ اشْتِياقي.
أَرْقُصُ، لا لِأَحْيا، بَلْ لِأَدْفِنَ الصَّمْتَ،
لِأُشْعِلَ في أَضْلُعِ الظَّلامِ نارَ احْتِراقي.
يا طائِرَ الغُرابِ، أَيُّ شِعْرٍ في جَناحيكَ؟
أَيُّ لَحْنٍ غادَرَ النَّبْضَ في مَساعيكَ؟
هَلْ وُلِدْنا لِلرَّقْصِ، أَمْ هُوَ مَوْتٌ مُغَنّى؟
هَلْ نَحْنُ ظِلٌّ عالِقٌ في مِرآةِ ماضيكَ؟
في الفَجْوَةِ بَيْنَ النَّغْمَةِ والخَطْوَةِ، أَتَهاوَى،
كَأَنَّ الزَّمانَ رَقَصَ، لَكِنَّهُ لَمْ يُساوِ.
كَأَنَّ الرِّيحَ تَهْمِسُ لي: "يا سَليلَ العَدَمِ،
أَنْتَ اللَّحْظَةُ الَّتي أَضاعَتْ سِرَّ البَقاءِ".
هَكَذا، أَسْكُبُ ظِلالي عَلى كُفوفِ اللَّيْلِ،
وَأُراقِصُ القَدَرَ، وَلَوْ كانَ وَهْمًا مُسْتَحيلِ.
أُغَنِّي بِلا صَوْتٍ، أُشْعِلُ نارًا بِلا وَهَجٍ،
وَأَبْقى، كَطَيْفٍ ناحِلٍ في جُرْحِ التَّأْويلِ فَهَلْ أَنا رَقْصَةُ الغُرابِ، أَمِ الغُرابُ أَنا؟
وَهَلْ في السُّكونِ حَياةٌ؟ أَمْ في المَوْتِ دَنا؟
يا لَحْنَ القَلْبِ، إنْ مِتَّ، أَيُّ مَعْنًى يُبْقى؟
وَيا جَسَدَ الظِّلِّ، هَلْ تُغَنِّي حَتّى تَفْنى؟